|
ملاحظات حول التعليقات على مقال قانون الاجتثاث
حسقيل قوجمان
الحوار المتمدن-العدد: 3102 - 2010 / 8 / 22 - 11:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ملاحظات حول التعليقات على مقال قانون الاجتثاث قد يرى البعض انني لم استجب لكل تعليق بصورة منفصلة كما يفعل الاخرون. وثمة من نفد صبرهم لسكوت حسقيل قوجمان بعد كل هذه التعليقات. يرجع سكوتي هذا الى كثرة التعليقات وتنوعها والى ان الاجابة على كل تعليق تتطلب وقتا طويلا للمكوث امام الكومبيوتر وهو ما لا يسمح لي وضعي الصحي وتقدمي في السن القيام به. انتظرت حتى تهدأ العاصفة وتتوقف التعليقات لكي اجيب عليها بصورة عامة في مقال منفصل. واعتقد ان هذا اضافة الى الاستجابة للتعليقات التي تناقش مادة المقال يسمح للقراء الذين لم يشتركوا في التعليقات الاطلاع على رايي فيها. قبل كل شيء اود ان ابدي شكري لجميع المعلقين بدون استثناء وبصرف النظر عن ارائهم وانتقاداتهم. ففي التعليق يبدي القارئ رأيه لجمهور القراء وهذا ينطوي على فوائد جمة اذ ان تعدد الاراء يسمح للقارئ بتفحص الاراء وتغيير رايه اذا وجد في ذلك فائدة. وهذا من اهم فوائد الانتقاد. كنت اعلم سلفا ان هذا المقال يثير موجة من ردود الفعل ولهذا اغلقت في مقدمة المقال طريق التهجم الشخصي وكيل الاتهامات لكي تقتصر التعليقات على مادة المقال فقط ومع ذلك تعدت التعليقات نطاق مادة المقال. اود قبل الدخول في الموضوع ان ابدي رأيي في تعليقين لا علاقة لهما في موضوع قانون اجتثاث البعث. اولا تعليق الاخ فؤاد النمري. ان تعليقه يعبر عن جهله المطبق بما حدث في العراق قبل الاحتلال في سنوات الحصار الاميركي الذي اعترف العالم كله بمن في ذلك وزيرة الخارجية الاميركية انه ادى الى وفاة (اي قتل) نصف مليون طفل عراقي وما حدث عند الاحتلال وما اصاب الشعب العراقي وما زال يصيبه من كوارث نتيجة الاحتلال. ثانيا تعليق صديقي وناقدي يعقوب ابراهامي الذي اشمأز من كلمة الانسانية يقولها شخص مثل حسقيل قوجمان ما زال حتى اليوم يعتبر ستالين احد معلمي الطبقة العاملة الاربعة. ويبدي رأيه حول ما يسميه الستالينية اذ يقول "الستالينية تجريد الافكار الشيوعية الانسانية من محتواها الانساني". وهذا تعريف اخر للستالينية يضاف الى تعاريفه العديدة السابقة. واقول ما يسميه الستالينية لاني لم اسمع من الناحية النظرية بوجود شيء اسمه الستالينية. فكل ما نسمعه هو الماركسية واللينينية، الماركسية اللينينية. ولم اسمع او اقرأ اية عبارة تقول الماركسية اللينينية الستالينية. وقد اكد ستالين نفسه في اخر عبارة قالها في اجتماع حزبي في حياته حيث اكد على عدم وجود تلاميذ له اطلاقا وانه هو والاخرين كلهم تلاميذ لينين العظيم. ان مصطلح الستالينية استخدمه اعداء الماركسية اللينينية فقط من اجل التنديد بستالين ثم بالماركسية اللينينية كما نشاهده اليوم في بلدان الاتحاد السوفييتي السابقة. ومن الجدير هنا الاشارة الى توصل يعقوب الى ان اللينينية اصبحت جثة محنطة وهذا لا يدخل ضمن النضال ضد الستالينية. اشار عدد من المعلقين الى حقيقة بالغة الاهمية في حياتي هي انعزالي