أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعاد الفضلي - في زمن ضاعت فيه المفاهيم !!















المزيد.....

في زمن ضاعت فيه المفاهيم !!


سعاد الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 3084 - 2010 / 8 / 4 - 10:30
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


في زمن ضاعت فيه المفاهيم !!

قبل كتابة هذا المقال لفت انتباهي كتاب يتكلم عن حال القراءة في الوطن العربي ومقارنتها بالعالم وهو كتاب صغير مئة صفحة يتناول كيف يستطيع الإنسان أن يجعل القراءة شي أساسي في حياته وما هو المعدل الطبيعي للقراءة في الدقيقة وكيف نتعلم القراءة السريعة في كتاب القراءة الذكية للدكتور ساجد العبدلي والانسان دائما بحاجة لما يشد الانتباه كي يكون هناك حافزا للقراءة ولكي نرى ما يسر الخاطر ويجذب الانتباه , على كتابنا شد انتباه القارئ لمواضيع ترضي غروره للاطلاع والقراءة ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو من يرضي غرور الكاتب ويشجعه على الاتيان بما يلبي طلبات القاري النهم فتكون هناك موازنة بين العرض والطلب في عالم التحديات اليوم في عالم تتسارع فيه كل الطاقات زاحفة فتسحق وتجرف كل ما في طريقها بلا استثناء إلا ما ندر فإذا أردنا أن نكون في منأى عن ذلك التيار يجب أن نبي سدودا تقنيه مدروسة تقينا شر هذا الزحف القاتل فكيف لنا أن نحمي تراثنا, حضارتنا, لغتنا الجميلة, من الاندثار مع مرور الزمن من وجهة نظري ولا تتعارض مع كل وجهات النظر بهذا الخصوص أقول :
المفروض أن تسعى كل الجهات الثقافية في جميع الدول العربية من أجل احتضان الإبداع والمبدعين في مسيرتهم من أجل تقديم الأفضل والأجمل والاسمى والأكمل مدعما بطاقات التحفيز والتكريم وفي إطار عملية التكريم لا بد من العمل في إطار توكيد معنى التكريم في حياة المبدعين أنفسهم وإعطائهم دافعا قويا لتفعيل جهدهم ودعمهم فعليا... وربما توجد هناك محاولات أولية بهذا الخصوص في بعض الدول العربية والتي تأخذ على عاتقها عملية التكريم في حدود والمفروض أن يصدرقرار في كل البلدان العربية وخصوصا تلك الدول والتي نصيبها من الثقافة في تكريم المبدعين محدود بسبب الظروف القاسية التي تمر بها وذلك بإقرار جائزة رسمية وطنية وبمستوى تكريم يتسع لآفاق أبعد وهذا ما تحاول أن تقوم به مؤسسة سومر للعلوم والآداب والفنون في العراق حيث تحاول برعاية أدبية معنوية من كل من البرلمان الثقافي العراقي في المهجر ورابطة الكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا أن تنهض بدور مناسب في إعلان قائمة من المكرمين على وفق تميز جهودهم وأهميتها لتكون خطوة دافعة أخرى في مجال التكريم والتفعيل والتنشيط من جهة وفي مجال تقويم الأعمال الإبداعية وتقديمها لجمهور التلقي والدراسة الأكاديمية والثقافية المتخصصة بطريقة مناسبة... ولكي توضع خطوات عملية فالمفروض اجراء دراسة شاملة يتم من خلالها حصر كل المبدعين وتقيم نتاجهم الفكري والأدبي لتأكيد استحقاقهم التكريم تقديرا لجهودهم المميزة في المجالات الثقافية والأدبية وفي مجال تفعيل أنشطة ثقافتهم بدلا من أن يشعر الكاتب بإنه لا ينال حظه من التكريم وليس هناك من يقيم كتاباته بتقديم الدروع التقديرية للكتاب والأدباء تقديرا لجهودهم في خدمة الثقافة العربية في وقت تواجه فيه ثقافتنا هجمة إستعمارية تهدف سلخها عن ماضيها وتراثها تكرم من خلالهم جميع الكتاب والأدباء العرب الذين يعملون دون كلل لصون ثقافتنا من الطمس والتذويب على أن تجعل من تكريم الكتاب والأدباء العرب نشاطا ثقافيا سنويا كل سنة يتم التعديل والتطوير نحو الرقي والتعديل المستمر وحتما ستكون هناك نتائج باهرة تساهم إلى حد ما في تشحيذ الهمم بدل أن تكون هناك خيبات أمل تلاحق الكتاب وتطارد هممهم فيصيب نشاطهم انكسارا وتصدع وألم ومرارة نتيجة مقارنة أوضاعهم ببعض الفئات التي تطفو على السطح فلم يعد بالامكان رؤية مكنونات البحر والجواهر الكامنة في القاع وتكون بحاجة إلى من ينتشلها من الأعماق .
تقول الكاتبه أحلام مستغانمي وصلتُ إلى بيروت في بداية التسعينات، في توقيت وصول شاب مطرب إلى النجوميّة العالميّة. أُغنية واحدة قذفت به إلى المجد• كانت أغنية "دي دي واه" شاغلة الناس ليلاً ونهاراً. على موسيقاها تُقام الأعراس، وتُقدَّم عروض الأزياء، وعلى إيقاعها ترقص بيروت ليلاً، وتذهب إلى مشاغلها صباحاً وتواصل الحديث قائلة في نفس المجال :


