أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزة رستناوي - قراءة في قصيدة بطولات عربية للشاعر ماجد الاسود














المزيد.....

قراءة في قصيدة بطولات عربية للشاعر ماجد الاسود


حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 3090 - 2010 / 8 / 10 - 22:53
المحور: الادب والفن
    


المتأمل لتجربة الشاعر السوري ماجد الأسود, يرى فيها خاصية قليلة الحضور في المشهد الشعري , و أقصد بها الدعابة الشعرية و السخرية من الذات و المجتمع في صيغة تناول نقدي للواقع الحياتي المُعاش.
ففي مطلع قصيدته "بطولات عربية"
و التي يسبقها الشاعر دائما بتقديم شفوي : يذكر فيها واقعة ترشّحة في انتخابات نقابة المعلمين , و كيف أنه تمّ استبعاده رغم حصوله على غالبية الأصوات , و كيف أن زملاءه قد غدروا به .
يقول:
ثعلـب أم ذئـب غابـه أم زعـيـم لعصـابـه
أم ترى قد كنت...دبـاً في انتخابـات النقابـه
فهنا نجد أسلوب السخرية القاسي من الذات , و لوم النفس للتعبير عن مكنونات الذات , و بما يتجاوز الذات إلى الشأن العام طالما أننا أما انتخابات "فاقدة المشروعية من وجهة نظر النص"
هل صحيح ما سمعنـا أنكم .......يا للغرابـه
لعبـوا فيـك جميـعـاً بيـن جـدٍ و دعـابـه
ثم شاطوا كيف شـاؤوا حينما أصبحت (طابـه)
الإنسان هنا في صراع مع المجتمع
الأنا الطيب / الآخر الشرير
لاحظ عبارة " لعبوا فيك جميعا ً"
و لكن السخرية من الذات في هذه القصيدة, و مع تقدم القصيدة سوف تتحول باتجاه الفخر بالذات و الهجاء للآخر الذي تَتَمَثَّل به القيم الأخلاقية السلبية
ذاك يـومٌ فـي حياتـي كيف لم أحسب حسابـه
يـوم لا ينفـع شعـر ٍ وبيان...... و خطابـه
إلا مـن يأتـي بقلـبٍ مـلأ الغـش جـرابـه
نحن هنا أما آليات الاستجابة المضادة للإحباط و الفشل في الانجاز.
و هي آليات تركّز على الأنا بصفتها طهرانية – أصيلة – وطنية
مقابل الآخر: المدنس- الدخيل- الخائن
أنا لـم أحلـف طلاقـاً و يميناً ..... لصحابـه
لا و لا خنـت بعمـري زاد زيـدٍ أو شـرابـه
أنـا ما صـرت إمامـاً دون طهر مـن جنابـه
و نتابع
وأنـا .. لحـن قديـم شاخ في قوس الربابـه
وهـم أورغ و ديسكـو وأنـا أشـدو العتـابـه
مع الوقوف عند الصورة الشعرية الملفتة في البيت الأول:
فقد تم أنسنة اللحن "سمعي" و تجسيده بصريا كوتر في قوس الربابة, مع استبداله لفظا ً بمعناه. و هناك تماهي بين اللحن القديم, و الفعل شاخ كفعل دال على القدم كذلك , و لكنه القدم في دلالة الأصالة و تراكم الخبرة , و ليس في دلالة الضعف و أرذل العمر. و هذا القدم الأصيل يناقض الجديد الدخيل المنتشر " و هم أورغ و ديسكو" و لكنه قديم يشتكي الهجر سعيد ٌ بوحدته في الحياة, حاله حال شاعرنا بصفته سارد القصيدة.
و نتابع مع الشاعر حيث يستعير أسلوب قص" قبيلة حدّثنا " و مرويات التراث في مزج بارع بين الحاضر و الماضي , مستحضرا لبيبة
و إذا قالت لبيبة فصدقوها فأن القول ما قالت لبيبة
و سجاح التميمية مدّعية النبوة.
و كذلك نلاحظ تشابهه كلمات من ذات الوزن "نجاح- سجاح " , و يشتركان في الحروف الثلاثة الأخيرة. و كذلك لاحظ تشابه كلمات من ذات الوزن
" نضال- سحال" و يشتركان في الحرفين الأخيرين كذلك , و لا يخفى الإشارة الخفية بين النضال و فعل القمع السحل المرادف له تناقضيا ً من حيث الدلالة .
حدثتـنـي ذات عـلـم عن لبيب عـن لبابـه
عـن نجـاح لسجـاح عندما رامـوا انتخابـه
عـن نضـال وسحـال وكفـاح ..... وغلابـه
عـن فضـاء مكفهـر جل من يغشـى عبابـه
قد تهاوى النسـر فيـه وسمـت فيـه ذبـابـه.
لاحظ التماهي بين الأنا و النسر , و بين الآخر الذبابة , في احتجاج واضح على الظلم الذي تعرض له الشاعر في واقعة انتخابات نقابة المعلمين
و قد جاءت نهاية القصيدة تعبيرا خطاب سياسي وعظي مباشر
و شهادة للتاريخ.
وطني لو جـار أبقـى أنا من يحـرس بابـه
وطني يبقى..ونمضـي كلنا .... يتلـو كتابـه.
*
و في النهاية سأكتفي بملاحظتين حول قصيدة "بطولات عربية"
- القصيدة متماهية مع كاتبها كونها تعبر عن مناسبة تخص الشاعر, و كُتبت في من واقع محنة.
- لم تكن القصيدة مخلصة لأسلوب السخرية من الذات و السخرية في رفض الواقع الاجتماعي و السياسي بما يكتنفه من سلبيات. و أزعم أن الشاعر الأسود يمتلك موهبة تؤهله لذلك, و في العديد من قصائده – حد اطلاعي على تجربته- مثل قصيدة "السنفور- الضرس الملعون- النواعير..الخ" قد اقتربت القصيدة من الغرض الشعري التقليدي "الهجاء- الفخر" و لو أنها كانت تَعِدُ بما يتجاوز محدودية هذا التصنيف.



#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع موريس بوكاي و خلق الإنسان و الإعجاز العلمي ج3/3
- مع موريس بوكاي و خلق الإنسان و الإعجاز العلمي ج2/3
- مع موريس بوكاي و خلق الإنسان و الإعجاز العلمي ج1/3
- عين على قصيدة الومضه-قراءة في كتاب-
- تهافت الاعجاز العلمي في القرآن الكريم
- فبركات زغلول النجار و الأحد عشر كوكبا
- حول تجربة الشاعرة فوزية أبو خالد
- الشاعر المنتظر
- مدينة الموتى
- العقل بين الميتافيزيقيا..و طرائق التشكّل
- في البحث عن خرافة جوهر الانسان
- حول مصطلح نزع القداسة
- بيوت الله, أم بيوت في خدمة المستبد؟! طاجكستان نموذجا
- بوتريه الكهف
- الالحاد كإيديلوجيا شمولية ؟! ماجد جمال الدين نموذجا
- الشاعر غسان حنا في : -روحان لجسد واحد-
- العلمانوية .. و البحث عن محتوى لمقال فارغ؟!
- حول صلاحيات الايمان
- هل الالحاد إحدى طرائق تشكّل الايمان؟!
- ماجد العويد في الليلة الثانية بعد الألف


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزة رستناوي - قراءة في قصيدة بطولات عربية للشاعر ماجد الاسود