وابتعادي عن العراق والشعب العراقي ونضالاته الميدانية. ليس ثمة من يعرف هذه الحقيقة اكثر مني. وقد بينتها للقراء في كل مناسبة اشعر فيها بان انعزالي وابتعادي عن ميدان النضال يمنعني من تحليل بعض القضايا التي اود مناقشتها. وقد جاء ذلك صراحة في العديد من مقالاتي. وعلى سبيل المثال اشرت الى ذلك في هذا المقال الى جهلي لما يحدث فعلا في موضوع المقاومة المسلحة ضد الاحتلال ولذلك استندت الى ما قرأته اخيرا عن ان المقاومة السملحة تقوم بها فئات اسلامية فقط ولا دخل للقيادات البعثية السابقة فيها. وكذلك في مقالي السابق لهذا المقال حول انتفاضة الكهرباء حيث بينت ان انعزالي عن الشعب العراقي ونضالات الشعب العراقي ادت الى اني اناقش في كتاباتي الاخيرة قضايا نظرية نظرا لعجزي عن مناقشة ما يجري فعلا من نضالات الشعب العراقي. ومع كل هذا الانعزال والابتعاد عما يجري من نضالات الشعب العراقي كنت اقرب الى الشعب العراقي من كثير من الاشخاص الموجودين في حومة النضال ويعتقدون ان الرفيق صدام كان يقود الشعب العراقي نحو الاشتراكية. وبالمناسبة اشكر الاخوان الذين نبهوني الى اني قد اصبت بخرف الشيخوخة واتمنى من كل قلبي ان لا يصيبهم ما اصابني عند شيخوختهم. ناقش العديد من المعلقين موضوع البعث بتعداد جرائمه. وقد جاؤوا بحقائق لم اعرفها طورت معلوماتي حول جرائم البعث. ولكني في المقال لم اتجاهل الجرائم التي اقترفها الحكام البعثيون في حق الشعب العراقي. انا لم ادافع عن اي مجرم سواء اكان بعثيا ام غير بعثي وبينت ان هؤلاء المجرمين بعثيين وغير بعثيين سينالون جزاءهم بعد تحرر الشعب العراقي من الاحتلال وتكون له حكومة عراقية مستقلة. وكل كتاباتي القديمة والجديدة تدل على موقفي من حكومة البعث الفاشية ومن التحالف معها. ولكن القضية الاساسية في هذا الموضوع هي اختلاف الاراء في عدد المجرمين بحق الشعب العراقي من البعثيين. فقد بينت في مقالي ان اعضاء حزب البعث المتمسكين بعضوية حزب البعث والمتخلين عن الحزب ليسوا كلهم مجرمين في حق الشعب العراقي. واصر بعض المعلقين على ان جميع البعثيين هم مجرمون في حق الشعب العراقي. كان اعضاء حزب البعث يحصون بالملايين ولا يمكن في رايي اعتبار جميع هؤلاء الملايين مجرمين في حق الشعب العراقي او اعداء للشعب العراقي او مجردين من كل شعور وطني. هذا كل ما اكدته في مقالي. ولكن لم يتطرق اي من المعلقين الى قانون اجتثاث البعث، موضوع المقال الرئيسي. لم يناقش اي من المعلقين قانون اجتثاث البعث اذا كان قانونا عادلا من الناحية الانسانية ام لم يكن. وكان موضوع المقال كله منصبا على هذا القانون. اود الان ان اناقش هؤلاء الاخوان الذين يعتقدون ان الملايين من اعضاء حزب كلهم مجرمون وهذا ينطوي على الاعتراف ضمنا بان قانون اجتثاث البعث قانون عادل وانساني. لو افترضنا جدلا ان جميع الملايين من اعضاء حزب البعث مجرمون في حق الشعب العراق كما يشير هؤلاء المعلقون. فمع كل ذلك لا يصبح قانون اجتثاث البعث قانونا عادلا انسانيا. وسبب ذلك هو ان قانون اجتثاث البعث يحكم على هؤلاء الاعضاء البعثيين على الهوية، اي على كونهم اعضاء في حزب