|
بيان من اتحاد الأدباء والكتاب في النجف
فارس حرّام
الحوار المتمدن-العدد: 3091 - 2010 / 8 / 11 - 12:24
المحور:
الادب والفن
اطلعتْ الهيأة الإدارية للاتحاد العام للأدباء والكتاب في النجف، على نص الرسالة التي بعثها نائب رئيس الاتحاد حالياً، الدكتور عبد الهادي الفرطوسي، إلى المكتب التنفيذي للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، المنشورة في عدد من المواقع الإلكترونية يوم الخميس (5/8/2010)، وقررت في اجتماعها الذي عقدته يوم السبت 7/8/2012، إصدار البيان الآتي: 1- في الوقت الذي نأسف فيه لصدور هذه الرسالة، وللطريقة التي ظهرت فيها، فإننا لم نكن مستغربين مما تضمنته، من تحريض على هيأة جديدة لم يمضِ على تسلم عملها الجديد أكثر من أسبوعين، وهو ما يعني بوضوح وجود نية مسبقة للدكتور الفرطوسي ضدّ العمل الجديد، على خلفية الشعور بالهزيمة، لخسارته منصب رئيس الاتحاد، الذي كان قد شغله أكثر من خمسة أعوام سابقة، ومن دون أن يسأل نفسه بصراحة ووضوح عن أسباب خسارته هذه. 2- ذهبت رسالة الدكتور الفرطوسي، إلى التشكيك بأهلية اكتساب العضوية لدى عدد من أعضاء اتحادنا الحاليين، وكنا نتمنى أن يتم توجيه هذه الرسالة إلى الهيأة الإدارية الجديدة، التي يشغل فيها الدكتور الفرطوسي حالياً منصب نائب الرئيس، مشفوعة بالأسماء الستة عشر أو أكثر، التي يطعن بأهليتها. بل كان بإمكانه أن يتقدم بمشروع حقيقي لتنقية اتحاد الأدباء والكتاب من الأعضاء غير المؤهلين، ذلك إن مثل هذا المشروع - لو كان له أن يكون - لكان قد حظي بتأييد الهيأة الإدارية الجديدة، فالاتحاد أولاً وأخيراً للأدباء والكتاب الحقيقيين. لكن أن يتم الحديث بهذه الصورة التحريضية بالتشكيك في وسائل الإعلام بأهلية عدد كبير من أعضاء اتحادنا لعضوياتهم، ومن دون توضيح معايير الانتماء للاتحاد التي اعتمدها الدكتور الفرطوسي، فإن ذلك يفضي بنا مرة أخرى إلى السبب الرئيس: فقدان منصب رئيس الاتحاد؛ لاسيما إن الدكتور الفرطوسي ربط بشكل واضح بين الأعضاء الذين شكك بعضويتهم ونتائج الانتخابات الأخيرة في اتحادنا، ملمّحاً تارةً ومؤكداً أخرى إن هؤلاء الأعضاء هم مَنْ غيّرَ مجرى الانتخابات. 3- استمراراً في النقطة (2) من ردنا هذا، فإن افتراض صحة رأي الدكتور الفرطوسي بأن الأعضاء "غير المؤهلين" هم من غيّروا مجرى الانتخابات، لا يغير من النتيجة النهائية، التي تتمثل بصعود أدباء وكتاب معروفين في النجف، ولا يوجد أي منهم من هو غير معروف بنشاطه الأدبي أو الكتابي أو الثقافي بصورة عامة. وهذا ما سيؤدي بنا إلى أن نسأل الدكتور الفرطوسي عما إذا كان يرى نفسه الأديب الوحيد المستحق لتمثيل الأدباء والكتاب ورئاسة اتحادهم، فإن كان جوابه: كلا، فإن هذا يعني انتفاء تبرمه من نتيجة الانتخابات، وإن كان جوابه أن "نعم"، إنه الأديب الوحيد الذي يستحق تمثيل الأدباء والكتاب ورئاسة اتحادهم، فإن جوابنا على جوابه ليس أكثر من الصمت والدهشة. 4- استمراراً أيضا في النقطة (2)، ذكر الدكتور الفرطوسي إن هؤلاء الأعضاء "غير المؤهلين" ورد قبول عضوياتهم "فجأة" قبيل انتخابات المجلس المركزي، التي أقيمت مطلع نيسان الماضي، في إشارة منه إلى ما معناه وجود خطة مبيتة لاستخدام هذه العضويات لاحقاً لتغيير مجرى انتخابات الفروع. وهنا بودنا أن نسأله عن سرّ اختفاء حرصه على كيان الاتحاد طوال الفترة الممتدة من نيسان إلى أواخر تموز، حين جرت انتخابات النجف؟ وعن عدم تقديمه إعلانا في الأقل ينبه الأدباء لهذه المسألة؟ ... نعم، نشر الدكتور الفرطوسي قبل أيام معدودة من انتخابات النجف مقالاً عاماً حول إعادة النظر في قانون رقم (70) المتعلق باتحاد الأدباء، ونكرر: كان مقالاً عاماً، لم يتحدث فيه لا عن المجلس المركزي، ولا عن النجف، ولا عن أي علاقة بالانتخابات. وهكذا يفضي بنا سبب إثارة هذا الأمر متأخراً، إلى النتيجة نفسها: شعوره اللاحق بالهزيمة بسبب فقدان منصب "رئيس الاتحاد"، وبحثه عن أي عذر قريب أو بعيد ليتحدث به عن "تلاعب في النتائج"، وهو ما يؤسفنا حقاً.
5- كان أكثر مقاطع رسالة الدكتور الفرطوسي تحريضاً وتناقضاً في الوقت نفسه، قوله إن الاتحاد أصبح الآن بيد حزب سياسي معروف، وإن هذا الحزب يتحكم الآن بأوضاعه. وبقدر استهجاننا لهذا الاتهام لاتحادنا، فإننا نود أن نسأل الفرطوسي عمن هو منظّم حزبياً في الهيأة الإدارية الحالية المكوّنة من خمسة أفراد باستثنائه هو؟ وعن الأديب الوحيد بين أعضاء الهيأة الإدارية الحالية، من سعى أكثر من مرة للابتعاد عن المجال الأدبي والاستسلام إلى طموحات سياسية خاصة.. باستثنائه هو؟.. سواءً في زعامة تنظيم حزبي يساري معروف في النجف، أو عبر الترشيح في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة، وانتخابات مجلس النواب؟ أما باقي أعضاء الهيأة الإدارية الحالية، فالدكتور الفرطوسي، وكما أقرّ بنفسه في الاجتماع الأول للهيأة يوم (4/8/2010)، بأنه يعلم أنْ لا واحدَ منهم منظماً في أي حزب سياسي، يسارياً كان أو يمينياً، وبأنه أقرّ بأنه منظم حزبياً في تنظيم سياسي يساري كما قلنا. فمن أين جاءت الخشية من التدخل الحزبي في الاتحاد، والدكتور الفرطوسي نفسه يمثل لنا مصدر هذه الخشية؟ ونود هنا أن نضيف بأن التحريض على اتحاد الأدباء والكتاب، باتهامه بأنه مخترق من حزب سياسي محدد، هو مغازلة يؤسف لها من الدكتور الفرطوسي للأحزاب السياسية الأخرى في المحافظة لإعطاء صورة مشوشة عن الاتحاد، واستقلاله المهني والإداري، وبرامجه الثقافية والأدبية التي يسعى إلى تحقيقها في دورته الحالية؛ فضلاً عن إنها محاولة منه لزجّ الاتحاد في صراعاته السياسية الشخصية، التي تربأ عن الدخول فيها مؤسسة محترمة مثل اتحاد الأدباء والكتاب. وكنا نأمل أن لو كانت نيته حقيقية في الحفاظ على استقلالية عمل الاتحاد، أن ينتظر فترة مناسبة من الزمن ليرى تدخل هذا الحزب أو ذاك في عملنا، وليجمع الوثائق التي تدعم حججه؛ أما وعمر هيأتنا لا يتعدى أسبوعين، فإن هذا النوع من الكلام لا يقل عن الرغبة بالتحريض ضدّ الهيأة الجديدة، والسبب هو هو، نفسه في كل استنتاج نصل إليه: خسارة منصب "رئيس الاتحاد". إن الهيأة الإدارية لاتحاد الأدباء والكتاب في النجف، تؤكد في هذا الصدد، إنها في عمرها القصير هذا لم تجد أي إشارة أو نزوع من أي حزب سياسي للتدخل في استقلالية اتحادنا والتأثير على عملنا، بما في ذلك الحزب الذي تحدث عنه الدكتور الفرطوسي. وإنها تؤكد أيضاً أنها تحترم أحزابنا السياسية جميعاً، وتقف منها على مسافة واحدة، هي مسافة الوطن الواحد، ومشروع الشراكة الوطنية في بناء العراق الجديد. وإنها أخيراً تنظر إلى استقلالية مؤسسة الاتحاد وشخصيته المهنية على إنها خط أحمر غير مسموح تجاوزه، من أي مؤسسة أخرى، حكومية كانت أو غير حكومية، وحزبية كانت أو غير حزبية. 