أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - نحن نخلق الأسطورة والميثولوجيا والحلال والحرام ويمكن أن نسرقها أيضا ( 1 ) - الخنزير مُحرما ً















المزيد.....

نحن نخلق الأسطورة والميثولوجيا والحلال والحرام ويمكن أن نسرقها أيضا ( 1 ) - الخنزير مُحرما ً


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3088 - 2010 / 8 / 8 - 17:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة ..

الأساطير والقصص التى تحفل بها الأديان ليست سيناريوهات مُعدة تم ترتيبها فى السماء ولا تكون التشريعات بحلالها وحرامها رغبات قوى ميتافزيقية تتوسم بهكذا نهج للحياة ..بل هى منتوج بشرى قديم عبر فيه الإنسان عن رؤيته وخياله وآماله وأحلامه , وسجل بوعيه و نظرته الخاصة رؤيته للحدث فلم تخرج عن إحتياجاته ورغباته يحده فى ذلك محدودية وعيه المعرفى ولا يحده خياله المنطلق المتلمس إيجاد إجابة للغز الوجود ولكن يظل محصورا ً فى الوقت نفسه بحدود رغباته فى تحقيق حاجياته ومحاولة تلمس السلام والأمان والبعد عن دوائر الألم .
لا تكون الأسطورة والتشريع مُنتج خارج عن السياق الطبيعى لوجود الإنسان الذى يشكل وعيه المعرفى والخيالى منها ..بل تكون الطبيعة هى الملهمة والفاعلة و التى تخلق الأسطورة وترسم ملامحها وتحبك مشاهدها .
ولن تخرج الأسطورة والأخلاقيات والتشريعات عن مجمل الظروف المحيطة بالإنسان ..فيكون إنتاجنا لها هو حظنا من الجغرافيا والتاريخ .. فستنشأ الآلهة الخاصة بالزرع والنماء على أودية الأنهار ..وستيشكل التنين القاذف للهب فى مجتمعات تعرف التمساح والورل والسحلية ..وستكون أسطورة عروس البحر ملك أصحاب مجتمعات ساحلية وليست صحراوية .

سنضع فى الأسطورة كل أحلامنا وأمانينا المفقودة فنخلق مثلا ً الجنه التى تجرى من تحتها الأنهار والسخية بخمورها وفاكهتها ولحوم طيورها وذلك فى مجتمع يفتقد لهذه المتع ..بل سنسقط فيها خيالنا وشبقنا الجنسى فى مكونات الأسطورة .
لن نبخل بوضع كراهيتنا ومصالحنا الذاتية ومشاريعنا السياسية لفئات نخبوية وطبقية فى مفردات الأسطورة لتحظى بالإنتشار والتأثير وتعضد من أركان نظامها وهيمنتها

الأسطورة فكر وخيال إنسانى ينتقل ويمتد وينتشر ليصبغ أفكار ميثولوجية أخرى بمفرادتها ..فليس من الضرورة أن تكون الاسطورة هى ملك خاص بجماعة بشرية محددة ..فسنجد شعوب تنقل أساطير شعوب أخرى ولا تضيف لها شيئا ً وتجد شعوب أخرى تنقل الأسطورة وتظللها بألوانها الخاصة محافظة على جوهر الأسطورة ..وهناك بالطبع شعوب تنتج أساطيرها التى تجد الحضور فى مجتمعها وقد يكون لها الحظ فى الإنتشار بقدرة تأثيرها الفكرى والثقافى فى زمانها ...هذا الأمر يشبه الميديا التى تُمارس تأثيرها على بقاع مختلفة من العالم ... وكما يحدث طوال التاريخ وحتى يومنا هذا عندما نجد تسلل ثقافات وحضارات وافدة فى النسيج الثقافى لمجتمع آخر .

