|
العائلة المقدسة الرقيّم الثاني
حازم كمال الدين
مسرحي، روائي، مترجم، صحافي
(Hazim Kamaledin)
الحوار المتمدن-العدد: 935 - 2004 / 8 / 24 - 08:57
المحور:
الادب والفن
أرض الروم لوح حادي عشر طفل معجزة
بعد أربعة وعشرين عاما قضاها عزيز الغضبان في أرض الروم لم يتقدم في العمر. بقي صبيا عمره أحد عشر عاما رغم أن عمره الحقيقي قد بلغ الثالثة والثلاثين. ومع ذلك عمل وبمساعدة الشريفة العزيزة على بناء قبيلة أيديولوجية محترفة. وصار مختص بالعمل السري ضد الفارس الأبدي عن بعد. ولكن أسئلة عديدة ظلّت تؤرق مضجعه: ـ هل عليّ أن أقضي حياتي غاطسا في العمل السري بعيدا عن أرضي وبسبب موهبة سخيفة؟ في أرض كنعان كوّن المردة معسكر تدريب في واحة بعيدة، على أثر قيادة الطفل المعجزة لحملة نقدية شرسة على المردة. والطفل المعجزة هو اسم أطلقه مناوئي المردة للسخرية. أصبح عزيز الغضبان مسئولا عن العلاقات العامة في المعسكر ثم حامل لواء الإيديولوجية. درس آليات الفارس الأبدي النفسية معتمدا على يونغ، فرويد، وليهايم رايش، ودرس علم نفس الجماعات وتوصل إلى طريقة لمقارعة الفارس الأبدي عن طريق الحرب النفسية. وحصل على موافقة أساطين المردة الكبار على اختبار أفكاره المغامرة. طلّق عزيز الغضبان العمل السري التقليدي. مزج بين العمل التروتسكي المتطرف والماركسية الستالينية. قام بتدريب جماعات على أصول تفجير بيوت شهبندر التجار، ومقرات الخدم المتنعمين من بركات الفارس الأبدي في أرض كنعان. خطّط للهجوم على مسرح الهامة في العاصمة مع مجموعة تستقل الدراجات النارية الثقيلة فتحتل المسرح ويقدم ممثلون محترفون تحت حراسة رجال المردة المسلحين عرضا مسرحيا سياسيا تحريضيا ترتجف له أوصال الجمهور المكبل بالفرح والرعب. برمج عملية احتلال محطة التلفزيون بعشرين عربة سوداء وطاقم من مردة مقدامين ومذيعين تحريضيين يرتجلون بيانات على وجه السرعة ويقدمون شعارات وهمية عن ثورة قامت الآن وها هو البيان رقم واحد. خطط لاحتلال مركز مدينة كبيرة لمدة يوم كامل بثلاثين رجلا من رجال المردة يعرقلون فيه كل انواع القوانين، وبعد انسحابها تطالع الناس حميرا مشوية الذيول تدور هائجة في الساحات المزدحمة ترفس القاصي والداني تتدلى منها صور الفارس الأبدي، ويكتشفون في الأماكن العامة كلابا سائبة مخفية في المرافق وغرف المدراء وبيت المال مكتوب عليها شعارات حيث كلما فتح الناس مكانا هاجت الكلاب ونبحت وركضت إلى الشوارع. على أثر تقصي طويل عن طبيعة وسكان الأهوار استطاع عزيز الغضبان أن يطوّر خطة في تنشيط حرب دفاع عن النفس: ظهر ضابط كبير في إحدى المضايف الزعلانة على الفارس وطلب الحماية. الضابط رفض الحرب وهرب من الجيش. حصل على بيت من القصب في تلك القرية المائية. بسبب مهارته العسكرية التف حوله الجنود الهاربين ومن ثم أبناء القرية الرافضين للخدمة في العسكر ثم أبناء القرى المحاذية. على أثر الكر والفر بين العسكر الرافض والعسكر المهاجم نفذت الذخيرة. يحتاج الدفاع عن النفس إلى الحصول على أسلحة وعتاد. هجوم على أحد مراكز الفارس الأبدي للاستيلاء على السلاح والذخيرة. هجوم ثان، ثم ثالث ثم رابع، وقبل أن يعرف الناس من هو ذلك القائد العسكري ولا انتمائه السياسي رأوا فيه مخلصا وانخرطوا في خدمته غير عارفين أنهم ينخرطون في تنظيم سياسي راديكالي مضاد للسلطة. وذلك هو ما أطار صواب العسس أيما طيران. ـ كيف وجد الرعاع أنفسهم في خندق المردة؟ هل ثمة ساحر؟ صاح زورخان السلف واندفع السيافون لدحرجة صخور كبيرة صنعوا منها نواصي للذبح. فأمسكوا أرباب المضايف وأتباعهم وعائلاتهم وكل ما دبّ على الأرض منهم. فصلوا الحيوان عن البشر، وفصلوا الذكر عن الأنثى. فصلوا الشيخ عن الطفل، وفصلوا الشاب عن الكهل. جزّوا رؤوسهم في مفاصل متفرقة متباعدة يسيّجها القصب والطين. وضعوا أشلاءهم في عنابر خاصة بحسب العمر والجنس. وبعد أن رموا جثث الشيوخ للأسماك كبسوا لحوم من تبقى في حصران من القصب وعرضوها للبيع عن طريق الانترنت. وحتى بعد أن مات آخر كائن في الأهوار وجففت مياهها بقي شبح تحول العامة الجماعي إلى مردة يلاحق الفارس الأبدي. ابتكر عزيز الغضبان حربا من أسلوب آخر: الدفاع عن حق ممارسة الطقوس الدينية الدورية التي يأتي الناس إليها مشيا على الأقدام. فدفع عزيز الغضبان العامة عبر رجل ضرير للمطالبة بحق الدوران مشيا على الأقدام حول الضريح، وطال النقاش وعرض ثم وافقت قوات العسس السري على الدوران. الدوران يؤدي إلى تنظيم جماعي تتفرّع عنه فصائل دراويش المتصوفة، ومردة إسماعيليين وشيعة تقية. ومن حق الدوران جاء حق التطبير. دخلت تنظيمات المردة الجوامع والخانات بصفة المتديّن البريء. فتيان يتدربون على ركوب الخيول والمبارزة بالسيوف! جوقات غناء. جموع تحمل رجلا مخضبا بالدماء على جواد من نار. حقل من فتيان عراة الصدور، ترتفع أياديهم وتسقط فوق الصدور. هوادج مضيئة. يعتلي شخص منبرا! ينادي جوقة تحمل الرايات الملونة. رجل عريض المنكبين يحمل شجرة كبيرة من القناديل الملونة. مجموعة من ضاربي الطبول. موكب سلاسل حديدية مربوطة بخشبة تشبه ساعد المطرقة. جوقات شيوخ وشباب وأطفال يرتدون أكفانا بيضاء ويضربون رؤوسهم الحليقة بالسيوف. جوقات ملطخة بالدماء. عريس مخضّب بالدم. رجال حفاة يتوسطهم العريس. شموع. بخور. نساء يطوّقن جمل مزين بالألوان يحمل العروس. يدخل الجمل بيت الزوجية. صينية مليئة بالشموع والحناء والآس. مجموعة من الشباب تجلب جثة العريس. ينقلب العرس إلى مأتم من غضب. ردح على إيقاع الدفوف. تقفز النساء في الهواء منثورات الشعور. يمتزج الرقص بالندب والنواح. النساء يلطخن وجوههن بالطين. رائحة ممزوجة برائحة الأجساد المنهكة السابحة بعرق الوجد. يقفز رجل المنبر فيندب. تركض الجموع إلى السيوف وتخرج إلى الشوارع. لقد ضرب عزيز الغضبان ضربته الكبرى: قبل أن يعرف العامة ما الخبر وجدوا سلاحا بأيديهم. شاهدوا أنفسهم برفقة المردة يكسرون زنزانات مديرية العسس السري ويخرجون السجناء من أقبية رزحوا تحتها عشرات السنين. رأوا بشرا يتساءلون بوجه المردة وجموع العامة فيما إذا كان الحارث بن ذي الجلطة القلبية قد قتل، ولم يعرفوا أن ذي الجلطة القلبية قد مات منذ ما ينيف على الثلاثين عاما وإن الفارس الأبدي هو الحاكم منذ ذلك الوقت. هجم المردة والعوام على بيت زورخان السراي. عاثوا فسادا. قفزوا في قلب أباريق عمالقة وخرجوا متدحرجين. سحبوا عربات مذهبة حلّوا محل خيولها الذهبية التي قفزت من مختلف الطوابق وتهشمت في ساحة القصر. قرقعة سقوط قناني تبعها صراخ وسباب على آلهة الهند والصين في حضور المردة عبّاد تلك الآلهة. ثمة كحولي سكران يجر صندوقا من الويسكي الفاخر بيد وتتساقط من يده قناني صندوق آخر يلعن زورخان السراي ويلعن كل ثورة لا تستطيع أن تمنحه أكثر من صندوق ويسكي واحد وهي تجهز على الفارس الأبدي. أعطى الفارس الأبدي أوامره للأمير بقطع الرؤوس وزود خدمه وجواريه بالخناجر والمسدسات والفؤوس. هرب الناس حالما دخلت حاشية الأمير وهي تضرب الدفوف والطلقات ولجئوا إلى الديار المقدسة والمعابد. وعندها منحهم الأمير الأمان، وغنّت الجواري للرعيّة المختبئة أجمل