أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - ماقاله الراوي في حكايات الواوي














المزيد.....

ماقاله الراوي في حكايات الواوي


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3081 - 2010 / 8 / 1 - 10:29
المحور: كتابات ساخرة
    


منذ اكثر من 20 سنة تعرفت على صديقي الاغر "ابو الطيب" والتي ترافقت مع انتهاءه من اعداد كتابه الاول الموسوم "طيطي".
كانت ليلة ليلاء تلك التي ازف الينا خبر اكماله لهذا الكتاب الذي ادعى انه سيحدث ضجة واي ضجة في العالم العربي على المستويين الثقافي والاجتماعي.
في تلك الليلة أخذ ابو الطيب يحدثنا عن معاناته التي استغرقت سنة قمرية ونصف في تأليف هذا الكتاب والسخرية المرة التي تعرض لها من قبل مدير النشر في وزارة الاعلام حين اراد استحصال الموافقة على طبعه وكيف ان هذا المدير رفض الموافقة جملة وتفصيلا حالما قرأ عنوان الكتاب فقط.
حاول ابو الطيب – كما قال – ان يقنع مسوؤلي الثقافة باجازة كتابه وكان يعيد عليهم ماكان يقوله لاصدقائه من ان عنوان الكتاب "طيطي" يعني باللغة العربية – القريشية منها على وجه الاخص – بخ بخ وهي تدخل ايضا في ادبيات تيارات الرفض التي انتشرت آنذاك.
لم يجد ابو الطيب من يسمعه، حتى في تلك الليلة التي قص علينا فيها مكابدته في تاليف هذا الكتاب الملعون كما يسميه. ولم تمض اكثر من سنة حتى زف الينا خبر تاليف كتابه الثاني " ماقاله الراوي في حكايات الواوي"، وكما حدث في السابق لم يستمع اليه احد رغم محاولته ان يرشينا بجلسة عصماء تحت ساقي تمثال السياب عند احضان شط العرب.
وحين رزق باول ولد من زوجته الاولى سارع الى اطلاق اسم "كاظم" عليه تعبيرا عن كتمه الغيض وكظمه خلال سنوات تأليف كتابيه الآنفي الذكر.
وحدث بعد ذلك مالم يكن بالحسبان ، ففي بداية السبعينات من القرن الماضي حصلت تغيرات كثيرة في الساحة العربية وبرزت الى الوجود اسماء احزاب ذات طابع يساري واخرى يميني واخرى وسطية معتدلة ورابع اطلق على نفسه "الشمام" وهو من الاحزاب التي بقي اسمها في الذاكرة لغرابته. في تلك الفترة تحمس ابو الطيب مجددا لتقديم كتابه الثاني الى الجهات المختصة للموافقة عليه ولكنه جوبه برفض عنيف وسخرية مرة جعلته يعيش شهورا طويلة بعيدا عن الناس مستغرقا في اعادة قراءة كتب المعتزلة. ولكنه وبعد الحاح طويل من اصدقائه المقربين سرّب اليهم هذه المخطوطة على ان تعاد اليه بعد قراءتها بالسرعة الممكنة.
اشاد العديد من قراء هذه المخطوطة بالجهد الذي بذله ابو الطيب في سبر غور التاريخ العربي وجمع اسماء الاحزاب التي توالت وظهرت في الساحة العربية والاسلامية منذ اجتماع سقيفة بني ساعدة وحتى منتصف الثمانينات من القرن الماضي.
وقد ورد في الفصل السابع من كتابه فهرست – بالمناسبة هذه الكلمة ايرانية المنشأ – باسماء الاحزاب الدينية التي تنتمي لطائفة واحدة شارحا اهداف كل حزب وكتلة على حدة. فهو يذكر مثلا ان:
حزب الدعوة وهو من الاحزاب الاسلامية واسعة الانتشار يحتل مكانة مرموقة بين عامة الناس واستمد شهرته من كونه يشيد بولايات الهلال الخصيب ويركز في كل ادبياته السرية على احترام "التخصيب" اي التوالد والاخصاب السريع. ومن هنا – كما يقول الكاتب – نشأت من بطنه احزاب لاتعد ولا تحصى فهناك:
حزب فضيلة الذي يهدف الى نشر المثل العليا بين الناس شرط ان يستلم رئاسة وزارتين على الاقل.
