أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - ناصرية تقدمية ...لا ناصرية تخلف ورجعية














المزيد.....

ناصرية تقدمية ...لا ناصرية تخلف ورجعية


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 939 - 2004 / 8 / 28 - 12:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


دائما ما كنا نقول أن الفكر الناصري كان لبنة مهمة في بناء الوعي التقدمي والحداثي ، وعلى يديه وفي زمانه تغيرت الكثير من المفاهيم ، فعصر الثورة الناصرية لم تكن مرتبطة بالمنهج السياسي وحسب ، بل كانت شاملة أيضا الأدب والثقافة والاقتصاد و المرأة ، و استطاعت أن تفصل الماضي عن ممارسة الحاضر مع الاحتفاظ بجوهره كتراث عربي تستلهم منه الومضات المضيئة والمنيرة في التاريخ .

لذا كان الصراع بين الحداثة التي مثلتها الناصرية وبين الأصالة التي تبنتها الجماعات الرجعية الأخرى مستمر ولا يتوقف ، ولم يكن هناك من مجال لحالة توفيقية بين الاثنين ، كون الزعيم عبد الناصر كصاحب ثورة لا تقبل إلا بقلب الموازين بشكل جذري وتام ، بمعنى القيام بنقلة جذرية للمجتمع من مرحلة أقدم إلى مرحلة الإبداع والمستقبل وإلغاء الفروقات بين المجتمع سواء كانت طبقية أو دينية أو مذهبية ، وتوجت هذه المسيرة بدستور الوحدة بين مصر وسوريا حيث لم يشر إطلاقا إلى دين الدولة ، فهنا تمت المساواة على اعتبارات وطنية وقومية بغض النظر عن الدين والمذهب .

نفهم جيد كقوميين بأن العرب هي أمة واحدة حتى وأن اختلفت الأديان والمذاهب ، ونعلم أكثر بأن الدين قد يكون أداة تفريق أكثر منه عامل توحيد نظرا لتشعب مذاهبه و إجتهادات علمائه وتأثره بالتاريخ والسياسة ، لذا كان من الطبيعي أن يتم الفصل بين الدين و الدولة ، وأن نحلم بدولة العدالة والمساواة والحرية ، فالوعي القومي لا يرتبط بالماضي ويعيد إنتاجه بقالب جاهز سواء كان هذا الماضي وعي ديني أو قبلي أو اجتماعي ، بل هو حالة إبداع متدفقة ومستمرة تنشد التغيير والتقدم .

إذا أين موقع الحزب الوحدوي الشعبي الناصري في اليمن من الوعي التقدمي القومي ، فأول بند في التنظيم يشير بأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الوحيد والرئيسي ، وهنا اسأل ، كيف أصبح هذا التشريع مصدرا رئيسيا في وقت يعلم ألقاصي والداني بأن مزج الدين بالسياسية ، يخرج الدين عن مضمونة الأخلاقي ، ويزج بالسياسة في استخدام الدين لمصالحه التي هي في الغالب بعيدة كل البعد عن القيم و المباديء ، ثم أليس هذا البند يعطي إيحاء ما بأن المواطنة مرتبطة بالدين مباشرة ، وفي هذه الحالة نكون قد أقصينا من هم لا يدينون به من المواطنة ، وأيضا كيف وتحت بند التشريع الديني أن نتعامل مع وضع المرأة والكتابة والأدب والنقد والقراءة التاريخية الجديدة والاقتصاد والديمقراطية والتعددية الحزبية ، فأنت حين تقر بندا تزايد به مع الإسلاميين ، تقع من حيث لا تدري بمنع كل أمل في التغير السلمي والوصول إلى الحياة المدنية .

فلفكر الديني هو فكر قد حسم كل الأمور ، ليصبح مرجعية كلما أستعصي أمرا في هذا الدنيا ، ومواقفه معروفة عبر مفكريه حول كل القضايا التي تهم الإنسانية ، وحين يتبنى التنظيم الناصري تشريعا دينيا ، فهذا يعني وبالضرورة تبنيه لكل الكتب الدينية سواء كانت فكرية أو سياسة ، ولا يستطيع أن يخرج عنها ، وهنا نعيد السؤال هل نحن كناصريين يمنيين نبحث عن الإبداع الذي يقاوم المسلمات ، أن نقبل بأن نقيد بأقدام الماضي بهذا الشكل ، ثم كيف ندعي الحداثة _ هذا أن كان مازال التنظيم يدعيها _ ونحن نرفض أن نقول ، الدين لله والوطن للجميع .

في مرحلة ما على التنظيم الناصري أن يعلن عن نفسه بوضوح ، وهذا ليس في المجال الفكري وحسب ، بل عليه أيضا أن يحدد موقفه من اللعبة السياسية ، هل هو معارض أم استشاري للدولة ، فإمساك تفاحتين في يد واحدة أمر لا يمكن حدوثه ، وذلك حتى نعرف فقط هل نحن قوميون بما فيه الكفاية أم لا .

ما أعتقده وربما هناك من يتفق معي ، بأن الناصرية لم تكن في يوم من الأيام تتبني الخطاب الرجعي من الناحية الثقافية والتراثية ، ولا تتعاون مع الأنظمة المتخلفة القبلية أو الملكية .... فهل ناصريتنا في اليمن كذلك ...؟



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن الضريح
- المرأة والمجتمع والإصلاح في اليمن - ثلاثية الصراع الأزلي
- ما أن تكون اشتراكيا أو لا تكون


المزيد.....




- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 8 صواريخ باليستية أطلقتها القوات ا ...
- -غنّوا-، ذا روك يقول لمشاهدي فيلمه الجديد
- بوليفيا: انهيار أرضي يدمّر 40 منزلاً في لاباز بعد أشهر من ال ...
- في استذكار الراحل العزيز خيون التميمي (أبو أحمد)
- 5 صعوبات أمام ترامب في طريقه لعقد صفقات حول البؤر الساخنة
- قتيل وجريحان بهجوم مسيّرتين إسرائيليتين على صور في جنوب لبنا ...
- خبير أوكراني: زيلينسكي وحلفاؤه -نجحوا- في جعل أوكرانيا ورقة ...
- اختبار قاذف شبكة مضادة للدرونات في منطقة العملية العسكرية ال ...
- اكتشاف إشارة غريبة حدثت قبل دقائق من أحد أقوى الانفجارات الب ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - ناصرية تقدمية ...لا ناصرية تخلف ورجعية