مجلة الحرية
الحوار المتمدن-العدد: 3101 - 2010 / 8 / 21 - 10:25
المحور:
الادب والفن
إمارة العجول
حميد الحريزي
تعالوا هلموا سراعاً
لأخبركم بالنبأ الخطير
لقد تُوّجَ الثورُ أميراً
وصار الحمارُ وزيراً
تعالوا
نزفَ التهاني
وأطيب الأماني
لكلِ أصحابِ الذيول
للكلابِ والقرودِ والعجول
بأمر من فخامةِ الأمير
بأمر العجل الكبير:-
الكلُ على الأربع يسير
يغطي أستَهُ بذيلٍ جميلٍ
يزيد إذنيه طولا
ويتقن صوتَ النهيقِ
مَن قالَ أنكر الأصواتِ صوتُ ((المدير))؟؟
أعذب الألحان لحن الثغاءِ
وأجمل صوت صوت الرغاءِ
النباحُ
اجمل أناشيد الصباحِ
ليطيبَ العيش ويموت الضمير
*******************
في زمن الحميرِ
البصِير يقوده ضرير
في زمن الحميرِ
لا حاجة لنا بفرز دقٍ أو جرير
صار الشِعرُ شعيراً
وأصبح القَرّادُ قِرداً
أمتع جمهورَ القروِد
فاق الإنسانُ قِردهُ
بإقرار الأفاعي والكلاب والظباءِ
ما عاد القِردُ يُضحِك
تَقردَنَ القرادَ واستحقَ آياتَ الثناءِ
أصدرَ الأميرُ أمراً:-
ازرعوا كلَّ الأرضِ برسيماً
واحرقوا كلَّ أنواعَ الورود
ما عاد للحريرِ ضرورةً
فليكن أكياسا للشعير
****************.
مرحى لكل العجولِ
مرحى لأسيادنا أصحابَ الذيولِ
بأعلى النهق نصيح
كلنا حمير...كلنا حمير
بذيولنا نبصمُ
ببرازنا نرسمَ
ببولنا الغزيرِ
نخط أشعاراً للأميرِ
لم نعد بحاجةٍ للقدورِ
ولا للمساكنِ والقبورِ
ما عاد للظلمِ مكان
ألِفَ الإنسانَ الحميرَ
شاركهم الحظيرةَ والشعير
فلنهتف جميعاً ويعلو الصفير
عاش الأميرَ ...مات الخفير
كلنا حميرٌ.... كلنا حمير
***************.
وجدنا الحلَ عند حكامنا،
البغالُ
لا حاجةَ لنا ((برأس المالِ))
بأمر هم
تحررنا من شرِ الكلام
بأمرهم
تحررنا من الأثقالِ
بأمر الحميرِ:-
لا عيرٌ ولا نفير
بفضل عقل الثور القدير
عم أرضنا العَدلَ ورُفَعَ ((العِدلَ))*
فليذهب ((الإنسانُ ))
للجحيمِ وبؤس المصير
ما عاد هناك سرٌ ولا سرير
ما عدنا بحاجةٍ للسائسِ
لا حاجة لنا بالصارخِ و الهامسِ
فكل صاحبِ ذيلٍ
أمير
وكل نهاقٍ
وزير
العزة للثيرانِ
والرفعةَ
للحمير
***********.
ألحقنا ال((زَ)) بالمالِ
فأصبح كل أمرٍ يسير
صار الأُمي رئيساً
وعالمُ الذرةِ
خفير
****************.
عِجلنا الأثير
قَلعَ قرنيهِ
فصار الثوُر نورًا
يكشف الغُمَة عنا
وبهديه نسير
اخطأ الحكم ((الرشيد))
ظُلم ((الأمين))
صاحب الرأي المستنير
إذ قال:-
خذوا الحكمةَ من رأسِ
الثورِ القدير
لا تبخسوا قَدرَ الحمير
تعالوا سراعاً
لأنبئكم بالخبرِ الخطير
تُوِجَ الثور أميرًا
وصار الحمارَ وزير
**************.
الأسودَ خَلَعت أنيابها
وما عاد بعد اليوم زئير
الذئب صار للحمل رفيقاً
الكل أجاد الرغاءَ والثغاءَ والنهيقَ
العنز يَرضعَ الجروَ
والجروَ رافق القطَ
فصار الكلب للقط صديق
اللبوة تعشق الثعلب
والحصانَ ينكحَ أم الأميرِ
الكلَ سواء
الراكض والزاحف القافز
ومَن يطير
الغزلان تداعب النمور
كلنا في فلك ((العجل)) ندور
أدهشنا صوت الصفير
ما بالكم ماعاد هناك أمُر مثير
قدسوا ((عجلكم))
سارعوا خذو مني البشاره
أصبحت لأصحابِ الذيول
الا ماره
فقد تُوِج الثورُ أميراً
وصار الحمار وزير
*ما تحمل به الأثقال على ظهر الخيول والبغال والحمير.
آب 2010
#مجلة_الحرية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