أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جواد المنتفجي - دور منظمات المجتمع المدني في مكافحة الإرهاب















المزيد.....



دور منظمات المجتمع المدني في مكافحة الإرهاب


جواد المنتفجي

الحوار المتمدن-العدد: 3101 - 2010 / 8 / 21 - 01:10
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


المركز العراقي لتنمية المواطنة والديمقراطية
دور منظمات المجتمع المدني في مكافحة الإرهاب
جواد المنتفجي
الجزء االثاني
العنف والترهيب وأثرهما في سلوك الفرد
قال تعالى : ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ، ذلك لهم خزى في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ) 1
صدق الله العلي العظيم
33 من سورة المائدة
الإرهاب ونواياه الخبيثة:
الإرهاب ظاهرة شرسة مقيتة ، أوجدتها أجندات إقليمية وعربية وأجنبية فأصبحت حاضنة له ، ومن أولى أهدافه الأساسية أشاعت الفوضى عن طريق فرض سطوت قوانينه على ارض الواقع بالقوة ، عاملا في الوقت ذاته على نشر ثقافة العنف والترهيب لتحقيق نواياه الخبيثة سوى أن كان ذلك باستخدام ما توفر له من السلاح أو بما تروجه أفكاره المريضة عن طريق الأعلام المعادي المبطن بثقافات وأفكار مسمومة مملوءة إستراتيجيته بالخدع والأكاذيب والتضليل والفتاوى القذرة التي يرفضها منطق الشرع والعقل نظرا لما يساء به أحيانا بتحريف كتاب الله أو الإساءة إلى شخصية الرسول الكريم ( ص) ، وهذا ما أثبته تطاول بعض القوى على المراجع الدينية واتباع مذهب أهل البيت ( ع ) ، الذين ولدوا وتربوا وعاشوا بسلام ما بين النهرين مع جميع طوائف وأطياف المجتمع تحت ظل خيمة الإسلام الذي كان ولا يزال ينشد بدعواته السلام والمحبة والتآلف بعد أن انعم به الله تعالى على مجتمعاتنا الإنسانية الساعية جميع مكوناتها الدينية والسياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية إلى أعداد جيل واع ، مؤمن بعقيدته الإسلامية السمحة ، والتي رسخت مفاهيمها الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة للرسول الأعظم ( ص ) ، وأرست دعائمها مدرسة آل بيته الطاهرين (ع ) الذين استشهدوا في سبيلها وهم يحملون لواء الجهاد للارتقاء بالنفس البشرية إلى أعلى مستويات المسؤولية الرسالية ، بدليل قوله تعالى في محكم كتاب الله العزيز:( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) 1من سورة آل عمران .. ولهذا اعتبرت هذه الرسالة السماوية نبراسا لطالما اهتدى بها الفقهاء والعلماء والباحثون والدارسون وأهل الفكر ممن استندوا في معظم أصول نظرياتهم الفكرية والعلمية والعملية بما جاء به الفكر الإسلامي المعاصر الذي يحمل في بواطن مدلولاته وجوانبه ظواهر العصر الحديثة التي اهتمت بحياة الفرد وحركته وقيمته السياسية والاجتماعية لإنقاذ المجتمع من واقعه المرير بعد أن انغمس في براثن الضلال والرذيلة نتيجة لابتعاد مناهجه التربوية عن النهج الإسلامي القويم ، والتي كانت يتلقاها أفراده في ظل الحكومات المتعاقبة على السلطة لعدة عقود منصرمة ، وفي مقدمتهم المفكر الإسلامي الشهيد آية الله محمد باقر الصدر( قدس )، والذي نودي في العديد من نظرياته الفكرية والاجتماعية والاقتصادية بضرورة العمل على التغيير الجذري والشامل في الكثير من المشاريع الحضارية التي توسمتها اغلب مؤلفاته ، وهذا ما توسعنا به في دراساتنا السابقة والموسومة تحت عنوان "السياسة التعليمية في آراء وفكر المرجع آية الله الشهيد السيد محمد باقر الصدر ( قد ) ، هذا بالإضافة إلى الأبحاث والدراسات والأطروحات الفقيهة والاجتماعية والعلمية والتربوية الأخرى التي قدمها لنا العديد من المنظرين بعد أن رسموا لنا بموجب مضامينها الكثير من معالم تلك النظم الإصلاحية حيث كفلت لنا الوفرة بالابتكار والإبداع والتجديد في الأسلوب والأصالة في الرأي ، وما توصلوا أليه من برامج في عملية البناء والتطوير العلمي التربوي وبناء النسيج العام للمجتمع ، والذي كان لها الأثر الواضح في العمل على رسم الأفق الداعية إلى سد حاجاته ولاغتناء أفراده بالمضامين الفكرية والاقتصادية والسياسية ليكونوا قادرين على مواكبة الركب الحضاري المتطور في ضوء كل ما تتطلبه التحولات السياسية والاقتصادية والتربوية والثقافية والدستورية والتي تنشدها الحياة الديمقراطية المتطورة ، وهذا ما يذكره لنا الأستاذ الدكتور عبد الله الموسوي في موضوعه الموسوم "التاريخ والثقافة وأثرهما في تشكيل النظم التربوية " حين أشار فيه إلى : " أن التربية لم تقتصر في العصر الإسلامي على الجانب العقلي أو الديني بل كانت تربية متكاملة تهتم بالإنسان من جميع نواحيه"3 . ولأجل هذا سعى المركز العراقي لتنمية المواطنة والديمقراطية ومن خلال رؤيته المستقبلية التي وضعت وبدقة متناهية إلى ضرورة تنظيم ورش عمل ودورات