ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم
(Majid Alhydar)
الحوار المتمدن-العدد: 3090 - 2010 / 8 / 10 - 14:03
المحور:
الادب والفن
في عالَمٍ غريب
شعر:ماجد الحيدر
في عالمٍ غريبْ
يمجِّدُ الغباءْ
ويعبدُ الدماءْ
وينحني ، يقبِّلُ الأصفادْ
ولدت ذات ليلةٍ،
في صدفةٍ عمياءْ
في هذه الأرضِ التي
تعجُّ بالأوثانْ
***
وكان جدي، وأبي ، وجد جدي
كلهمُ أشباحْ
مثل مسوخٍ فظّةٍ ترفلُ في الأكفانْ :
أقدامهم تخبُّ للوراءْ ،
رؤوسهمْ منكوسةٌ ،
وجوههمْ مرسومةٌ بالقارْ ،
آذانهم موسومةٌ بالنارْ ،
أنفاسهُمْ محبوسةٌ ...
ينتظرونَ رحمةَ السماءْ !
***
وعمّدوني يومها بنشرةِ الأنباءْ
وألصقوا بي واحدا من تلكم الأسماءْ
وأفردوا لي نصف مترٍ من "ثرى الإمام"
وصورةً شمسية رخيصةً
وعلموني أن أخافَ اللهَ والسلطانْ ،
والنارَ والنساءَ والتفكيرَ والشيطانْ
وحذّروا : لا تُكثرِ السؤالْ !
***
وكنتُ في مدرستي
مسالما ، وهادئا ، وعاقلاً ، وطيّعا ،
ومستقيما كعصا المديرْ !
وكنت في زقاقنا
أسيرُ والجدارْ
وأقرأ المعوذاتِ كلّما خرجتْ
وكلما رجعتْ
وكنت أحني هامتي للريحْ
وأُسلِمُ القِيادَ كالخرافْ
أنامُ حيثُ يأمرُ الأمّارْ
أقوم حين يأمر الأمّارْ
أعطسُ ، أبكي ، أتمطّى ، أستحي ، أموتُ..
حين يأمرُ الأمّار!
***
لكنني في خلوتي
بدأتُ ذات ليلةٍ أنظرُ للنجومْ
وأقرأُ الأشعارْ...
ويومها أحسستُ بالدوارْ
ودبَّتِ النمالُ في مفاصلي ….
واخترتُ أن أكونْ
....
ولم أعُدْ .. من يومها
أسيرُ والجدارْ !
#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)
Majid_Alhydar#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