أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسن مدبولى - اليسار فى مصر, الى اليمين در














المزيد.....

اليسار فى مصر, الى اليمين در


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 3093 - 2010 / 8 / 13 - 20:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ثمة أخطاء استراتيجية فاضحة ارتكبتها وترتكبها العديد من فصائل العمل اليسارى فى مصر, أهم تلك الاخطاء وأفدحها هو النكوص عن تبنى الخيار النضالى المكافح من أجل استرجاع حقوق الفقراء ,وبعد ان كان اليسار يشارك فى الانتخابات العامة طارحا شعاراته المناوئة للسلطة الطبقية من قبيل مصر فى جيوبهم مش فى قلوبهم,اصبح الشغل الشاغل لمناضلى الفريق اليسارى الرسمى فى مصر هو كيفية المشاركة او المنافسة على قطعة ولو ضئيلة تخرج من براثن السلطة الى المراكز اليسارية المعتمدة حكوميا , وما الحديث عن تخصيص حصص تزويرية من اجل اليسار واليمين الرسمييين فى مصر فى الانتخابات القادمة -كما زعم انه تم فى السابق - الا تأكيدا لما تم ويتم من موالسة وتطابق فى وجهات النظر والمصالح مع النخبة الحاكمة .

كان من المفترض ان تنقلب الدنيا ولا تقعد ابدا- يساريا- احتجاجا على ما وقع ويقع من ابتزال اقتصادى ادى الى التفريط فى البنية الاقتصادية الوطنية وتشريد مئات الالاف من العمال الى الشوارع فى مصر وغيرها من الدول العربية ,و كان من المفترض يساريا ان تغلى وتشتعل المنطقة العربية كلها ضد الاعتداءات الامبريالية الاميركية والغربية واعمالها الاجرامية التى تمت ضد العراق العظيم ,وكان من المفترض ان تتقدم قوى اليسار فى مصر خصوصا كافة التظاهرات التى تمت احتجاجا على العدوان الهمجى الصهيونى ضد كل من لبنان وغزة (2006 و2009) كان من المفترض ومن المفترض ممن علموا الجماهير فن النضال وأهمية التظاهر وعفوية الرفض بدون حسابات , ان يكونوا هم القدوة وهم القادة وهم اصحاب المبادرة فى هذا الزمن القاسى الملىء بالتحولات المخزية على كافة المستويات الوطنية والاقتصادية والاجتماعية, لكن الذى حدث كان العكس تماما من كل ذلك,, اذا استثنينا تلك النضالات الفردية لبعض عظماء الحركة اليسارية الذين لا يزالون يقبضون على الجمر ,وحدهم..

الغريب ان النضال اليسارى كان فى الماضى هو المحور الرئيسى الذى يقود عمليات التغيير فى مصر خصوصا, وكانت فصائله المتنوعة هى التى تتحمل وتدفع ضريبة الكفاح ضد الفساد والديكتاتورية, وكان النضال والكفاح يتم فى ظروف اصعب وأعقد كثيرا مما هى الان , لكن النكوص والتحول المخزى والموالسة والجبن وقبول الهدايا بدأت تتفشى بعد ان حدث الانفتاح العالمى والعولمى بما يتيحه من امكانات تكنولوجية تساعد كثيرا على الحد من حجم التكلفة المترتبة على اخذ المواقف المدافعة عن المكلومين فى الداخل والخارج ؟ كان من المتوقع ان تكون مصر اليسارية فى طليعة من يواجهون الاثار السلبية لما ترتب على انهيار المنظومة الاشتراكية فى العالم ,وكان من المفترض ان يكون مثقفى مصر اليساريين اول من يفضح المؤامرة الغربية التى تمت ضد الاشتراكية باستخدام التدين الكاذب عموما ,واستخدام الكنيسة الغربية والشرقية على وجه الخصوص , لكن المفزع ان غالبية هؤلاء قد تحولوا الى ابواق مروجة لترهات الامبريالية الغربية بل ومبررين لضرباتها وعدوانيتها العسكرية خصوصا ضدنا هنا فى المنطقة العربية سواء بطرق مباشرة او بطرق غير مباشرة افدح تأثيرا ,مثل محاولات تقزيم وتشويه توجهات المناضلين والمجاهدين الذين يواجهون العدو المعتدى وحدهم تقريبا ,,فأصبح حزب الله فاشى ,وحماس امارة طالبانية ,والاخوان المسلمون طظ , وتسيد الصمت والتجاهل اليسارى التام الموقف من المقاومة العراقية,

الافظع من تلك المواقف المخزية هو تحول العديد من الرموز اليسارية الى موظفين فى الاروقة والدهاليز الحكومية المتعددة ثقافيا واعلاميا ,مع قبول ما يستدعيه ذلك التحول الوظيفى من التزامات تستوجب الدفاع والتبرير بل والهجوم والتهديد ضد من تسول له نفسه بشبهة نضالية ضد اولياء الوظيفة .

لقد تحول اليسار المصرى الى اليمين تقريبا خاصة اليسار الرسمى منه او شبه الرسمى, وبالتالى فلم تصبح جماهير البسطاء ولا مناطق العشوائيات هى الركائز الاولى بالنضال والكفاح ولكن اصبحت دكاكين وجمعيات حقوق الانسان المدعومة غربيا هى المقار المفضلة لطرح الغرام الاممى مع الاسياد المانحين ,واصبحت القضايا الاولى بالرعاية هى القضايا ذاتها التى يشير اليها اولى النعم ,فلم تعد هناك اهمية لعمليات بيع وخصخصة القطاع العام ,ولا توجد ادنى شفقة تجاه العمال وذويهم من اطفال ونساء الذين يعتصمون ويضربون ويحتجون على رفدهم والقائهم على الارصفة دون مأوى او ملاذ او مصدر دخل ( معاهم ربنا)



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فى نقد ما يخص الاسلام والمسلمين
- من هم الهمج , وما هو الارهاب ؟
- منع النقاب ,, وسحل الحرية ,,وبيع الاوطان
- صكوك الغفران ,, وفرمانات الحرمان
- خرف الفكر , وتداعى المتفيكرين
- الارهاب المسيحى الغربى ,والدولة المدنية
- النكش والنخربة والخلط المتعمد ,,لارضاء اولياء النعم
- حقوق المرأة المصرية المنسحقة
- هيلين توماس,, وفضيحة حرية التعبير,, وحرية المرأة
- الطائفية والتمييز ضد الاخر فى مصر-حالة الزمالك والاسماعيلى
- الارهاب الغربى واضح, وعلى المروجين له ان يخرسوا
- حل المعضلات السياسية والاقتصادية فى مصر ,, هل هو امر مستحيل؟ ...
- الفجور والتجنى الطائفى وصل الى التبرير- للسرقة العلمية- وتجا ...
- تضحيات شهداء مصر ,عمال وفلاحين وجنود وقادة شرفاء
- نعم انها- معركة -ضد الاقلية -الارثوذوكسية- الحاكمة فى اثيوبي ...
- دول حوض النيل تهدد مصر, يادى الخيبة
- المسيحيون والحداثيون وقضايا التحرش بالاطفال بالكنائس
- شوية تعصب وهيافة وعلمانية كروية دينية
- كابتن حسام حسن لا تهاجر وتتركنا للشيخ والقديس
- برسم هؤلاء -لا علمانية ولا حتى مشهلاتية


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسن مدبولى - اليسار فى مصر, الى اليمين در