تثقيفية وحلقات دراسية حول دور المواطن في المجتمع ينمي فيها روح المواطنة وصولا لتحقيق الديمقراطية ، وهذا ما تثبته احد فقرات بيانه المذكورة في الصفحة السادسة التي أشارت إلى " يتطلع المركز إلى رؤية وطنية مدنية معاصرة تتلمس معنى المواطنة وتبين مفهوم الوطن كملاذ حقيقي للفرد, ويشكل كيان إيجابي في نفوس المواطنين من خلال تحديد الحقوق والواجبات للمواطن. باعتبار الوطن هو السقف الحقيقي لوحدة المجتمع ,وذلك من خلال توجيه برامج و أنشطة متميزة أساسها الوعي الوطني وإطلاق الحوار الشفاف وتقريب العلاقات ووجهات النظر وتنقيح الأفكار التي تهم الوطن والمواطن وتحمي المجتمع من التهشم والتصدع، كما يتطلع المركز من خلال برامجه إلى دور المواطنة الوسطية في التعاطي والتعامل في فضاء ديمقراطي . ونأمل أن تترجم تلك البرامج والأفكار إلى واقع سلوكي وفعل عملي. تستطيع أن ترفع سقف الوعي والثقافة وتنمية الحس الأمني لدى المواطن من أجل المشاركة في حفظ حياته وحياة الآخرين. باعتبار الأمن داعم حيوي لمنظومة المواطنة والاستقرار ومنع استشراء الجريمة , وتفعيل استقلال دور القضاء في المجتمع باعتباره رمز العدالة , ومن أقدس واجبات الأمن والقضاء أن يحمي حق المواطن و قيمتة الوطنية دون انتهاكها" 1
بيان آثار العنف على حياة الأفراد:
ولأجل هذا سعينا وبعد التوكل على الله ، وبعد تقديم هذا الوصف الشامل لخلاصة المواضيع الحلقة الأولى الموسوم عنوانها في مقدمة الدراسة إلى بيان آثار العنف على حياة الفرد اليومية ، سوى أن كان مصدره البيت أو الشارع أو المؤسسة التربوية التي ينتمي لها لتحصينه من ما تخلفه أو تفرزه العمليات الإرهابية أو سواها من أزمات نفسية آنية ، حيث اعتبرت في وقتنا الحاضر من ابرز الظواهر الضارة بالمجتمع وتعمل على تفكيكه وتقسيمه ، مستعينين بآراء وأفكار الباحثين والدراسيين وبما تقدموا به من الدراسات والبحوث التربوية والعلمية والإنسانية والاجتماعية والثقافية والتي حددوا فيها معالم تلك النظم بعد أن كشفوا لنا فيها عن أهم هذه المؤثرات التي يعاني منها الفرد ، وهذا ما أشارت إليه رؤية المركز العراقي لتمنية المواطنة والديمقراطية والمنشورة في الصفحة الثامنة والتي تحمل عنوان ( ما الذي تفعله معنا ؟ ) : " من دون مفهوم جامع لكل العراقيين سوف تتآكل مفهوم سيادة الدولة لصالح كيانات قومية وطائفية وبقوة المليشيات المدعومة من الخارج لصالح دول خارجية إقليمية أو غيرها، إضافة إلى غياب هذا المفهوم الجامع سيتاح المجال للتدخل الخارجي في الوطن عن طريق دول الجوار بمختلف الاتجاهات.. والتي خلقت تفاوت كبير بين شرائح المجتمع . فالإيمان بمفهوم المواطنة الصالحة هو يعني الإيمان بوجود أتفاق مشترك بين مكونات المجتمع ورابط مهمة تستوجب العمل الجماعي لبناء وإدارة الدولة والعيش والتعايش بسلام بغض النظر عن الانتماءات السياسية والدينية والعرقية" 1.
وهذا هو ما يخص موضوعاتنا ، حيث بسط لنا أولئك الباحثين الكثير من الأفكار التي كنا بأمس الحاجة إلى تطبيقها في هذا الوقت بالذات وذلك نتيجة لاحتوائها على النظريات المتخصصة التي تسعى إلى غرس في نفوس الأفراد المتواجدين في المجتمع بالصفات الأخلاقية وما يكتسبونه من خلال الفعاليات والأنشطة اليومية التي تحد من انتشار ظاهرة العنف الذي أدى إلى ازدياد حالة الاستياء والغضب والاحتقان والتأزم في الشارع العراقي ، كما وأنها تتضمن مدى كفاية النظام التعليمي ورفع درجة مسؤولية الإدارة وأعضاء الهيئات التعليمية والتدريسية ، والإخلاص في العمل أثناء ساعات الدوام اليومية وبيان مآثر القادة التربويين الذين سبقوهم في مجالات التربية والتعليم ، إضافة إلى ما يبثونه في نفوس المتلقين من التلاميذ والطلبة من صفات كالشجاعة والصبر والتعاون والتسامح من خلال ما يقدم في الخطط والمناهج اليومية والأنشطة والفعاليات التي تحمل بين ظهرانيها كل ما تتطلبه تعاليم المناهج الإسلامية من حماية الأفراد وتحصينهم من آثار المشاكل الاجتماعية التي يتعرض لها الفرد في حياته ، حيثما يقول الأستاذ الدكتور عبد الله الموسوي: " لن نستطيع أن نفهم هذا الحدث التربوي إلا إذا درسنا المبادئ الإسلامية التي جاء بها القران الكريم وأكدها الرسول صلى الله عليه وسلم وتابع تطبيقها بنفسه وطبقها الخلفاء الراشدون من بعده لنشر العلم والتعليم في المجتمع الإسلامي . فلو تتبعنا كتب التراث التربوي الإسلامي وهي كثيرة نجد أسماء وقيادات تربوية من الرجال والنساء أمثال : أبي بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وأبي الدرداء ، وفاطمة الزهراء ( ع ) ، وعلى رأس هولاء الأمام علي بن أبي طالب ( ع ) ، ثم ظهر أخوان الصفا الذين عكفوا بالمساجد لطلب العلم ، وبلغ عددهم أربعمائة طالب والذين يعدون النواة الأولى لفكرة المدرسة الإسلامية " 3.
