ايفان الدراجي
الحوار المتمدن-العدد: 3088 - 2010 / 8 / 8 - 12:54
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
كثر الحديثُ ... لن أكمل الجملة بالقصيدة الرائعة للشاعر كريم العراقي والتي تغّنى فيها كاظم الساهر عن بغداد !
لأن الحديث هنا (كثر) عن تشكيل الحكومة العراقية التي أخذت من الوقت مدة اكتمال الجنين في رحم أمه .. ألم تحن تلك الولادة المستعصية بعد؟ أم أنه صراعٌ على (الأبّوة) الكرسي بين أصحاب الدكاكين وباعة المحابس في سوريا وباعة الخضار في اسكندنافيا ؟ سماسرة الدم العراقي الذين ما فتئوا يعتلون أرواحنا هذياناً بالكرسي ، إنها لعنة الكرسي التي نالت صاحبها لثلاثين عاماً متصورين إن اعتلاء صحوة الدبابات الأمريكية والتطهير بمياه قمّ الإيرانية خلصّهم منها !
لكن وعلى ما يبدو إنها تسكن كل من يجلس عليه فلن تنفع بعد إذ (محابس أو خرز) أو أي من بركات و توصيات ماما أمريكا أو عمو طهران !
كانت بداية أعراضها تقتصر على الاجتماعات والحملات الترويجية ووعود (وما أشبهها بوعد عرقوب) لكن الحالة تأزّمت لتطال المتاجرة بالأرواح وعرض العضلات الإجرامية التي مهدّت لها التهديدات المبطنة لهؤلاء السماسرة الذين يستحمون ببركة الدم العراقي المستباح.
وقعت ثلاث انفجارات أمس السبت الموافق السابع من آب في الساعة السابعة والنصف مساءا في سوق العشار الشعبي (شارع عبد الله بن علي) المكتّظ بالمتسوقين والقريب على عيادات الأطباء التي يقصدها العامة من جميع أنحاء البصرة، فرمضان على الأبواب ، والناس صيّام منشغلون باقتناء لوازمهم الرمضانية لاستقبال هذا الشهر الكريم.
لن أتحدث هنا عن إحصائيات القتلى (المتفحمّين) أو الجرحى (بين محترق ومتكسّر ومختنق) لن أتحدّث عن العشرات من ذوي المنكوبين الذين افترشوا الشوارع تلك الليلة المنكوبة بانتظار عودة ذويهم قرب مركن سياراتهم متوهمين ومتشبثين بأمل عودتهم بأي لحظة، لن أضحك على نفسي وأتحدث عن كذبة الجهات الأمنية التي أدعت أن الانفجارات والحرائق الهائلة تسبب بها انفجار (مولد كهربائي) !.. لن أتحدّث عن أمس.. سأحلم بالغد وكم أنوي أن لا اسقط من حلمي فجأة على وقع انفجار آخر !
#ايفان_الدراجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