أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - كاترينا














المزيد.....

كاترينا


عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)


الحوار المتمدن-العدد: 3101 - 2010 / 8 / 21 - 14:20
المحور: الادب والفن
    


كاترينا *
عبد الستار نورعلي


صهيل يعتلي شفة السحاب
يسوق البهجة عبر سماء الحريق
شجراً في حقول الصخور
تزرع أيقونةً، رحلةً فوق شوك الطريق
ووخز الصرخة النازفه
"الهي! إلهي! لماذا تركتني؟" *
يهبط القناعُ الحديد على وجهكَ ،
فاغتسلْ!
ثم احتسِ الماءَ من كأس هذا النديم
كرمةً
زيتونةً
صحبةً من وهج الدربِ قاسموا ضوعَ الأزقةِ
حلمَها، روحَها، واستحمّوا بدماء النحيبْ،
حملوا أصلابَهم بين بابٍ وباب...
هذه الشمسُ تغربُ حمراءَ بلون النجيع
فوق الصليب،
كاترينا في ثياب الزخارف تتضوّعُ مِسكاً،
مشطتْ شعرها الفاحمَ،
وارتدتْ شارة البرق ، تنثر عطرها،
تغسل القدمين بالخصلاتِ،
كاترينا !
إنّ ليلَ العاشقين خصلةٌ خصبة
رشفةٌ منْ ضياء الأنين،
انشري حضنك، ينام الهائمون الحفاة بين جمرات الشعابِ
يبحثون عن ألقٍ ، وجعٍ يغسلُ القلبَ،
افتحي نوافذك للعابرين فبالقلبِ تستحمُ الحروف!
ثمّةَ عينان في دعةٍ تحدّقان في خصلات شعركِ،
ترسمان الشارةَ،
ثمّة شفتان بالأريج تشرعان أبوابهما:
مَنْ يرد الرضى فليمدَّ يديهِ
وليقطتفْ شوكةً من التاجِ يزرعها في فناء عينيهِ،
في رحاب روحه،
هي ذي البهجةُ الجوابُ،
هناك في الأعالي بريق يلفّ الرقبةَ العاجَ،
وجهكِ رفيفٌ من شعاع السنابلِ
تسّاقطُ من ضروع الضياء،
هي التي بابها مشرعٌ للعيون الجامحةِ
نثرتْ صرةً على باب كهف الصخور،
أشعلت شمعةًن
قبّلتْ قدمَ الذي لم ينمْ عن كلام،
فطوبى للجياع لأنهم سيشبعون!
طوبى للعطاش لأنهم سيرتوون!
طوبى للتي أكلت منْ صدرها،
غمست روحها في مياه الرمال،
نذرتْ قلبها للذي استحمّ في رياح الصليب،
أسفرتْ جيدها للحصاد ثمناً للصدى،
للمحبة الخالصه،
كاترينا !
هذه القرية غرقتْ في الدجى،
أغلقت بابها ، لملمتْ وجهها في غياب الخجل،
ثمّ نادتْ دون أنْ تذرفَ دمعةً:
إنه ثمنُ المارقين الجناة،
أطيعوا أولي الأمر منكم!
ثمّ نامتْ على هدهدة الليل في سكون الكلام.
كاترينا !
صرخةٌ في الظلام:
مّنْ كانَ منكم بلا .....
ذابَ رجعُ الصدى،
كاترينا !
رداءٌ يجوب الصحارى
نزوعٌ فوق موج البحار
مزاميرُ تزرع زهرةً عند كل دار :
إلثمْني بكلمات فمكَ !
لأنّ عشقك أنعشُ من الهواءِن ألذُّ من الخمرِ،
اجذبْني وراءك نجري صوبَ ثوب النجوم!
اغسلْني بعطور السحاب!
شمسُك لوّتني بلهيب الغياب،
أمطرتني بنور شعاعكَ،
عيَّبني وجهك في ظلال الكروم،
اجذبْني وراءكََ !
أجري في سواقٍ من الخمرِ ، من العسل المصفّى،
اقتنصْني !
فأنا في رحابكَ طائرٌ بأجنحةٍ من ضياء،
مركباتٌ تزدهي بالورود، تقتفي مدنَ الرياح،
ضوعها من لجينِ النهرِ،
كاترينا!
ارتقي سُلّمَ الطيبِ ، ياقامةً من قطاف النخيل!
ضمخي جسدَ العشقِ بالعطور، فاح سيلُ الثمار،
" إلهي ! إلهي ! لماذا...؟"
نحتتْ في الألإق صورةً فوق تاج الشمس
رحلةً عبر أشواك الطرق الغافله
ألقت الرحلَ في مدن الرمل والحريق،
بين الموانئ تجري ،
طوبى للجياع لأنهم يشبعون
سلاماً ، برداً ، عرشَ القلوب !
لهمُ الصبواتُ الحسانُ، طرقُ العشق في القمم الزاهره،
سيوفٌ للمدن التي جاراتها غرثى،
سلاماً ! برداً !
وجهُه لوحةُ الصلب مشرقاً،
كاترينا !
وجهكِ وجهي في رحاب البساتين،
في وشاحك لون ، بهجةٌ من عباب النزيف،
فاحتسي خمرةَ الجرح بين جمع الحبور!


* القصيدة من مجموعة (في جوف الليل)

* كاترينا: هي احدى شخصيات رواية الروائي اليوناني الكبير نيكوس كازانتزاكيس (المسيح يصلب من جديد)، وهي الأرملة العاهر التي ضحت بنفسها من أجل انقاذ بطل الرواية مانولي الذي مثّل دور السيد المسيح في عيد الفصح مثلما اعتادت القرية في الرواية أن تفعل كل عام فتختار شاباً معروفاً بالصلاح ، وقد ٌقُتل مانولي لأنه تلبس دور المسيح فأخذ يتصرف وكأنه هو فعلاً.

*(الهي ! الهي! لماذا تركتني؟) هي آخر جملة قالها السيد المسيح ع وهو على الصليب يعاني الألم. كما ورد في انجيلي متى ومرقس.

عبد الستار نورعلي
أيلول 2000



#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)       Abdulsattar_Noorali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غونار أكيلوف قصائد
- في ذكرى المرحوم أبي رائد عيسى رؤوف الجواهري
- أأبا فراتٍ والجراحُ فمُ
- صاحبتُ محموداً
- أنا ابنُ الصباح
- الجنتان الى ابنتيّ جوان ونور
- أنا مغرمٌ بالشعر، لسْتُ بشاعرٍ
- نصوص لم ترَ النورَ (2)
- قصائد لم ترَ النورَ
- كلُّ القصائدِ في الملامح واحدهْ
- برومثيوس حبيساً *
- ولذاذةُ الكرسيِّ تعصفُ بالعراقِ
- تجريب: كشف حساب غير متأخر
- من الشعر الهندي: الشاعر آجييا
- من الشعر الهندي
- مقامة المتهجِّد*
- الفيليون والانتخابات والرجوع بخفي حنين
- دلالات التأييد الشعبي الواسع لائتلاف (العراقية)
- ماذا لو أصبح اياد علاوي رئيساً للوزراء؟
- مَنْ قالَ أنّي شاعرٌ ؟!


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - كاترينا