أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سهيلة زين العابدين حمَّاد - وضع المرأة قبل الديانات السماوية















المزيد.....

وضع المرأة قبل الديانات السماوية


سهيلة زين العابدين حمَّاد

الحوار المتمدن-العدد: 939 - 2004 / 8 / 28 - 12:08
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كان وضع المرأة لدى أغلب الأمم والتشريعات قبل الإسلام وضعاً مهيناً قاسياً مذلاً، فلم يكونوا يعتبرونها إنساناً ذا روح، بل كانوا يعتقدون أنَّها من روح وضيعة، وهي عندهم أصل الشر، ومنبع الآثام.

** المرأة في الحضارة الهندية

إنَّ من أبرز ما نلاحظه من مواقف المجتمع الهندي تجاه المرأة أنَّ ينكر إنسانيتها، ويعرض عن الاعتراف بقيمتها الاجتماعية، وذلك ما دعا إلى إنكار حقوقها، وإثقال كاهلها بالكثير من الواجبات، فالمرأة عند المشرع الهندي أسوأ من الوباء والجحيم والسم والأفاعي والنار، وقد كانت هذه الفكرة مسطرة على بوذا لدرجة أنَّه كان يتردد كثيراً قبل أن يسمح للنساء بالانضمام إلى الطائفة البوذية [1]. لذا لم يكن للمرأة عند الهنود في شريعة مانو أي حق من الحقوق، وهي خادمة فقط لزوجها أو أبيها، ولا تملك الأهلية للتصرف في مالها، بل لم يكن لها حق الملكية ذاته؛ إذ كل ما تملكه يعود إلى زوجها أو إلى أبيها، أو إلى ولدها، وكانت إذا مات زوجها أحرقوها حية ودفنوها معه.. ورغم أنّ الاستعمار البريطاني أصدر قانوناً يمنع إحراق المرأة حية مع زوجها الميت، إلاَّ أنَّ هذا مستمر حتى الآن بين حين وآخر[2]، أو قد يقع إسعافها فتبقى على قيد الحياة لتباع مع ما يباع من أمتعة الزوج[3].

** المرأة الفارسية في الديانة الزرادشتية

لقد أدخل زرادشت تغييراً هاماً على موقف المجتمع الفارسي من المرأة، فتمتعت ببعض الحقوق كاختيار الزوج، ومعارضة الأب في تزويجها بمن لا ترضاه، وحق طلب الطلاق، وملك العقار، وإدارة الشؤون المالية للزوج بتوكيل منه، لكن هذه الأوضاع لم تستمر طويلاً، إذ ما إن انتهى عهد زرادشت حتى عادت المرأة إلى ما كانت عليه من انحطاط المنزلة خصوصاً في الطبقات العالية التي تفرض على المرأة الانغلاق في البيت، وتحرَّم عليها رؤية الرجل ولو كان أباً أو أخاً، أمَّا المرأة الفقيرة فقد تمسكت ببعض نتلك الحقوق، وكانت بسب ذلك في نظر المجتمع الفارسي محتقرة منبوذة، وبقي هذا الاستهتار بالغاً بالرجل الفارسي حداً مسرفاً؛ إذ كان يستحل البنت والأخت والشقيقة وغير الشقيقة، ويبيح الأم، ويجمع بين الأختين[4].

** المرأة عند البابليين والآشوريين

أمَّا الآشوريون والبابليون في العراق والشام فقد عاملوا المرأة بمثل ما كان يعاملها به المجتمع الهندي من استرقاق أبدي، وإنكار لقيمتها الإنسانية، ومكانتها الاجتماعية[5]، ففي شريعة حمورابي كانت تعتبر المرأة مثل السائمة، وليست لها الأهلية للملكية ولا للتصرف. .وإذا قتل رجل ابنة رجل آخر فعليه أن يسلمه ابنته ليقتلها أو يسترقها حسبما يشاء[6].

** المرأة في الحضارة المصرية القديمة

تمتاز الحضارة المصرية على سابقاتها بما خصَّت به المرأة من مكانة مرموقة، فولَّتها الملك، وحكَّمتها في الأفراد والجماعات، فسطرت القوانين، وسيَّرت الشؤون السياسية، واكتسبت حقوقها المادية كاملة، فتصرفت فيها تصرفاً مطلقاً دون رقابة أو حجر، كما أنها اعتبرت سيدة البيت فنسب إليها الأبناء في حالات عديدة، وإذا مات الزوج انتقلت إليها السلطة على الأبناء الذين لم يبلغوا سن الرشد، ولو في علاقات الأسرة بالدولة.

غير أنَّ القانون الجنائي كان معها صارما، إذ سلَّط عليها الحكم بالموت بمجرد الشبهة فيما يتعلق بطهارتها، كما كان للرجل أن يضاجع قرابته من النساء، ويتزوج أخته؛ بقصد وضع يده ـ في الغالب ـ على ثرواتهن وممتلكاتهن؛ لأنَّ كل الأملاك الزراعية كانت من حقهن[7]. هذا.. ولما كانت البيئة المصرية كانت تسودها الطبقية المطلقة والفرعونية الصارمة فقد عاشت المرأة ظروف بيئتها القاسية تبعاً لضعف مكانة أهلها الاجتماعية، أو كريمة معززة مسايرة لعز أهلها[8].

** المرأة عند اللوبيين والبربر

لقد اتسم اللوبي بغلظة في الطبع وحدة في المعاملة، فكان قاسياً مع المرأة مستعبداً لها، يرهقها بالواجبات المضنية، ويكلفها مشاق أعباء تلك الحياة البدوية الخشنة، ويحملها شؤون الأسرة على مختلف أنواعها، فنشأت الأسرة اللوبية متينة التماسك - حسب تعبير علماء تاريخ الاجتماع - رغم السيادة المطلقة التي يتمتع بها الرجل واستبداده بالأمور وظلمه للمرأة.

أمَّا المرأة البربرية فقد كانت في وضع مهين لا تحسد عليه؛ نظراً لعدم اعتراف المجتمع لها بأية قيمة اجتماعية مما جعلها الخادم الأمين للرجل الذي يكبلها بشتى الواجبات المضنية المرهقة، وقسا عليها المجتمع البربري وحرمها من حق الإرث، فكانت لا ترث ولا تورث، وبالتالي حرمها من كل حق مالي[9].

** المرأة في الحضارة اليونانية

لم يكن التشريع الإغريقي يعترف بحقوق المرأة فهو يعتبرها مخلوقاً تقل قيمته الإنسانية عن قيمة الرجل، يعلن عن ذلك أرسطو في قوله: "إنَّ الطبيعة لم تزود المرأة بأي استعداد عقلي يعتد به، ولذلك يجب أن تُقتصر تربيتها على شؤون التدبير المنزلي والأمومة والحضانة وما إلى ذلك"، كما نجده وضع المرأة في مرتبة المحجور عليهم الذين ليس لهم أهلية التصرف في أنفسهم، فقال:

أ- العبد ليس له إرادة.

ب- الطفل له إرادة وهي ناقصة.

ج- المرأة لها إرادة وهي عاجزة.

وظلت المرأة اليونانية سليبة الحق مهضومة الجانب، تتزوج بدون رضاها وتحرم من الثقافة والتعليم، فكل شؤون الحياة الخارجية لاتهم إلاَّ الرجل حتى سمي المجتمع اليوناني بنادي الرجال[10]، وانطلاقاً من نظرة اليونانيين السيئة إلى المرأة اختلفوا فيها: هل هي بشر؟ وهل لها نفس ناطقة؟ وعلى فرض كونها إنساناً فهل وضعها بالإضافة للرجل وضع الرقيق بالإضافة إلى مولاه أو أرفع بقليل؟ وتجسداً لها التفكير كان شأن المرأة في بيت الرجل شان خادمة بسيطة وظيفتها قضاء الحوائج البيتية والجنسية فقط، وللرجل الحق في أن يهديها أو يوصي بمتعتها لمن يشاء، وله منعها ما يتجاوز ثمنه قيمة ستين كيلو جراماً من الشعير[11]. وكانت نتيجة ذلك أنَّ كثر عدد البغايا، وأصبح عدد الأبناء غير الشرعيين وافراً؛ إذ تمردت المرأة على المجتمع لسوء معاملته لها، وخرجت عن حدوده وقوانينه فكان منهن من تتخلص من أعباء الأمومة فتلقي أبناءها على قارعة الطريق[12].

** المرأة في الحضارة الرومانية

كانت المرأة تعامل في القانون الروماني كالأطفال والمجانين فهي فاقدة الأهلية، وقانون الألواح الاثني عشر قد نصَّ على أنَّ أسباب انعدام الأهلية صغر السن والجنون والأنوثة، وكان لرب الأسرة أن يبيع من يشاء ممن هم تحت ولايته، وجاء قانون الألواح وحصر حق البيع في ثلاث مرات للابن بحيث إذا باع الأب ابنه ثمَّ عاد واشتراه، ثمَّ باعه، ثمَّ اشتراه، ثمَّ باعه فيصبح حراً من سلطة رب الأسرة، بينما تظل البنت تحت سلطان رب الأسرة حتى يموت، وهذه السلطة تمتد إلى الزوجات، وهي تشمل البيع والنفي والتعذيب، بل والقتل[13].

