أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نايف حواتمة - نحو حل وطني يوقف مسلسل أزمات السلطة الفلسطينية















المزيد.....

نحو حل وطني يوقف مسلسل أزمات السلطة الفلسطينية


نايف حواتمة

الحوار المتمدن-العدد: 937 - 2004 / 8 / 26 - 13:10
المحور: القضية الفلسطينية
    



الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

إن الأزمة التي تتوالى فصولاً بين الأجنحة المتصارعة في فتح ـ السلطة مرآة تعكس فساد النظام السياسي الفلسطيني، وافتقاده إلى الاستقرار بسبب غياب القيم السياسية وآليات العمل الديمقراطية، وممارسات الأجنحة المتصارعة على استحواذ السلطة ما هي إلا نتاج فكر شمولي ـ توتاليتاري أظهر ميولاً مبكرة نحو السلطة الاستبدادية في مؤسسات م . ت .ف على امتداد عشرات السنين، والاستخفاف بالقوى المحركة للمجتمع والتنوع السياسي الاجتماعي . ومع مجيء السلطة الفلسطينية على أرضية تطبيق اتفاقيات أوسلو حملت أجهزة ومؤسسات السلطة الفئوية في رحمها عدوى الأمراض المزمنة التي عصفت بمؤسسات م . ت .ف، وهو ما أفقدها المقدرة على تقديم إجابات على الظرف الناشئ بفعل تطبيقات هذه الاتفاقيات ، وما أنتجه هذا من تداخل في مهمات النضال الوطني والديمقراطي والاجتماعي … الخ ، بل على العكس من ذلك استفحلت معضلة غياب المؤسسات وطغيان التفرد والانفراد الانقسامي والتسلط والمحسوبية وهو ما أضر و بشكل فادح بجوهر مفهوم المواطنة والنضال الوطني الفلسطيني .
إن أزمة السلطة الفلسطينية كجزء من أزمة العمل الوطني الفلسطيني ككل ترجع في جانب كبير منها إلى تفشي البطريركية السياسية وما أنتجته وتنتجه من فساد واستبداد ، بعيداً عن شرعية المؤسسات حتى وصل الأمر بالبعض أن يقدم شرعية هيمنة الأفراد على شرعية المؤسسات الوطنية . ولقد فشلت السلطة منذ مجيئها في الإسهام ببناء قوى المجتمع المحلي بل ألحقت سياساتها أثراً تدميرياً على تلك البنية التي استطاعت النهوض والصمود في زمن الاحتلال الكامل و إدارته المدنية . وبقيت السلطة حتى الآن غير مدركة أو متجاهلة لحقيقة أن قوى المجتمع المحلي الفلسطيني تنفرد عن مثيلاتها في المجتمعات الأخرى بمهمة لعب دور الإسهام في تنظيم المجتمع الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وهذا يجعل وجود بنية متطورة ومتماسكة ومنظمة للمجتمع المحلي الفلسطيني شرطاً لازماً في معركة انتزاع الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا، وهو ما طرحته بدقة الانتفاضة الشعبية الكبرى 1987 ـ 1993 في معركة تفكيك الإدارة المدنية للاحتلال .
لقد وضعتنا الفصول الأخيرة من أزمة فتح ـ السلطة أمام حقيقة استفحال أزماتنا المركبة في ظل استمرار سياسة التدمير المنهجي لمؤسسات م . ت .ف والسلطة الفلسطينية والتحالفات اللامبدئية التي أقامتها القيادة المتنفذة في السلطة وم. ت. ف.، وهو ما شرع الأبواب أمام نشوء مشاريع بدائل سياسية أخرى، وما ينتجه هذا من أشكال جديدة وأكثر خطورة للصراع تزيد من تآكل المؤسسات بعد سنوات من التكلس وفقدان الوزن وغياب الدور الفاعل . وتزيد أيضاً من الصعوبات الكبيرة التي تقف أمام القوى التي ما زالت متمسكة بـ م .ت . ف ودورها الائتلافي القيادي والتمثيلي (جبهة وطنية عريضة متحدة) على أرضية برنامجها الوطني كحاجة نضالية يومية واستراتيجية موضوعية. إذ كيف سنستطيع تجاوز مفارقة السعي للحفاظ على شرعية المنظمة ووحدانية تمثيلها لشعبنا في ظل استمرار تعطيل الدور الوطني للمؤسسات، وإيغال القيادة المتنفذة في م . ت . ف والسلطة في ممارسة السياسات التلفيقية التي نمت واستشرت مع بدء المسيرة الأوسلوية، وصياغتهم لفعلهم وخطابهم السياسي في حدود ما هو مطروح من حلول مجتزأة تنتقص من حقوق شعبنا الفلسطيني.