الأسطورة ليست أكذوبة بقدر ماهى رؤية وموقف إنساني لمشهد معين نسجه من خياله الخاص محكوماً بوعيه المعرفى والتطورى ومحصورا ً بمحددات معينة تصنعها الطبيعة الحاضنة وتأثرها على مبدعيها .
ليس هناك مشكلة مع الأسطورة ولكن المشكلة والمصيبة أن هناك إنسان معاصر يصدقها وينبطح أمامها ويعتبرها فاعلة .
هذا المقال هو من سلسلة مقالات ستحاول أن تخوض فى أصل كل أسطورة لتبحث فى جذورها وروافدها وكيف نشأت وكيف تطورت ..وكيف وصلت لنا لنتصور وهماً ً أن هناك آلهة أرسلتها ومعنية بأن تصل لنا .
حقيقة لم أرصد لها عددا معينا ً من المقالات وذلك لثراء الفكر الميثولوجى الإنسانى ... ولكن مشوار الألف ميل يبدأ بالفعل بخطوة ..فلنبدأ


*** لماذا تم تحريم لحم الخنزير .

يمكن بسهولة أن نتفهم بأن القتل تم رفضه من المجتمع الإنسانى بعدما أدرك أن هذا الفعل مقوض لسلامة الجماعة البشرية ..كما يمكن أن نفهم بأن السرقة تم رفضها أيضا ُ كونها تنال من أصحاب الأملاك وذلك عندما عرف الإنسان الحيازات والملكية ..فيُبدع إنسان رافض لمثل هكذا سلوكيات فكرة الإله المنزعج والغاضب من مثل هذه الأفعال ليجهز إنتقاما ً رهيبا ً للقتلة والسارقين فى مملكته السمائية ولا ينسى مبدع التحريم بحضور فكرة القصاص الأرضى .

ولكن لماذا تم تحريم لحم الخنزير فلا يوجد سبب منطقى يدعو لهذا التحريم ؟ .. نحن لا نجد إجابة شافية على هذا السؤال شأنه شأن اللكثير من الإشكاليات التى يطرحها الفكر الدينى ..فالدينيون يكتفون بأن هذا التحريم جاء من الإله ولا يجب أن نتوقف ونتسائل حول سبب تحريمه .

سنجد أن التوراة تذكر لنا بسفر لاويين :
" الخنزير لانه يشق ظلفا و يقسمه ظلفين لكنه لا يجتر فهو نجس لكم من لحمها لا تأكلوا و جثثها لا تلمسوا انها نجسة لكم " لاويين 11 : 7 –8

ولم يختلف الامر فى الإسلام ففى سورة البقرة فى :
" إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" البقرة (173)

الطريف أن هناك عدة آيات بالتوراة والقرآن تلح على تحريم لحم الخنزير فى مواضع مختلفة إكتفينا هنا بهاتين الآيتين !!.. بينما نجد بأن العهد الجديد بالكتاب المقدس لم يذكر لنا شيئا ً وإن مال الفكر المسيحى إلى عدم التحريم منطلقا ً من فكرة أن كل الأشياء تحل للإنسان وليس كل الأشياء توافق , كما سقطت فكرة النجاسة المادية لتبقى بمدلولها الروحى .

بداية ..من حقنا أن نسأل عن السبب المنطقى التى يجعل من الخنزير محرماً ..ففى التوراة تم ذكر سبباً ليس له أى معنى فهو يعتبر الخنزير بأنه يشق ظلفا ً و يقسمه ظلفين لكنه لا يجتر !! ..لنسأل وما هو المشكلة فى ذلك ؟!!..فأنت رصدت حالته ولا يعنى ذلك نجاسته أو تحريمه .!!
الإسلام لم يعطينا أى سبب يُبرر تحريم الخنزير فهو حرمه بشكل قاطع وحاد وإكتفى ...بينما المسيحية لم تُحرم ولكنها أوقعت نفسها فى تناقض السلوك الإلهى فهل الخنزير الذى يشق ظلفا و يقسمه ظلفين لكنه لا يجتر تغيرت طبيعته مع العهد الجديد .؟!!

يحاول المفسرون والمبررون أن يسوقوا لنا دليلا ً فى تحريم الخنزير وذلك لأنه يحتوى فى داخله على الدودة الشريطية مما يسبب خطورة على صحة الإنسان ..ولكن هذا التبرير عليه مآخذ كثيرة .
فبداية ليس هناك ورود للضرر كسبب للتحريم .. وثانيا ً هناك شعوب كثيرة تتعاطى مع لحم الخنزير ولم يصيبها أى أذى بل على العكس يتحلون بصحة جيدة يحسدهم البؤساء منا الذين تستوطن أجسادهم كل أنواع الديدان .!
كما يأتى وجود الديدان فى أجساد الحيوانات كشئ طبيعى وشائع ولكن يتم التغلب عليه دائما ً بالإعداد والطهى الجيد .
يحق لنا أن نسأل أيضا ً..أليس الخنزير بلحمه وديدانه مُنتج إلهى أم هو مُنتج أصابه الإختلال والسوء أثناء التصنيع فأراد الإله تدارك الموقف بالتحريم لاحقا ً .!!

