أسئلة وأجوبة في الماركسية 8 ..

فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 3089 - 2010 / 8 / 9 - 16:38
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

ــ كيف تبرز ثروة المجتمعات ؟
تبرز ثروة المجتمعات التي يسودها الإسلوب الرأسمالي للإنتاج بوصفها تكديساً هائلاً من البضائع ، بينما تبرز كل بضاعة على حدى كشكل أولي لهذهِ الثروة لذلك يبتدأ بحث ماركس بتحليل البضاعة ..

ــ ما هو التعريف الدقيق للبضاعة ؟
البضاعة .. هي مادة خارجية ، شئ يُلبي بفضل خصائصهُ حاجة ما من الحاجات البشرية ، وطبيعة هذهِ الحاجات سواء أكان مصدرها من المعدة أم الخيال لا تُغيّر في الأمر شيئاً ..
كيف ؟
يمكن النظر الى كل شئ نافع مثل الحديد والورق ..الخ من جانبين .. الجانب الكيفي والجانب الكمّي ، فكل من هذهِ الأشياء هو مجموع للكثير من الخصائص ، ولذلك يمكنهُ أن يكون نافعاً بمختلف جوانبهِ ، وإن الكشف عن هذهِ الجوانب وبالتالي عن الأساليب المتنوعة لإستخدام الأشياء هو من عمل التطور التاريخي ..

ــ الى ماذا يعود الإختلاف في مقياس بضاعة ما ؟
تعود الإختلافات في مقاييس البضائع إمّا الى إختلاف طبيعة المواد موضع القياس أو أنها تعتبر إصطلاحية ..

ــ ما الذي يحدد القيمة الإستعمالية للبضاعة ؟
إن منفعة الشئ تجعلهُ قيمة إستعمالية ، وهذهِ المنفعة هي التي تحدد القيمة الإستعمالية للبضاعة ، لكن .. هذه المنفعة ليست معلقة في الهواء ، فهي لكونها مشروطة بخصائص جسد البضاعة لا توجد بدون هذا الأخير ، لذلك فإن جسد البضاعة كالحنطة والحديد والماس وغيرها هو بحد ذاتهِ قيمة إستعمالية أو خير من الخيرات الطبيعية ..

ــ علامَ يتوقف طابع القيمة الإستعمالية للشئ ؟
إن طابع القيمة الإستعمالية للشئ لا يتوقف على كثرة أو قلة العمل الذي يقتضيه من الإنسان تملك خصائصهِ الإستعمالية ، بل يقتضي الأمر دائماً تحديدها كميّاً ، مثلاً دزينة من الساعات ، أو طن من الحديد وغيرها ..
وتشكل القيمة الإستعمالية للبضائع موضوعاً لعلم خاص في الإقتصاد هو علم البضائع ..

ــ كيف تتحقق القيمة الإستعمالية للشئ ؟
تتحقق القيمة الإستعمالية للشئ من خلال الإستعمال أو الإستهلاك ، والقيمة الإستعمالية تشكل المضمون المادي للثروة مهما كان الشكل الإجتماعي لهذهِ الثروة .. وفي ظل شكل المجتمع الذي نحنُ بصددهِ تعتبر القيَمْ الإستعمالية في الوقت ذاتهِ حاملات للقيمة التبادلية للشئ ..

ــ ما هو تعريف القيمة التبادلية للشئ ؟
القيمة التبادلية قبل كل شئ هي علاقة كميّة ، كنسبة يجري بموجبها تبادل قِيَم إستعمالية من نوع ما مع قِيَمْ إستعمالية من نوع آخر ، وهي علاقة متغيّرة على الدوام تبعاً للزمان والمكان ...

ــ هل تملك البضاعة ( أيةِ بضاعة كانت ) قيمة تبادلية واحدة ؟
كلا .. ليست للبضاعة قيمة تبادلية واحدة بل لها كثير من القيم التبادلية ، مثلاً يمكن مبادلة الحديد مع الحنطة أو مع الماس أو مع بضائع أخرى والشئ نفسهُ ينطبق على الذهب وغيرهِ . لكن من المهم أن تكون قِيَماً تبادلية قادرة على أن تحل محل بعضها البعض ، أي أن تكون متساوية فيما بينها ..

ــ ما الذي نستنتجهُ من عبارة أن تكون قيماً تبادلية قادرة على أن تحل محل بعضها البعض ؟
أولاً .. إن القيم التبادلية المختلفة للبضاعة بعينها تعبّر عن شئ ما واحد ..
ثانياً .. إن القيمة التبادلية بصورة عامة لا يمكن أن تكون سوى إسلوب للتعبير عن مضمون ما يختلف عنها ، سوى شكل لتجلي هذا المضمون ..

