أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عادل عطية - أليست هذه : إيحاءات جنسية !














المزيد.....

أليست هذه : إيحاءات جنسية !


عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)


الحوار المتمدن-العدد: 3093 - 2010 / 8 / 13 - 16:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



عندما تناول أبوينا الأولين من الثمرة المُحرّمة، عرفا: "الجنس" !
ولا يزال البعض ـ بإفتراض حسن النية -، يتناول من هذه الثمرة، ويعطي غيره في صورة أمر ديني !
لن أتحدث عن فتوى: "ارضاع الكبير"، التي اثارت جدلاً واسعاً بيننا، فهي لوحدها مثالاً لذروة الإيحاء الجنسي، ولكني أتحدث عن سلوكيات مبرمجة بفعل اناس كحوليو المشاعر، تشتعل أجسادهم فور رؤية أمرأة، أو سماع صوتها، أو مصافحتها .. سلوكيات تحمل مستصغر الشرر الذي يشعل النار ، وهي كثيرة،أذكر منها:
كنت متجهاً إلى محطة القطارات، عندما مررت على بائع الصحف؛ لأشتري مجلتي المفضلة . أحضرت البائعة المجلة ووضعتها على الطاولة التي أمامها .. في البداية لم أدرك انها لا تريد أن تعطيني المجلة في يدي، وبينما كنت اناولها ثمنها، طلبت مني أن أضع النقود على الطاولة ؛ حتى تتمكن من أخذها !
لم أكن اتوقع هذا التصرف المفاجيء منها، مما جعلني أشعر بالخجل، ثم بالغضب وكأنني مصاب بداء معدِ، أو كأنني سأرتكب الفحشاء لو وضعت النقود في يدها !
لقد كنت ذاهباً في مهمة ما، وجل تفكيري كان منصباً على اللحاق بالقطار، وكيفية اتمام مهمتي، ولكن البائعة أبت إلا أن تذكرني بأن هناك ذكراً وأنثى ، وبدلاً من أن يكون الموضوع موضوع تعامل بين مشتري وبائع لا تثبت أحداثه في الذاكرة ، أصبح قصة يقرؤها العقل أكثر من مرة، وربما يحتفظ بتفاصيلها، وتفاصيل المرأة إلى الأبد !
وعندما كنت أركب المترو قبل الفصل العنصري بين الذكر والأنثى، لم أكن أفكر في الركاب الذين حولي سوى انهم بشر كل يذهب في طريقه، وإلى هدفه .. أما الآن إذا تركت أي سيدة العربة المخصصة للنساء ، وركبت حيث مجتمع الرجال ، فاني أهتم بالموضوع وأبدأ في التساؤل : لماذا لم تركب هذه السيدة العربة مع بنات جنسها، وبالتالي فقد وضعها هذا الفصل الجنسي في بؤرة اهتمامي على عكس ما اراد صانعو الأسوار !
وكم كنت اشاهد مباريات المونديال، وخصوصاً عندما كان فريقنا القومي يكافح على أرض الملعب لينال الفوز، وكان كل اهتمامي هو ملاحقة الكرة بعيني؛ لعلها تصيب هدفاً لصالح الوطن، إلى أن جاء من ينذرنا من مشاهدة مثل هذه المباريات؛ لأن الكاميرات تنقل لنا صوراً عن فتيات شبه عاريات، فبدأت أهتم بهذا الموضوع لا لكي أرى الفتيات؛ ولكن لكي أتحقق من صدق شيوخ الفضائيات، الذين نجحوا في لفت أنظارنا لشئ لم يكن في الفكر !
رأيت يوماً مشهداً في مسلسل رمضاني عن رجل يتقدم من محل لبيع الاقمشة، في هذه اللحظة قامت شابة من على مقعد حجري كانت تجلس عليه، عندما اعطاها البائع طلبها، فلما انصرفت ورأى الرجل أن المقعد قد خلا منها، أراد الجلوس عليه، فإذا بالبائع يمنعه من الجلوس، قائلاً: لا تجلس عليه الآن حتى يبرد من حرارة جسمها !
لقد عشت عمراً أجلس مكان: رجال، وسيدات، وفتيات .. ولم أكن أفكر مطلقاً في ان المقعد لا يزال يحمل حرارة جسم من جلس عليه، حتى شاهدت هذا المشهد، فأخذت انتبه إلى هذا الأمر الذي جرح عفتي العقلية طويلاً، إلى أن أنتصرت على فكرته الشريرة !
،...،...،...
إن بيوت الشر تبقى بيوتاً مُغلقة إلى أن نشير إليها ؛ فَتُفتح !



#عادل_عطية (هاشتاغ)       Adel_Attia#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل رمضان كريم ؟!..
- التوقيت الحائر !
- إلى المناضلة نجلاء الإمام ..
- صرخة كاتب !
- جنونيات !
- من قاموس الوطن
- طوباك أيها المصري !
- نوم اليقظة !
- عندما نتعلم لغة الشيطان !
- أحقاً هي نجسة ؟!..
- فوق القبة !
- شيخ قبيلتنا
- طريق الازدراء
- أفندينيات
- ثقافة الأفك
- معاقبة العاملين !!...
- كتابة على حائط جلجثة الأقباط
- نداء القيامة
- في موكب القيامة
- حرّية الكذب


المزيد.....




- بعد 5 أعوام من الإغلاق جرّاء كورونا.. كوريا الشمالية تفتح أب ...
- نظرة توضيحية على الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في الشرق ...
- القيادي في -حماس- أسامة حمدان: القائد العام لكتائب القسام مح ...
- مصر ترفع حالة الطوارئ بسبب مرض خطير
- استقالة نعمت شفيق من رئاسة جامعة كولومبيا بسبب احتجاجات غزة ...
- مصر.. رد فعل مفاجئ لسيدة تجاه قاتل ابنها في المحكمة
- السفير الروسي: أعمال الشغب في لندن وغيرها كشفت المشاكل التي ...
- بريطانيا تسمح لقوات كييف باستخدام أسلحتها في كورسك
- الطلاب يتصدون لمناصري الشيخة حسينة في بنغلاديش
- إسرائيل وسياسة اغتيال القادة.. الأهداف وفرص النجاح في حالة - ...


المزيد.....

- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عادل عطية - أليست هذه : إيحاءات جنسية !