حمادي بلخشين
الحوار المتمدن-العدد: 3096 - 2010 / 8 / 16 - 18:22
المحور:
كتابات ساخرة
نجدة
كنت مستغرقا في نوم عميق حين روعتني طرقات عنيفة على باب شقتي.
كانت ساعتي الإلكترونية تشير الى الواحدة و النصف بعد منتصف الليل.
حالما فتحت الباب انفجر جاري الصومالي عبدي نور في وجهي:
ــ أسرع أخي حمادي
توقف هنيهة ريثما التقط أنفاسه.. أضاف و هو يسحبني من ذراعي.
ـــ هناك جريمة متعمدة.
سألت جاري عبدي نور عن مكان الجريمة فيما كنت اخلّص ذراعي من بين يديه حتى أتمكن من ارتداء بنطلوني:
ــ في الطابق الأسفل
ــ تعني بيت هرّالد
ــ لا ادري من هرالد هذا
قلت له موضحا:
ــ النرويجي البدين صاحب الكلب
ــ نعم هو نفسه
ــ وهل كانت المرأة ..
سألني عبدي نور متعجبا
ـــ و ما أدراك انها امرأة
سألته بدوري و قد فترت همتي بقدر ما ازدادت نقمتي على جاري الأحمق.
ـــ وهل كانت الضحية تستعطف بين أنّين يقطع نياط القلب و آخر بأنها على وشك الموت
أشرق وجهه الأفريقي و هو يجيب:
ـــ نعم و الله
ثم وهي يجرني من جديد
ــ و لعلنا لا ندركها و بها رمق
قلت له باسما:
ـــ وهل فعلت شيئا لإنقاذها؟.
رغم ظهور علامات خيبة و شعور بالخذلان فقد اجابني
ـــ لقد طرقت الباب ثلاثا ثم صحت ثلاثا هل في وسعي تقديم مساعدة غير انني لم احظ بجواب.
سالته بين ضحكتين مدويتين ان كان فعلا على استعداد لتقديم مساعدة
رد علي عبدي نور متعجبّا و قد ساءته استهانتي بنخوته الصومالية:
ــ و هل انقطعت الرحمة يا أخي حمّادي حتى أتأخر عن مساعدة حرمة تستغيث؟!
رغم تمنّعه، و تعنّته و توتّره، و تصلبه، تمكنت أخيرا من إجلاس عبدي نور عنوة الى جانبي.. ضحك طويلا وهو يستر وجهه حياء حين وضحت له الأمر.
و أنا أشيّع جاري الصوماليّ الأعزب عبدي نور الي الخارج، ضحكت مرة أخرى حين خطر ببالي ما جاء من خبر " النبي آه .. و النبي كمان" على لسان طفلة صغيرة أفادت أبلتها ببراءة صومالية بأنها طالما سمعت اسم النبيين يترددان ليلا على لسان أمها.حين هممت بذكر الحادثة الطريفة على مسمع جاري الصومالي عبدي نور خشيت أن يتهمني لتزمته و حنبليته بضعف الإيمان و ربما بالإستهانة بالأديان، لأجل ذلك ودعته ثم آويت الى مخدعي.
سامح الله جارنا هرّالد أندرياسن، فرغم انسانيته و دماثة خلقه، و حفاوته بالملونين و استنكاره الدائم لتورط النرويج في حرب شعب أفغاني يدافع عن حقه في تقرير مصيره، فقد اعتاد ترك نافذة غرفة نومه مفتوحة أثناء خلواته الحميمية بعشيقاته الكثيرات.
#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