وهذا ما أكدنا عليه وبشكل فاعل بأنه : عندما يراد رسم حالة من حالات النهوض الفكري والتربوي لمحاربة ظاهرة الإرهاب يجب علينا الخروج بحلول ومقترحات تحتوي على مفاهيم جديدة بما ينسجم والتطور الذي تعيشه كافة المرافق الأخرى للدولة من اجل السمو جميعا بالخطط التنموية خدمة للعراق الجديد ، معتمدين على صحة ما ورد من هذه المعلومات التي تتخللها الأنشطة والفعاليات لتنفيذها المؤسسات التربوية ومنظمات المجتمع المدني كلا على حدة. وفي هذا يوضحه بيان المركز العراقي لتنمية المواطنة والديمقراطية في نفس الصفحة " أن إيمانكم بأهداف ورؤية المركز لمواجهة التحديات التي تحول دون وحدة الوطن والخروج من الولاءات الضيقة إلى فضاء الوطن الواسع والإيمان بمبدأ الشراكة والولاء للوطن يمكنكم الالتحاق بنا من خلال تضافر جهودنا جميعا من اجل نصرة الوطن وتعزيز المواطنة والديمقراطية ودورها في المجتمع باعتبارها قيمة عليا لضمانة وحدة الوطن. إن المركز يؤمن بالتعددية الثقافية والدينية في إطار الوطن الواحد ويحترم خصوصية الأقليات من القوميات والأديان ويشارك جميع أبناء العراق أفراحهم ومناسباتهم وأعيادهم وهذا التنوع الجميل في النسيج العراقي يضفي حالة صحية ومثالية للتعايش في إطار الوطن بمبدأ المواطنة والانتماء للوطن. لذا ندعو إلى المؤمنين بأفكار " المركز العراقي لتنمية المواطنة والديمقراطية " نبذ الأفكار الشوفونية والطائفية المتشنجة والابتعاد عن كل مظاهر التطرف والغلو غير الحضارية التي تساهم في تصدع الوطن وقتل روح المواطنة . ونأمل أن تكون داعية لهذه الأفكار والرؤى من خلال وسائل الاتصال والتواصل مع جميع شرائح المجتمع عن طريق وسائل الاتصال والمراسلة. ولتحقيق الحلم الوطني يحتاج إلى تعاون وتضافر جهودنا جميعا" 1.
محاور الحلقة:
أن المتتبع لمجريات الأحداث اليومية ، وما تؤول أليه العمليات الإجرامية التي يقوم بها الإرهابيين والعصابات الإجرامية المسلحة على واقع ومشهد الساحة العراقية وجد أنها جميعا تهدف إلى إشاعة الفوضى وعدم الاستقرار بين الأفراد بهدف إبعادهم عن ممارسة حياتهم اليومية المعتادة ، وما ينجم عن لغة العنف الصارمة من تخريب سوى أن تمثل ذلك بهدم ونسف المؤسسات ، أو بما يمارسه من عمليات تهديد وخطف وقتل بقصد تصفية العقول العراقية من الكوادر العلمية التي تشرف على العملية التعليمية ، أو تلك الممارسات ألا إنسانية التي تسعى إلى الانقطاع التام عن الدوام وذلك باستخدام الوسائل التي تبث رعب في نفوس المواطنين من التلاميذ والطلبة عن طريق اللجوء إلى نشر الدعايات المظهرية ، والتي تتخللها الخرافات أو التحريفات والتسويفات بين عامة الناس بقصد التأخر أو التأثير على نبوغهم الفكري والعلمي ، وهذا ما احدث وبالفعل أضرار كبيرة ألحقت بالعملية التربوية والفكرية خسائر مادية ومعنوية فادحة باعتبار أنها من العمليات التي مارستها فئة ضالة ضد فئات واسعة من المجتمع ، هذا بالإضافة إلى التركة الثقيلة التي توارثتها العملية التربوية من المشاكل والصعوبات الجمة نتيجة لخضوعها إلى الإرهاصات السياسية العسيرة المتوالدة من مخاض الأنظمة السابقة ، كما ويصعب على المتتبع أيضا أن يجد تفسيرا أو تعريفا واضحا حول واقع هذه المشاكل أو المسببات التي نعيشها في وقتنا الحاضر بسبب اختلاف الظروف الأمنية التي تتعرض لها البلاد وبتنوعها من منطقة إلى أخرى ، ولهذا ومن اجل التوصل إلى وضع أوليات لمحاور وأبواب هذه الحلقة ، قمنا بالبحث والتنقيب عن كل ما نحتاجه من المواضيع ذات الصلة وذلك بطرح الأسئلة التالية والتي مكنتنا بالتالي من ترتيب أبوابها بصورة علمية وعملية بسيطة حسبما جاءت بخطط العمل التي وضحتها أهداف المركز العراقي لتنمية المواطنة والديمقراطية :
- كيف بإمكاننا الحصول على تعريف واف يطلعنا على ماهية ظاهرة الإرهاب وأهم مفاهيمه ؟
- ما هي الاتجاهات القديمة والحديثة للإرهاب ؟
- ما هي أهم الدوافع الأساسية التي أدت إلى ظهور هذه الآفة الخطيرة في مجتمعنا وفي هذا الوقت بالذات ؟