إن المدخل لإيجاد إطار وطني لحل أزمات السلطة المستفحلة يتطلب أولاً إقرار الجميع بأن الأزمة ليست شأناً فتحاوياً داخلياًَ، وبالتالي فإن الحل لن يكون فتحاوياً صرفاً. ولقد جربت العديد من حلول فتح ـ السلطة سابقاً وأثبتت عجزها ، وجاءت الصفقات بين الأجنحة المتصارعة خالية من أية معالجات جذرية لأنها هدفت بالأساس إلى التنصل من المسؤولية واستحقاقات الإصلاح الشامل الذي سيطيح بالكثير من مصالحها الفئوية الضيقة، لذلك جنحت نحو حلول ترقيعية لم ترق إلى الحدود الدنيا من المبدئية .
وفي هذا السياق جدير بالذكر أن الإصلاحات الصائبة ـ من حيث المبدأ ـ التي أقدمت عليها السلطة باستحداث منصب رئيس الوزراء وضرورة توحيد الأجهزة الأمنية و الإصلاح الجزئي للمؤسسات المالية لم تأتِ وليد معطى التماشي مع ضرورات ومقتضيات المصلحة الوطنية على مساحة العشرية الأخيرة. بل في إطار الرضوخ للإملاءات التي فرضها خطة "خارطة الطريق" على الجانب الفلسطيني ، لذلك جرى ويجري تعطيلها عملياً، وهو ما يبقيها موضوعاً للصراع المتفاقم .
لقد حددت وثيقة رام الله 30 آذار/ مارس 2004 الإطار المجمع عليه وطنياً لحل الأزمة الناشبة، وكل ما هو مطلوب وضع الآليات العملية لتطبيق ما جرى التوافق علية بين ثلاثة عشر فصيلاً من فصائل العمل الوطني الفلسطيني بما فيها حركة فتح، انطلاقاً من الأسس التالية:
1 ـ إن أية عملية إصلاح يجب أن تنطلق من ضرورات ومقتضيات المصلحة الوطنية الفلسطينية، بعيداً عن الرضوخ لمقاصد المطالبات الإسرائيلية ـ الأمريكية بـ "الإصلاح"، والتي هي في حقيقتها تغليف لمحاولات فرض الخطط الشارونية المتبناة أمريكياً على السلطة الفلسطينية للتساوق معها وتنفيذها .
2 ـ أن تكون الإصلاحات شاملة ومبدئية لتطال كل أشكال الفساد وبؤره في النظام السياسي الفلسطيني "الفساد السياسي والمالي والأخلاقي والإداري"، فأشكال الفساد مترابطة وجذرها واحد، ولا يمكن التقليل من مخاطر أي منها .
3 ـ إن أي مخرج وطني للأزمة يتطلب قيام إطار وطني جامع يشارك فيه الجميع على قدم المساواة، ولا يكون بديلاً عن م . ت . ف ، ليتم من خلاله إقرار برنامج الإصلاح والعمل على تنفيذه، بما يمهد لقيام حكومة اتحاد وطني تتولى إجراء انتخابات محلية، وتعد لإجراء انتخابات عامة .
4 ـ إن عماد أي برنامج إجماع وطني يبقى بجوهره سياسي، فبدون وقوف الجميع على أرضية القاسم الوطني المشترك، وصياغة استراتيجية تفاوضية فلسطينية جديدة تحفظ حقوق شعبنا في العودة وتقرير المصير والاستقلال والسيادة الكاملة لا يمكن أن ينعقد الإجماع على أي برنامج.
5 ـ إن استعادة المؤسسات لهيبتها المفقودة وإنهاء حالة الانفلات الأمني يكون من خلال استعادة هذه المؤسسات لدورها الوطني وتخليصها من الفساد والفاسدين، فجذر المشكلة ليس أمنياً بل فساد وعبث يطال بضرره نضال شعبنا وقضيته الوطنية . إن ما تحتاجه هذه المؤسسات هو تثبيت مبدأ القيادة الجماعية وأساليب العمل الديمقراطية .
6 ـ إن تحقيق ما سبق يتطلب عودة فورية إلى طاولة الحوار الوطني الفلسطيني الشامل على قاعدة البرنامج الوطني الموحَّد (آذار/ مارس 2004)، وتأمين كل مقومات إنجاحه .
هذا هو السبيل الوحيد لحشد وتوحيد كل طاقات شعبنا وقواه المناضلة في مواجهة السياسات والمشاريع العدوانية التوسعية الإسرائيلية، وإعادة تأسيس النظام السياسي الفلسطيني على أسس ديمقراطية، ينتفي منها الفساد والفردية والاستئثار بالقرار الوطني الفلسطيني على غير وجه حق، ولن نقبل هذه المرة أن يفرض أحد علينا حلولاً ترقيعية لتستمر بعدها السياسات التلفيقية وغير المبدئية التي خسر شعبنا من جرائها الكثير الكثير، قضيتنا الوطنية في خطر، وواجب كل شرفاء شعبنا أن يعملوا على درء هذا الخطر المحدق بالأفعال لا بالكلمات والمجاملات .
حقاً نحن شركاء في الدم لنكون معاً الجميع شركاء في القرار.



