أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل فضة - عندما تحرقنا الشموع















المزيد.....

عندما تحرقنا الشموع


فاضل فضة

الحوار المتمدن-العدد: 936 - 2004 / 8 / 25 - 11:26
المحور: الادب والفن
    


إلى صديق الزمن المنهك
وصديقة الليالي النقية
إليكم يامن تصرّون عل البقاء
في دوامة ماتبقى منكم ومن أثاركم المندثرة حتى في تاريخكم، تاريخي ..

تمر الليالي حالكة على الغياب والأحباب وفاقدي النظر.
يمرُّ العمر كنفحة النسيم الملوثة بكل روائح الجيف القميئة.
فتصبح النشوة إدمانا على النتن والعفن في حيوية الخلايا والتجارب.

ماأقدر العقل على التفاعل مع رياح الجفاف،
واصعب الأمور الخروج من حصار البيئة الميتة بالقهر والذلّ الذاتي والنفاق الظل، الذي اصبح خبز الحياة لأي مستمر،

يطبلون ويزمرون لتسلية الأخرين،
يغنون في الغابة، يطربون من اصواتهم كانهم في حمام كبير، يكتبون بالخطوط العريضة،
لكنهم لايملكون اللغة ولايعرفون حروفها،

اغلقوا كل جديد للمعرفة في كهوفهم، ومازالوا يعتقدون إنهم يعرفون،
ياليتهم يعلمون حقيقة أو بالحلم، في إنهم لايعرفون ...

مااصعب النفاذ إلى عقل محاط بالبيتون،
مااصعب أن تناقش أو أن تخاطب منافقاً
مااصعب ان تحرّك ضمير ميت أو أن تحرك إنسانية غريزة حيوانية أو مافيوزية

أو أن تتحدّث بالرقميات لمن لايعرف القراءة والكتابة
ماأصعب التحدث بالخيال في واقع أخر
والثرثرة المفيدة في عالم من الخرافة،

في ليلة حالكة لابد قادمة، قد يعلو النور فوق كل شئ، ليدمّر كل العقول البائدة،
وفي زمن قادم قد يمحو التاريخ حكايا الكذب الكبير، ليحل محله التندر بالأثار البشرية،
هو زمن الحزن على البقايا في عصر يبحث عن مساواة لمن يستطيع أن يستوعب معنى الإنسان.

إتق ماشئت فلن تنفع التقوى
صلي مااستطعت فلن تنفع الصلاة اليوم أو غداً،
لإنها لم تنفع منذ مئات السنوات،

أبحث عن الإنسان في ذاتك لعلك تجد الصورة الحقيقة لهذا الشبح التائه في كل ماتقول وماتفعل وماتفكر أو تسمع.
إبحث عن الهروب في مكانك،
عن الفضاء اللامحدود في عقلك،
لعلك تكتشف مناخات تحررك من التلوث الهامد على صدر الجميع.

تحرر من النفاق فقد اصبح لغة يومية حتى للأخلاقيين
تحرر من الزيف والإرتجال وادعاء المعرفة
تحرر من الكذب الأبيض والأسود
تحرر من العقل التحتي المدمّر لكيانات لاتعرف إلا النوم في ملذة الإنحطاط

كنت إبن الأرض يوماً واصبحت أخر قطيع من عبيدها، في زمن ألغى العبودية،
كنت إبن الحرف، فاصبحت أبن الجهل ولو كان خطابك الأجمل والأنصع والبلاغي جدّاً

اهرب في الليل مرة،
احمل معك قنينة من الويسكي واشرب حتى الثمالة،
لعلك تستفيق على صحوة من نوع أخر.

قد تحتاج إلى جنون إو إلى تمرّد إلى ثورة على الذات وعلى السلاسل في عقلك قبل قلبك،
قد تحتاج إلى هجرة دماغية من فرط الثمل في الجهل والتخلف في كل شئ.

مسحوا من رأسك عقلك بسرطان ببغائي لاحدود لسمومه،
ومسحوا ملكة الإنسان في التفكير بإفكار مسبقة مثل زنزانات الموت الدائم
ادمنوك على حشيشة مؤبدة، وكذبة لاتغتفر،
فمسخت ذاتك وصورتك واصبحت مريض مثلهم...

لن ينفع الترقيع في أي فكرة
ولن ينفع البناء في إنسان رملي البناء
ولن تستفيد من أي تقدمة إنسانية،
لأنك لاتعرفها في مصدرها العقلي
ولا تستطيع أن تستنتجها من ارقامك أو اصفارك الذكرى

لن تعود إلى الحقيقة،
لأنها حكاية الشيطان أمامك،
وأنت كاره للشياطين ولو كانوا أبناء الارض الذين رضى الله عنهم اكثر منك.

اعذرني ياصديقي انت وغيرك،
اعذرني لانني حزين اكثر من مرضي ومرضك،
فقد حرمت نفسى كما حُرمت أنت من حق الحياة بسعادة،
وإن غادرت ارض الكأبة، أملاً
نعم حرمنا جميعاً حق التفاعل في الوجود ولذّة العيش البسط
حتى المعقد،

فما مازالت السموم تنتشي صباحاً ومساء
في كل زاوية تورق بالأمل،
لتقتل أية أمل بالأمل،
ومازالت الكذبة تكبر وتكبر
في إنتظار يوم القيامة الأرضية،
نهايتنا إنتحاراً،
بطلب أكثر من خطي من الجراحين الجدد،

اغتصب الزمن والتاريخ كل شئ
في ارض كانت في لحظة ما
تعرف معنى الحياة، والإنسان،
يقال للذكرى في أنها قد ابدعت في هذا الإنسان قيمه وحقه ووجوده،

قد تكون كانت،
لكنها لن تعود في زمن الطاعون وقبائل الجهل والتجهيل

كانت كذبة
واصبحت سرطاناّ أقوى من أي سرطان بيولوجي،
لاتغتفر لمن تسربت إلى عروقه فافقدته عقلة
وتبخّر تفكيره،
إلى إنسانيته فأعادته إلى بدائية هولاكية وبربرية
كنشوة الموت لاأكثر،

قد تحرقنا الشموع ياصديقي على شاطئ لم يولد بعد
أو في مغارة رطبة
أو في قارب بلا شراع،

قد يقتلنا الألم أو الحزن كل يوم
قد ينهكنا القهر لالعدم الحرية،
بل لحوار في عقول صدأت، وقلوب سوداء
ونفاق لاحدود لتوارثه،

قد نحرق انفسنا معتقدين إننا نضئ شيئاً،
وننسى أن اصالة الكيان مفقودة بنفاق منذ البداية،
هل بدأ الهرم المتأخر يصيب الكل في مرض النسيان
حتى للولادات الجديدة،

حكايتنا أكثر من ملحمة للموت والإنتحار البطئ،
حكايتنا قد تختفي من أخر حجر عمّره اجدادنا،
هذا إن كنا فعلا نذكرهم،

في بلادنا
قد يولد الإنسان وفي فمه شريط مسجّل يخطب بالعبر والخبر والرواية،
شريط لم يتعب منذ قرون،
قد يولد الإنسان مبتور التفكير،
لان عندنا جحافل ممن ارسلهم الله بالصدفة ليفكروا عنا،
ويحرسوننا ويحرسونه،
لاأدري إن كان الله بحاجة إلى حُرّاسٍ ارضيين،
أما نحن فكيف لا،
ألسنا قطيعاً اخر من بقايا التاريخ،
السنا بحاجة إلى حماية كل شئ في كهوفنا!!!
ألسنا أبناء الغابة البشرية التي يمنه خروجها من جلدها وبيئتها المؤبدة،
السنا .....!!!

كان البعض يدعوا المقهورين، بالمعذبين بالارض،
لكننا اصبحنا اليوم المبتورين من كل شئ

بقايا تاريخ رمادي متناثر هنا وهناك،
بقايا مما قد يتبقى مما اسمه بشر

هذه هي رسالتي ياصديقي في قبر الفكر المظلم،
إنها من أخوك الخائف من النور، كونهم قد يتهمونه بالجنون لو حكى،
لذا قد يفضل أن يبقى عاقلاً في قبر الاحياء الاموات في زمن الأخرين...



#فاضل_فضة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشهد السوري - أول التفكير
- المشهد السوري - المعارضة
- المشهد السوري - تحولات تاريخية عالمية وركود محلي
- المشهد السوري - المشاكل
- المشهد السوري - المقدمة
- تساؤلات سورية
- في هذا الزمن المتناثر
- حكايات واقعية من بلاد الأغتراب 2 فنزويلا
- أكبر من الحكاية
- بعض الخطاب السوري بين الإصرار والتكرار
- ماقبل الطامة الكبرى
- حكايات واقعية من بلاد الإغتراب
- بيننا وبينهم فروقات ليست طفيفة
- عندما يحاكم صدٌام حسين
- عندما يتناثر الرماد
- بين الحذاء والنعل العسكري
- ربيع الحوار السوري الذي لم يمت أنترنيتياً
- حكايات إفتراضية صغيرة
- مهاتير (محاضير) محمد في بيروت
- مصداقية


المزيد.....




- الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
- ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي ...
- حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل فضة - عندما تحرقنا الشموع