حزب التيارات المترادفة والذي يسعى الى نشر الكلمة الطيبة التي طال انتظار الناس لها.
حزب الاقمار والبدور وهو كما معروف من اسمه يحترم الشعراء والرومانسيين ويمجد قصص الف ليلة وليلة واشعار قيس بن الملوح وجميل بثينة وعنترالعبسي – ورد اسم عنترفي لفصل المذكور بدون التاء لانهم وجدوا انها تاء التانيث الساكنة وعنتر من اشداء القوم وفارسهم ولا يمكن ان تمتد الى اسمه اي اداة من ادوات التأنيث لانها "عورة".
حزب الائتلاف وهو حزب ذو اقلية واضحة ولهذا فهو يسعى الى الاندماج او الانخراط تحت جبة اي حزب مهما تكن سيرته الذاتية.
حزب الحوزة الرقمية وهو الحزب الذي يضم اعضاء متخصصين في اعداد ورسم سياسة الحزب على اسس رقمية متطورة – الرقمية تعني ديجتال كما يقول ابو الطيب –
حزب المتأنقين وهو حزب مجموعة من الاثرياء يعتنون بمظهرهم الشخصي اثناء تقدمهم للمسيرات العامة حيث تهتف جموع القوم من خلفهم "سيروا ونحن من ورائكم".
ويشير ابو الطيب الى نكسة بعض الاحزاب حين عفا عليها الدهر فانشطرت الى تيارات وكتل ومنظمات. فهناك مثلا التيار الصدري والتيار الخلفي والتيار الامامي اضافة الى بروز كتل مثل كتلة" الخالق الناطق" وكتلة احرار اليوم ،كتلة تجمع القوى الكتلية، كتلة التجمع السافر، كتلة "النظافة من الايمان"، كتلة الولوج الديمقراطي، واخيرا كتلة " الغيب من علم رئيس الكتلة".
وحتى هذه الكتل كما يقول ابو الطيب انشطرت الى منظمات بعد ان لاح لها في الافق طريق الثراء السريع، فهناك منظمة قمر الكبرى واخرى تحمل اسم منظمة الكفاح من اجل اطفال الروضة اضافة الى منظمات اخرى صغيرة لامجال لذكرها الان.
وفي الفصل العاشر يقول الكاتب ان هذه المنظمات انشطرت هي الاخرى الى فيالق وابرزها فيلق الفدية الذي شاعت شهرته في تطبيقاته العملية في الديمقراطية والحوار المباشر خصوصا بين الفيلق والمخطوف اذ يسمح لذوي المخطوف بغض النظر عن سنه من مقايضة قيمة الفدية المطلوبة لاطلاق سراحه ويستثنى من ذلك رجال الاعلام وحملة الجنسيات الاجنبية.
ويختتم ابو الطيب كتابه بالقول " ان التعددية في الساحة الحزبية تشير بوضوح كامل الى الحالة الصحية التي يتمتع بها الوضع السياسي الراهن"، ورغم ان هذا القول قد مضى عليه اكثر من 20 سنة الا ان دليل العافية لهذه الاحزاب والكتل والطوائف والمنظمات والفيالق مايزال ساري المفعول حتى كتابة هذه السطور.
ابو الطيب ينتظر الان احد اصحاب دور النشر – الشرفاء- حصرا لطبع مخطوطتيه بعد تنقيحها لتلائم الوضع الراهن.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احمد نجادي.. اني مباه بكم الامم يوم لقيامة
- جانت عايزه
- ياعراق .. انت ناشز
- معونة شتاء مستعجلة لاعضاء البرلمان الجديد
- كاتب عمود -خرنكعي-
- آه يابلد العتمة
- هذا الرجل حامل
- آخر العنقود ، مهدي المنتظر يصلح الطائرات جوا
- انتم اذكى مني ، فسروها رجاء
- اموت على رقم سبعة
- عزبة نوري المالكي
- مناقشة تفشي الداء في دار الافتاء
- لاريجاني يزور محافظة العراق
- للله يامحسنين
- جدة، مدينة الفضائح
- اللهم اشهد اني احب الامام موسى الكاظم
- لسنا كرة قدم بارجلكم ياحكام العراق
- صدقوني،لقد رأيت وسمعت الله
- عجيب امور غريب قضية
- ماهكذا ياشيخنا الجليل؟؟؟


المزيد.....




- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - ماقاله الراوي في حكايات الواوي