كنت قادمة لتوِّي من باريس، وفي حوزتي مخطوط "الجسد"، أربعمائة صفحة قضيت أربع سنوات في نحتها جملة جملة، محاوِلة ما استطعت تضمينها نصف قرن من التاريخ النضالي للجزائر، إنقاذاً لماضينا، ورغبة في تعريف العالم العربي إلى أمجادنا وأوجاعنا.لكنني ما كنت أُعلن عن هويتي إلاّ ويُجاملني أحدهم قائلاً: "آه.. أنتِ من بلاد الشاب المطرب !"، واجداً في هذا الرجل الذي يضع قرطاً في أذنه، ويظهر في التلفزيون الفرنسي برفقة كلبه، ولا جواب له عن أي سؤال سوى الضحك،. وفوراً يصبح السؤال، ما معنى عِبَارة "دي دي واه"؟ وعندما أعترف بعدم فهمي أنا أيضاً معناها، يتحسَّر سائلي على قَدَر الجزائر، التي بسبب الاستعمار لا تفهم اللغة العربية! وبعد أن أتعبني الجواب عن "فزّورة" (دي دي واه)، وقضيت زمناً طويلاً أعتذر للأصدقاء والغرباء عن جهلي وأُميتي، قررت ألاّ أفصح عن هويتي الجزائرية، كي أرتاح. لم يحزنّي أن مطرباً حقق مجداً ومكاسب، لا يحققها أي كاتب عربي نذر عمره للكلمات، بقدر ما أحزنني أنني جئت المشرق في الزمن الخطأ. ففي الخمسينات، كان الجزائري يُنسبُ إلى بلد الأمير عبد القادر، وفي الستينات إلى بلد أحمد بن بلّة وجميلة بو حيرد، وفي السبعينات إلى بلد هواري بومدين والمليون شهيد ... اليوم يُنسب العربي إلى مطربيه، وإلى الْمُغنِّي الذي يمثله في "ستار أكاديمي".
وقبل حرب إسرائيل الأخيرة على لبنان، كنت أتابع بقهر ذات مساء، تلك الرسائل الهابطة المحبطة التي تُبث على قنوات الغناء، عندما حضرني قول "ستالين" وهو ينادي، من خلال المذياع، الشعب الروسي للمقاومة، والنازيون على أبواب موسكو، صائحاً: "دافعوا عن وطن بوشكين وتولستوي". وقلت لنفسي مازحة، لو عاودت إسرائيل اليوم اجتياح لبنان أو غزو مصر، لَمَا وجدنا أمامنا من سبيل لتعبئة الشباب واستنفار مشاعرهم الوطنية، سوى بث نداءات ورسائل على الفضائيات الغنائية، أن دافعوا عن وطن مطربات هذه الأيام فلا أرى أسماء غير هذه لشحذ الهمم ولمّ الحشود.

اللهم افرغ علينا صبرا " تلك هي حقائق لا يمكن أن ينكرها أبسط الناس فأين نحن وزمن ضاعت فيه المفاهيم زمن إذا لم ننتبه لانفسنا فيه سوف ينسانا فليس هناك من يفتش عنا في ثنايا النسيان وزوايا الضمور عن ناس ضُيعوا وضيعوا دروبهم فهل يحق للآخرين البحث عمن دفن رأسه في الرمال أو ساهمت العواصف في تفريط كينونته وتفتيتها فضاعت مع الرياح . وهذا لا يعني عدم وجود طاقات بشرية هائلة في بلداننا كتاب تقف مذهولا أمام عظمة ما يقدموه من روائع لا تفيها الكلمات حقها رجالا ونساء ربما تم تكريم البعض منهم في حياته ومنهم من لم يكن التكريم نصيبه إلا بعد الممات وهذا ما يحرمه لذة المتعة لحصد ما جادت به أفكاره وما خط قلمه .
د.سعاد الفضلي
الكويت في 4/ 8/ 2010
[email protected]



#سعاد_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تُرسم الحريةْ؟؟؟
- صراع العراقين الموروث
- ما أجمل ان يبكي الانسان كي يودع حبيب وأن يضحك كي تستمر الحيا ...
- كيف تعد مذكرة تحضير الدروس ؟
- قيثارة الألوان تعزف على سكولوجية الانسان
- المكتبة الصفية
- كينونة الإنسان أوليس حصاد الماضي والحاضر والمستقبل ؟؟؟
- أزمة أخلاق
- نريد ( الدجاجة ) بعهدك تصير هي تلحق الواوي
- لا تندم على ما فات وشمر ساعدك يلَه
- مصاحبة الخلان
- الحاجة إلى تقليص التفاوت بين الطبقات
- كيف تحدد أحلامك
- ونحن أطفال كثيرا ما نحلم بالمستقبل
- طفل من العراق بلا انتماء
- أسباب هروب الفتيات في هذا العصر
- أحلام الطفولة
- دموعي وضوء القمر
- حفلات الطلاق هل هي ظاهرة أم علامة وبادرة لتغير قوانين الزواج ...
- وصف الحاح الذباب للجاحظ


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعاد الفضلي - في زمن ضاعت فيه المفاهيم !!