- ما هي أهم آثار الأساليب العنفية والعدوانية التي تخلفها العمليات التي تقوم بها العصابات المسلحة في نفوس الفرد والمجتمع ؟
- ما هو نوع العنف الذي قد يتعرض أليه التلاميذ والطلبة خلال ممارسة حياتهم اليومية الاعتيادية ؟
- هل هناك أدوار جادة سعت بوضعها أو تم تنفذيها من قبل المؤسسات التربوية ومنظمات المجتمع المدني للحد من هذه الظاهرة ؟
- كيف بإمكاننا التوصل إلى الإجراءات التنفيذية لغرض بلوغ تحقيق الأهداف والمتمثلة بالقضاء على ما يأتي:
- أهم المشاكل التي تعاني منها العملية التربوية في المناطق الساخنة نتيجة لتعرضها للعمليات الإرهابية المتكررة.
- العثور على السبل الناجعة للحد من ظاهرة العنف التي يتعرض لها التلاميذ والطلبة .
- أهم الخطوات العملية والبناءة التي سيقوم بها المركز العراقي لتنمية المواطنة والديمقراطية لترسيخ مفاهيم القيم التربوية والأخلاقية التي يجب أن يتسلح بها جميع المعنيين بالعملية التربوية ، واهم الطرق الواجب أتباعها في تنمية ثقافة المعلومات ومن خلال هذا التمهيد تم تصنيف أبواب الحلقة الأولى من هذه الدراسة وعلى النحو آلاتي:
بالرغم من الإنجازات التي حققتها مؤسسات الدولة فيما بعد حرب التحرير نتيجة للاستقرار الذي طرأ عليها عقب سقوط النظام ، وبعد ما عانته من آثار الدمار على أنقاض حقب مظلمة أطالت حروبها الطويلة الأمد البنية التحتية للمجتمع ، والذي كان له التأثيرات الواضح على العملية التربوية التي تبددت فيها الكثير من الجهود والطاقات والموارد سوى أن كان ذلك بالتدني الذي أصاب المستوى التعليمي بسبب ما آلت أليه من تدهور الحالة المادية أو المعنوية التي كان تعيشها الأسر التعليمية ، أو ما كان يتلقاه التلميذ أو الطالب من سوء في المنهج الذي احتوته خططه البالية، ألا أن القيادات التربوية الجديدة ونتيجة لتوجه البلاد نحو التحولات الديمقراطية ، قامت وفور استلامها للمهام المناط بها بدورها المطلوب ، حيث عملت بالإسراع لإعادة أعمار كل ما تعرضت له العملية التربوية من تخريب، وقد باشرت فعلا المؤسسات التربوية بالدوام والتحق في ذات الوقت جميع التلاميذ والطلبة بمدارسهم بما فيهم المهجرين من مناطقهم لأسباب سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية ، وهذا ما ذكرته الفعاليات والأنشطة التي تخللت دراستنا الموسوم الذي كان عنوانها ( التعلم حق من حقوق الإنسان ) ، حيث وثقت معلومات هذه الدراسة بأقراص DVD .. والتي شملت مدارس مناطق أهوار الناصرية ، ونشاطاتها وبيانات حصول تلاميذها وطلبتها المتفوقين علميا على المراتب المتقدمة في الامتحانات العامة والصفوف الغير منتهية ، وقد وزعت العديد من نسخ هذه الدراسة على وزارة التربية والجهات ذات العلاقة بعد أن ساهمت نقابة المعلمين فرع الناصرية مشكورة في إعداد وتكاليف الدراسات والتصوير، بالإضافة إلى نشرها على مواقع الإنترنت والعديد من الصحف والمجلات ، وبهذا اعتبرت دولة العراق الفتية الجديدة نموذجا فريدا استطاعت أن تعتمد على نفسها ببناء تجاربها السياسية والدستورية والميدانية خلال السنوات القليلة المنصرمة متحديتا بذلك بما قامت به المجموعات الإرهابية والتكفيرية من إنتاج أو افتعال الأزمات وانتهاكها للأعراف والقوانين الإنسانية والتشريعية والتي استخدمت من خلالها أبشع جرائم العصر الحديثة نتيجة لما مارسته سوى أن كان ذلك في القتل الجماعي على الهوية أو التهجير القسري والذي أطال بكافة شرائح وأطياف المجتمع بقصد تخريب العقلية العراقية متخذة ذريعة الجهاد كحجج واهية أسهاما منها بتعطيل عجلة التطور والتقدم الذي عزمت على تنفيذه مؤسسات الدولة ومن ثم إرجاع العراق إلى عصور الدكتاتورية البغيضة ، ولهذا حاول المعنيين بتلك العملية سوى أن كانوا من الهيئات التعليمية والتلاميذ والطلبة التآخي والتوحد والتفاني والإصرار على استيعاب معظم المشاكل والمعوقات إلى درجة احتوائها للمضي قدما في الاستمرار على الدوام بعد توفير كافة الاحتياجات والمستلزمات الدراسية والأجواء المناسبة لهم لإنشاء عراق الأمن والسلام والازدهار ، وكما جاء في الآية الشريفة من سورة المائدة بقوله تعالى :( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) 2، كما توالت في نفس الباب مفاهيم المواضيع التالية:
