عبلة أبو علبة لمهمة الأمين الأول -لحشد-

ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 3100 - 2010 / 8 / 20 - 10:55
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

بمناسبة ذكرى تأسيسه الثانية والعشرين، عقد حزب الشعب الأردني (حشد) مؤتمره الوطني الخامس وأسفر عن انتخاب قيادة جديدة، التي بدورها أجمعت على انتخاب المناضلة "عبلة أبو علبة" لموقع الأمين الأول للحزب. ومعروف بأن منصب رئيس أو أمين عام أي من الأحزاب من المناصب المغلقة بشكل عام في وجه النساء، ولا يتجاوز عدد من وصلن لهذا المنصب الرفيع إلا أعداد قليلة ومحدودة، ليس في منطقتنا فقط بل وعلى صعيد العالم ككل.
الأمين الأول الحالي "لحشد"، تمثله ابنة مدينة قلقيلية والنازحة عنها في الهجرة الثانية للشعب الفلسطيني عام 1967، الأمر الذي ينطوي على مؤشرات ودلالات عديدة، ومن كان مطلا على تجربة "عبلة" النضالية والعملية، يدرك أولا بأنه لم يتم اختيارها انطلاقا من اعتبارات " جندرية "، بل من موقع التقدير لكفاءتها القيادية ولمسيرتها النضالية على امتداد عقود. ويأتي الاختيار الحكيم كذلك؛ بمثابة تجسيد عملي لممارسة خالية من مظاهر الازدواجية والتناقض - المعروفة اتجاه المرأة - بين النظرية وتطبيقها، وتحديدا اتجاه مبدأ المساواة وعدم التمييز، وبما لا يعيق تبوء ووصول من تستحق إلى اعلي درجات السلم القيادي وبما يصون الخصوصية البرنامجية المعروفة في أحزاب اليسار، والتي ميزت نفسها بطرح المضامين والأساس الاقتصادي والاجتماعي والفكري لقضية المرأة. وتعتبر هذه الجزئية كأحد المعايير التي يقاس بواسطتها الحكم على مدى تقدمية الحزب السياسي، ولمدى تجاوزه للتقليد المسجل أو المأخوذ على بعض قوى اليسار لجهة ممارسة اللغة المزدوجة، وتأكيده الانتصار لأحقية المرأة في أن تحتل كافة المواقع القيادية بعيدا عن المفاهيم الأبوية والذكورية السائدة في مجتمعاتنا. وهو من جهة ثالثة، اختيار لا بد وأن نتوقع أن يترك بصماته على إطلالة الحزب بقيادة "أبو علبة"، لاضطلاعها بمهام متنوعة في المجالين الفلسطيني والأردني، ولدورها المباشر في العديد من مجالات العمل، بما في ذلك ما يتصل بدورها القيادي والمميز في إطار الهيئات القيادية الأولى للحركتين النسائية الفلسطينية والنسائية الأردنية، وعضويتها في رابطة الكتاب الأردنيين ولعملها في ميادين التربية والإعلام.
أمام "عبلة" كأمين أول تحديات عديدة مطروحة على "حشد" وعلى سائر القوى الوطنية والديمقراطية الأردنية. فمن جانب؛ وعلى أبواب الانتخابات النيابية في الربع الأخير من العام الحالي، وفي ظل تعديل طفيف على قانون الانتخابات يتمثل بزيادة عدد المقاعد إلى مئة وعشرين مقعدا، ومضاعفة عدد المقاعد النيابية المخصصة للمرأة لتصبح اثنتا عشر مقعدا، فيما بقي نظام الصوت الواحد الذي كان وما يزال موضع تباين ونقاش محتدم بين القوى الأردنية. ومن جانب آخر، فان التحدي الأكبر يتمثل بتعزيز القواعد الجماهيرية للحزب وبما يكرس حضوره الأكثر فعالية في أوساط القاعدة الجماهيرية وفي إطار النقابات المهنية والعمالية.
وإضافة لهذا وذاك، تمثل مهمة العمل المتوازن في البرنامج المركَب والمشتق من خصوصية الساحة الأردنية ومكوناتها، والذي يتعامل مع عناوين التداخل والتمايز ما بين مهمات الحركتين الأردنية والفلسطينية، نحو تكريس وصيانة الهوية الأردنية ورفض مشاريع التوطين، ونحو إسناد نضال الشعب الفلسطيني في حقه في العودة الى دياره وتقرير مصيره.
الرفيقة "عبلة" من القيادات النسائية التي تتحلى بمواصفات نضالية وقيادية هامة، وتتميز بالصلابة والتماسك النضالي، لم يسجل عليها في جميع المراحل التوقف أو أخذ استراحة قصيرة للمحارب، حيث كانت تحفر التجربة بيد، وتزيح الكوابح المعترضة المعروفة بيدها الأخرى. لم يدخل قلبها اليأس أو اهتزاز الثقة؛ بل بقيت مؤمنة بتحقيق الهدف.
لهذا كله نبارك "لعبلة" هذا الموقع، ونبارك "لحشد" هذا الاختيار، مسجلا باختياره امرأة للمنصب الأول تجربة لافتة في المنطقة العربية بعد "فرحة بكداش" كأمين عام للحزب الشيوعي السوري؛ "ولويزا حنون" كأمين عام لحزب العمال الجزائري. لقد عرفت عبلة ابو علبة عن قرب، واني لواثقة بأنها أهل لهذا الموقع مع كل ما ينطوي عليه من مهام ومسؤوليات غير عادية وفي وقت غير عادي..

#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات