|
ما بين خيانة الرجل وتسامح المرأة
لينا هرمز
الحوار المتمدن-العدد: 3091 - 2010 / 8 / 11 - 15:44
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
ما بين خيانة الرجل وتسامح المرأة لينا هرمز دائما نسمع الزوجة تقول وهي منهارة، زوجي خانني، وأحيانا أخرى الزوج يغلي كالبركان ويقول زوجتي خانتني! طيب .. إذا هي تقول خانني وهو يقول خانتني، أذن لِمْا تخونه هي، ولِمْا يخونها هو؟! أذا كان الاثنين يشعران بمرارة الكلمة، وعُمق تأثيرها في النفس! عجيب أمر الرجل والمرأة، دائما الواحد يلقي اللوم على الآخر، وكأنه كل واحد منهما يريد ان يبرئ نفسه من تهمة، ويطهر نفسه من ذنب هما الاثنين أصلا مشتركين فيه. ولكن أي كان مقترفها فهي في النهاية جريمة(Crime) ، ومرض العصر الذي نعيشه بكل سلبياته وايجابياته! والخيانة(Treason) أذا أردنا ان نعطي لها وصفاً ومعنى نقول فيها بأنها: آفة خطيرة، صفة مذمومة، وظاهرة اجتماعية سلبية موجودة في مختلف المجتمعات الشرقية والغربية، والتي تنشأ بسبب وجود خلل في العلاقة الطبيعية الشرعية التي تربط الزوجين مع بعضهم، بسبب وجود بعض المفارقات والسلبيات أو بسبب التأثير الثقافي للمجتمع مما يؤدي بها إلى زعزعتها وتفككها، وهي بالتالي تعْبر عن عدم الوفاء والكذب والنفاق وعدم الإخلاص لبعضهم، ونقض لرباطهما الزوجي المقدس. هذه الصفة السيئة التي تكون من أولى أسبابها الأساسية، الابتعاد عن الدين وتعاليمه، وعن الأخلاقيات، والقيم المثلى. إضافة إلى البرودة في الحياة الزوجية، أو سوء التفاهم بين الزوجين، وانعدام الحوار والثقة، والانتقام من زوجته، وكذلك التفكك الأسري كغياب احد الزوجين عن البيت، الانتقال من مجتمع إلى آخر كما يحصل الان من خلال الانفتاح والتفتح على الدول الغربية، والفقر وتدنى المستوى المعيشي، أو بسبب وجود بعض المشاكل بين الزوجين والتي ينعدم فيها الحوار ووصلت إلى طريق مسدود. وأحيانا أخرى تحصل تحت تأثير ضغط نفسي مؤقت كالشعور بالممل والرتابة في الحياة الزوجية، أو بسبب بعض المشاكل العاطفية والجنسية والأمراض النفسية، وهذا ما أكده العالم الأمريكي تميسون Tumieson، حيث قال وأكد بان نصف الأزواج يخونون زوجاتهم في فترة معينة من فترات حياتهم، وأخطرها تبدأ في سن الأربعين وما فوق، في هذه الفترة يشعر الرجل بالقلق إزاء حياته الجنسية، فيبدأ في تقويم فحولته من خلال أقامة علاقات جنسية.. أو تحدث الخيانة الزوجية بسبب مرور الرجل في مرحلة مراهقة متأخرة في حياته، فتنتابه أحاسيس من الرغبة في تجديد شبابه، والشعور برجولته. هذه جميعها وغيرها تؤدي إلى حدوث شرخ في العلاقة الزوجية بين الزوجين، وتبدأ الحياة بينهم بالتنافر والتباعد، مع ازدياد الصراع، ويصبح التفاهم بينهم شبه مستحيل، وأحيانا يصل إلى حْد الضرب والإهانة .. عندها يبدأ الزوج في التفكير والبحث عما يفتقده في منزله، ليشبع غريزته بصورة غير شرعية، عندما تؤتى الفرصة لهُ لذلك، منجراً إلى هاوية الانحراف، ومنجرفاً إلى الحرام، مشعلاً نار أنانيته وحقده، ويلهبها بوسائله وإغراءاته بالكذب والنفاق، ملحقاً ضرراً بزوجته وضحيته في سبيل الوصول إلى غايته! ونحن في حديثنا هذا لا نخْص بالذكر جميع الرجال، أو مجتمع معينا ومحددا بذاته، بل نتحدث بشكل عام باعتباره ظاهرة عالمية تحدث في كافة مجتمعات العالم.. يقول أحد الأزواج: تزوجتها في سن مبكرة، وباختيار أهلي، ولكن بعد الزواج شعرتُ أني لم أحسن الاختيار، ولا اشعر بأي عاطفة نحوها. ويقول آخر: اشعر إن حياتي الزوجية مملة، وعلى نفس الروتين، والحوار بيننا قليل وأحيانا مفقود، وزوجتي تقضي اغلب اليوم في العمل. وآخر يقول: زوجتي مهملة لا تهتم بمظهرها، ولا تهتم بمْاذا يريد الآخر، ما هي احتياجاته، واغلب الوقت مشغولة في عمل البيت.. وزوج آخر يقول: وجدت الحب في أخرى، وافتقده مع زوجتي، ووجدت حنان لم أجده عند زوجتي، ولا اشعر بوجود زوجتي معي على الرغْم من أننا تحت سقف واحد. طيب يا رجل، أذا كنت تجد كل هذه النواقص بزوجتك، وتلقي كل اللوم عليها، أين أنت من كل هذا، هل هي فقط وحدها المسؤولة؟ أين دورك في حياتها؟ هل يجب عليها ان تفعل كل ما تريده أنت بدون أن تناقشك أو تحاورك؟ الم تفكر ماذا تريد هي؟ أم فقط تريدها وسيلة إشباع وتسلية لك؟ مثلما لك حقوق عليها، هي أيضا كذلك، وإلا كيف تكون نصفك الآخر، بالكلام فقط! أسمحلي ان أقول لك بأنك أناني ومغرور! نعم.. أنت فقط تفكر في نفسك وكيف ترضيها، ولم تفكر بأنها هي أيضا لها مسؤوليات يجب أن تؤديها على أكمل وجه، من أعمال المنزل وطلباته، والاهتمام بالأبناء وباحتياجاتهم، وتساعدك في حياتك، ولكن بدل إن تشكرها، تذمها، وتخونها! وتنسى بالمقابل انك تتعامل مع إنسان لها روح ومشاعر وتحس وتشعر مثلك، ولها حقوق عليك يجب أن تراعيها.. أنت لم تفكر فيها، وفي روحيتها وبأنك تؤذيها، عندما تخونها! أنت لم تفكر في آثار الصدمة الواقعة عليها من تدمير نفسيتها وإطفاء شمعتها! ولكن مع الأسف في اغلب المجتمعات دائما يوجد ضعاف النفوس والاستغلاليين، أو من تجبرهم الظروف على الانحراف، والتمادي في الخطأ لدرجة تشمئز منها النفوس! وكل زواج تعترضه مشاكل وعقبات، وهذا الطبيعي، والطبيعة البشرية ضعيفة وكل إنسان يجب ان يتحكم فيها، ولكن الخيانة عمرها ما كانت الحل الأخير لحل هذه الخلافات، ووسيلة الانتقام من بعضكما، أذا كنت أنت تكافئها بالخيانة، فماذا تنتظر أنت منها؟ ان كنت تشعر بالألم لمجرد ذكر كلمة (زوجتي خانتني)، فكم بالأحرى هي التي تعلم بان زوجها خانها وفضل أخرى عليها، وأهان كرامتها وكبريائها، بدون علمها! أنت طعنتها في قلبها، وأجرمت بحقها وأذيتها! ليس هذا فقط بل خلقتْ ضحايا لأنانيتك، ونقصد بالضحية ( المرأة الثانية وأولادك)..