أولا/ الإرهاب ومفاهيمه:
بعد الاطلاع على آراء بعض الأساتذة والمتخصصين بدراسة ظاهرة الإرهاب ، ونتيجة إلى المتابعات المستفيضة للعديد من وجهات نظرهم وجدنا أن هناك الكثير من الأفكار كانت قد وضحت فعلا ماهية أدوار العنف الذي تخلفه العمليات الإرهابية ، ومدى تأثيراتها لتحويل حياة الفرد العادية إلى الانحراف ، وقد تمكنا بعد البحث والتمحيص من الحصول على عدت مفاهيم مهمة دعتنا إلى الاستفادة منها في مواضيع هذه الدراسة وخصوصا تلك التي تتعلق بالمجتمعات التربوية وكيفية القيام كلا بدوره لنقل هذه المفاهيم إلى المتلقين من التلاميذ والطلبة لتكون كركيزة حيوية لمحاربة هذه الظاهرة ، ونشير بالذكر هنا إلى ما ذكره الدكتور غالب محمد رشيد الآسدي ، حيث يعرف الباحث المذكور في موضوعه ( دوافع الظواهر الإرهابية) الإرهاب أو الإرهابيين بأنه " مفهوم قديم في معناه .. حديث في تداوله قياسا بمفاهيم أخرى ، وهو أحد المفاهيم التي طغت على الساحة الإعلامية والفكرية والجدلية ، والذي لم تتمكن المؤسسات الدولية المعنية في أن تضع تعريفا موحدا ومتفق عليه يمكن الحكومات والمؤسسات القانونية والعلمية والبحثية المنتشرة في أرجاء العالم أن تتبناه "4 .
ثانيا / الأساليب العنفية والعدوانية للإرهاب :
و يضيف في هذا الكاتب المذكور وفي نفس الموضوع أعلاه:
" بغض النظر عن عمق الإرهاب التاريخي فهناك العديد من المنظمات الثورية ولا سيما اليسارية منها في العالم الثالث وبعض دول أوربا توصم به، وذلك لأسباب تتعلق بالأساليب العنفيه التي تتبناها أو تتبعها تلك المنظمات في برامجها السياسية مثل: ( الاغتيالات - القتل – التفجيرات – الاختطاف – قطع الطرق وتسليب المارة ) ويعتبر هذا كله من الأساليب العنفيه والعدوانية ترفضها الحضارة المدنية الجديدة في عالم يتقدم إلى أمام وتحذوه مشاريع ديمقراطية وبرامج العولمة وحقوق الإنسان " 4.
ثالثا اتجاهات الإرهاب:
وقسم الباحث نفسه ظاهرة الإرهاب، والتي تم شرحها بإسهاب في حلقتنا هذه إلى ما يأتي: ( الإرهاب الديني -الإرهاب القومي - الإرهاب الفكري- الإرهاب السياسي ) ، وهنا لا بد لنا من ذكر الدوافع الأساسية التي أدت إلى ظهور الإرهاب بوصفه ظاهرة سياسية دينية وفي ضوء آراء الباحث المذكور ، وكيف أن الإرهاب كان ولا يزال ظاهرة ولدت الكثير من أنواع العنف والترهيب الذي حاول بأعماله القذرة إدخال الرعب في نفوس الأفراد ولا سيما النساء والأطفال ، ولذلك قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم :( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ) 58 من سورة الأحزاب ، ولهذا اعتمدنا على ما استعرضته الدكتورة علياء يحي العسالي في موضوعها ( حماية الأطفال والنساء من العنف) ، والمنشور على شبكة الإنترنت تحت عنوان ( بماذا يعني مفهوم العنف) ، حيث استندت الكاتبة على الحقائق المستنبطة من الموسوعة العلمية: ( Universals )، وعلى قاموس (Webster) ، والذي جاء فيهما: " إن ظاهرة العنف وبشكل عام وفي الأطر المختلفة تعد من أكثر الظواهر التي تستدعي اهتمام الجهات الحكومية من ناحية والأسرة من جهة أخرى، كما ولا بد من مواجهتها أولاً بمعرفة حجمها الحقيقي بالأرقام ثم الوقوف على الأسباب لاجتثاثها من جذورها، ونتيجة لتطور الوعي القائم في مطلع القرن العشرين كان الاهتمام بظاهرة العنف وخصوصا بما يتعلق بالطفولة، بعدما تطورت نظريات علم الإنسان على ضوء مرحلة الطفولة المبكرة وأهميتها وضرورة توفير الأجواء الحياتية المناسبة لينمو الأطفال نمواً جسدياً، نفسياً سليماً ومتكامل " 5. كما وبينت في موضوع أخر: ( بعض المؤشرات على هذه الظاهرة) مستندة على ما ساهمت به منظمة العفو الدولية التي تعني بالنساء والأطفال ممن تعرضوا لتلك الانتهاكات فيما يرجع جزئياً للامبالاة بالإضافة إلى العوائق القانونية التي تحول دون تصنيف الانتهاكات باعتبارها جرائم جنائية .