** المرأة عند عرب الجاهلية

لقد عاش العرب في جاهليتهم على نظام قبلي مضطرب تفرض فيه سلطة الأقوياء على الضعفاء، وتجعل حق التصرف على يد الجبابرة العتاة، فكانت القبيلة تجد في سواعد فتيانها من الحماية ما لا تجده في معاصم فتياتها، وهو ما دعا إلي إيثار البنين على البنات، وتفضيل الذكور على الإناث قال تعالى:(وإذا بُشِّر أَحدُهُم بالأُنثى ظلَّ وَجْهُهُ مُسودّاً وهُوَ كظيم * يتوارى من القوم من سُوءِ ما بُشِّر به أيُمسِكُهُ على هُونٍ أم يًدُسُّه في التُّرابِ ألا ساء ما يحْكُمُون)[14].

وقد يدعو الجاهلي هذا القنوط ويدفعه التهور إلى التخلص من ذلك العبء الثقيل عليه فيسرع إلى وأد المولودة يقول تعالى : (وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ* بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ)، وإذا سلمت من الوأد، وأبقيت على قيد الحياة فلا يفتأ الأب يعتبرها حملاً ينوء به كاهل القبيلة[15]، حيث لا تكون نصرتها إلاَّ بكاء، ويراها عديمة الفائدة، كما أنكروا حقها في إرث الأب والزوج، قد تعتبر هي بذاتها إرثاً تكون من نصيب أحد ورثة الزوج [16].

وعلى الرغم من القسوة التي وجدتها المرأة في أكثر الأوساط الجاهلية البدائية فقد استطاعت أن تظهر مزاياها وتحتل مكانة شريفة في بعض الأوساط الثرية الحاكمة، حيث أعلا شأنها عند ذويها، حتى كان بعض ملوك شمال الجزيرة ينتسبون إلى أمهاتهم كالمنذر بن ماء السماء ملك الحيرة، وعمرو بن هند، كما كان الكثير منهم يكنى بابنته مثل النابغة الذبياني فيدعى أبا دمامة[17].

فلقد كانت المرأة في هذه الأوساط موضع تقدير الرجل ورعايته وعطفه، وأشركها في شؤون الحياة العامة والخاصة، أمَّا في غير هذه الطبقة الاجتماعية فلم تستطع المرأة أن تتخلص من ذلك الوضع الغالب الذي لقيت فيه أنواعاً من العنت، وألواناً من المهانة، وصوراً بشعة من القسوة، إذ كانت البيئة بدائية محاربة، ولا احتكام فيها إلاَّ إلى القوة والطغيان، فكانت المرأة في هذه الطبقات الضعيفة من المجتمع مضطهدة مكلومة لا تجد القانون الحامي، ولا العون الاجتماعي، ولا الاعتراف بإنسانيتها، وهكذا كانت المهانة تسود وضعها العام، فكما نالها الوأد وقهرها العضل، وعوملت بأنواع بشعة من الأنكحة: كالاستبضاع، والرهط، ونكاح الإماء، والمتعة، والشغار، وسلبت شرعية التصرف المادي والمعنوي.

** المراجع

[1] - د. عصمة الدين كركر:المرأة من خلال الآيات القرآنية، ص 21، نشر الشركة التونسية للتوزيع.

[2] - د. محمد علي البار: عمل المرأة في الميزان ، ص19، الطبعة الثانية 1404-1984م، الدار السعودية للنشر، جدة-المملكة العربية السعودية.

[3] - ول ديورانت: قصة الحضارة، 3/77.

[4] - د.عصمة الدين كركر، مرجع سابق ، ص23.

[5] - المرجع السابق:23.

[6] - د. محمد علي البار: مرجع سابق، ص19.

[7] - د. عصمة الدين كركر :المرأة من خلال الآيات القرآنية ، ص26.

[8] - المرجع السابق: ص26.

[9] - المرجع السابق: ص26.

[10]- المرجع السابق: ص28.

[11] - عبد الأمير منصور الجمري: المرأة في ظل الإسلام ، ص36، الطبعة الرابعة سنة 1986م ، دار مكتبة الهلال ، بيروت - لبنان.

[12] - د.عصمة الدين كركر: المرأة من خلال الآيات القرآنية ، 28.

[13] - سالم البهنساوي: مكانة المرأة بين الإسلام والقوانين العالمية، ص15، الطبعة الثانية سنة 1406هجرية -1986م، دار القلم، الكويت.

[14] - سورة النحل:57-58.

[15] - الزمخشري: الكشَّاف، 2/.526.

[16] - د. عصمة الدين كركر: المرأة من خلال الآيات القرآنية، ص 32.

[17] - المرجع السابق:32.



#سهيلة_زين_العابدين_حمَّاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سهيلة زين العابدين حمَّاد - وضع المرأة قبل الديانات السماوية