أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيد مبشور - العرب بين البلاك ووتر والبلاك بيري














المزيد.....

العرب بين البلاك ووتر والبلاك بيري


سعيد مبشور

الحوار المتمدن-العدد: 3090 - 2010 / 8 / 10 - 08:32
المحور: كتابات ساخرة
    


لعل ما يجمع بين البلاك ووتر والبلاك بيري، و"البلاك عرب"، هو السواد، فالبلاك ووتر معناها المياه السوداء، والبلاك بيري تعني التوت الأسود، وأرض العرب طالما وصفها البعض بأرض السواد، هكذا قالها عبد الرحمن منيف مؤلف الرواية التي تحمل نفس الاسم، وإن أصر بعض النقاد على أن الأرض التي ألحقها منيف بالسواد إنما هي أرض العراق، ولن نختلف هنا فكل أوطان العرب عراق، ما دامت الإدارة الأمريكية تريد ذلك من خلال خلق نموذج موحد للهراء، يبدأ من الفرات إلى حيث لا يعلم أحد أين ينتهي.
في حالة البلاك ووتر، مقاولة الغزو الهمجي الأشهر في العالم، كان العرب ودودين جدا، ومضيافين في غاية الحفاوة والكرم، ربما لأن البلاك ووتر مجرد مياه حتى وإن خالطها السواد، والماء أصل الحياة، خصوصا إذا كانت هذه الحياة أمريكية، تأتينا بفوضى لذيذة وخلاقة وناعمة، ثم أليس العرب هم من اخترع تفسير الماء بالماء ؟ فلا ضرر إذن أن يختلط ماؤنا بماء السواد، ما دمنا أرضا للسواد، وبلدانا للسواد "الأعظم" في عالم يحكم فيه "القرش" الأبيض فيتحكم في نفطنا الأسود الذي ربما هو المقصود بمسمى شركة الغزو الأمريكية.
أما في حالة البلاك بيري فإن الأمر مختلف، ويبدو أن العرب لا شهية لهم هذه الأيام في هضم التوت، خصوصا إذا كان هذا التوت أسودا كالعنسي، ولا ينبت سوى في الفضاء الخارجي، ولا يستطيع الحاكم العربي أن يوقفه ليراقب أوراق هويته، ويتأكد من أن كل كلامه وحركاته وسكناته تمر تحت أذن وعين ومقص الرقيب.
مع البلاك بيري لا مجال للمجاملة، إنها مسألة أمن "قومي" عربي، هذا "التوت" بلا أوراق، ونحن لا يمكن أن نفقد كل أوراق التوت التي تغطي عوراتنا، ثم إننا أمة لا تساهل عندنا مع الوشوشات، ولن نسمح لماسنجر "عميل" و"خائن" و"صفيق" أن يمرر علينا ما يشاء من خطابات الغرام والحرام والمستهام.
المشكلة إذن ليست في السواد، فقد مضى زمن الشؤم الذي كان فيه العربي يقلب برنامجه رأسا على عقب إذا ما رأى غرابا أسود.
هذا اللون يا سادة اختيار، وإلا لما جعلناه لونا ليومنا العربي، ولما كنا صبغنا به أيلولنا المعتق، ولما كنا زينا رؤوسنا بالعقال الأسود الذي لبسناه في إحدى الروايات حزنا على سقوط الأندلس، عندما هرعت النساء حزنا وكمدا، تقصصن جدائل شعورهن وترمينها على الرجال الذين لم يهبوا لنجدة الأندلس، فما كان من أجدادنا إلا أن حولوا جدائل الشعر إلى أربطة على رؤوسهم، وقرروا ألا ينزعوها إلا عند استرداد الفردوس المفقود.

فكيف يكون لنا مشكل في السواد ونحن نحمله فوق رؤوسنا عارا وشنارا قد يمتد إلى الأبد ؟!



#سعيد_مبشور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبادرة الحكم الذاتي بالأقاليم الصحراوية .. ونهاية أسطورة تقر ...
- حلم قومي
- فلسطين عربية .. ليس بعد الآن !
- قراءة هادئة في تداعيات العدوان على غزة
- مجرد كلام
- حزب العدالة والتنمية المغربي وتحولات الزمن السياسي
- الصراع العرقي بالمغرب: بين هدوء الواقع وعاصفة الاحتمال
- الاستراتيجية الأمريكية بالمغرب الكبير: ملامح وأهداف
- المشروعان: الجهادي والأمريكي: مواجهة أم تواطؤ ؟
- على هامش صدور كتاب الأخطاء الستة لفريد الأنصاري: في الحاجة إ ...
- الحوار مع معتقلي السلفية الجهادية بالمغرب وآفاق المراجعات
- في الحاجة إلى حكومات الوحدة الوطنية: العراق – لبنان – فلسطين ...
- مخاض العدوان على لبنان، وميلاد الشرق الأوسط -العنيد-
- شعوبنا وصعود جبهة الممانعة
- إنجاز حماس ومهمات المرحلة
- باكستان والهروب إلى إسرائيل
- الحوار بين أمريكا والإسلاميين: المنطلقات والأهداف -الحلقة ال ...
- الرئيس اليمني والطريق الثالث للإصلاح
- الحوار بين أمريكا والإسلاميين: المنطلقات والأهداف - الحلقة ا ...
- منعطف السودان الجديد، أعياد الثورة، أعياد السلام، وملامح الا ...


المزيد.....




- مبادرة جديدة لهيئة الأفلام السعودية
- صورة طفل فلسطيني بترت ذراعاه تفوز بجائزة وورلد برس فوتو
- موجة من الغضب والانتقادات بعد قرار فصل سلاف فواخرجي من نقابة ...
- فيلم -فانون- :هل قاطعته دور السينما لأنه يتناول الاستعمار ال ...
- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا
- -بيت مال القدس- تقارب موضوع ترسيخ المعرفة بعناصر الثقافة الم ...
- الكوميدي الأميركي نيت بارغاتزي يقدم حفل توزيع جوائز إيمي
- نقابة الفنانين السوريين تشطب سلاف فواخرجي بسبب بشار الاسد!! ...
- -قصص تروى وتروى-.. مهرجان -أفلام السعودية- بدورته الـ11
- مناظرة افتراضية تكشف ما يحرّك حياتنا... الطباعة أم GPS؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيد مبشور - العرب بين البلاك ووتر والبلاك بيري