أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حوا بطواش - العودة- قصة قصيرة














المزيد.....

العودة- قصة قصيرة


حوا بطواش
كاتبة

(Hawa Batwash)


الحوار المتمدن-العدد: 3092 - 2010 / 8 / 12 - 13:59
المحور: الادب والفن
    


السماء الصافية لا تشوبها غيمة واحدة. الريح تصفّر وتهبّ بخفة ورقة لتحرّك أطراف الشجر العالية. أهبّ معها... أطير معها...أحاول ان أصوّت مثلها ولو بهمسة... وأناديك, يا زينة, ها قد عدت, يا حبيبتي! عدت اليك... كي أراك... وأسمعك... وأحسّ بك...

ولكن... لا صوت... ولا همسة.

جئت أبحث عنك, يا زينة, لأرى ماذا فعلت بك الحياة من بعدي. أين أنت الآن؟ أبحث عنك في كل مكان كان لنا... كل شارع... وكل زاوية. ها انا آتٍ اليك, يا حبيبتي! فأين أنت؟!

أطير مع الريح... أهبّ مثل الريح... أبحث عنك في كل بقعة من الأرض... وأناديك بلا صوت...
زينة! زينة!

ها قد وجدتك, أخيرا, جالسة في نفس مقعدنا القديم أمام البحر الكبير. أراك بوضوح تماما كما لو كنتُ هناك معك. أقترب منك... أجلس بجانبك.

زينة! حبيبتي! انا هنا! ها قد عدت اليك! هل تسمعينني؟ اشتقت اليك, الى عينيك اللامعتين الجميلتين, ووجهك الأسمر الرقيق, وشعرك الأسود الطويل. كم انت جميلة! ما زلت جميلة تماما كما كنت حين رأيتك أول مرة.

أتذكرين؟

تلك الحفلة التي التقينا فيها, وكأنها يد القدر التي جمعتنا معا بلحظة... ثم فرّقتنا بلحظة!

آه, كم اشتقت اليك! لماذا انقطعت عن زيارتي؟ اشتقت الى صوتك... الى أخبارك. لماذا لم تعودي تأتين لزيارتي وتخبريني عن أحوالك, وأخبارك... أنسيتِ؟ ما الذي يشغلك عني؟ أخبريني! هل تسمعين؟
ماذا جئت تفعلين هنا في مقعدنا القديم؟ أتراك تتذكّرين أيامنا الماضية السعيدة؟ أحاديثنا الجميلة... وضحكاتنا العالية الرنانة؟
أكاد أسمعها الآن.

كم أحببنا! وكم تمنّينا أن نقضيَ معا العمر كله, ولا نفترق لحظة واحدة! ولكنها هي يد القدر التي جمعتنا معا... ثم فرّقتنا!
سأبقى أحبك الى الأبد, يا زينة, يا حبي الأول والأخير, وأنتظر زياراتك... وأشتاق الى صوتك... وأخبارك... وأناديك بلا صوت... زينة! زينة!

أرى شخصا يأتي من البحر, يخطو نحوك, وكأنه يقصدك. انه يقترب منك... يبتسم لك... يجلس بجانبك الآخر.

ما هذا؟
من هذا؟

يا الهي! شادي؟! أهذا انت يا شادي؟ كيف حالك؟ ما أخبارك ايها الصديق؟ اشتقت اليك! كم انا سعيد برؤيتك! ولكن... ماذا تفعل هنا؟ ماذا تفعل مع زينة؟
ماذا يجري هنا؟

هل جئت الى هنا من أجل شادي, يا زينة؟ أهكذا نسيتِني بهذه السرعة وارتبطت بشادي؟ ولكن... لماذا شادي بالذات؟
أكاد لا أصدّق!
شادي! صديق عمري! عمري القصير! وزينة؟! حبيبتي؟! كيف يحدث ذلك؟ لماذا؟ ومتى؟

ليتني لم آتِ الى هنا! ليتني لم أعُد! ليتني لم أرَ شيئا! ليتني لم أعرف شيئا!

السماء تلبدّت بالغيوم. والريح أخذت تزعق وتعصف بكل شيء أمامها.
أطير مع الريح. أعصف مثلها, أعود الى حيث كنت... الى حيث يجب أن أكون.

من أرى؟
أمي!

انها جالسة هناك على ركبتيها, والدموع ما زالت تغمر عينيها, والحزن يغشى وجهها.
أمي الحبيبة!
هي الوحيدة التي لم تنسَ... الوحيدة التي أحبّتني حبا حقيقيا لا نهاية له ولا حدود... حبا الى الأبد.









#حوا_بطواش (هاشتاغ)       Hawa_Batwash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدّثتني جدتي...
- بيت الأحلام- قصة قصيرة
- الشاردة- قصة قصيرة
- حب خلال الهاتف- قصة قصيرة
- أحلام كبيرة- الحلقة الحادية عشر والأخيرة
- أحلام كبيرة- الحلقة العاشرة
- أحلام كبيرة- الحلقة التاسعة
- أحلام كبيرة- الحلقة الثامنة
- أحلام كبيرة- الحلقة السابعة
- أحلام كبيرة- الحلقة السادسة
- أحلام كبيرة- الحلقة الخامسة
- أحلام كبيرة- الحلقة الرابعة
- أحلام كبيرة- الحلقة الثالثة
- أحلام كبيرة- الحلقة الثانية
- أحلام كبيرة- الحلقة الأولى
- المقهى 2 - قصة قصيرة
- المقهى 1 - قصة قصيرة
- الرجل الآخر- قصة قصيرة
- لن أعود - قصة قصيرة


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حوا بطواش - العودة- قصة قصيرة