#نايف_حواتمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة إلى الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائي ...
- الانسحاب الإسرائيلي من غزة
- من رفح إلى القمة العربية
- من جنين إلى الفلوجة العجز الرسمي العربي خاصرة المقاومة الرخو ...
- حوار مع نايف حواتمه
- رسالة مفتوحة إلى القمة العربية المؤجلة
- 28 عاما على يوم الأرض في مواجهة حروب التهجير والتذويب
- ليكن وفاؤنا لدم الشهيد الجليل وحدة وطنية في خندق المواجهة ضد ...
- حواتمه في رسالة إلى الشعب الفلسطيني
- شارون يريد ثمنا لهروبه من غزة سقوط أيديولوجية الاستيطان بداي ...
- مقابلة مع نايف حواتمه
- نايف حواتمة الامين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في ...
- تعددت المشاريع والجوهر واحد إما اتفاق يشرع الضم أو ضم أحادي ...
- مقابلة مع نايف حواتمه
- حتى ينجح حوار القاهرة 3 أسس توحيدية يجب أن نتفق عليها …
- هذا الشعب الذي علمنا معاً كيف نحب …
- في الذكرى (86) لوعد بلفور الصهيونية صنيعه الانحطاط الأخلاقي ...
- أنى للداء أن يكون دواء أوسلو – جنيف مرة أخرى بعيون -إسرائيلي ...
- مقابلة مع نايف حواتمه
- الذكرى (33) لرحيل جمال عبد الناصر


المزيد.....




- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 8 صواريخ باليستية أطلقتها القوات ا ...
- -غنّوا-، ذا روك يقول لمشاهدي فيلمه الجديد
- بوليفيا: انهيار أرضي يدمّر 40 منزلاً في لاباز بعد أشهر من ال ...
- في استذكار الراحل العزيز خيون التميمي (أبو أحمد)
- 5 صعوبات أمام ترامب في طريقه لعقد صفقات حول البؤر الساخنة
- قتيل وجريحان بهجوم مسيّرتين إسرائيليتين على صور في جنوب لبنا ...
- خبير أوكراني: زيلينسكي وحلفاؤه -نجحوا- في جعل أوكرانيا ورقة ...
- اختبار قاذف شبكة مضادة للدرونات في منطقة العملية العسكرية ال ...
- اكتشاف إشارة غريبة حدثت قبل دقائق من أحد أقوى الانفجارات الب ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نايف حواتمة - نحو حل وطني يوقف مسلسل أزمات السلطة الفلسطينية