|
انا عراقي والسيستاني عراقي!!
محمد الرديني
الحوار المتمدن-العدد: 3102 - 2010 / 8 / 22 - 08:47
المحور:
كتابات ساخرة
صباح امس وجدت هذه الرسالة في بريدي الخاص ، انقلها لكم وعزائي ان ناقل الكفر ليس بكافر. يقول صاحبها: بعيدا عن المقدمات والمجاملات، اريد ان اجازف واضع رأسي برأس مرجعيتنا الديني السيستاني. ولا تحسبني هادفا للتقليل من شأنه حتى اقف معه على قدم المساواة لاني اؤمن ان لم استطع هذا اليوم فاني ساقف معه امام الله بقاماتنا الممدودة يوم الحساب الكبير. ليثبت لي انه عراقي اولا وحريص على وحدة هذه الامة ثانيا ويدعو الله في هذا الشهر الكريم ان يحفظ العراق من التقسيم ثالثا. من هو العراقي انا ام السيستاني؟؟ يمكنني ان اثبت اني عراقي بالشهادات التالية: لدي بطاقة تموينية. دفتر نفوس مكتوب فيه، الحالة العلمية : أمي شهادة جنسية من صنف الفقرة (أ) ( يعني موايراني حسب تصنيف العهد السابق للمواطنين العراقيين). شهادة وفاة جدي الثالث المدفون في مقبرة ابو الخصيب. ايصال آخر فاتورة كهرباء دفعتها منذ اكثر من سنتين. اتلظى يوميا مع زوجتي واولادي الثلاثة بلهيب الحر والرطوبة ودلال الاوكسجين الغائب عن الانظار منذ 2003. قرأت كما قرأ غيري نعي الكهرباء في صفحات الجرائد المعارضة والمؤيدة والمتفرجة. اقرأ يوميا ما تنقله الفضائيات العالمية كل يوم من اخبار بلادي عن ازدياد نسبة السرطان والتشوهات الخلقية للمواليد الجدد وانتشار الايدز في النجف وكربلاء والمحافظات الجنوبية الاخرى. ابكي الما على شحة المياه في دجلة والفرات ولا اجرؤ على اداء صلاة الاستسقاء مخافة ان يهبني الله الماء لتسيطر عليه ميليشيات صوت الحق ورجال الحق واتباع الحق واجراس الحق. حصنت نفسي من كل المحارم والموبقات فلم اشرب الخمر ولم ادخن النارجيلة ولا اصيع في الاسواق بحثا عن الوجه الحسن ولا امد يدي لمال غيري ولم اتعلم شفط الكيروسين الذي يستعمله الناس في اشعال الفوانيس ليلة الجمعة، واستبدلت زوجتي الفرن الكهربائي بروث الابقار لطهي الطعام وغسل الصحون. مثلمتي الوحيدة او قل انحرافي الوحيد هو اني تجرأت وتمردت على الاوامر العليا التي ترددها المرجعية وهي عدم التدخل بالسياسة ولا بشؤون الدولة فانها من شأن المختصين بامور الدنيا وذلك يعني اداء شعائر الله بعيدا عن انحراف الخليفة ولصوصية زبانيته ومن هنا ادركت ، ويالبؤس ما أدركت، ان ذلك مستحيل، فهل يعقل مثلا ان الا أحتج على عدم وصول الكهرباء الى بيتي وبيوت جيراني لانه يعتبر تدخلا بالسياسة؟؟ وهل حين اطالب دولة الرئيس بعمل المستحيل من اجل ايقاف انهار الدم اكون سياسيا ومنحرفا؟؟ وهل حين اقف تحت شرفة دولة الرئيس في المنطقة الخضراء واتضرع له ان يمسك سيفه ويقطع لسان كل من يسرق "عينك عينك" خبز الاخرين حرام لانه يقع في قائمة تعاطي السياسة؟؟.