روناك خان أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 3089 - 2010 / 8 / 9 - 13:44
المحور:
الادب والفن
أي وطن هذا الذي تمتد خارطته على سعة قلب كل واحد منا ، كبيراً كان أو صغيراً ، رجلاً كان أو إمرأة ... ؟؟
أي حب هذا الذي نحمله لك يا وطني وأنت تعيش هذه الأيام العصيبة حيث الأشرار يذبحونك من الوريد الى الوريد حتى تلونت خارطتك بلون دم أبنائك الأبرياء من العمال والطلبة والكسبة والمستضعفين... ؟؟
وطني وأنت في هذه المحنة وأنا أعيش معك وأتذكر قول شاعر المعلقات :
" قفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزل ... "
وهناك في الغربة كل عراقي ينادي أين الحبيب وأين ديار الحبيب؟ هكذا يتجسد معنى الوطن في كل خلية من خلايا وجودنا لأن الانسان عندما يحس بوطنه فإنه يشعر بعاطفة ليست ككل العواطف التي يعرفها الانسان ، إنها عاطفة متدفقة من وجوده لتفيض عليه قوة وعنفواناً ، حيث أن تلك العاطفة ليست كَـ سواها من العواطف والمشاعر والأحاسيس...؟؟
وهناك حقيقة يجب ألا نتغافل عنها ، وهي أن علاقة الإنسان بوالديه وهي ما تسمى بعاطفة الابوة والامومة ، قد تقوى تلك العاطفة أو تخمد حسب العمر او الظرف أو الشخص أو بعد وفاة أحد الوالدين أو كلاهما ، وكذلك بالنسبة لعاطفة الحب بين الحبيب ومحبوبته ، قد تستعر لتصل الى أعلى الدرجات حيث العشق والغرام والهيام ، ثم تمر بظروف اخرى لينتهي كل شيء في طرفة عين ...؟؟
أما علاقة الانسان ومشاعره تجاه وطنه فهي غير كل هذا وذاك ولا تنتهي بسبب ظرف معين أو حادث طارئ أو عمر معين ... بل إن الانسان يحس بحاجته الى هذا الوطن دائماً والقرب منه أبداً والعيش في كنفه وبين ربوعه عاجلاً أو آجلاً وكلما إبتعد عنه زاد شوقه إليه بل أن الغربة تصقل هذه المشاعر والعواطف ، ولا نذهب بعيداً عندما نقول بأن هناك الكثيرون تظهر عليهم أعراض مرض الغربة المعروف " هومس " والانسان لا يصيب بمثل هذا المرض عندما يبتعد عن والديه وحبيبته وأقربائه ... ومما هو معروف أن الكثيرين يعيشون معظم أيامهم في الغربة والحنين الى الوطن حتى إذا دنت ساعة وداعهم ورحيلهم عن الدنيا تكون وصيتهم واُمنيتهم بأن يدفنوا في أوطانهم لتستقر أجسادهم في تربة الوطن بعد الممات حيث لم تقر عيونهم به في الحياة ؟ والانسان قد يعوض عن أي شيء إلا الوطن فلا شيء يعوض عنه !
#روناك_خان_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