مصطفى حقي
الحوار المتمدن-العدد: 3094 - 2010 / 8 / 14 - 01:33
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
شهرزاد بين يدي شهريار تروي الحكاية بعد الألف ..؟
بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد ، ان قروداً مؤمنون يسكنون في غابة بعيدة مع حيوانات أخرى أليفة ، وفي إحدى الامسيات نام القرد الذكر على يد زوجته ، وبعد أن غطّ الزوج في النوم ، جاء قردٌ شاب يغري القردة الزوجة بالإشارات ، واستجابت أخيراً وسحبت ساعدها ببطء من أسفل ظهر زوجها المستغرق في نومه ، واختفت متسللة مع الشاب العاشق في عمق الغابة وشربا من شراب الحب حتى ارتويا ، وعادت القردة الزوجة وتمددت إلى جانب زوجها النائم وحاولت إعادة يدها إلى أسفل ظهر زوجها الذي هبّ مذعوراً ، وتصنّعت الزوجة استغراقها في النوم ، ولكن الزوج شكّ في الأمر ودسّ انفه بين ساقي زوجته يشمشم ، واستوى واقفاً وهو يصرخ : هيا انهضي أيتها الزانية ، ثم وجه نداءه إلى الجوار : أيها القوم أعلمكم أن زوجتي قد زنَت ... ! فحضر كبير القرود وسأل : أين هم شهودك الأربع وقد رأوا بأم أعينهم ، كما الميل في المكحل ، أي كامل العملية الجنسية ، وردّ القرد الزوج : ولكن يا شيخنا نحن معشر القرود نتميز عن الانسان بحاسة شمّنا القوية وبتلك الحاسة المتميزة بإمكاننا أن نؤكد وقوع جريمة الزنا ، فردّ شيخ القرود : إذاً علينا بخبراء الشم في حال تعذر وجود شهود العيان ، وبسرعة سمي الخبراء من المشهورين بحاسة الشم الذين بدأوا بالزوج ثم انتقلوا إلى القردة الزوجة وعبر شم جهازها التناسلي قرر الخبراء وبعد تأدية اليمين أمام شيخ القرود مؤكدين وبخبرتهم الشميّة ان القردة الزوجة قد ارتكبت فعل الزنى ، وان آخر جماع لها هو لغير زوجها ... وهنا قرر شيخ القرود إيقاع عقوبة الزنى بالزانية ، وهو الرجم حتى الموت .. كل ذلك جرى بحضور الحمار ، والذي احتج صارخا بالجميع أن يوقفوا هذه المهزلة ، وبرغم انه حمار فهو لا يصدق ما يرى وما يسمع ، ومتى كان لكل قرد زوجة ولا يجوز لها أن تتعداه وشرف يدافع عنه ؟ وهنا نهر شيخ القرود الحمار وصرخ به ، وهل أنت يا أبا صابر أفهم وأذكى من الذي رواها والذين صدقوه بحادثة مماثلة جرت في الجاهلية ، واستهزأ الحمار من شيخ القرود وقال ساخراً هات وسمي ذلك الصادق الذي رواها ، والعقلاء من غير الحمير الذين صدقوه ، فأخرج شيخ القردة كتاباً ، وقرأ : الواقعة رواها عروة بن ميمون الأودي عن أعجب شيء رآه في الجاهلية ، وأيده فيها (تاريخ دمشق لابن عساكر، ص 417، وكذلك فتح الباري، شرح صحيح البخاري، للعسقلاني، ج7، باب القسامة في الجاهلية، وفيض القدير، شرح الجامع الصغير للإمام المناوي، ج3، حديث 2924وكذلك صدّقها ولا يزال وعلى امتداد القرون ملايين المسلمين الذين رحلوا والذين منهم على قيد الحياة الآن ويعيشون في عصر العلم والتكنلوجيا ..وهنا صرخ الحمار صرخة فزع ورعب ..
: حتى أنت أيها البخارى ...!
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح...؟ ولكن الدكتور كامل النجار لم يسكت وفضحهم عبر مقاله (تخاريف رجال الأزهر3 ) المنشور في الحوار المتمدن ....
#مصطفى_حقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