بهجت عباس
الحوار المتمدن-العدد: 939 - 2004 / 8 / 28 - 10:05
المحور:
الادب والفن
هاينريش هاينه - ترجمة بهجت عباس
إنَّـه حقّـاً لَمَـلـْك ٌ ذلك الرّاعـي الصًّـبـيّ ُ
عرشُـه تلّ ٌ رحيب ٌ أخضر العُـشـبِ نـدِيّ ُ
ولـدَيـْـه الشَّـمسُ فوق الرأسِ تاج ٌ ذَهَـبـيّ ُ
وحَوالَـيْ قدمـيهِ غَـنمُ التَّـلِّ الخصـيبِ
تَـتـلوّى مَـلَـقـاً للسَّـيِّـدِ الرّاعي الحـبيبِ
وبلـونٍ أحمـرٍ قد حمـلتْ رسـْمَ الصَّـليـبِ
لـكنِ الفـرســانُ هـُمْ هـذي العـجــولُ
باخـتيالٍ وبـزَهـْوٍ تـتَخـطّى وتَجـولُ
فرقـة ُالتمثيل كانتْ ماعـزَ الـتَّلِّ النَّـكِـرْ
وكذا سِـربـاً مـن الطَّـيرِ وحَشـداً منْ بَـقرْ
بالمـزامـير وبالأجـراس مـنْ دون حــذرْ
شكّـلـوا جَـوقَـةَ موسيقى بلمـحٍ منْ بَـصرْ
أخذتْ تعزف لحـناً بغـنـاءٍ ســاحـرِ
شارك الشَّـلالُ فيهِ بخـريــرٍ هــادرِ
وحفـيفُ الشَّـجر التـنّـوبِ *مِـلؤُ الخـاطرِ
وقع المَـلكُ سريعاً فـي سُـباتٍ قـاهـرِ
عنـدَ هــذا كان أمـراً واجـباً للسـيْـطرة
أنْ يـنـوبَ الكـلـبُ بالحُـكمِ ويقضي وَطَره
بنـباح ٍصَعـقَ الـتَّـلَّ الصَّـدى واهتّـصرَه
تَـمْـتمَ المَـلـْكُ الصَّـبيّ ُ بنعـاسٍ ظاهـر
إنَّ هـذا الحُـكـمَ صَـعبٌ، مـا أنا بالقـادرِ
أه! لـو عـُدتُ إلـى بيـتي، إلى مليـكـتي
كنتُ أحـظـى بهـدوءٍ وحـنـانٍ غـامـرِ
أرتمي بـيـن ذراعـيْـها بصَـمْتٍ وسُـكون ِ
واضعـاً رأسـي بلـطفٍ دون هـمّ ٍ وشُجون ِ
وأرى ممـلكتي في سـحـر عيـنيها الدَّفـين ِ
* شجر التـنّوب : من فصيلة الصنوبريات
#بهجت_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