|
الخبر اليقين عن خؤولة معاوية للمؤمنين
حمادي بلخشين
الحوار المتمدن-العدد: 3094 - 2010 / 8 / 14 - 23:18
المحور:
كتابات ساخرة
خال !
حين سأله القاضي لم رضضت رجل جارك السلفي و كسرت عموده الفقري تنهد المتهم شريف عمارة ثم أجاب بصريح العبارة : ـــ سيدي القاضي حضرات المستشارين. كنت مهموما مكروبا بسبب عجزي عن تسديد فاتورتي الكراء و الكهرباء و الماء و معلوم اشتراك ابنتي شيماء في الحافلة التي تقلها صبحا و مساء، حين طرق صهري مخلوف بابي، مضاعفا مصابي ليعلمني أن جاره منير عبد التواب الذي التصق بفقره بالتراب قد أصبح في رمشة عين من ذوي الملايين بعد أن وردت عليه رسالة عاجلة من السفارة السويسرية تعلمه بكل رقة و دبلوماسية بأنه أصبح الوراث الوحيد لخاله الفقيد الذي حرم الزوج و الذرية .فانقلب صاحبنا من بعده فقره غنيا و سبحان من" كان أمره مقضيا". سكت شريف عمارة قليلا مسح فمه بكم قميصه ثم استرسل يقول: ـــ فيما كنت أكابد الحسرات و أستعجل مفرق الجماعات بعد أن أسودت في ناظري الحياة و حبب اليّ ورود الممات، اقتحم هذا الجار الغبيّ داري( ثم أشار الي شاب كث اللحية معصوب الرأس كان يقف الى يمينه) هاتكا أستاري، هكذا بلا أحم ولا دستور، عامد الى الراديو ترنزيستور مسكتا اياه دون استئذان كل ذلك وهو يلعن الغناء و المغنيين، ومن اتبعهم بانصات الى يوم الدين فقلت له ان الاغنية كانت لمحمد عبد الوهاب في مدح ست الأحباب. فقال لي" يا مرتاب، نحن لا نؤمن بغير محمد بن عبد الوهاب شيخ السلفية و باعث المملكة السعودية و قد حرم الغناء على الرجال و النساء" لكن مراعاتي حق الجوار حال بيني و بين لطم قفا هذا الجار فتحليت بالصبر حتى انصرف الرقيع الى داره و كفاني شجاره. بعد أقل من نصف ساعة أطل عليّ ذو الرقاعة و قال لي" لقد جئتك مبشرا بعد أن هدأ شيطانك و عاودك إتزانك بما بلغني عن صهرك مخلوف ما أعتراك من كرب شديد لسوء الظروف خصوصا بعد سماعك خبر عبد التواب و ما أنصبت عليه من ملايين بعدد الحصى و التراب. فابشر أنت الآخر بخير خال يبلغك المقصود و يحقق لك الآمال" قال ذلك ثم اقترب مني قائلا" ألا يسرك يا عبد الحميد أن خالك أبا يزيد؟!" صحت من ضجري بعد أن أعملت فكري " أرحل عني حالا فما علمت لي خالا بعد خالي جمال فرحات الذي قضى نحبه مفلسا منذ سنوات" حينئذ اقسم لي برافع السماوات ان لي خالا شهيرا تشرفني معرفته و تسعدني نسبته نظرا لما حظي به من ملك واسع في الدنيا و مكانة مضمونة في الآخرة. حينئذ خطر ببالي ان العناية الالهية قد أخفت لي خالا من طراز ما بشرت به السفارة السوسيرية. فقلت لجاري السلفي و الفرح قد برّح بي" أبشر بنصف ثروتي لو تحققت أمنيتي و كشف الغيب المستور عن خال يملك الملايين مع الضياع و الدور" حينئذ نظر الي صاحب الوجار نظرة ازدراء و إحتقار ثم قال لي" بئس المسلم و الجار أتستبدل خالا كاتبا للوحي المعصوم بخال وهميّ عاشر أكلة لحم الخنزير و وطأ نساء الفرنجة و الروم؟" صحت به من قرفي وقد أدركت ما يخفي" هل تعني بكاتب الوحي يا فشلان معاوية بن أبي سفيان؟" رد علي جاري المهين: " و من غيره يا مسكين؟ ثم أردف بعد حين " ألا تعلم يا خسران أن معاوية بن ابي سفيان قد صار خالك باقتران نبي عدنان بأم حبيبة بنت أبي سفيان؟".. ثم وهو يرفع صوته " أعني أمك يا لعين هذا أن كنت ــ و أشك أنك ــ من المؤمنين " حينئذ صحت بجاري التعيس "خيبك الله كما خيبتني يا خسيس "فصاح بي اللعين" بئس ما يامرك به اذا ايمانك ان كنت من المؤمنين" فقلت له" صه يا مهين، فرغم أنني من المؤمنين فلست أرضى معاوية خالا و لو كسيت الذهب سربالا، لأنني أكون بذلك قد قايضت ديني بثروة قد ترديني، هذا بالإضافة الى تكريمي شخصا لعبت به مطامعه و قاد خطامه الوسواس حتى حمله على سفك دماء أصحاب المصطفى وهم خير أمة اخرجت للناس و على زرع بذرة الدكتاتورية بتنصيب ولده الفاسق على أمة خير البرية مؤسسا الملك الوراثي الذي أوصل الفاسق و المأبون و الملحد و الغبيّ الى الحكم لو كنت تعي، الأمر الذي تسبب في ذهاب ريح المسلمين و جعلهم في أسفل السافلين فلا هم أهل دنيا و لا هم أهل دين فبما جئت تبشرني يا غراب أبالجيف أم بالخراب؟" ما ان أتممت الخطاب حتى غشي ناظري الضباب فاختزلت لي ثدييات و رموز السلفية عبر القرون في شخص جاري هذا المأفون، فاعملت فيه قبضتيّ حتى سقط كخرقة بين يديّ و كنت كلما وجهت ركلة قوية كنت أشفعها بقولي " .هذه لأبن حنبل و هذه لإبن تيمية". وكلما نطحته بالجبين شفعتها بقولي:" هذه لإبن باز وهذه لإبن العثيمين".ولولا صياح أم العيال لأرديته في الحال .هذه يا حضرة القاضي قصتي بين يديكم من طقطق الى سلام عليكم. حينئذ التفت القاضي في الحال و سال السلفي ذي الخبال: ـــ أحقّا تؤمن يا بنيّ، بأن رحمة العزيز القويّ ستشمل معاوية و قد تسبب في تمزيق وحدة المسلمين و قتل مائة ألفا من الموحدين؟ مسابقا ميكافيلي الطليان في الغدر و البهتان و العمل بكل مكر و حيلة بقاعدة " الغاية تبرر الوسيلة"؟ أجاب السلفي بكل يقين " رضي الله على خالي أمير المؤمنين لقد كان مجتهدا دون ارتياب و سوف ينال أجره أخطأ أم أصاب" حينئذ رد عليه القاضي: ـــ لن أكون إذا أكثر غيرة على دماء وعظام المسلمين من الله رب العالمين لأجل ذلك برأت خصمك الذي صفع قذلك و كاد أن يوردك المهالك، لأن جنايته بجوار جنايات معاوية المحتال كنسبة الذرة الى شاهق الجبال فخذ بيد ابن خالك واغرب عني لا أبا لك! أوسلو 14 أوت 2010
#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دعوة للتمتع بآيس كريم من جحيم بن عليّ!
-
وقفة سريعة مع روجي غارودي في كتابه الإسلام الحيّ
-
عن اسراف آل سعود(قصة بالمناسبة)
-
كيف أوقعنا البخاريّ في مخرأة حقيقيّة( قصة بالمناسبة)
-
حول ضعف وهشاشة دولنا العربية( قصة بالمناسبة)
-
عن ظاهرة انتحار أصحاب الشهادات العليا( قصة بالمناسبة)
-
عن تمجيد الذكر واحتقار الأنثى(قصة بالمناسبة)
-
ما كان سيّد قطب إخوانيّا قطّ ( قصة بالمناسبة)
-
على هامش ظهور القائم في العراق( قصة بالمناسبة)
-
عن النصير الإيراني !( قصة بالمناسبة)
-
لا مكان للمثليين في مجتمعاتنا( قصة بالمناسبة)
-
مراودة ! ( قصة قصيرة)
-
حول سقوط حماس الوهابية (قصة)
-
العرب يتفرجون و الجزائر تواجه امريكا و بريطانيا منفردة
-
أردوغان عدوّ الحريّة يسيّر سفينة الحريّة!
-
فساد ( قصة قصيرة)
-
انقلاب ( قصة قصيرة)
-
رد على مقال زوبعة د. طارق حجي
-
نجاسة ( قصة قصيرة)
-
غباء ! ( قصة قصيرة)
المزيد.....
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|