أنواع العنف:
وهنا لا بد لنا التطرق لأنواع العنف الذي يتعرض أليه التلاميذ والطلبة سوى كانوا قد تعرضوا أليه في داخل العائلة حيث يمارس المعنيين حياتهم فيها، أو في الشارع أو المدرسة، وهو يشتمل على :( 1- العنف العائلي 2- العنف الجسدي 3- العنف النفسي 4- الإهمال 5- العنف المدرسي ) ويبرز هنا دور المؤسسات التربوية ومنظمات المجتمع المدني في مكافحة الإرهاب، والنشاطات التي ستقوم بها التربية في صناعة الإنسان والمتمثلة بدور نقابة المعلمين ومنظمات المجتمع المدني في هذا المجال ، وفي هذا نستشهد بآراء الأستاذ الدكتور عبد الله الموسوي في موضوعه : ( التاريخ والثقافة وأثرهما في تشكيل النظم التربوية): " التربية هي عملية اجتماعية بمعنى أنها تعد صورة لحياة المجتمع تعكس فلسفته وتدل على تاريخه، أما المجتمع فقد عرفه بأنه: "جماعة من الأفراد تعلموا أن يعلموا سويا في ظل ولاء وعواطف مشتركة يعدان جزء من الثقافة... فإذا كانت الثقافة تختلف من مجتمع لآخر، فأنها تختلف أيضا في المجتمع الواحد وتختلف من عصر إلى آخر، وما سلوك الفرد إلا انعكاس للثقافة التي يعيش فيها.. فليس غريبا أن يختلف نظام التعليم من مجتمع لأخر ، اختلافا كليا أو جزئيا باختلاف الظروف المحيطة بكل مجتمع ، والمؤثرة فيه ، وان يكون التقارب بين نظم التعليم في المجتمعات المختلفة رهنا بتقارب هذه الظروف المحيطة بكل مجتمع ، وان يكون التباعد بينها رهنا بتباعد هذه الظروف " 3 .
هدف الحلقة:
من خلال ما تم استعراضه في الأبواب السالفة الذكر ، والتي تعرفنا فيها على كل ما يخص ظاهرة الإرهاب ودوافعها العنفية، تم التوصل إلى استنتاجات الآتية:
1- أن تلك العمليات الجبانة والخسيسة والمتمثلة بالقتل العمد والتدمير بالممتلكات والجثث المجهولة الهوية لم تستثنني أحد، بل كانت قد أطالت جميع الإسلام والمسلمين وأطياف المجتمع الأخرى.
2- أن هذه العمليات كانت قد اتخذت نمطا إستراتيجيا جديدا في منهجية التخطيط لها، فهي لم تكتفي باستهداف طائفة معينة أو منطقة من المجتمع بل راحت تؤجج وتحرض أيضا على استخدام أعمال العنف في كل مكان تصل أليه .
ومن خلال طرح هذين الهدفين تمكنا من العثور على السبل الناجعة التي ينبغي أن يتسلح بها أبنائنا من التلاميذ والطلبة لغرض الإصرار والاستمرار والتقدم بعملية التعليم ، وبهذا نكون قد توصلنا للإجراءات التنفيذية الواجب تحقيقها عن طريق وضع العديد من الأسئلة والتي تمثلت بآلاتي :
- كيف نقوم الحالة النفسية نظرا لما يتعرض له التلميذ أو الطالب في ضوء هذه المتغيرات الطارئة كفقدانه الأمن والاستقرار ؟
- ما هي التأثيرات الناتجة من عدم وصول المعلم أو التلميذ والطالب ، أو الأدوات والكتب والقرطاسية إلى المؤسسات التربوية المتواجدة في المناطق التي تعتبر في الوقت الحاضر أكثر سخونة من غيرها ؟
- ما هي الإجراءات التي اتخذتها الجهات ذات العلاقة لاستيعاب أعداد التلاميذ والطلبة في المناطق التي كانوا قد هجروا أو تم نزوحهم أليها ؟
- ما هي نتائج تأثيرات العمليات العسكرية على الأجواء الدراسية العامة على التلاميذ والطلبة ؟
- هل هناك اثر واضح في نقص احتياجات مؤسسات المجتمع المدني، والتي تقوم بواسطتها تنفيذ الأنشطة ألا صفية العلمية والتعليمية منها في أوقات الفراغ
- ما هي أهم المعارف والعلوم الإنسانية الواجب تزويدها للمعلمين والمدرسين، أو تلك التي يجب إدخالها ضمن المناهج والخطط الجديدة والتي تخص كل أعمال العنف التي يتعرض أليها التلاميذ والطلبة ؟
المقترحات والحلول:
و أخيرا لا بد لنا من وضع الحلول والمقترحات بعد أن تعرفنا على أهم المشاكل والمسببات من خلال توضيح الأهداف والوصول إلى نتائجها ، والتي يجب أتباعها من قبل الجهات ذات العلاقة لحل مشكلة هذه الحلقة بعد أن استعنا فيها بآراء جميع المعنيين بهذا الأمر اخذين بنظر الاعتبار ما تم طرحه من خلال توجيهات والتي جاءت من المصادر:
1- على المؤسسات التربوية وأفراد مؤسسات المجتمع المدني والهيئات الدينية وأئمة الجمعة والجماعات اخذ الحزم وتفقد من حولهم والتعاون في حصر المشبوهين ومجهولي الحال وتسليمهم للشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى والأمة تنظر بجد لهذا الطلب إيقافا لمسلسل العنف والجريمة ، وعدم التسامح والارتياح بمصائب الآخرين .