البعث وليس على جرائم ضد الانسانية اقترفوها. في هذا المجال لدينا مثل ساطع هو محاكمة صدام حسين والاخرين معه. لا اناقش موضوع محاكمة صدام حسين من حيث نوع المحكمة وطبيعة القاضي وصلاحيات مثل هذه المحكمة وكل هذا موضوع خلاف بين الناس وهو ليس موضوع المقال. لو كان قانون اجتثاث البعث قانونا عادلا انسانيا لكان من الواجب محاكمة صدام بموجب قانون اجتثاث البعث. ولكن صدام حوكم وحكم بموجب القوانين الجنائية. لم يحاكم لانه كان قائد حزب البعث وانما حوكم على جرائم قتل جماعي ضد الشعب العراقي. وهذا بالذات ما اشرت اليه في مقالي. ان يقوم الشعب العراقي بمحاكمة المجرمين على انواعهم وليس اعضاء حزب البعث وحدهم على الجرائم التي اقترفوها وليس على كونهم اعضاء او اعضاء سابقين في حزب البعث او في غير حزب البعث. ان من وضع قانون اجتثاث البعث وضعه لكي يستخدمه كحجة لاضطهاد الشعب العراقي وسجن شبابه وتعذيبهم وقتل العديد منهم وهو ما كثر الحديث عنه مثل السجون السرية والعلنية المكتضة بعشرات الالوف او مئات الالوف حسب التقديرات التي اسمعها واقرأ عنها في وسائل الاعلام العراقية. ان هذا القانون وسيلة من وسائل القتل على الهوية الذي ساد العراق منذ يوم الاحتلال وحتى اليوم. انتظرت هدوء العاصفة ولكني ارى ان التعليقات متواصلة بالعشرات كل يوم وهي في اغلبها سجالات بين المعلقين بعضهم مع بعض ولا علاقة لها بموضوع قانون اجتثاث البعث ولا ارى اي سبب يدفعني الى مناقشتها.
#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قانون اجتثاث البعث جريمة ضد الانسانية
-
ملاحظات حول انتفاضة الكهرباء
-
جواب جديد على رسالة
-
انبياء واولياء عبادة الشخصية (2)
-
انبياء واولياء عبادة الشخصية (١)
-
الاحدى والستون لاحقيقة لدى خروشوف
-
العلاقات التنظيمية بين اعضاء حزب شيوعي
-
طبيعة النقابات الاقتصادية والسياسية
-
ذكريات شخصية (اخيرة)
-
ذكريات شخصية 3
-
ذكريات شخصية 2
-
ذكريات شخصية 1
-
شكرا يعقوب ابراهامي
-
رأي على تعليق
-
الديالكتيك الالهي والديالكتيك المادي
-
حميد عثمان والديالكتيك وحسقيل قوجمان
-
مجزرة الكوت كما اتذكرها
-
الطبابة او العناية الصحية في السجون السياسية
-
الانشاد والغناء في السجون السياسية
-
رسالة شكر للاخ وصفي يوسف
المزيد.....
-
أشرف عبدالباقي وابنته زينة من العرض الخاص لفيلمها -مين يصدق-
...
-
لبنان.. ما هو القرار 1701 ودوره بوقف إطلاق النار بين الجيش ا
...
-
ملابسات انتحار أسطول والملجأ الأخير إلى أكبر قاعدة بحرية عرب
...
-
شي: سنواصل العمل مع المجتمع الدولي لوقف القتال في غزة
-
لبنان.. بدء إزالة آثار القصف الإسرائيلي وعودة الأهالي إلى أم
...
-
السعودية تحذر مواطنيها من -أمطار وسيول- وتدعو للبقاء في -أما
...
-
الحكومة الألمانية توافق على مبيعات أسلحة لإسرائيل بـ131 مليو
...
-
بعد التهديدات الإسرائيلية.. مقتدى الصدر يصدر 4 أوامر لـ-سراي
...
-
ماسك يعلق على طلب بايدن تخصيص أموال إضافية لكييف
-
لافروف: التصعيد المستمر في الشرق الأوسط ناجم عن نهج إسرائيل
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|