وهل اقتراحي بالغاء الزكاة واستحداث وزارة تسمى وزارة بيت المال تعد كفرا واستهانة بالقيم العليا؟؟. فاذا كانت الحياة تستند على ثلاثة اعمدة هي الدين، السياسة والتربية كما يقول شيوخنا الافاضل فكيف لي ان اتخلى عن عمود السياسة وهو مكان القلب من هذه الحياة، ربما اتخلى عن بعض واجباتي الدينية فالله غفور رحيم، وربما لم اتلق تربية نموذجية فانا نطفة نمت وترعرعت في هذا المجتمع وانا تحصيل حاصل لما ينتج ولكني لم اتخل عن السياسة فهي زادي اليومي لاسباب باتت معروفة للقاصي والداني وليس من المعقول ان اتحجج بتركها شرعا مخافة ان اذهب الى النار وارى اهلي وناسي يتعذبون يوميا، فمنهم من يقف في طابور التجنيد ويقتل. ومنهم من يقف في المسطر بحثا عن دنانير يسد بها رمق اطفاله ويقتل، ومنهم من ينتظر في موقف الباص ذاهبا الى عمله ويقتل، ومنهم من يصلي او يشارك في عرس ويقتل. هذه هي السياسة التي افهمها، واذا كانت مرجعيتنا ترى غير ذلك فاني العبد الفقير الى ربه اعلن تمردي وتمسكي بصواب رأيي الى ان يفعل الله امرا كان مفعولا او ان يعترف من يهمه الامر بخطأه وسبحان الذي لايخطأ. ماألعمل؟؟ عفوا اسحبها على عجل فقد يفهم البعض انها عنوان لكتاب ماركسي شيوعي كافر ملحد واستبدلها بكلمة اخرى،عراقية الحروف والمعنى. شنسوي؟؟. شعبنا بكل اطيافه مؤمن بالله وله مرجعيات ليست عاجزة عن التدخل الفعلي في تصحيح اتجاهه بهذا الايمان وجعله يعيش حرا كريما لايعوزه شيء من مستلزمات الحياة الكريمة. لدينا مرجعية يتبعها اكثر من 25 مليون مسلم ويعيشون في "دولة" بلا حاكم ولا نوخذة وما زالوا ينتظرون من يأخذ بيدهم نحو بر الامان فهل هناك اروع من هذه الفرصة لمرجعيتنا ان تمد يدها لهذه ىالجموع وتأخذ بيدها نحو ما تراه صحيحا، اليس هذا الذي تطالب به جموع شعبنا الذين مسكت لهم العصا لتقودهم ا نحو فئة المعدمين زاحفين غصبا عنهم؟؟. لست خبيرا باستعمال المصطلحات الثورية التي يبرع في القائها العديد من اصحاب الكروش – وما اكثرهم هذه الايام – ولست ثورجيا حتى، بل اني من زوار ديوانية "ابو محمد" في ابو الخصيب، هناك حيث يتجمع كل رجال القرية ليتزودوا بما يقال من كلمات طيبة تدر ايمانا ونخوة. انهم دائما يرددون على سجيتهم: عمي اللي يحب واحد ويريد له الخير والسعادة غير يوكف له وكت الشدة ولا اللسان طويل بس على المنابر. المهم ديروا بالكم ترى ما يمشي وراكم هاي الايام الا اللي تعدى الخمسين ورجله بالقبر ويكول بينه وبين نفسه"كل شيء ماضبط وياي يمكن هاي تضبط وادخل الجنة".
#محمد_الرديني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما أندل دلوني يابابا ، درب المحطة منين
-
المخابرات نوعان كما قال عبد المجيد الفرحان
-
السهو والخطأ مرجوع للطرفين
-
ارجوكم انحنوا معي الى الموقر عمرو موسى
-
حزب شيوعي لصاحبه عبد الحميد الباججي
-
اسباب انحسار الماء في نظر السادة العلماء
-
الله يلعنكم ايها العلمانيين
-
الايدز داء شرعي في النجف الاشرف
-
لحوم حمير مجمدة في رمضان المبارك
-
منو أنت؟؟
-
والله انا سلفي غصبا عنكم
-
ايها المسلمون اسمعوا وعوا
-
كروش ملهوفة تنتظر التنبلة الرمضانية
-
شدوا راسكم ياقرعان..رمضان بعد ايام
-
اريد اعرف هذا المحافظ شنو يشتغل؟
-
بيان من هيئة الاستنكار الى محمد الحلو
-
ماقاله الراوي في حكايات الواوي
-
احمد نجادي.. اني مباه بكم الامم يوم لقيامة
-
جانت عايزه
-
ياعراق .. انت ناشز
المزيد.....
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
-
القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|