2- دعوة علماء المسلمين وخاصة المرجعية الدينية العليا ومن يهمهم أمرها التحرك السريع إلى وئد الفتنة ووضع الحلول العملية لعدم تكرر الجرائم.
3- نحن لا نشك أن هناك جهات لها مصالح في إلقاء الفوضى وعدم الاستقرار في العراق ولهذا نناشد دول الجوار والدول الإسلامية ودول العالم اجمع بأن يعلنوا صراحة عن موقفهم اتجاه هذه الجرائم ويسموا الأشياء بأسمائها ليرتاح الشعب العراقي والأمة الإسلامية وبهذا تقطع دابر الظنون والشكوك التي يروجها المجرمون وأعوانهم ، وهم طوابير كثيرة تغذيهم قوى صهيونية وأعداء الإسلام .
4- هذا بالإضافة إلى العمل على تحقيق ما جاء بمقترحات المركز العراقي لتنمية المواطنة والديمقراطية المذكورة في الصفحة السادسة وهي كالآتي :
-ترويج وتكريس ثقافة المواطنة والديمقراطية وهما أمران مهمان لحيوية المجتمع وكما يعتبران مخرج ناجح لوحدة المجتمع وتقدمه , وان من أهم مقومات المجتمع المدني هو تفعيل مفهوم المواطنة ضمن منظور ديمقراطي , كما نأمل على نشر ثقافة الحقوق وعلاقة الحاكم والمحكوم من خلال التعرف على الحقوق والواجبات.
- تكريس سيادة القانون والمساواة والعدالة لممارسة الحقوق المدنية في المجتمع, وتوسيع مفهوم المواطنة على أساس المشاركة الواسعة في العملية لسياسية وذلك من خلال نشر ثقافة العدالة والقانون والحقوق المدنية .
- الحرص الكبير على كرامة المواطن وحريته إذا شعر بأن كرامته محظية بالاحترام، يكون ذلك سبباً في ولائه إلى وطنه ويعمق إحساسه بالانتماء إليه.
- نشر الوعي السياسي والاجتماعي والثقافي وتنمية الحس الوطني.
- تعزيز دور المرأة في المجتمع والأيمان المطلق في المشاركة السياسية لها في المجتمع ،وذلك من خلال ممارستها لحقها الطبيعي ومساواتها الإنسانية والآدمية مع قرينها الرجل
- المطالبة بتعديل الوضع الاقتصادي للمواطن من خلال توزيع عادل للثروة وتقليل الفجوة بين رواتب المسئولين والوظائف الأخرى, و خلق فرص عمل مناسبة تلاءم أمكانية الفرد الفكرية والبدنية وتامين حياة كريمة عن طريق رفد الحكومة بدراسات وبحوث اقتصادية تساهم في رفع وتنمية الحياة الاقتصادية.
الخلاصة :
البيت.. الشارع.. المدرسة.. منظمات المجتمع المدني ..
عناصر تشترك جميع أدواتها الفاعلة بتربية الفرد روحا وعقلا وجسما وتقويمه وترعى مواهبه وابتكاراته لاستحضاره لمعركة بناء العراق الجديد الذي راحت تلتف من حوله عصابات الذباحين والقتلة ، وما نتج من تحالفات العصابات الإرهابية والتكفيرية وتنظيمات القاعدة المقيتة ، وما تروجه أفكارهم المريضة من فتاوى مظللة تنوي فيها خلق المستوى اللامعقول في الأداء التربوي عن طريق أتباعها للأساليب النازية من اجل تحقيق أهدافهم التي تتلخص بما يأتي:
1- زعزعة وأضعاف المجتمع بإشاعة الفوضى وترويع المواطنين العزل بقتلهم وضرب وتدمير ممتلكاتهم خلافا للتعليمات التي جاء بها الدين الإسلامي ، وقد روى عن ابن عمر رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أخاف مؤمنا كان حقا على الله أن لا يؤمنه من إفزاع يوم القيامة . رواه الطبراني . 1
2- خلق الصراعات المختلفة بين جميع الطوائف التي تعايشت منذ الأزل بأمن واستقرار . وهذا ما نهى الله عنه بقوله تعالى :( وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغى حتى تفئ إلى أمر الله فان فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا إن الله يحب المقسطين ) 1 . الآية 9 من سورة الحجرات .
3- ترويج أفكارهم المريضة الممتلئة بفتاوى الضلال من اجل التأثير الفكري الذي يستهدف فكر ووعي الناشئة والشباب ، مستعينة بما تبوق له الفضائيات وبثها المعادي عن ما يمارس من العنف دون رادع ، وفي الآية 6 من سورة الحجرات تبين حقيقة ما يكنه الأعداء للمسلمين من خلال فتاواهم بما يتعارض وقوله تعالى: (يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) 1.
