الحكم بالنفي في العربيةNegation 1

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3096 - 2010 / 8 / 16 - 21:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

يقول الطبيب و الفيلسوف الالماني Axel Beelmann في كتابه الجديد (التقارب من الانسانAnnaehrung an den Menschen) ان الانسان و بداية من لحظة ولادته مكتوب عليه بالنفي بحكم مصيره الذي ينتهي بالموت لا محالة و طبيعته البيولوجية الاولى. تلصق هذه الصفة حتى بطبيعته الثانية التي تحاول التعويض عن هذا النقص. يخترق النفي جميع طبقات الانسان الثقافية بدرجة انه اي النفي يحتل مكانا اساسيا عند الانسان ليتحول الى مركز حياته. المأساة و التراجيديا البشرية هي ان الانسان لا يجد حتى نفسه على الصورة التي يتركها بعد فترة. الصعوبات التي يقابلها الانسان مع اللانهاية و حدود المعرفة تبين بان الانسان حكم عليه بالنفي من الاساس.

و الان لونظرنا الى النفي في العربية نتفاجأ عندما نرى ان النفي في اي زمن كان يتطلب دائما المضارع الذي يتفرع بدوره الى ثلاثة اجزاء و هي الرفع و النصب و الجزم ليزيد من التعقيد. هذا الشأن يثير الاهتمام و ان العربية بالتأكيدعلى حق لان النفي مع الفعل في الماضي الفاني ليس منطقيا على الاطلاق :
اولا (لم) للنفي في الماضي مع الجزم: لم اشرب الشاي امس
ثانيا (لا) للنفي في الحاضر مع الرفع: لا اشرب الشاي اليوم
ثالثا (لن) للنفي في المستقبل مع النصب: لن اشرب الشاي غدا

و لو تعمقنا اكثر في النفي في العربية نجد ان (ليس) نفي للكينونة في المضارع لعدم وجود او استعمال فعل to be في المضارع وللتعويض عن هذا النقص راجع مقالتي عن
Tob e and to Have in Arabic
على الرابط الاتي:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=187536
رغم ان (ليس) يظهر بمظهر الفعل في الماضي: لست في البيت اليوم.

لاينتهي موضوع النفي بهذه السهولة لان هناك ايضا امكانيات اخرى في العربية بفضل (ما) بالاخص في سجل اللغة المحكية. لاتهتم (ما) النافية مثل الادواة السابقة بزمن الفعل فهي تأتي مع المضارع و الماضي:
ما شربت / اشرب الشاي
اللغات العامية تجد ضالتها ايضا في الجمع بين (ما) و كلمة اخرى:
مش (ما + شئ)
مو( ما + هو)
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات