أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جريدة تشرين - حوارات لقرن جديد حول المرأة والدين والأخلاق















المزيد.....

حوارات لقرن جديد حول المرأة والدين والأخلاق


جريدة تشرين

الحوار المتمدن-العدد: 935 - 2004 / 8 / 24 - 10:51
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


صدر عن دار الفكر في دمشق، ودار الفكر المعاصر في بيروت ضمن سلسلة حوارات لقرن جديد كتاب ((المرأة والدين والأخلاق)) وهو حوارية بين الدكتورة نوال السعداوي والدكتورة هبة رءوف عزت، تتناول السعداوي في بحثها قضية المرأة في علاقتها بقضايا المجتمع الأخرى وتكشف بحسب علم التاريخ عن الأسباب السياسية والاجتماعية التي أدت إلى عزل النساء عن الحياة العامة وأدراجهن ضمن الأشياء التي يمتلكها الرجل صاحب السلطة..

كما تكشف بحسب علم السياسة أن تحرر العبيد والنساء رهن الوعي الصحيح والتنظيم السياسي القوي السليم.

وفي سياق البحث المذكور تدرس الكاتبة ارتباط الظلم الواقع على المرأة بالمفهوم الشامل لاستقلال الشعوب المستضعفة من خلال القوة التي يمتلكها اليوم الفكر الليبرالي الرأسمالي الأمريكي، حيث يتربع الفرد أو قلة من الأفراد على عرش السلطة وينهبون جهد الملايين.

وبرؤية عامة فإن الدكتورة السعداوي تقرأ الحاضر في ضوء الماضي مشيرة إلى السلبيات والإيجابيات في واقع المرأة من خلال المسيرة الإنسانية.

الدكتورة هبة عزت تتناول بدورها قضية المرأة من خلال منظومة الفكر الغربية الحديثة وترى أنها تشكل خطراً على المجتمعات من خلال فقدان المنظومة الأخلاقية المتمثلة في الدين، وسيطرة المادة وانعكاس الأثر الذي نتركه آلة السوق الرأسمالية والتكنولوجيا على الإنسان وظروفه، أو تواصله مع الأفراد النفعيين حيث يحل الاغتراب والنرجسة.. وكذلك تحذر من الدعوة إلى تمركز المرأة حول ذاتها وما ينشأ عن هذا من تفكك أسري وأخلاقي.. وتحذر من الاقتداء بالنموذج

وفي ختام بحثها تقول بالرؤية الإسلامية والتشريع الإسلامي الذي ينظم علاقة الرجل والمرأة، وكذلك الأسرة والمجتمع في إطار مجموعة من القيم الإنسانية التي تحقق التكافل والتضامن.

إزالة الفواصل بين العام والخاص

الدكتورة نوال السعداوي من أهم الأصوات الثقافية التي ارتفعت في السبعينيات مدافعة عن حقوق المرأة، وهي الطبيبة والباحثة والأدبية، فكان لصوتها تميزه في الأوساط العربية، وقد اعتمدت في تقديم بحثها في كتاب ((المرأة والدين والأخلاق)) على المنهج التاريخي العلمي من خلال رؤية تنويرية، واستندت إلى أبحاث علم النفس والجنس وغيرها، ومؤدي البحث أنها تطالب بالمساواة الكاملة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات وهي ترى أن النساء لايمكن أن ينلن الحرية والمساواة في مجتمع لا يحقق الحرية والمساواة لجميع فئاته، ولهذا لايمكن فصل قضية تحرير المرأة عن تحرير الفئات المظلومة الأخرى.

أما الخطوة الأولى لعلاج المشكلة كما تراها الباحثة ((السعداوي))، فتكون في الكشف عن أسبابها في تاريخ الفرد والجماعة وإدراك الترابط بين الأمراض الجسدية والنفسية والاجتماعية.

