بسام الهلسه
الحوار المتمدن-العدد: 3087 - 2010 / 8 / 7 - 10:22
المحور:
الادب والفن
*كل ما في الامر انك سئمت. طال انتظارك, واستوت لديك الامور.
هكذا بيَّنت لنفسك الاشياء.
غادرك احباء, ورفاق, واصدقاء كثيرون..
منهم من مات, ومنهم من استشهد, ومنهم من غاب ولم يعد. وتركوك تعالج عيشاً يبدو لك كتفاهة مكررة.
لم تأسَ على من رحلوا- بقدر ما كان الرحيل اختيارهم- وانما على زمن بهي كان يملؤك بالعنفوان ..حينما كانت الشمس تطلع من بين الايدي والاصوات والعيون الواعدة.
وها انت ذا في زمن آخر, تنكره وينكرك, وحيداً كرَايَةٍ غداة هزيمة..كصلاةٍ ضارعة في عتمة الليل الاخير وعزلته.
* * *
درَّبتَ روحك على الفَقدِ, على اعتيادهِ, كما لو انه طقس نوم وصحو.. او جرح عتيق غائر تحاذر ان تنكأه.
وطويتَ ما كنت اوقدته من وَجْدٍ, كما ينطوي جبلٌ قديم ناسك على اسراره.
واذ لم تجِد من تؤاخيه, فقد آخيتَ نفسك ودعوتها ان لا تخذلك, وما كان ينبغي لها.
-تذكُرُ؟
كم سآلتكَ عما انت فيه وعليه, كم حدَّثتكَ بشكوكها, وكم راودتكَ واشارت:"هيت لك"؟
لكن يقينك ظل حارساً, ولم يفقد قلبُك- على علاته- بصيرته.
وكان ـ وما زال- يدُلكَ على الباب, او على الطريق اليه.
* * *
هل انت نادمٌ؟
-لا.
هل انت يائس؟
-لا.
ما الذي يضنيك اذاً؟
* * *
كل ما في الامر انني سئمت واستوت لدي الامور.
طال انتظاري فتشوَفتُ لأرى..
-وما الذي رأيت؟
: ما من حُبٍ يحضُّ على اقامة..وما من وَعْدٍ يُغري بِسَفر.
#بسام_الهلسه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