6- تود الهيأة الإدارية أيضا أن تعبر عن أسفها للغة التي صاغ بها الدكتور الفرطوسي رسالته، ومن التعابير غير اللائقة التي أوردها، لاسيما بحق عضو الهيأة الإدارية الدكتور باقر الكرباسي، ونأمل أن يصوغ أفكاره مستقبلاً بما يليق بمنصبه السابق رئيساً لاتحاد الأدباء والكتاب في النجف، عاصمة الثقافة الإسلامية عام 2012. 7- تأمل الهيأة الإدارية أن ينصرف جهد الدكتور الفرطوسي إلى دعم عملها، لاسيما إنها مقبلة على مشاريع كبيرة ضمن احتفاليات النجف عاصمة الثقافة الإسلامية، ولاسيما أيضاً إنه أقرّ كلياً مع الهيأة الإدارية (التي يشكك بقدرتها على العمل) نص ستراتيجية عمل الاتحاد للمرحلة المقبلة، التي أعدها رئيس الاتحاد الجديد، وناقشتها، فيما بعد، الهيأة العامة بتاريخ (6/8/2010)، وأقرت العمل بها. وتتضمن برامج حقيقية وواقعية للنهوض بالواقع الأدبي والكتابي في المحافظة، وإبراز الشخصية المستقلة للاتحاد، بين سائر المؤسسات الثقافية، وتعميق تعاونه معها. وهذه البادرة –بحسب علمنا- هي الأولى من نوعها على مستوى فروع الاتحاد في بلادنا الحبيبة. 8- قبل أن نختم ملاحظاتنا، نود أن نبين إن ما يسمى بـ"منصب الرئيس" في الاتحاد لا يمثل إلا جهداً مضاعفاً للمكلف به، ومسؤولية أدبية ومهنية وأخلاقية ينوء بثقلها. وإن التبرم الذي نراه اليوم لدى الدكتور الفرطوسي من كل شيء جديد في اتحاد الأدباء والكتاب في النجف يأتي للأسف في ضوء مشكلة "منصب الرئيس" في ثقافتنا الاجتماعية التقليدية، التي لا تزال قارّة في مجتمعنا. ويؤسفنا كثيراً أن التجارب الديمقراطية التي يسعى فيها بلدنا اليوم، لم تستطع حتى الآن أن تستأصل هذه المشكلة من أذهان الكثير من مثقفينا، الذين تقع عليهم مسؤولية قيادة تغيير الطبيعة النفسية والاجتماعية في هذا المجتمع المظلوم، بقبولهم التغييرات التي يجمع على نزاهتها المشتركون فيها، عن طيب خاطر ونية حسنة، وأن يفسحوا المجال لكي يختبر الناس غيرهم. 9- أخيراً.. تود الهيأة الإدارية لاتحاد الأدباء والكتاب في النجف، أن تعلن عدم رغبتها مستقبلاً في مناقشة اتهامات من النوع الذي نشره الدكتور الفرطوسي، في حال رده عليها، والسبب واضح وصادق: أنها غير متفرغة إلا للعمل، وخدمة الأدب والكتابة في محافظتنا العزيزة وبلدنا الحبيب. وتأمل من الأخوة الأدباء والكتاب الكرام أن يدعموها بالنقد الهادف البناء، وبالأفكار والمقترحات التي تدعم العمل وتقلل الكلام.
الشاعر فارس حرّام رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في النجف 10/8/2010
#فارس_حرّام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
-
-المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية
...
-
أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد
...
-
الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|