وكذلك الأمر بالنسبة للسياسة والاقتصاد وعلاقة ذلك كله بالموروث المقدس الذي يتغلغل إلى أعماق العقل والجسد والروح فيفصل بينها ويمزق الإنسان المتكامل والكيان الواحد إلى ثلاثة أجزاء متنافرة، متصارعة.

كما ترى الدكتورة السعداوي في غياب الديمقراطية والحرية الحقيقية في الحياة السياسية أهم العقبات أمام الباحثين في مجالات العلم والمعرفة.. ولكنها تدلل من خلال بحثها على الانعتاق البطيء من العبودية بسبب الصراعات التي تشير إليها الدراسات التاريخية وقد شارك فيها الرجال والنساء ضد الظلم والاستعباد.. غير أن السلطة الأبوية الطبقية شكلت هزيمة للمساواة بين البشر لتسود القيم على أساس الجنس والطبقة والعرق والدين.

الأخلاق والفضيلة

فيما يتعلق بالأخلاق ترى أن يملك الإنسان أساساً، جسده وعقله، وتكون له الحرية دون وصاية، فالفضيلة لاتكون إلا بالحرية والاختيار (المسؤولية)، وأما الفضيلة التي تفرض بالقوة والإجبار والوصاية فهي ليست فضيلة وإنما مجرد خضوع للقهر، وتركز الباحثة على أن حرية الإنسان هي جوهر الدين الصحيح وتستعين ببعض آياته التي تؤكد مبدأ الحرية والمساواة {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها}، وأحاديث عن الرسول r: ((النساء شقائق الرجال)) و((الناس سواسية كأسنان المشط))، فهي تقول: إن الإسلام يقر مبدأ الاجتهاد، وهو تنزيل النص على الواقع.

والأخلاق الحقيقية ترتبط بقضية العدل، وعدم ازدواجية المقاييس، وتشمل سلوك الجميع ومسؤولياتهم ((جوهر الأخلاق والشرف يتعلق بفعل المرأة والرجل وقدرتهما على الدفاع عن العدل والحرية والصدق)).

ومن الظلم الواقع على المرأة تتبع المشكلة الأكبر التي تجدها الباحثة في النهب الاستعماري، وتقول: إن الكرامة تتبع من القدرة على الإنفاق واطعام النفس بالنسبة للمرأة، وينطبق ذلك على الدولة مثل الفرد.

ومن خلال الربط المحكم بين المرأة المظلومة وواقع الشعوب المنهوبة تأتي على ذكر الثقافة ودور المفكرين وترى في عملهم - ليس مجرد مهنة أو منصب أو عمل مقابل أجر.. وإما رؤية ماملة ومسؤولية تجاه الشعب ومصالحه.. ولذلك فهي تتساءل: لماذا لا تشمل حقوق الإنسان حقوق النساء العربيات محلياً وحق الشعب الفلسطيني دولياً؟.. تقول: إن مقتل جندي أمريكي أو آخر إسرائيلي يقيم الدنيا ولا يقعدها، في حين نشاهد مقتل آلاف الفلسطينيين يمر دون شيء يذكر.

الفكر الغربي والإغراق في المادة

الدكتورة ((هبة عزت)) ترى بدورها أن العلمانية ابتدأت بنزع القداسة حيث تم إخراج المطلق من المنظومة المعرفية، وكانت العقلانية المادية التي عملت على إرجاع مصادر الذات إلى الإنسان فأثمرت النسبية الأخلاقية التي لا تحمد عقباها وهذا ما يراه العديد من مفكري الغرب (باومان) الذي رأى أن الاستنارة قتلت الإنسان وخلقت مسافة اجتماعية بين الأفراد هذه المسافة سمحت بالقسوة وأثمرت الحروب العالمية والإبادة والتطهير العرقي.

هذا وقد استعانت الباحثة ((هبة عزت)) بأفكار (الينرداير ماكنتاير وستيفن كارتر)) وغيرهم من الذين توجهوا بالانتقاد إلى المادية الغربية والتكنولوجيا الحديثة وقالوا بلازمة الأخلاقية والديمقراطية في غياب الدين وإن التركيز على ((الكمي والبراني)) كان على حساب المرجعية الإنسانية الدينية التي تركز على (الكيفي. والجواني) والباحثة عزت تشاركه الرأي وترى أن قضية المرأة والأخلاق والدين لا تنفصل علن الرؤية السابقة ومع تبلور مفهوم ((تحرير المرأة)) وتطوره مع الحداثة وما بعد الحداثة تقول - مع ظهور مصطلح ((الأنثوية)) تأكدت فكرة الصراع بشكل متطرف ومع تغلغل المرجعية المادية وتراجع المرجعية الإنسانية تبين أن حركة التمركز حول الأنثى أدت إلى محاولة صراع كوني أزلي مع الرجل المتمركز حول ذاته التفكيك وما بعد الحداثة.

ترى الباحثة إن المرحلة التي وصلت إليها قضية المرأة تعني تفكيكاً تدريجياً لمقولة المرأة تاريخياً ((الحقوق الاجتماعية والإنسانية وتشير إلى حركة تدور حول فكرة الهوية والذات والجسد وهذا - بحسب الكاتبة - يؤدي إلى نسف السقف الأخلاقي المتزامن مع انهيار الأسرة وبداية إرهاصات العولمة. تعتمد الباحثة هنا على أبحاث الكاتبة (جبرمين جرير) التي أوردتها في كتابها ((المرأة الكاملة)) فالأخلاق في السياق الحداثي وما بعده وما نتج عنه من مشكلات (جاءت الباحثة على ذكرها في البحث) ترى أنها تستدعي الحاجة لنسف أخلاقي مع استكمال مشروع الخريطة الجينية للإنسان وعلى هذا تؤسس الباحثة للقول: إن الإسلام يمثل أساساً عادلاً لنسق قيمي وأخلاقي يحترم المرأة ويرسم معالم العلاقات التي تنظم علاقة الرجل والمرأة والأسرة والمجتمع في إطار مجموعة من القيم الإنسانية.

بعد ذلك تأتي الباحثة على تقديم شروحات تتعلق ((بالقوامة)) التي تعني العدل وأساسها الشورى منهج التعامل في الإسلام بدءاً من الأسرة بعيداً عن السلطة الأبوية القمعية.. فالرؤية الإسلامية تحكم بالشريعة وتؤمن بوجوب ترتيب للإدارة السياسية.

رأي

هذا الكتاب يناقش موضوعاً طالما أثار الجدل في الأوساط الفكرية العربية وهو ((المرأة والدين والأخلاق)) ويبحث في مشكلة المرأة وجذورها التاريخية وعوامل استمرارها والسعي لتحرير المرأة من الاستغلال والاضطهاد من خلال إيجاد الحلول للمشكلات التي تقف عائقاً في سبيل ذلك - بحسب رأي - الكاتبة والباحثة نوال السعداوي في حين تدعو الكاتبة هبة عزت إلى العودة إلى قيم الدين الإسلامي والاستفادة (عن طريق العظة) من تجارب الغرب وما آلت إليه حال المرأة، أو ما ستؤول إليه من الصراع المستمر والمصائب التي أفرزتها حركة تحرر المرأة في الغرب من تفكك الأسر، وجنوح الأحداث والمخدرات.. وغير ذلك مما جاء في الكتاب - والحوار يتضمن واقعاً وآفاقاً.. ونحن بأمس الحاجة إلى معرفة الواقع للنهوض به واستشراف الآفاق.. وحسبنا القول: إن البون الشاسع بين النظرية والتطبيق هو مشكلتنا، فكيف لنا أن نمد الجسور من أجل العبور إلى مستقبل أفضل؟

إنها الحياة بحلاوتها ومرارتها تنعكس في الفكر كما في الواقع وعلى عاتقنا جميعاً تقع المهام والمسؤوليات في الجمع والتوفيق من أجل غد مشرق.



#جريدة_تشرين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جريدة تشرين - حوارات لقرن جديد حول المرأة والدين والأخلاق