أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - إلا الحمقى














المزيد.....

إلا الحمقى


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3101 - 2010 / 8 / 21 - 16:59
المحور: كتابات ساخرة
    


قرأتُ ذات مرة في الإنجيل مقولة ل (يسوع) يقول فيها (تأتيكم الظلمات من المكان الذي تنتظرون أن يخرج منه النور ).

ونحنُ اليوم فعلياً وبدون مجادلة تأتينا الحماقات من المؤسسات التي من المفترض أن تكون تعليمية ومن الرجال القادة والمدراء والرؤساء والوزراء ,أي لا جديد تحت الشمس وما زال مرتكبي الحماقات من حملة الشهادات العليا وليس من حملة الشهادات الوسطى أو المتدنية, فنحنُ جميعنا لا ننتظر أن يأتينا النور من مكان مظلم وعلى العكس من ذلك تأتينا الظلمات من مواقع النور قال بعض الرجال من الذين يروون النوادر والقصص: مررت على قومٍٍ اجتمعوا على رجل يضربونه ضرباً مُبرحاً.

فقلت لأحدهم:وما ذنب هذا..وما الذي فعله..هل سرق منكم شيئاً أو اعتدى على عِرض أحدكم ؟ وما هي جريرته؟

قال:إنه يشتم و يسب بأصحاب الكهف وأهله ولا يدري أنهم مرفوعون عند الله درجات ودرجاتٍ ودرجاتْ.

قلت: ومن هم أصحاب الكهف ومن هم أهله ؟

فقالوا للرجل: ألست مؤمناً يا رجل...ألست مسلماً ؟ لو كنت مؤمناً لعرفت من هم أصحاب الكهف والرقيم..الذين كانوا من آياته عجبا.

قلت: بلى أنا مؤمنٌ وإنشاء ألله لمن المسلمين ,ولكني أحب الفائدة..أحبُ أن أتعلم .

فقالوا له جميعاً: إنهم أبو بكر ...وعمر ...ومعاوية بن أبي سفيان ..ومعاوية هذا رجل من حملة سرادق العرش. وتحت إمرة معاوية 100ألف ملك.

فقلت له : يعجبني معرفتك بالأنساب وبالمذاهب..شكرا لك لأنك نورت لي عقلي.

فقال أحدهم: نعم خذ العلم عن أهله يا رجل..وإذا أردت الفائدة فتعال لمجلسنا كل يوم.

ثم قال واحد منهم لآخر: أبو بكر أفضل من عمر>

قال: لا بل عمر هو الأفضل من أبي بكرٍ.

قال فقلتُ له: وكيف علمت يا رجل بأن عمر أفضلُ من أبي بكرْ ؟

قال: لأنه لما مات أبو بكر جاء عمر إلى جنازته، ولكن لما مات عمر لم يأت أبو بكر إلى جنازته ...لقد تخلف عنها.
على ما أظن أنني قرأت هذا وأنا صبي في كتاب من التراث تركه لنا (ابن الجوزي) عن (أخبار الحمقى والمغفلين) من العرب والأعراب, ولو عاش إلى يومنا هذا لترك لنا كتاباً عن أخبار الحمقى والمغفلين من العرب الذين يحملون شهادات عليا في الطب والهندسة والعلوم الاجتماعية بكافة مفرداتها , فالحمقى من الممكن أن يكونوا قضاة أو مهندسين أو أأمة مساجد أو أساتذة جامعات أو رؤساء جمهوريات يعني الحمقى ليسوا بالأميين أو الذين لا يحملون الشهادات الجامعية فهذا ليس شرطا للأحمق حتى يصبح أحمقاً , فمن الممكن للأحمق أن يكون عاملاً أو مهندسا أو طبيباً وهم اليوم ينتشرون بكثرة كثيرة بيننا .

وكمان علاج الحمقى مصيبة كبرى واللي أيده مكسوره –مثلاً-بتعالج وبطيب في يوم أو يومين أو شهر أو شهر أو حتى سنة أو سنتين, واللي قلبه مثقوب كمان يمكن خلال العلاج أو مدة زمنية قصيرة أو طويلة أن يلقى علاجه وأن يشفى من مرضه , ومن الممكن أن نزرع للأعمى قرنية فيصبح مبصرا بعد أن كان أعمى , بس أنا بحكي مثل ما حكا (يسوع) الحمقى هذول مستحيل علاجهم .

كيف سنعالج الحمقى في سنه؟ أم سنتين ؟ في شهر أم شهرين ؟ في عشرة سنين أم في عشرين سنه؟ كيف سنتدبر أمورنا مع الحمقى ؟.
لقد عالج المعلم الأكمه والأبرص والأعرج والأعمى وأحيى الموتى ولكن لم يعالج الحمقى, هرب من الحمقى إلى شِعَب الجبال وإلى غور الأردن ولحقت به كل الناس حتى (يوسف قيافه) ركع تحت قدميه ثم أمرهم المعلم بالنهوض وقال قولته المشهورة -حين سأله تلامذته لماذا أنت هارب؟-: عالجت الجميع الأكمه والأبرص باستثناء الحمقى.

عالج المعلم الجميع وكل الأمراض إلا أمراض الأغبياء الحمقى الذين يضحك عليهم الدجالون بسهولة فهؤلاء من الصعب علاجهم لأن حمقهم وغباءهم هما رأس مال الدجال , فالدجال لا يوجد إلا بين أناس ضعاف العقول وصغار القلوب والسماسرة والزناة ومثيرو الشغب .

المعلم عالج الموتى وقاموا من بين يديه ولكنه لم يعالج المتخلفين اجتماعيا وليس عقلياً فهؤلاء اليوم منتشرون بيننا وبكثرة ويتواجدون حيث يتواجد الرغي الكثير والبغاء المشروع.

نحن ما زلنا تلاميذ ومعلمين تعلمنا من المعلم الكبير أن كل شيء من الممكن أن نفعله حتى الأطباء اليوم يزرعون القلوب البلاستيكية والشريانات ما عدى العقول أو (الفهم ) وفي عندنا مثل يقول (اللي بفهم بفهم من حاله واللي ما بفهم بتقديه قلّة فهمه) كنت أسمعه وأنا صغير وأسمع معه مثلا آخر يقول : (إذا شفت الأعمى (جُبه) أنت مش أشفق عليه من ربه) وفي عندنا ناس إكثير من هذا القبيل وخصوصا قلال الفهم والوعي والإدراك.

إن الحمقى ليس لهم أي دواء فهو الداء الوحيد المستعصي ذلك أنهم يعتقدون بأنهم هم العقلاء وغيرهم من الناس هم الحمقى, لقد استعصى دواء الحمقى على الأنبياء والرسل والفلاسفة والأحبار والكُهان فهو الداء الوحيد أو الجرثومة الوحيدة التي ليس لها علاج.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمي عليها السلام
- هل هذا مُدهش؟
- سيكولوجيا اللعب
- مغارة اللصوص
- التنمية السياسية
- من أفضل من يتحدث عن الفساد؟
- عيد ميلاد ابنتي لميس
- الفقراء أعداء الثقافة
- على حافة الهاوية
- أولادي يسألونني عن وفاء سلطان
- لستُ غنياً لأشتري صناعه عربيه
- إحدى أهم مشاكل الإسلام
- هل تثق كمواطن عربي بجهاز المخابرات؟
- وين زُلم أيام زمان !
- اخترنا لكم : عصمت سيف الدولة /مختصر تاريخ البشرية
- مؤسسات الحكم حسب الترتيب
- عندنا جهاز كشف الكذب
- أين التحديث؟
- اللغة الميتة
- اللغة العربية لغة إقليمية


المزيد.....




- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - إلا الحمقى