ولكننا هنا أمام إشكالية أخرى وأساسية وغير معنية بفساد لحم الخنزير أو جودته ..فنحن أمام قضية تحريم بما لها من دلالات ..فإذا كان لحم الخنزير ضارا ً جدلا ً ..فالأمور لا تستحق ان تصل لحد التحريم الذى يعنى الإنزعاج الإلهى وما سيترتب عليه من تكليف ملاك يرصد عدد قطع اللحم التى تناولتها ثم تجهيز عقاب أبدى بالشوى فى نار حامية الوطيس , كما لن تخلو حفلة العذاب من صب الرصاص المصهور فى جوفى قصاصا ُ لتناولى شرائح من لحم هذا الحيوان النجس .

ألا يحق لنا أن نقول بأن الأمور كانت يجب أن تكتفى بالتنبيه والنهى فقط هذا إذا كانت هذه الفكرة منطقية من الأساس فهى لا تحتاج إلى عقاب الإنسان على قطعة لحم تعاطاها ..ألا يستوى هذا الأمر مع الدجاج المصاب بإنفلونزا الطيور وكذلك البقر الذى إنتابه الجنون فلماذا لم يحرمه الإله أو ينبهنا على أقل تقدير ..نحن البشر نحظر التعاطى مع طيور وأبقار مصابة ولم تصل الأمور إلى فعل التحريم والعقاب الأبدى لمن يأكلها .

بالطبع التعاطى مع مسألة تحريم لحم الخنزير وفقا ً للمنطق سيفتح الطريق أمام عشرات الأسئلة وستوقع الفكرة ذاتها فى تناقضات لا تتحملها كما لن تمر دون أن تصيب فكرة الإله .
ولكن التواصل مع الفكرة من خلال تتبع مسارها وتاريخها والبحث الميثولوجى عن جذورها سيبدد الكثير من الحيرة وستجعلنا نصل لنتائج جيدة فى أننا نخلق أساطيرنا وميثولوجياتنا وتحريماتنا ..وحتى إن كنا لا نخلقها فيكفى أن هناك إنسان آخر إبتدعها فنستعيرها منه بعد أن هيمن بثقافته علينا .

الشعوب القديمة والتى نطلق عليها بالوثنية سبقت الأديان فى تحريم الخنزير ومنها جاءت تحريمات الأديان الإبراهيمية كما سنرى ..فهى لم تحرمه هكذا بلا معنى بل كان لديها المبررات التى جعلتها تصدر كراهيتها لهذا الحيوان لينتقل كراهيته وتحريمه إلى ثقافات أخرى تعايشت مع الثقافة الأم .

تعالوا نرى ما هو سر كراهية الخنزير وتحريمه فى ثقافات مجتمعات إنسانية مختلفة .
يقول عالم المصريات "ادولف ارمان" فى كتابه ديانة مصر القديمة
إن نفور المصريين القدماء من الخنزير له علاقة بما ورد من ان "ست" إله الشر قد جرح الإله "حورس " وهو ابن الإله أوزوريس وكان " ست" فى هيئة خنزير اسود عندما اقترف هذا الاثم الكبير ...ولم يقدم الخنزير ذبيحة الا للقمر بسبب تحريم دينى ينبذ هذا الحيوان , فالقمر الذى هو احدى عيني حورس , كان يبتلعه فى فترات منتظمة منذ بدء الزمن كخنزير اسود ضخم , لم يكن ذلك الخنزير سوى ست , عم حورس وعدوه وقاتل اوزيريس .
نرى بأن تقديم الخنزير ذبيحة للقمر لم يكن حباً او تقديساً للخنزير وإنما هى كراهية دفينة لهذا الحيوان فبإسلوب رمزى ينتقمون من الخنزير الذى هو رمز للإله ست بذبحه وتقديمه لمعبودهم القمر حورس
هنا يمكن لنا ان نتصور مدى كراهية المصريين القدماء للخنزير كقاتل لابن الإله المحبوب , وسبب الكراهية الاساسى فى هذه الاسطورة هو سبب دينى اسطورى فيه الخنزير رمزا ً لاله الشر او الشيطان او ست , وليس لقذارة الخنزير شأن فى رؤيتهم