ــ كيف تتمايز البضائع عن بعضها البعض ؟
تتمايز البضائع بعضها عن البعض بوصفها قيماً إستعمالية من الناحية الكيفية بالدرجة الاولى ، أما بوصفها قيماً تبادلية فلا يمكن أن تختلف إلاّ من الناحية الكمية ، فبالتالي فإنها لا تنطوي على ذرة واحدة من القيمة الإستعمالية ..
وإذا تجرّدنا عن القيمة الإستعمالية لأجساد البضائع فلا يتبقى لدى هذهِ الأجساد سوى خاصيّة واحدة هي أنها منتجات للعمل ...

ــ ما الذي يحدث عندما نتجرّد عن القيمة الإستعمالية لمنتجات العمل ؟
إذا تجرّدنا فعلاً عن القيمة الإستعمالية لمنتجات العمل لحصلنا على قيمتها كما عرفناها للتو ، إذاً .. إن ذلك المشترك هو الذي يتجلى في العلاقة التبادلية ، أو القيمة التبادلية للبضائع ، هو قيمتها بالذات ...
وسيؤدي بنا سياق البحث من جديد الى القيمة التبادلية بوصفها إسلوباً ضرورياً للتعبير عن القيمة ، أو شكلاً لتجليها ، بيد أنهُ ينبغي تناول القيمة في البداية بغض النظر عن هذا الشكل ...

ــ كيف يمكن قياس مقدار قيمة بضاعة ما ؟
يمكن قياس مقدار قيمة بضاعة ما من خلال كمية ما تتضمنهُ من العمل الذي هو ( الماهية الخالقة للقيمة ) ، أما كميّة العمل ذاتهُ فتقاس بطولهِ ، بوقت العمل ، بينما يجد وقت العمل معاييره في أجزاء مُحددة من الزمن كالساعة واليوم .. الخ

ــ كيف نشرح عبارة وقت العمل الضروري إجتماعيا لإنتاج بضاعة معينة ؟
هو وقت العمل اللازم لصناعة قيمة إستعمالية ما في ظل ظروف الإنتاج القائمة العادية إجتماعياً ، وفي ظل المستوى المتوسّط للمهارة وشدة العمل في المجتمع المعني ..
مثال ..
في إنكلترا صار تحويل كمية معيّنة من الغزل الى نسيج بعد تطبيق الآلة البخارية يتطلب نصف العمل الذي كان يقتضيه الأمر سابقاً ، ومن الطبيعي أن النسّاج اليدوي الإنكليزي ظل ينفق لهذا التحويل بعد ذلك أيضاً نفس الكمية السابقة من وقت العمل ، ولكن ناتج ساعة عملهِ الفردية صار يمثل الآن نصف ساعة عمل إجتماعية فحسب ، ولذلك فقد إنخفضت قيمة هذا الناتج الى النصف ..
ولهذا فإن مقدار قيمة القيمة الإستعمالية المعينة لا يتحدد إلاّ بكميّة العمل ، أو بكمية وقت العمل الضروري إجتماعياً لصنعها ، إن البضائع التي تتضمن كميّات متساوية من العمل ، أو التي يمكن صنعها خلال وقت عمل متساوٍ ، لها مقدار واحد من القيمة ، وإن قيمة إحدى البضائع تتناسب مع قيمة كل بضاعة أخرى مثلما يتناسب وقت العمل الضروري لإنتاج البضاعة الاولى مع الوقت الضروري لإنتاج الثانية ..
ونستنتج من ذلك ..
(( أنَّ كافة البضائع بوصفها قيماً ، ما هي إلاّ كميات معيّنة من وقت العمل المتبلور )) ...

ــ كيف يبقى مقدار قيمة بضاعة ما ثابتاً ؟
سيظل مقدار قيمة البضاعة ثابتاً فيما لو ظل وقت العمل الضروري لإنتاجها ثابتاً ، لكن وقت العمل يتغيّر مع كل تغيير في قوة العمل المنتجة ، وتتحدد قوة العمل المنتجة بعوامل مختلفة ، منها ..
ـ الدرجة المتوسطة لمهارة العامل .
ـ مستوى تطوّر العلم ومدى إستخدامهِ التكنولوجي .
ـ التركيب الإجتماعي لعملية الإنتاج .
ـ أبعاد وفعّالية وسائل الإنتاج .
ـ الظروف الطبيعية .