أبنائك الذين هم ضحايا لفعل فاضح يترك أثرا سلبيا طويل الأمد في نفوسهم، وقد يظهر ويترجم بإشكال وأفعال متعددة، أو يصبح دفينا في داخلهم وأعماقهم ويلاحقهم طوال حياتهم، فأنت بهذا تعطيهم درسا في الفساد الاجتماعي، وحطمتْ روحية إمرأة أخرى!! بعد كل هذا ماذا تنتظر من زوجتك، أن تسامحك أو ترضى عنك، فالمرأة في الخيانة عادة لا تسامح، ممكن ظاهرياً، نعم. ولكن في أعماقها وداخلها لن تسامحك أبداً، لأنك جرحت كرامتها وكبريائها وأنوثتها، أنت لا تستحق أصلاً شفقتها، لأنك ربما تكون سببا في فسادها وتحطيم عفتها، ولكن قد تتحمل خيانتك وتستمر الحياة بينكم، فقط من اجل المحافظة على العائلة من التفكك، وكذلك من اجل الأبناء.. ولكن البعض الآخر قْد يسامح، ولكن بطريقتها، أي ترد لزوجها فعلته وتعامله بالمثل، أي تخونه مع رجل آخر، وتكرر غلطته التي بدأها هو بفعلته، كأسلوب ترد فيه على قهرها وظلمها! وهذا أبشع مما نتصوره، لهذا قلنا ربما تكون السبب في انحرافها، لأنه أذيتها وسلبت حقوقها وشجعتها على الخيانة لتنتقم منك بشكل خاطئ، أنت خُنت زوجتك لمجرد النزوة، ولكن هي خانتك بسبب مرض أنت خلقته فيها! فهي بخيانتها أصبحت مثل الانتحاري الذي يفجر نفسه ومن حوله، من زوجها وعائلتها وأهلها! لهذا قيل عنها:" المرأة قد تصفح عن الخيانة، ولكن لنْ تنساها أبداً".. دعوتنا إلى الرجل نقول فيها: Our Invitation to the man ــ ساعد المرأة وراعيها وحافظ عليها، فهي جوهرة ثمينة فهي الأم والزوجة والأخت والبنت، وهي لا تستحق أن تعاملها هكذا، فهي من تهبك الحياة والاستمرار. ــ ساعدها لأنه حرام وخطيئة أن تضيع عفتها وطهارتها بسببك. ــ ساعدها لأنه حرام أيضا ان تدنس كرامتها وتهين كبريائها. ــ ساعدها لأنه من المفترض ان لا تخون وان خانت فهو بسببك وأنت من علمها! وأيضا نقول أذا كانت زوجتك لا توليك الاهتمام والرعاية، فهذا لا يعطيك الحق في أن تخونها أو تذمها، قبل أن تتحاور وتتناقش معها وتعرف الأسباب وتفهمها وتتفاهم معها، لأنه بخيانتك ترتكب خطا كبيرا، وتحطم حياة إنسانة أخرى! وتخلق فساد وحالة غير مستحبة في المجتمع، فلابد من ضبط النفس والتصرفات، فأنت تتعامل مع روح وحياة (Spirit and Life) وليست مجرد جسْد (Flesh) ! مثلما تعطيها، تعطيك! وكيفْما تعاملها، تعاملك! والمثل يقول: وراء كل رجل عظيم إمرأة. ونحن نقول: وراء كل إمرأة خائنة، رجل خائن! [email protected] 11/8/2010
#لينا_هرمز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجريمة مفهومها وأشخاصها
-
المرأة هل هي طيبة، أم النظرة إليها ظالمة؟
-
الطفل اللقيط ذنب وضحية، منْ؟
-
الأديان رسالة سلام وحرية في التعبير
-
حلاوة أنوثتها ... ولكن
-
دور المرأة في الكنيسة بين الواقع والطموح
-
اطفال بلا طفولة
-
الصابئة المندائيين الاصلاء .. الى اين؟
-
حقوق المراة واليوم العالمي للاحتفال بعيدها
-
جريمة العصر في القوش
-
المخدرات والارهاب وجهان لعملة واحدة
المزيد.....
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول
...
-
اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|