|
المهدي المنتظر .. حقيقة ام خرافة
صباح ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3083 - 2010 / 8 / 3 - 00:50
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
خلق الله للانسان عقلا في منتهى التعقيد وبأسمى صورة ليفكر به ويستعمله للتحليل والاستنتاج ورسم صورة المستقبل ، يسمح للانسان للتفكير بماضيه وحاضره ومستقبله ، يستنبط الحلول من المعطيات والفرضيات التي بين يديه ، ليستدل به عما سيكون بما هو ضمن المنطق والمعقول . ولكن الملاحظ في التاريخ الاسلامي وتراثه وفلسفة الدين ان شيوخ المسلمين والسلفيين لايعطون العقل مكانا مهما للتفكير والاستنباط ، واستخدام العقل عندهم امر لاقيمة له تجاه النقل المتوارث عن السلف ـ فما ذكره الرسول او اهل بيته او الصحابه او مفسروا القرأن امر لا يقبل النقاش ولا يُرد ولا يُنقض حتى لو كان خطأ او لايقبله عقل ولا منطق، ولا يتماشى مع علوم العصر الحديث ولايجد تأييدا او سندا علميا له .
لقد تداول التقليد الاسلامي خرافة لايقبل بها عقل ولامنطق ولايؤيدها تاريخ ولا دليل علمي ، وتنكرها بعض الطوائف الاسلامية بينما يتبعها وبقوة طائفة اخرى الا وهي حادثة اختفاء الامام المهدي واشاعة عودته وظهوره بعد مئات السنين ، وانه سيؤلف جيشا منة عشرى الاف مقاتل ، وسيقاتل جيش اليهود ويقتل المسيخ الدجال ويصلي بالمسجد الاقصى إماما وينزل المسيح عيسى بن مريم ليصلي خلفه ، ثم ينشر العدل ثناء حكمه ويقضي على الظلم والجور والفساد . اي انسان يموت ويختفي عن الوجود ، ثم يعود الى الوجود بعد مئات او الاف السنين ؟ ليقود البشرية وينشأ جيشا ويقاتل وينتصر ؟ اي عقل يصدق هذا القول ؟ لم يقل لنا شيوخ المسلمين الذين يوهمون الناس ليل نهار بهذه الخرافة ، كيف سيأتي وبأي وسيلة نقل سيركب ومن اين يأتي واين كان خلال فترة اختفاءه .وكيف سيظهر وبأي شكل .
الخامنئي ادعي انه نائب المهدي المنتظر، وانه سيظهر بعد ستة اشهر في ايران ، ولم يقل لنا هل يجيد المهدي اللغة الفارسية ام سيتكلم باللغة العربية معه . والتراث الاسلامي يقول انه سيظهر في الكعبة وفي المدينة المنورة ، ثم ينتقل الى الشام ليقود الجيوش ويحارب اليهود . ولاندري هل سيحارب بالسيف والرمح وسيركب الخيل ام سيقاتل بالصواريخ والقاذفات والطائرات ام باستخدام العقل والنصيحة والسياسة . يقول التراث الاسلامي ان هناك من يمهد قبل ظهور المهدي ، وها ان شيوخ الدين الشيعة في ايران والعراق وغيره يهيئون الاذهان لوصوله حيث تم تشكيل جيش المهدي في العراق لاستقبال القائد المظفربعد ان ارتكبوا افضع جرائم القتل والخطف والتعذيب ، وان مقتدى الصدر نائبة في العراق قد اعد العدة لاستقباله وانتظار عودته الميمونه بعد غياب لمئات السنين ولانعلم اين كان يقضيها وكيف . ان المهدي المنتظر او صاحب الزمان او المخلص المنقذ، سيحكم العالم اجمع وليس دولة او منطقة معينة من قارة . ونقلا عن شذى احمد في مقالها "سأنتظر المهدي" تقول : " يقول الإمام الباقر....إذا قام قائمناـ الإمام المهدي ـ وضع الله يده على رؤوس العباد، فيجمع بها عقولهم، وتكتمل به أحلامهم " وتقول ايضا : " إن الحكومة العالمية للإمام المهدي لا تتحقق بالحروب والنيران والتدمير الشامل للأعداء، وإنما تتحقق برغبة الناس إليها، وتأييدهم لها، لتكامل عقولهم ومعرفتهم " .
ونحن نقول : ان كان تكامل العقول والمعرفة ورغبة الناس تقود الى احلال السلام وبسط العدل والحق بين الناس، فما حاجة المهدي بالجيوش المقاتلة لاعادة الحق الى اهله وازالة الظلم ، ولماذا يقاتل اليهود وجيش المسيخ الدجال ، الا يكفي وضع يده على الرؤوس لاعادة عقول الناس الى الهدى والحق . وهل سيكفيه عشرة الاف مقاتل ليحكم العالم في الكرة الارضية كلها ليبسط العدل ويقضي على ظلم الحكام الجائرين في المشرق والمغرب ؟
ورد في التراث الاسلامي ، " ان جسم الإمام المهدي يشرق كما تشرق الشمس. ولا غرابة في ذلك. فإن الإمام إذا ظهر يشرق إلى الدنيا كما تشرق الشمس نهاراً، وكما يشرق القمر ليلاً " . لن اعلق على هذا القول بل اتركه للقارئ الكريم . ان الكثير من المسلمين البسطاء مخدوعون بهذه الخرافة ويتداولون قصتها دون تفكير او تمحيص عن مدى صحتها او عقلانيتها . انهم يقبلون الموضوع على علاته دون تدقيق او استخدام العقل والمنطق لتحليل مجئ رجل دخل سرداب في سامراء واختفى فيه منذ مئات السنين ، ليظهر في الكعبة في السعودية ، تُرى كيف سيعود وبأي سلطان سيبسط العدل ؟. انها قصة تعطي الهالة الالهية للأمام المفقود، الميت الحي ، كي تتوافق مع ايمان المسيحيين بعودة السيد المسيح في آخر الزمن بعد ارتداد الناس عن الايمان كما يقول الانجيل . وتتوافق مع ايمان اليهود بظهور مسيحهم المنتظر وكل منهم سيكون هو المخلص والمنقذ للبشرية .فهل يُستثنى الاسلام من هذه المعجزة ؟ لقد ادعى عدد من الدجالين في عدد من الدول ان كل منهم هو المهدي المنتظر، وموقع يو تيوب يزخر بأفلامهم ، والنتيجة كانت ، ان سلطات الامن في هذه الدول هي من كانت في استقبالهم بالهراوت والضرب المبرح وايداعهم السجون تحت التعذيب لادعائهم الكاذب . ونحن نقول لو ظهر المهدي المنتظر الحقيقي كانسان مثلنا ، ويخطب بين الناس انه هو الامام المهدي المنتظر حفيد الرسول ، وانه جاء ليشكل حكومة العدل ويحارب الظلم والجور، ويطيح بالحكام الظالمين، وسيطلب متطوعين في جيشه، فهل ستتركه قوات الأمن سالما ليكمل رسالته، ام سيلقى حتفه قبل ان يبدأ رسالته ؟
#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا تريد القاعدة من العراقيين
-
شيوخ المسلمين وكأس العالم لكرة القدم
-
من ذكريات الماضي .... مع كتائب الشباب
-
مسببات السرطان والوقاية منه
-
نظرة شيوخ المسلمين لبقية الاديان
-
الجزء الاول من ذكريات الماضي .... الهروب من بغداد
-
من ذكريات الماضي .... الهروب من بغداد
-
من ذكريات الماضي .... ايفادي الى ارض الموت
-
من ذكريات الماضي ..... مقتل نوري السعيد
-
من ذكريات الماضي ..... في قاطع الجيش الشعبي
-
من ذكريات الماضي ... في البصرة
-
الخلايا الجذعية
-
ايران هي التي تشكل الحكومة العراقية
-
الاخطاء النحوية في القرآن
-
غرورالعقل البدوي السلفي
-
هل يسكن روح الله في السماء فقط ؟
-
الحالة النفسية وأثرها على صحة الانسان
-
من يقتل ويضطهد مسيحيي العراق
-
حروب الردة في الاسلام
-
الكيل بمكيالين ... مروة الشربيني ومذبحة نجع حمادي
المزيد.....
-
بالودان يواصل استفزاز المسلمين ويحرق نسخة أخرى من المصحف أما
...
-
-ليس المسلمون فقط-.. نجيب ساويرس يثير تفاعلا عن رفضه مخططات
...
-
الإفتاء بين الإرشاد الديني والتوظيف السياسي
-
صحيفة إسرائيلية: ممثل يهودي يشبه أفعال إسرائيل بجرائم النازي
...
-
“الأرنب والثعلب”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 Toyor
...
-
“فرحي أولادك طوال 24 ساعة” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة
...
-
بزشكيان: منظمة التعاون الاقتصادي تساهم في تعزيز التنسيق بين
...
-
قائد الثورة الاسلامية يوافق على عفو و تخفيف عقوبة اكثر من 3
...
-
قائد الثورة الاسلامية يوافق على عفو وتخفيف عقوبة أكثر من 3 آ
...
-
الإخوان في سوريا.. بين محاولات التسلل وحتمية الإقصاء
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|