ــ كيف يتغيّر مقدار قيمة البضاعة قياساً الى كمية العمل والى قوة العمل المنتجة ؟
بقدر ما تزداد قوة العمل المنتجة بقدر ما ينخفض وقت العمل الضروري لإنتاج حاجة معينة وبقدر ما تنخفض كتلة العمل المتبلورة فيها وتقل قيمتها ، وعلى العكس ، فبقدر ما تنخفض قوة العمل المنتجة بقدر ما يزداد وقت العمل الضروري لإنتاج الحاجة وترتفع قيمتها ..
إذاً ... مقدار قيمة البضاعة يتغيّر طرداً مع كمية العمل ، وعكساً مع قوة العمل المنتجة ، ذلك العمل المتجسد في البضاعة ..

ــ كيف يمكن للشئ أن يكون قيمة إستعمالية دون أن يكون لهُ قيمة ماديّة ؟
يحدث ذلك عندما لا تكون منفعة هذا الشئ للإنسان ناجمة عن العمل ، مثل الهواء والأراضي العذراء الصالحة للزراعة والمراعي الطبيعية والغابات البرية وغيرها ..

ــ كيف يمكن للشئ أن يكون نافعاً وأن يكون ناتجاً لعمل الإنسان دون أن يكون بضاعة ؟
الشخص الذي يلبي بناتج عملهِ حاجتهِ الذاتية إنما يخلق قيمة إستعمالية ولا يخلق بضاعة ، فلكي ينتج بضاعة ينبغي عليهِ أن ينتج ليس مجرّد قيمة إستعمالية بل قيمة إستعمالية من أجل الآخرين ، قيمة إستعمالية إجتماعية ..
(( وليس فقط لأجل الآخرين بصورة عامة ، فقسم من القمح الذي كان ينتجهُ الفلاح في القرون الوسطى كان يذهب على شكل الجزية الى الإقطاعي ، وقسماً على شكل العشر الى القساوسة ، ولكن .. لا القمح المنتزع على شكل الجزية ولا الآخر المنتزع على شكل العشر لم يصبحا بضاعة لمجرّد أنهما أنتجا من أجل الآخرين ، فلكي يصبح الناتج بضاعة ينبغي أن يُسلم عن طريق التبادل الى شخص آخر يستخدمهُ كقيمة إستعمالية .. ))

ــ كيف يمكن للشئ أن يكون قيمة ماديّة ؟
لا يمكن للشئ أن يكون قيمة بدون أن يكون شيئاً مُعداً للإستعمال ، فإذا كان الشئ غير نافع فإن العمل المبذول في صنعهِ غير نافع أيضاً ، ولا يُعتبر عملاً ، ولا يخلق بالتالي أية قيمة ..

ــ ما هو الطابع المزدوج للعمل الذي تتضمنهُ البضائع ؟
يتمثل إمتلاك البضائع لقيمة إستعمالية وأخرى تبادلية طابعاً مزدوجاً للعمل ..

ــ ما هي النقطة التي حددها ماركس والتي تشكل حسب وجهة نظرهِ نقطة إنطلاق فهم الإقتصاد السياسي ؟
الطبيعة المزدوجة للعمل الذي تتضمنهُ البضاعة المتمثل بالقيمة الإستعمالية والقيمة التبادلية هو نقطة الإنطلاق لفهم الإقتصاد السياسي ..

ــ ما الذي تتضمنهُ القيمة الإستعمالية لبضاعة معينة ؟
تتضمن القيمة الإستعمالية لكل بضاعة من البضائع نشاطاً إنتاجيّاً معيّناً وهادفاً ، أو عملاً نافعاً ، ولا يمكن للقيم الإستعمالية أن تتواجه كبضائع إذ لم تكن تتضمن أنواعاً مختلفة كيفياً من العمل النافع ..
وفي المجتمع الذي ترتدي منتجاته ، كقاعدة عامة ، شكل البضائع ، أي في مجتمع منتجي البضائع فإن هذا الإختلاف الكيفي لإنواع العمل النافع ، التي تنفذ هنا بمعزل عن بعضنا البعض ، كقضية خاصة بالمنتجين المستقلين ، يتطوّر الى نظام متعدد الحلقات ، أي الى تقسيم إجتماعي للعمل ...

ــ ممَ تتشكل القيمة الإستعمالية ؟
تتشكل القيَم الإستعمالية من إتحاد عنصرين هما .. أحد أشياء الطبيعة والعمل . إذاً العمل ليس المصدر الوحيد للقيم الإستعمالية الثروة المادية التي ينتجها ، وكما يقول بيتي ..
إن العمل أبو الثروة والأرض أمها ..


كارل ماركس .. رأس المال المجلد الأول .. الفصل الأول

#فواز_فرحان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات