أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن ظافرغريب - مستوطنة بنات آوى















المزيد.....

مستوطنة بنات آوى


محسن ظافرغريب

الحوار المتمدن-العدد: 3096 - 2010 / 8 / 16 - 01:03
المحور: الادب والفن
    


رواية راوي يهودي متهم بالتلمودية؛ الرواية الشهيرة بعنوان "مستوطنة العقاب"، نبوءة تلمودية كقصته القصيرة مثيرة الجدل "بنات آوى وعرب"، أحداثهما الغريبة لدى كتابتهما قبل نحو قرن من الزمن؛ سبقت قيام الدولة العبرية بعقود مخاض المولود المسخ عند جبل صهيون ونهر الأردن، والراوي "فرانس كافكا":
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=140081


أ . "فى مستوطنة العقاب"

طفق الضابط السادي يوجه المستكشف الذي وصل إلى الجزيرة الغامضة لتفقد آلة التعذيب الجهنمية:

إن أول شيء ينبغي عليك القيام به أن تكون كتوماً، بقدر الإمكان، فيما يتعلق بحكمك على هذه الإجراءات، وما لم يوجه إليك سؤال مباشر فعليك ألا تقول شيئاً مطلقاً، وما ينبغي أن تقوله يتعين أن يكون مقتضباً عاماً، دعهم يلاحظون أنك تؤثر ألا تناقش الأمر، وأنك ضقت ذرعاً به، وأنك لو تركت لنفسك العنان لاستخدمت أسلوباً عنيفاً، إنني لا أطالبك بطرح أي أكاذيب، علي الإطلاق، ينبغي أن تطرح إجابات مقتضبة، مثل: نعم قد شاهدت تنفيذ الحكم، أو نعم لقد تم إيضاح الأمر لي!.

الضابط كان آخر سلالة الساديين ويتمسك بآلته التي يدينها القائد الجديد ويحاول إبطال عقوبتها الوحشية، حيث يوثق المحكوم عليه مطروحاً على وجهه في موضع جزئه السفلي، بينا يتحرك الجزء العلوي ليحرث بالإبر ظهر الضحية حتى الموت، وبعد ذلك يُلقي بجثته في الحفرة التي امتلأت بدمائه أسفل الآلة.

قام الضحية في اللحظة الأخيرة، وجعل الضابط اليائس من التأييد يستلقي داخل آلته ليكون آخر ضحاياها ويدفن إلي جوار قائده المؤسس!. القائد العام الأصيل (للقوات المسلحة)، والوكيل ذاته قائد النعام والأنعام الأضل سبيلاً في زمن الإحتلال.

الراوي ينبه إلي عبارة منقوشة علي باب قبر رائد التعذيب تتنبأ بأنه سوف يعود بعد عدد معين من السنين ليقود أنصاره لاسترداد المستعمر.

قام، وأعاد تزييت آلة التعذيب بعد أن حول العالم إلى مستعمرة واحدة كبيرة ومهزومة، وحول سكانها إلى مستكشفين ينبغي عليهم ألا يقولوا شيئاً على الإطلاق، وإن قالوا فب عبارات مقتضبة نعم شاهدنا تنفيذ الحكم!.

تنبؤ بالفضائيات التي جعلت العالم شاهداً؛ إذ قائد مستوطنة التعذيب العالمية يتدارك الخطأ في العراق وفي فلسطين، مثل ضابط يصدر أمره الفاصل دون أن يتيح للضحية فرصة الدفاع عن النفس لأن هذا الدفاع سيفتح الباب أمام الأكاذيب بينا هو يعرف الحقيقة. ابن المستوطنة الأوروبية (المحمية) السابقة يعرف أن الوطن كلمة معجمية بائسة لاوجود لها إلا في مخيلة أبناء الأمم البائدة الذين يجب أن ينالوا الراحة الأبدية قبل أن يتبجحوا بكلمة وطن .

كل من يحمل السلاح إرهابي وعلي جميع الشهود أن يحنوا هاماتهم وهم يعلنون باقتضاب: لقد شاهدنا تنفيذ الحكم أو نعم لقد تم إيضاح الأمر لنا!

قائد التعذيب الذي قام لن يسره أن يموت ثانية حتى لو أمات الناس جميعاً!. العالم ينظر باطمئنان رسولي إلي آلة التعذيب الوحشية انتظاراً لقرقعة أجزائها وتحللها من تلقاء نفسها؛ لدليل دامغ على شذوذه لتنوير وترويض وحوش الدولة القومية!، وعسف وحيف حدود (مجلس الأمن الدولي) بعد تدويل منطقة (المطلاع - العبدلي) "المتنازع عليها!" جنوبي حاضرة البصرة الطيبة الخربة الحلوب؛ هبة شط العرب و فينيسيا العرب التي لا تقر كظة ظالم: صدام الذي لا يملك أن يهب من العراق التاريخي العظيم لمن لا يستحق، ومثله مجلس الأمن الدولي.

ب . بنات آوى والعرب

تدور أحداث القصة عند جبل ونهر، واحة، البطل أوروبي يقوم برحلة مع قافلة عربية يقرر قائدها حط رحالها للراحة والتزود بالماء، يحاول النوم شأنه شأن رجال القافلة فلا يستطيع، تمنعه أصوات بنات آوى الآتية من بعيد، فيجلس وبعد لحظات يرى تلك الوحوش تعدو نحوه من كل حدب وصوب حتى تحيط به من كل الجهات، ثم ينبري أحد بنات آوى يتحدث بلسان الجميع إلى (المخلِّص) الأبيض القادم من مدن الشمال السعيدة البعيدة :

ــ إنني بكر بنات آوى ويسعدني أن ألقاك هنا فقد كنت أوشك أن أفقد الأمل وانتظرتك سنوات لا تنتهي وانتظرتك أمي وكل أمهاتنا منذ الأم الأولى لبنات آوى، ذاك صحيح صدقني!.

تارة ترسل الكبرى فيهن بنات آوى الفتيات لمغازلة (المخلِّص) الأبيض وإغوائه وتارة يبكين ويشكون تعسف العرب معهم، وينقل رأي البكر منهم: إن سوء الحظ الكبير الذي نعاني منه هو إقامتنا بين ظهراني العرب، وثمة أمر آخر يزعج، هو أن العرب يذبحون الأغنام لإعداد الطعام والأحرى بهم أن يتركوا حيواناتهم تموت ميتة طبيعية لتصبح جيفاً فيتناولها بنات!.

الرواي يتحدث عن نتن روائحهم وأجسادهم اللدنة ربانياً من لدنه تعالى!، تتحرك لإيصال المعاناة إلى (المخلِّص) الأبيض، بيد أن الأخير لا يرق لحالهم فيسألهم عما يردنه من جيرانهم العرب فيجيبه البكر: نريد أن نتخلص منهم!.

ــ أتريدون قتلهم جميعاً؟ / يسأل الأبيض.

ــ لا، لا، إن ماء النهر لا تطهرنا من دمائهم النجسة!.

يناوله أحداهم مقصاً ويطلب منه أن يبدأ هو وأبناء جلدته بإبادة العرب عن وجه الأرض. أثناء ذلك يأتي رئيس القافلة ليطلب من (المخلِّص) البدء بتجهيز نفسه لأجل إتمام الرحلة، وحين يرى بنات آوى على مقربة من صديقه يقول له ضاحكاً: كذا إذن!، فقد دعيت لشهود هذه التسلية أيضاً أيها السيد!. يكتشف الرجل الأبيض أن حاله مع بنات آوى لا تختلف عن حال أي رجل من أبناء جلدته يعبر هذه الصحراء، إنهم يستعطفون الجميع لأجل القضاء على سكانها الأصل والتهام جيف حيواناتهم، (المقص يظل يجوب الصحراء طالما بقي العرب قيد الوجود) على لسان قائد الرحلة وهو ينظر إلى بنات آوى بلا مبالاة، ويصفهم بالمخلوقات الحيوانية الحمقاء المجنونة المحبوبة عند العرب، وفي ذات الوقت بمثابة كلاب لهم .

في مسك الختام: مرأى أربعة رجال يحملون بعيراً نافقاً ويرمونه أمام المستجيرين بالمخلِّص، ولم تكد الجيفة تمس الأرض حتى عوت بنات آوى وكما لو كن قد جذبن بحبال على نحو لا سبيل معه إلى المقاومة وراح كل منهم يتقدم باضطراب إلى أمام وزحف على بطن البعير النافق، كانوا قد نسوا العرب، نسوا مقتهم لهم وسحرهم الحضور الذي يجب احتقار ونسيان ما عداه والنابع من جيفة كريهة الرائحة!.

ــ هذا حالهم دائماً/ على لسان قائد الرحلة.

بنات آوى مقارنة بين منظر بنات آوى ينهشون الجيفة النتنة وبين ازدراءهم للعرب وإصرارهم على أنهم أرفع منهم، هم أنقى يأنفون من لمسهم أو النظر إليهم أو التحدث معهم، مع إبراز دموية وحقد بنات آوى، يهدف إيصال فكرة الخداع، الكذب، المراوغة، الجبن، المكر، صفات بنات آوى، والعربي المتعال الواثق من قوته لامبال، يصف عدوه الماكر بالمخلوق المسلي والمضحك، بينا ينتظر الآخر السانحة المناسبة ليغدر به ويقضي عليه.

تنبأ الرواي بنهاية حلم (الدولة الكبرى) باستمرار الصراع.



#محسن_ظافرغريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم العالمي لإحراق القرآن
- أب الرواية الجزائرية
- كه نالّى سپّيده - لفين - رۆژنامه
- حلبجة الحية في الضمير
- النائب الأول في صحيفة washingtonpost
- موجز من أنباء الإمبريالية الديمقراطية
- لدواعي السلطة الملعونة التي تفسد اليسار والدعاة في آن معاً
- تلمود توأم الإنتداب
- شيلوا سفارتكم ما نريد ديمقراطيتكم
- غبرة وقائع المناخ والزمكان
- المرأة في إرث عثمليبعثي مازال
- اليسار يتجشأ هواء
- زحف القرية على إرث المدينة
- كم Salt أميركي - إيراني في العراق؟
- فيلمان هنا في لاهاي
- تَنَحَ
- وهابية ودعاة واشنطن أدعياء الإبراهيمية
- وصل كرد - إسرائيل وكويت أميركا
- هواجس عراقية تركمانية مشروعة
- تداول نقل الخدمات في صحيفةNewYork Times


المزيد.....




- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن ظافرغريب - مستوطنة بنات آوى