أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باسم محمد حبيب - ( الحلقة السادسة ) يوميات سكين














المزيد.....


( الحلقة السادسة ) يوميات سكين


باسم محمد حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3101 - 2010 / 8 / 21 - 21:28
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم تكن الكوابيس وحدها هي التي منعتني من النوم كان للكهرباء دورها أيضا في ظل ارتفاع حاد في درجات الحرارة لم نألفه من قبل ولولا الكهرباء التي يوفرها المولد في بعض ساعات النهار لما أمكننا العيش ولو لأيام لذلك قضيت ليلي أفكر بما سأقوله للطبيب عندما التقي به لأني بت اشعر بالحرج مما أنا فيه .
قضيت ساعات الفجر الأولى وأنا اهيا نفسي لذلك اللقاء الذين عولت عليه الكثير لم أكن ابغي إلا أن اخرج من هذا الوضع بأقل الخسائر وأعود إلى طبيعتي التي كنت عليها قبل الكوابيس مرت تلك الساعات ببطء شديد ثم جاء الفرج بمجيء أخي الذي أنهى ما كنت عليه من السام والانتظار وبعد تناول الفطور تناقشنا في موضوع الطبيب :
- هل أنت مهيأ للقاء الطبيب ؟
- اعتقد ذلك
- تكلم معه عن حالتك فقط ولا تذكر له أي أمور أخرى لا علاقة له بها
- مثل ماذا ؟
- مثل السكين
- أليست هي سبب معاناتي ؟
- ما اقصده هو أن تتجنب إثارة مواضيع فيها بعض الحساسية أو تثير بعض التأويلات غير المفيدة
- سأحرص على ذلك
- إذا ما خرجنا من هذه الزيارة بشيء نافع فسنصرف النظر عن الجلوس للحق مع صاحب المحل
- لن تكون هناك ضرورة لذلك عندئذ
ثم غادرنا المنزل على أمل أن نصل قبل استفحال الحر الذي بلغ هذه الأيام أوج جنونه أجرنا سيارة تقلنا مباشرة إلى الطبيب فربما سنجد بعض المرضى الذين سيؤخرون مقابلتنا له وأنا في أحوج ما يكون مع الوقت الذي أفسدته الكوابيس .
سمح لنا بمقابلة الطبيب فور وصولنا إلى العيادة لأننا وصلنا مبكرين تكلمت معه بحضور أخي الذي بدا عليه القلق الشديد فقد حرصت على أن اسرد عليه قصة الكوابيس التي سببتها تلك السكين اللعينة من طقطق إلى السلام عليكم غير عابئ بنظرات أخي ومخاوفه وكنت بين الحين والحين أراقب تأثير كلماتي في وجه الطبيب ذو القسمات الباسمة الذي لم تغادر البسمة محياه حتى وأنا اسرد عليه تفاصيل تلك الكوابيس الدموية ، بعد أن انتهيت صمت برهة ثم سألني بعض الأسئلة :
- هل واجهتك مثل هذه الكوابيس قبل شراءك للسكين ؟
- لا أبدا
- هل تأتيك في النوم أم في اليقظة ؟
- لا ادري إنها تداهمني فجأة
ثم تحول للكلام مع أخي فقد سأله أسئلة لها علاقة بحالتي أما أنا فقد تهت من جديد فلمحت طبيبا غير طبيبي وجمعا غير هذا الجمع وهم يكيلون الاتهام للطبيب المطرق الجالس بهدوء في وسط الجمع فكان مما اتهم به انه لم يساهم في عمليات المجاهدين ولم يقدم ما يمكنه تقديمه لهم ثم سمعته يرد :
- لست إلا طبيب
- أليس بمقدور الطبيب أن يجاهد ؟
- سأفعل ما استطيع فعله
- بل تفعل ما نطلبه منك
- وإذا لم استطع
- ستعد حينئذ من أعدائنا عندها يحق عليك العقاب
- لكني لا استطيع أن أؤذي حشرة
- الجهاد ليس ايذاءا انه اقتصاص من المذنبين
- هو كما تقولون لكن كل حسب طاقته
- لديك ما تستطيع أن تقدمه لنا عوض الجهاد
- مثل ماذا ؟
- المال فالجهاد نوعين بالنفس وبالمال
- سأفعل
- وهناك أمر آخر تستطيع أن تفعله
- ما هو
- وافق على تزويج بناتك من المجاهدين فسيكون ذلك شرف لهن
- لسن أهل للزواج إنهن قاصرات
- لا تتذرع بهذا
- يجوز الزواج حتى بابنة التاسعة
- لا يمكنني ذلك
تعالت أصوات الحاضرين وهي تندد بالطبيب الذي وصفوه بالمارق و طلبوا محاكمته على هذا الأساس لمعت عيون الحاضرين وهي ترنوا إلى القيادي الذي تنحنح استعدادا للكلام :
- هناك الكثير مما يمكن للطبيب فعله غير ما ذكرتم دعونا نجربه في مجال اختصاصه فسيكون مفيدا لنا في هذا المجال
- أنا رهن الإشارة سيدي
- كن مستعدا فمواجهتنا قاسية وسيكون لدينا الكثير من الجرحى الذين يحتاجون للعلاج
- سيكون ذلك ممكنا لي
هنا نطق احد الحاضرين :
- والمال والزواج ماذا عنهما ؟
- لن يبخل علينا بهما عندما يتشبع بمبادئنا

فجأة سمعت صوتا بدا خارج العالم الذي كنت فيه صوت الطبيب الذي تركته وأنا أغوص في عالم الكوابيس حيث قال :
- هل أنت معنا ؟
- اعتذر لقد واجهت كابوسا
صمت الطبيب وهو يتأمل حالتي ثم نظر إلي بوجه مبتسم وقال :
- نحتاج إلى جلسات أخرى حتى نعثر على حل لحالتك
- هل حالتي ميئوس منها
- ليست كذلك
- إذن لماذا جلسات أخرى ؟
- لأني لا أريد التسرع في الحكم على وضعك
- والى ذلك هل أبقى تحت سطوة الكوابيس
- سنعطيك بعض المهدئات التي ستجعلك تحضى ببعض الراحة

ثم غادرنا الطبيب على أمل لقاءه في وقت لاحق .



يتبع



#باسم_محمد_حبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( الحلقة الخامسة ) يوميات سكين
- ( الحلقة الرابعة ) يوميات سكين
- (الحلقة الثالثة ) يوميات سكين
- يوميات سكين ( الحلقة الثانية )
- يوميات سكين
- من اجل حملة وطنية لمواجهة الفقر في العراق
- هل تعتذر الامم المتحدة عن الحصار الاقتصادي الذي شهده العراق ...
- حتى تدوم نعمة الديمقراطية
- تفخيخ العمارات السكنية تكتيك ارهابي جديد
- إذا كان النفط ملك الشعب العراقي لماذا هذا التفاوت في دفع الأ ...
- هل نطلب من دول الجوار انتخاب الحكومة العراقية !
- زيارة الأربعينية والعراق الجديد
- أل التعريف في اسم الإله المقة اله السبئيين
- النبي محمد ( ص ) : هل كان يعرف اليونانية ؟
- صوت الفقراء
- لماذا لا ينظر في دعوة رئيس الوزراء لتبني النظام الرئاسي ؟
- الإعلام في العراق سلطة مع وقف التنفيذ !
- الشعب مدعو لمقاضاة أعضاء البرلمان العراقي
- لنناضل من اجل حد أدنى عالمي للمعيشة
- سكة حديد برلين – بغداد


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باسم محمد حبيب - ( الحلقة السادسة ) يوميات سكين