مصطفى لمودن
الحوار المتمدن-العدد: 3094 - 2010 / 8 / 14 - 18:31
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
جاء في أخبار مؤكدة في بحر الأسبوع المنصرم أن "مصالح مختصة" في السعودية أصبحت تخبر عبر رسائل إلكترونية SMS كل قريب من سيدة أو فتاة غادرت المملكة إلى الخارج، يتوصل برسالة زوج أو أخ أو أب… تخبر بهذا "الحدث العظيم"، وينضاف هذا الأمر إلى أشكال أخرى من الحصار المضروب على المرأة بخلاف دول مجاورة كالكويت أو البحرين، حيث أنها ممنوعة من قيادة السيارة، وممنوعة من ممارسة حقوقها الديمقراطية لاختيار الحكام، وهنا تتساوى في ذلك مع الرجال، ومع ذلك فكثير من النساء في السعودية ودول الخليج عموما يملكن ثروات مهمة، لكن ليس أمامهن كل حرية التصرف فيها، واستثمارها كما يشأن، تعاني المرأة في السعودية من تأخر في الزواج وعنوسة واضحة، ويرى البعض أن ذلك يرجع لإقبال الذكور من السعودية على الزواج من أجنبيات عبر أساليب مختلفة، وأمام تفاقم الأمر وبعض مخلفاته السلبية مثل إهمال الأسرة، فتحت المملكة عبر جمعية خيرية وبمشاركة من قنصلياتها بالخارج عملية إحصاء أبناء السعودية المتخلى عنهم في دول مختلفة كالمغرب وسوريا ولبنان… وهي تحاول بذلك جمع أبنائها المهملين والمتخلى عنهم ومعاقبة كل سعودي قام بذلك، وفي نفس الوقت محاولة للتقليل من الزواج بغير السعوديات، لعل ذلك ينقص من العنوسة، وذكرت بعض الإحصائيات أن السعوديات هن الأكثر حرصا على جمالهم باستعمال أكبر نسبة من أدوات التجميل المختلفة وزيارة محلات التجميل، وهن من أكثر المتعلمات بالمنطقة والمتحصلات على شواهد جامعية… ولعل ثقل الواقع الاجتماعي المتسم بالرقابة المفرطة سواء من قبل الذكور وبقية المؤسسات الرسمية الأخر كهيأة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" التي تتدخل في حياة الناس وتصرفاتهم بالشارع العام وحتى بالبيوت إذا وصلتها "أخبار". وكلما تتاح الفرصة للسعوديات السفر إلى خارج البلد لا يترددن في ذلك، بل يقبلن على التوجه إلى الخارج بكثرة، ولهذا تحركت الأجهزة لمراقبة ذلك وإخبار أفراد الأسر الذكور، ويحكي بعض الشهود أن بعض السعوديات ما أن يمتطين الطائرة حتى يزلن عنهن كل الملابس التي تربطهن بتقاليد البلد حيث تغطية كل الجسد في غالب الأحيان، وتجدهن في الخارج مقبلات على الحياة برغدها، ويكثرن من زيارة محلات الموضة واقتناء الملابس العصرية ولو اقتضى الأمر ارتداءها لفترة زمنية قصيرة.
وعلاقة بالموضوع، ذكرت صحف مغربية أن قنصليات السعودية تمتنع عن التأشير للفتيات المرافقات لأسرهن قصد التوجه على الديار السعودية، وقيل أن بعض البنات يبقين هناك، وهو ما جعل برلمانيين يحتجون ويعتبرون هذا التصرف بمثابة إهانة للمغاربة، لكن سفارة المملكة العربية السعودية بالرباط نفت ذلك، وذكرت أن التأشيرة تمنح حسب القوانين الجاري بها العمل…
المهم أن المرأة في العربية السعودية تعيش وضعا خاصا، ومراقبة مستمرة وتحكما مبالغا فيه، وميزا غير مبرر، يقتضي التضامن معهن من أجل رفع كل الأغلال المفروضة عليهن.
#مصطفى_لمودن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