|
آقاى شهرستانى دست شما درد نكند !! *
زكي رضا
الحوار المتمدن-العدد: 3083 - 2010 / 8 / 3 - 16:27
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الثلاثاء 3/8/ 2010 آقاى شهرستانى دست شما درد نكند !! *
زكي رضا
الديموقراطية ليست أقراص طبية ، كي يتناولها مجتمع مريض بنقص الديموقراطية مثل مجتمعنا العراقي . ليكون ديموقراطيا خلال فترة زمنية يحددها الطبيب ( وهو هنا امريكا والمطبلين لديموقراطية قوى الاسلام السياسي من العلمانيين والليبراليين !! ) من اسبوع الى اسبوعين ، وبواقع قرصين بعد الاكل او قبله ثلاث مرات يوميا . بل الديموقراطية ممارسة وتربية وتدريب مثلما يقال ، ولانها ممارسة وتربية وتدريب ، فهذا يعني من انها لا تأتي جاهزة كمادة من مواد الاستهلاك اليومي للانسان . بل تأتي عبر بناء مؤسسات قادرة على القيام بالمهام المناطة بها ، كي تأخذ هذه الديموقراطية طريقها في ان تترسخ في العقل الجمعي لذلك الشعب ، او لتلك المجموعة البشرية (ومن هذه المؤسسات على سبيل المثال لا الحصر النقابات ومنظمات المجتمع المدني ) . ومن ثم تساهم في بناء مجتمع انساني ذو قيم ، ليس بالضرورة ان تكون مستلهمة من دين سماوي ، لان المجتمعات التي تدين بالولاء لقيم دينية سماوية هي ابعد ما تكون عن الديموقراطية ، وذلك لتقاطع الديموقراطية مع ما جاءت به هذه الاديان من مفاهيم ومباديء . لان الديموقراطية تعني حكم الشعب ، والاديان تعمل على ان يكون الحكم لله ، والفرق بين المفهومين او النظامين كبير وشاسع جدا .
ولو اردنا ان نشبه الديموقراطية هنا بلعبة كرة القدم على سبيل المثال ، فالى اين سنصل وماذا ستكون النتيجة النهائية للممارسة والتربية والتدريب ، لفريق معين بعد فترة اعداد مناسبة، دعونا نعتبر الاحزاب السياسية الفائزة في الانتخابات الاخيرة ، والعاجزة عن تشكيل الحكومة هنا فريقا كرويا ، ولنطبق عليهم المفاهيم التي ذكرناها . ولنفرض ان مدربا كرويا مشهورا ومتمكنا ، قد أخذ على عاتقه تدريب هذا الفريق ، والمدرب هنا بالتأكيد هو امريكا . ولنعتبر ان اعمار لاعبي الفريق هو عشر سنوات عندما دخلوا معسكر الاعداد والتدريب هذا ، فماذا ستكون النتيجة على فرض ان اولئك اللاعبين ، لم يمارسوا لعبة كرة القدم قبلها قط ، بعد سبع سنوات ؟ .
العلم والتجربة الرياضية تقول ، ان الاحزاب السياسية تلك سيشكلون فريقا كرويا رائعا ، بعد تلك السنوات السبع لاسباب عديدة . ففترة الاعداد طويلة ، والمدرب كفوء ، واللاعبين اصبحوا منسجمين فيما بينهم . ومصلحة الفريق ( الوطن ) هي هدفهم ، كي يثبتوا للمدرب ( المحتل ) ، والجماهير ( الشعب العراقي ) التي انتظرتهم لسبع سنوات ، من انهم جديرون في ان يمثلوا بلدهم في المحافل الدولية .
واليوم ونحن نعيش ازمة تشكيل الحكومة ، والخلاف الحاد بين الكتل السياسية ، التي دخلت معسكرا تدريبيا لتعلم مباديء الديموقراطية ، منذ سبع سنوات ولليوم . نستطيع ان نرى بل ونلمس لمس اليد ، من ان هذه الكتل لم تتعلم ركل الكرة بعد ، ولكنها تعلمت بدلا عنه كيفية ركل الجماهير ، ولم تتعلم مراوغة خصومها بعد ، بل تعلمت وبحِرَفية عالية مراوغة ابناء شعبها والضحك عليهم ، ولم تتعلم سرقة الاضواء في المحافل الاقليمية والدولية بعد ، بل تعلمت سرقة ثروات الوطن .
ولم يتعلم ساسة العراق الجدد الذين جاءت بهم الديموقراطية !! لليوم ، وبعد مرور سبع سنوات على بدء تجربتهم ، من ان النقابات هي ركن مهم جدا من اركان الديموقراطية . واذا لا يريدون تصديق ذلك فليسألوا راعي العملية السياسية في العراق ، أي الولايات المتحدة الامريكية . اما ان يسألوا نظام الملالي في قم ، ويرسلوا شرطتهم لمهاجمة مقار النقابات ومصادرة محتوياتها ، مثل ما فعلت شرطة الكهرباء التابعة لآقاى شهرستانى بالوكالة في مدينة الناصرية ، اثناء مهاجمتها لمكاتب نقابة الكهرباء في المدينة . فانها ليست من الديموقراطية بشيء ، ولا من القانون بشيء ، خصوصا وان السيد نوري المالكي رئيس الوزراء المنتهية ولايته ، ورئيس دولة القانون وحامي الديموقراطية يرى وكأن الامر لا يعنيه ، لان الغزل مع رفاقه في البيت الشيعي لم ينتهي بعد . ويبدو ان اولياء امر آقاى شهرستانى قد ابرقوا له من قم ب :
آقاى شهرستاني دست شما درد نكند
* جملة مديح فارسية وتعني (السيد شهرستاني سلمت يداك) .
الدنمارك 3 /8 /2010
#زكي_رضا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أسئلة حول مقالة من الاصلح للدكتور عبد الخالق حسين
-
أفي طائفية المالكي شك ؟
-
هل ستكون الطائفية جسرا لتقسيم العراق أو أضعافه وعلى عاتق من
...
-
هل ستكون الطائفية جسرا لتقسيم العراق أو أضعافه ، وعلى عاتق م
...
-
هذوله احنا
-
البعثيون والصداميون .. نكسانه مو نكسانه
-
متى اجتث الشيوعيون حزبا يا حسن العلوي ؟
-
السيد بهاء الاعرجي أصبت ورب الكعبة
-
تصريحات المفوضية العليا (المستقلة) للأنتخابات منحازة
-
البعثيون بين الانتشار والتبخر
-
قتلة الامام الحسين (ع) بالامس هم انفسهم قتلة العراق اليوم
-
قليلا من الكرامة قليلا من الحياء يا دعاة المحاصصة
-
لبيك اللهم لبيك .. سرقنا العراق وجئنا اليك
-
دردشة مع السيد رئيس الوزراء
-
قراءة في قانون برلمان المحافظات العراقية
-
ما اشبه اليوم بالبارحة يا ملا عبود
-
قيامة بغداد وسياسة صنع الغباء
-
القائمة المغلقة والكيس بدينار
-
أشعر بالفخر .. اشعر بالزهو ..لانني شيوعي
-
الى السيدة ميسون الدملوجي .. يا ليتنا لو كنت كردية فيلية
المزيد.....
-
عشرات المستوطنين المحتلين يقتحمون المسجد الأقصى
-
القائد العام لقوات حرس الثورة الإسلامية اللواء حسين سلامي: ا
...
-
قناة الأطفال المفضلة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة 2024 الجد
...
-
المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مباني يستخدمها جنود الاحت
...
-
ايران تطلق سراح سجين نمساوي انطلاقا من الرأفة الاسلامية
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن قصف هدف في غور الأردن بفلس
...
-
“خلي أطفالك يبسطوا” اضبط الآن تردد قناة طيور الجنة 2024 الجد
...
-
مصر.. الإفتاء تحسم جدل قراءة القرآن بالآلات الموسيقية والترن
...
-
المقاومة الإسلامية في لبنان تقصف موقع بياض بليدا بالمدفعية
-
المقاومة الإسلامية في لبنان تقصف ثكنة راموت نفتالي بصواريخ ا
...
المزيد.....
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
المزيد.....
|