الأساطير الكنعانية كان لها الحظ أيضا ً فى كراهية الخنزير ..فيروى لنا الأستاذ فراس السواح فى كتابه مغامرة العقل الأولى أسطورة موت أدون على يد خنزير برى فيقول :
انتشرت عبادة بعل فى جميع انحاء سورية وآسيا الصغرى وكان اسمه يسبق بلقب " آدون " وتعنى السيد او الرب ... وقد ناب هذا اللقب عن الاسم الاصلى وصار يعبد تحت اسم " ادون " او " ادونى " وخصوصا لدى فينيقي " بيبلوس " و " بانو " فى قبرص وهما المدينتان الرئيسيتان اللتان ازدهرت فيهما عبادة هذا الاله ... الا ان تحويرا وقع على اسطورة بعل هنا , فالرب لم يمت فى صراعه مع " موت " وانما قام خنزير برى بافتراسه فى غابات لبنان اثناء الصيد ."

ثم انتقلت الأسطورة الكنعانية إلى الأساطير الاغريقية , فإصبح الإله الكنعانى " آدون " هو نفسه الاله الاغريقى " ادونيس ".. وكما ان آدون الكنعانى لقى مصرعه على يد خنزير برى , فان ادونيس الاله الاغريقى قتله خنزير برى ايضاً .

يقول فراس السواح فى نفس كتابه الرائع مغامرة العقل الأولى :
" ففى الاسطورة اليونانية نجد ان ادونيس يقتل من قِبل الخنزير البرى وهو الحيوان المقدس لدى حبيبته افروديت واحد رموزها . وبذلك يكون ادونيس قد قتل من قبِل حبيبته بصورة غير مباشرة "

لدينا أيضا ً أساطير من آسيا الوسطى حيث يحكى لنا أسطورة الاله " آتيس " Attis الذى كان يتشابه مع الاله ادون بصورته الكنعانية او ادونيس بصورته الاغريقية حتى ان القدماء كانوا يطلقون عليهما الاسمين تبادليا ً , ولقد لقى آتيس مصرعه هو ايضا على يد خنزير برى .
يقول السواح عن الاله آتيس :
" بلغ من تشابه هذا الاله مع آدونيس ان القدماء كانوا فى كثير من الاحيان يطلقون عليهما الاسمين تبادلياً ... كان آتيس راعيا شابا غضا ً , وكان محبوبا للام الكبرى سيبيل احيانا وابنا لها احيانا اخرى ... ويحكى عن مولده ان امه " نانا " واسمها يذكرنا " أنانا " السومرية قد حملت به وهى عذراء ... وذلك عن طريق احتضان غصن من شجرة اللوز او الرمان , ولكن عنزة ارضعته حتى شب وكبر . ومن هنا جاء الاسم " آتيس " اى التيس ...وجاءت وفاته كضحية لغدر خنزير برى تماما كأدونيس .

يتضح لنا أن كراهية الخنزير هى قديمة وجاءت من شعوب وثنية نسجت أساطيرها على كراهية الخنزير ..ولم تكن أساطيرها ورؤيتها حكرا ً وملكا ً خاصا ً لها فالإنسانية من بداية تواجدها وحتى اللحظة الآنية تتبادل التفاعل فى بعضها البعض بحكم قوة ثقافات معينة ومدى تأثيرها .
فكما تبنت شعوب عديدة هذه الكراهية لكون هذا الحيوان تمثل فيه الشر القاتل لألهة محبوبة ... تم تصدير هذه الكراهية لشعوب أخرى تعايشت مع الثقافة الأم ليدخل فى نسيجها الثقافى ..مثال ذلك التواجد العبرانى فى مصر القديمة وكنعان حيث منشأ الأسطورة وقوة الفعل والتأثير الإعلامى للحضارتين على الجماعات العبرانية .
يكفى أن يتسلل كراهية الخنزير لتتبناها جماعة بشرية محددة تعايشت مع حضارة لفترة زمنية طويلة لتتأثر بها وتكون مفردة من مفردات حياتها ليتم نسيان السبب الرئيسى وبدون الولوج فى أصل الكراهية.
فنحن نتشائم من البوم والقطة السوداء ولكن من أين جاء هذا التشاءم من ذلك الإلحاح والتأثير من المجموع المحيط بنا وقدرتهم فى توصيل الشعور بالتشاؤم إلينا ..ولو بحثنا قليلا ً سنجد أن التشاؤم من هذه الكائنات جاء من إنسان معين فى زمن وتاريخ وجغرافيا بعيدة إنتابه شعور بالتوجس والقلق عندما ربط بعض الأشياء برؤية بومة أو قطة سوداء .

