أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد تركي - ثلاثة كراسي!!














المزيد.....


ثلاثة كراسي!!


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 3091 - 2010 / 8 / 11 - 10:49
المحور: كتابات ساخرة
    


يركز إعلان تلفزيوني بُثّ لمرات عدة قبيل الانتخابات التشريعية الأخيرة، على أن المنصب لا يدوم لأحد، ولعل من وضع سيناريو الإعلان كان مدركاً إن من تربع واستحوذ على منصب ما، ليس ناضجاً بما يكفي ولا مؤهلاً للتخلي ـ طواعية ـ عن منصبه حتى يخيل إلينا أن بعضهم يرغب أن يأخذ كرسي المنصب معه إلى القبر(بعد عمر طويل جداً) لو أمكنه ذلك.
غير أن اختيار كرسي الحلاقة ـ رمزاً لكرسي المنصب ـ كان بعيداً عن التوفيق تماماً، ففي حين أن الجلوس على كرسي الحلاقة غير مريح لأن الحلاق يصادر حرية الجالس ويسلبه، فضلاً عن الراحة وحرية الحركة، شعر رأسه ولحيته وبعضاً من ماله، فإن المنصب يعطيك حق التعدي على حرية الآخرين وسلب حقوقهم والتصرف بالمال العام، وفي هذا يكمن سر التمسك بالمنصب وانعدام القدرة النفسية والعقلية على مغادرته إلا بقوة قاهرة، بينما يتم التنازل بسهولة ويسر عن كرسي الحلاق حين يتشذب ويتجمل ويتعطر(المحلوق)!!
نظن أن الأكثر توفيقاً لو أن واضع سيناريو هذا الإعلان قد اختار كراسي (الكية) رمزاً لكرسي المنصب، لأن بعضاً من الراكبين ينتقون المقعد فيه بعد تمعن وتدقيق كبيرين، المقعد قرب السائق له الأفضلية دوماً حيث يتصدر الراكب الجلسة، خصوصاً لو كان يلاصق زجاج النافدة المفتوحة متقمصاً دور الموجه للسائق والناقد لتصرفات السائقين الآخرين واضعاً نفسه مستشاراً وخبيراً بشؤون السياقة والمرور.
أما أفضل كرسي ثان فهو المقعد القلاب، حيث تجد ـ غالبا ـ أحد الراكبين وقد استحوذ عليه حتى حين تكون(الكية) خالية من الركاب، وحتى لو أعاق الآخرين عن بلوغ المقاعد في الصف الأخير، ولن يتنازل عن حقه الدستوري والقانوني بصفته أول من (قلبه) وهيأه للجلوس!!
حين يمعن المرء في ممارسات يبدو أنها صارت جزءاً من سلوك كثيرين، يجد أن كرسياً دورته الانتخابية لا تتجاوز نصف ساعة ليس بالإمكان التخلي عنه طواعية مهما سبب من حرج وصعوبات للآخرين في بلوغ مقاصدهم، خصوصاً لو كان الآخرون شيوخاً أو نساء، يتأكد له أن خطراً فادحاً تأصل في نفوس الكثيرين وصار خلقاً من أخلاقهم يصعب تغييره.. يتأكد له بما لا يقبل الشك طرفة عين أن المنتخب هو نتاج الناخب وعلى شاكلته.. يتأكد له أننا، بصفتنا ناخبين، مسؤولون عن غياب الحكومة لأكثر من خمسة أشهر على غمس أصابعنا بحبر الانتخابات.
يُروى أن أحد الشيوخ صعد باصاً للركاب، وبقي واقفاً الطريق كله لكون الباص كان ممتلئاً عن آخره ولأن أحداً لم يتنازل ويخلي له مقعداً مراعاة لعمره، فقال بألم:
( كرسي بريم محد يعوفه، وتريدون من صدام يعوف السلطة)!!



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فصل عشائري!!
- سلاحنا المشلول!!
- صير سبع!!
- وإذا مرضت.. فمن يشفيني؟
- وإذا أوتيتم المنكرات..
- مسؤولونا لا يقرأون!!
- علّمتنا تجارب سابقة
- نعم، نحن متجاوزون!!
- في البدء كان الكلمة
- ما جينة يا ما جينة!!
- حرائق السراق
- وضرب لنا مثلاً..
- لا وطن لمن لا بيت له
- معاهد وكليات لإنتاج العاطلين!
- حصة الفقير!!
- إجراءات مشددة!!
- أحلامنا ودول الجوار
- دماء العراقيين..فقاعة!!
- أنت سياسيي،اذن أنت...
- وددت لو أني لم أنتخب


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد تركي - ثلاثة كراسي!!