4-القيام بالأعمال التي تحرض على أثارت الفتنة الطائفية المقيتة التي يراد بها تمزيق وحدة المسلمين بما يمس مشاعرهم وعظمة دينهم الإسلامي الحنيف ومبادئه السمحة التي تدعو إلى السلم والمحبة ورفض استباحة دم المسلم الذي رفضته جميع الأديان السماوية الداعية إلى استنباط المشاريع الحضارية الإنسانية بهدف قيادة المجتمع نحو الخير والتقدم والسلام ، وهذا ما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي الشريف ، فعن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره. التقوى ههنا. التقوى ههنا . التقوى ههنا ، ويشير إلى صدره ، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم . كل المسلم على المسلم حرام: دمه وعرضه وماله ) 2 رواه مسلم.
5- خلق المستوى اللامعقول في الأداء التربوي بإشاعة العنف في نفوس التلاميذ والطلبة وذلك عن طريق تفجير المؤسسات التربوية أو تهديد وقتل المدرسين والمعلمين بهدف إفراغ تلك المؤسسات من كفاءاته العلمية ، وهذا ما نهى رسول الله ( ص) ، فعن جابر وأبى طلحة رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من مسلم يخذل أمر مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته ، وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته ، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته ) 2 . رواه أبو داود
أن هذه الأهداف وغيرها وما يرسمه التكفيريين في خططهم ، تستدعي من جميع القيادات إلى ضرورة الأخذ بالمقترحات والحلول الكفيلة وما نتوصل أليه جميعا من اجل محاربتهم وذلك بزرع بذور التفاؤل والخير في نفوس أفراد المجتمع قاطبة ، كما ولنعمل جميعا كلا من موقعه على مناشدة الأسر والمنظمات التي تعتني أو ينتمي أليها بحماية التلميذ أو الطالب من آثار الآفات الاجتماعية الآخذة بالانتشار في بيئتنا التي لم تعد آمنة ، والتي تدعو في بواطنها إلى تفكيك النسيج الأسري والانقسام المجتمعي ، وفي هذا يشدد الأستاذ حسن السعيدي في موضوعه الموسوم ( من استقبل وجوه الآراء عرف موقع الخطأ ): " أن بناء العراق الجديد بكل اتجاهاته يستوجب منا استقطاب الأفكار وتسجيل الرؤى صغيرها وكبيرها متحديها ومتضادها ، ولا ينظر إلى اتجاه قائلها والى جهة المتصدين"8
مصادر الحلقة ومراجعها
1- بيان المركز العراقي لتنمية المواطنة والديمقراطية
2- الترغيب والترهيب من الحديث الشريف ، تأليف الأمام الحافظ زكي الدين عبد العظيم ابن عبد القوي المنذري ( المجلد الثالث) : دار الأيمان / دمشق
3- التاريخ والثقافة وأثرهما في تشكيل النظم التربوية ، الأستاذ الدكتور عبد الله الموسوي ، ( مجلة الفتح المبين - العدد الثاني -تموز 2005م )
4- دوافع الظواهر الإرهابية ، الدكتور غالب محمد رشيد الآسدي، (جريدة البلاغ - العدد 168 - السنة الرابعة ) .
5- حماية الأطفال والنساء من العنف ، الدكتورة علياء يحي العسالي ، ( شبكة التربية نت) .
6-الأوليات الثقافية وحاجات البحث الديني المعاصر ، الشيخ حيدر حب الله، ( جريدة البلاغ - العدد 168 - الأسبوع الرابع - تموز ).
7 -المنهج وعلاقته بالتغيير الاجتماعي،الدكتورة علياء يحي العسالي ، ( شبكة التربية نت )
8- من استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطأ ، الأستاذ حسن السعيدي ، ( مجلة التضامن الإسلامي - العدد العاشر – السنة السابعة – جمادي الأول 1428 هـ - حزيران 2007 م )
تنويه : يتبع في الأجزاء القادمة






#جواد_المنتفجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منهج التربية الرياضية الحديثة
- أيام البنفسج
- ابراهيم سبتي في امسيته القصصية : القصة القصيرة جدا عراقية ال ...


المزيد.....




- تحليل لـCNN: كيف غيرت الأيام الـ7 الماضية حرب أوكرانيا؟
- هل الدفاعات الجوية الغربية قادرة على مواجهة صاروخ أوريشنيك ا ...
- كيف زادت ثروة إيلون ماسك -أغنى شخص في العالم- بفضل الانتخابا ...
- غارة عنيفة تهز العاصمة بيروت
- مراسلة RT: دوي انفجارت عنيفة تهز العاصمة بيروت جراء غارة إسر ...
- عاجل .. صافرات الانذار تدوي في حيفا الآن وأنباء عن انفجارات ...
- أوستن: القوات الكورية الشمالية في روسيا ستحارب -قريبا- ضد أو ...
- ترامب يكشف أسماء جديدة رشحها لمناصب قيادية في إدارته المقبلة ...
- البيت الأبيض يبحث مع شركات الاتصال الاختراق الصيني المشتبه ب ...
- قمة كوب29: الدول الغنية ستساهم ب 250 مليار دولار لمساعدة الد ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جواد المنتفجي - دور منظمات المجتمع المدني في مكافحة الإرهاب