سميرة عباس التميمي
الحوار المتمدن-العدد: 3087 - 2010 / 8 / 7 - 10:07
المحور:
الادب والفن
لنتذكر يا صاحبي
تلك اللحظة
التي وقفت مرة قبل خمسة وستين عاماً
لتبث لي ما أقلق رقادك
ليلاً
وما دفعك إلى ركوب الباص
ذي الوجهة الخاطئة
هو حبك لي
لنتذكر
كأس النبيذ الذي إنسكب
على الطاولة..عندما قلتُ لك
نعم أُحبك
الساعات كنا نقدمها إلى الأمام
حتى نُسرع باللقاء
أفلا نستطيع رجع الساعات وراءاً لنتذكر
تلك اللحظات ؟
وقضمك المتواصل لسيكارتك المشتعلة
إحتجاجاً لتأخري
توقف قليلاً أيها الزمن
ومر على أيامٍ
أصبحت كهوفاً خاوية
رسوم جدرانها تشهد
على ربيع عمرٍ زاهر
مصارحاتٌ على الجدران
مطارحاتٌ في الفراش
وأغاني حبٍ
تُبشر بمولدنا ذات يوم
لنحب بعضنا
فهم يغنون لنا
نُسافر على طائراتٍ ورقية
مرحة
في رحاب السماء السعيدة
نتدحرجُ على أُمنياتٍ وردية
ونستظلُ بأهدابٍ خضراء
كخضرةِ مياه هاواي بظلالِ
نخيلها
نعجنُ خمر ليالينا برحيق
حُبنا
وسفينتنا
تهتز بأمواجِ حبنا العنيف
وجسدي يكتوي بحمى جسدك
وفي الصباح
تبحثُ يدي عن أصابع البيانو
التي تركت آثار موسيقاها
على جسدي الناري
اشتعلُ ياصاحبي
أشتعلُ برماد ورود الروز
الماطر أمام عينيّ
وقمرنا يلوحُ لنا على سحابةٍ
زرقاء
من أُفقٍ بعيد في ليلٍ رمادي
تمشي ظلالنا حافية القدمين
في الطُرق الخالية
تستظلُ بأشجارٍهرمة
وتتكأ على عصا الأيام
يدك تبحثُ عني
لتحتمي بطمأنينتي
حبيبي أنا هنا
لاتخف زمناً اخذ منا
ألقُ شعرنا
بريقُ عينينا
فورة شبابينا
وإستقامة ظهورنا
انت لازلت تسكب كأس
النبيذ على الطاولة
ولكن
شاكياً زمناً
قد نال من اليدين أمراً
ولازلت تركب الباص
إلى الوجهة الخاطئة... من مخرزٍ
قد ألم الذاكرة
ولكن سيبقى
حبنا عطراً
لن يمحيه الزمن من الذاكرة
#سميرة_عباس_التميمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