أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن مدن - غازي القصيبي














المزيد.....

غازي القصيبي


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 3098 - 2010 / 8 / 18 - 21:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


لن يكون تعسفاً وصف غازي القصيبي، الشاعر والأديب والدبلوماسي والوزير، بأنه بحريني بمقدار ما كان سعودياً. انه شخصية اشتبكت فيها الملامح بين ما هو بحريني وما هو سعودي، وليس عبثاً أن الدارسين للمشهد الشعري البحريني بين الستينات والسبعينات من القرن الماضي أدرجوا اسم غازي القصيبي بصفته أحد الأصوات في الحركة الشعرية البحرينية، كون موهبته بدأت في الإفصاح عن نفسها فترة فتوة وشباب الشاعر التي قضاها في البحرين تلميذاً في مدارسها، معايشاً لحالة الحداثة، في معناها الاجتماعي والثقافي الشامل، التي شهدتها البحرين يومذاك.
حين اتجه غازي القصيبي إلى كتابة الرواية بدءاً من تجربته الأولى في: «شقة الحرية» فان البحرين كانت حاضرة من خلال شخوص الرواية، بمن فيهم الراوي نفسه، الذين كانوا مجموعة من الشبان البحرينيين يتركون المنامة للتو متوجهين للدراسة في القاهرة الناصرية، يومها، حيث الحركة الطلابية التي كانت تعج بالتيارات السياسية والحزبية.
«شقة الحرية» بهذا المعنى كانت تتناول حقبة من التاريخ السياسي العربي المعاصر، بكل ما له وعليه، من نجاحات واخفاقات، وهي بالتالي قدمت غازي القصيبي الأديب الذي تخطى في اهتماماته الشأن المحلي أو الخليجي، إلى الإطار العربي الأشمل.
تتالت أعمال غازي الروائية، إضافة بالطبع إلى كتابته الراقية للمقال الصحافي بلغة عرفت بجزالتها وخفة ظلها، تنم عن ثقافة واطلاع واسعين، وهذه ميزة جيل ينتمي إليه القصيبي، وكان هو أحد تجلياته البارزة، في إمساكه بجناحي الثقافة العربية والأجنبية، وكان لهذا التأسيس الثقافي المتين دوره في مجمل الانتاج الأدبي للقصيبي، الذي يمكن أن نعده واحداً من أكثر محبي المتنبي وحفاظ شعره والممسكين بجواهره التي لا تبلى مع مرور الزمن إنما تزداد تألقاً، وما يقال عن اطلاعه على المتنبي يمكن أن يقال عن اطلاعه على الشعر الكلاسيكي العربي عامة.
موهبة القصيبي الأدبية ظلت تفصح عن نفسها رغم انشغالاته الأخرى، الدبلوماسية والوظيفية، كونه تقلد أكثرمن حقيبة وزارية في بلاده، هو الذي عرف بمهاراته الإدارية المشهود لها، والتي تجلت بالمناسبة في بعض كتاباته عن الإدارة.
يبقى أن غازي القصيبي صوتاً جريئاً للحداثة والتقدم، مقاوماً للتزمت والتحجر ورافضاً لمناخ التغريب عن العصر، وهو ما أدخله في معارك حامية الوطيس مع القوى المحافظة التي تريد أن تكبح المسار الموضوعي نحو التقدم الذي يشق طريقه رغم كل الكوابح التي تحاول إعاقته، ولكن مآل الأمور يؤكد أن الجديد ينتصر في نهاية المطاف.
حسناً فعلت الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية حين سمحت بتداول مؤلفات القصيبي، ورغم أن هذه الخطوة جاءت متأخرة، ألا أنها صححت وضعاً خاطئاً لا يصح أن يستمر، فرجال مبدعون من وزن غازي القصيبي هم ثروة للوطن يتباهى بهم أمام العالم، وهم ملك للحاضر مثلما هم ملك للمستقبل وأجياله، التي سترى في كتبه شاهداً على زمن من التحولات، كان على قوى الحداثة، من مواقعها المختلفة، في الثقافة وفي الجهاز الإداري وفي الأوساط الأكاديمية وفي المجتمع عامة، أن تخوض معركة المستقبل، مفعمة بالثقة في مقدرتها على أن تكسبها في نهاية المطاف.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترشيد الخطاب السياسي
- تعدوا الناس بالمن والسلوى!
- المكاسب وإعادة الزخم
- ذاكرة المنامة في عيون عبدعلي
- من أجل مجلس متوازن
- رسائل قريبة من القلب
- الوحدة الوطنية لماذا؟!
- «الديجتال» الخادع
- كيف نشأت الفكرة الوطنية في البحرين؟
- رحيل محمد حسين فضل الله
- حكايات قاسم حسين
- هل علينا أن ننسحب من المشهد السياسي؟
- خليجنا بلا نفط
- إدوارد سعيد والجامعة
- رافعة الوحدة الوطنية
- أطفال أذكياء.. مجتمعات غبية
- لتفادي المجلس الطائفي
- فارس آخر يترجل
- البحرين بحاجة إلى الصوت الآخر
- قافلة الحرية وبلاغة الرسالة


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن مدن - غازي القصيبي