مثال إخر ..أكثر من نصف قرى مصر تبدأ أسمائها ب "ميت " ولكن عشرات الملايين من المصريين لا يعرفوا معناها وإعتادوا عليها بدون أن تستوقفهم معناها أو أنها كلمة غير عربية .!!
كلمة " ميت " هى كلمة فرعونية تعنى طريق ..لم يمنع التاريخ ولا محو الشخصية المصرية القديمة فى وجودها داخل نسيج ثقافتنا وعلى ألسنتنا .
وكذلك عيد شم النسيم الذى يحتفل به المصريون ليس عيدأ إسلامياً ولا مسيحياً بل هو عيد فرعونى ووثنى قديم لم تستطع الأيام والتاريخ أن تزيله من الوجود لتبقى مراسيمه حاضرة بدون معناه .

لذا كان من السهولة أن يتأثر اليهود بحجم الموروث الثقافى المصرى القديم ويتغلغل فى وجدانهم ليكرهوا الخنزير بالضرورة
هنا يتكون موقف من الخنزير ويتم تصديره لأجيال مقبلة ولشعوب تعايشت مع هذا الموروث الجامح بتأثيره الثقافى كما تأثر اليهود القاطنين فى مصر من حضارة مصر القديمة ليتولد شعور بالإستياء والتقزز والكراهية للخنزير ولتتراكم صفحات التاريخ ليتم نسيان السبب الأسطورى الذى صاغ تحريم الخنزير وليبقى موقف شعورى فقط يتم تسجيله على صفحات التوراة ويكتسب سمة التحريم والقداسة .

كان من السهولة أكثر أن يتم تحريم الخنزير فى الإسلام فهو عايش مساحة عريضة من الثقافات يتصدرها التأثير العبرانى الجامح فى الجزيرة العربية والذى لم يكتفى فقط بتصدير تحريم الخنزير بل خاض فى أساطير وتحريمات كثيرة .

عذرا ً على الإطالة مع خالص مودتى .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يؤمنون ..وكيف يعتقدون ( 8 ) - إستحضار العنف الكامن وتف ...
- لماذا يؤمنون ..وكيف يعتقدون ( 7 ) - ما بين وطأة الموت وما بي ...
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 12 ) - الأم ماتت والجنين مات و ...
- لماذا يؤمنون ..وكيف يعتقدون ( 6 ) - إشكاليات الفكر الدينى وك ...
- تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 6 )
- تأملات فى الإنسان والإله والتراث ( 2 ) - زهور الله المقطوفة ...
- لماذا يؤمنون ..وكيف يعتقدون ( 5 ) - الرضاعة الحسية والشعورية ...
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 11 ) - نحن نزرع الشوك والمُر و ...
- نحن نخلق آلهتنا ( 9 ) - الله يكون حافظا ً وعليما ً وعادلا ً ...
- تأملات فى الإنسان والإله والتراث ( 1 ) - الصلاة كثقافة للبرم ...
- لماذا يؤمنون .. وكيف يعتقدون ( 4 ) - كيف تربح المليون دولار ...
- أنا والله ويدى اليسرى .
- نحن نخلق ألهتنا ( 8 ) - الله خالقا ً للوجود فى ستة أيام .
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 10 ) _ همجيتهم وهمجيتنا .. ياق ...
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 10 ) _ همجيتهم وهمجيتنا .. ياق ...
- نحن نخلق آلهتنا ( 7 ) - الله مُجيبا ً للدعاء .
- تديين السياسة أم تسييس الدين ( 4 )- حد الردة رغبة سياسى أم ر ...
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 9 ) - الخلوة الغيرالشرعية بين ...
- لماذا يؤمنون .. وكيف يعتقدون ( 3 ) _ الدنيا ريشة فى هوا .
- من داخل دهاليز الموت إشتقت لحضن أمى .


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - نحن نخلق الأسطورة والميثولوجيا والحلال والحرام ويمكن أن نسرقها أيضا ( 1 ) - الخنزير مُحرما ً