الأغاني. فدخل العسس المعابد ورشّوا على الرعاع سائل التيزاب المخصّب فسملت العيون وتوهّج ذلك المعدن العجيب حيثما توجّه المصاب. وعندما أسقط بيد المردة وشارفت قوات الأمير وجواريه على الوصول إليهم استخدم عزيز الغضبان عن بعد تكتيك (إسكات الفضاء الحي بالتراب الميت) فدخل المردة في جوف الأضرحة المقدسة، ودفنوا ما وراءهم من خنادق على أسلوب الخلد ولاحقهم عسس الفارس والجواري والغلمان ودمروا تلك المقامات العملاقة. لكنهم رغم ذلك لم يجدوا أثرا للمردة. فبعد أن وصلت الأنفاق إلى عمق معين غدت فوضى من الأتربة تبيّن منها آثار أقدام، بصمات أصابع ثم مخالب حيوانات زاحفة! وباءت الفؤوس والأغاني بالفشل في حل ذلك اللغز. على أثر هذا النجاح وذاك الفشل. وعلى أثر مخاطرات باهظة دفعها المردة ثمنا لأفكار عزيز الغضبان حامت حوله وحول من منحه تلك الفرصة: البطل الصدوق (قوراف يربص) الجالس في مجلس أساطين المردة تهمة: ـ يحملان أفكارا غريبة هدامة منشؤها الانحرافات الإيديولوجية! فترك العمل السياسي. اشترى عزيز الغضبان وثائق مزورة بعد مرور سنوات أربع على وجوده في أرض كنعان. طوى الشريفة في عدة طيّات بعناية وغادر إلى أرض الروم. في أرض الروم كتب عزيز الغضبان رسائل حب طويلة إلى أخته أخفاها عن أعين الشريفة، لكن جرّة الأسئلة انكسرت وساحت منها علامات الاستفهام. ـ ماذا حدث بعد رحيلي؟ تعلّقت أسئلته بحبال الحدس حتى عثر على أثر. وصلته أخبار غامضة من أرض القصب عن مصير عائلته بعد رحيله. ولم يعرف ماذا يفعل بتلك الأخبار. أرسلت له سليمة العذراء صورا بواسطة الحمام الزاجل، فواجهت عزيز الغضبان صعوبة في التعرف على الوجوه، ثم ساعدته في التعرف على ذلك خطوط الكتابة الرديئة على خلفيات الصور حيث ذكرت أسماء كل من أتخذ وضعية الاستعداد للظهور بالمظهر الحسن. تلك كانت مجابهة بين ذاكرته عن أولئك الشخوص وبين ما تقدمه الصور من معلومة حيادية تحتفظ بمسافة ما بعيدا عنه. أصابته المسافة بحمّى من يريد أن يدفع عن نفسه ذكرى الصور والوجوه التي غابت عنها ملامح الملتحي وذي الشارب وحليق الذقن وحلّت بدلا عنها ملامح أطفال وأمهات متزيّنات بابتسامات مفتعلة تختبئ في بطانتها تلافيف من غضب، أو هكذا تصوّر عزيز الغضبان كلما اغتاله الحنين ودفعه للتأمل في الصور. وظلّ نهر الصور يعلو. الصور تتقدم في العمر. الصور تلد أطفالا، الأطفال يكبرون. تاريخ العائلة يصبح تاريخا صوريا لا تاريخ اللقاء الحميم. الصور تتراكم وعزيز الغضبان يعتاش على عقدة الذنب والحنين، على تقدم عمر الشخوص في الصور وينظر إلى جسده غير المتغير. عاد للقراءة والتأمل. كتب الشعر وهو يبكي. وكانت قصائده تعاني من جفاف الخبير السياسي والمفكر التحليلي التفكيكي رغم أنها لا تخلو من الإحساس بالخيال الوثاب. بعد عدة سنوات صرفها عزيز الغضبان بحثا عن الرقة المضيعة في نفسه تفتحت مواهبه ونشر قصائده في الصحف ثم المجلات المتخصصة ثم في كتب. بيد أن الشاعر عزيز الغضبان بقي متأخرا في الصف الخامس الابتدائي بالرغم من كل ذلك. فعندما سجّلته الشريفة في مدرسة من مدارس الروم أجبر أن يعود سنتين دراسيتين إلى الوراء بالنظر لتخلف مستوى الدراسة في أرض القصب وبسبب من تخلّف تلميذ جديد عليه أن يتعلم لغة جديدة دون أن يصبح عائقا لبقية التلاميذ. أربعة وعشرون عاما ظل عزيز الغضبان يواظب على الدراسة في ذات الصف الدراسي الذي اجتازه في أرض القصب. وصار ينسى في نهاية كل عام ما تعلمه في السنة الدراسية ويتوجب عليه أن يستقبل في بداية كل عام جديد طلابا جددا يقضي معهم سنة جديدة.
***
وصلت عزيز الغضبان أخبار غامضة من أرض القصب عن مصير عائلته بعد رحيله. ولم يعرف في البدء كيف يتصرف إزاء تلك الأخبار، ومع تراكم الزمن عرف بعض الأشياء عن مصير أخوته، مما أصابه بعقدة (أنا سبب كل المآسي)، عقدة الصغير، وأنجبت تلك العقدة ضباعا من الإحساس بالذنب. دفع الاحساس بالذنب عزيز الغضبان للبحث أكثر عن أهله. ثمة عس من العسس هارب بعد أن اغتصبت زوجته أمام عينيه بعد أن طلّقها بأسبوع، الأمر الذي أوصله إلى صدمة نفسية عنيفة تلتها اجازة مرضية أعقبتها مهمة خارج أرض القصب وختمها برفض العودة وانتماء لمعارضة المردة. أخبر ذلك الشرطي التائب الشريفة وعزيز الغضبان ذات لقاء بمعلومة عن عمّار: ـ يتداول العسس حكاية عن طفل حصل له شيء عجيب في ظروف الصيف اللاهب. ولم نعرف من حينها إطلاقا فيما لو كان ذلك الطفل حيا أم ميتا. وبلع الشرطي السابق لسانه وهو يكتشف أنه يكاد يفشي سرا بالحديث عن تلك المعلومة. وباءت جهود الشريفة اللطيفة في اقتلاع معلومة اضافية بالفشل. لكن عزيز الغضبان عرف أكثر من ذلك عندما التقى ذات يوم معارضا منفيا من أبناء الطرف السابقين. ـ لقد مات عمّار وهو في مهد الطفولة والمسئول عن ذلك الموت هو الوثائق التي تمّ العثور عليها في غرفتك. صاح عزيز الغضبان بشكل لا ارادي: ـ أنا وصمة عار! أنا لست الطفل المختار. شجّ رأسه بالجدار وتجرّع الكأس ما قبل الأخيرة في تلك الليلة الليلاء. وبكى في حضن الشريفة كما لم يفعل ذلك منذ أن كان في أرض القصب. وصار يلتقي بذلك الابن الطرف كل ليلة، مع الشريفة يستأنسون بالحديث عن الماضي، مما فاقم لدى عزيز الغضبان حالة طرد الذكريات أو إزاحتها عن الكاهل فأحرق الصور ذات صباح، وقرر أن يقطع أي صلة له بالأخبار ومرسلي الأخبار، ومدبّجي الأخبار، ومنجبي الأخبار، وملفقي الأخبار، ولكن في حقيقة الأمر أن عزيز الغضبان أصابته حالة من الظلام الملوّن؛ صار يرى الأشياء ليس كما من قبل، بل صارت زرقاء أو أصبح اللون العام للرؤية أزرق وذلك تبعا للحالة النفسية. فإذا كان سياق حدث ما متفائل ارتدت الفضاءات المحيطة به اللون اللازوردي. وإذا كان سياق ما متشائما تلوّنت لوحة الفضاء باللون الأصفر مثلا، وفي كل ليلة قبل أن ينام صار يقبّل ذنوبه من جبهتها وينام. وتناسى ذكريات الحب بينه وبين سليمة العذراء (أحلى ذكريات الطفولة) كما كان يحسب. طفل مخبأ في بيت لا يحق لأحد أن يراه. يتم تهريبه يوميا صباحا وإيصاله إلى المدرسة النائية المعرضة للتغير حالما ينتبه أحد أن الطفل نما بشكل ملفت للنظر! ألعاب بريئة. معارك صغيرة. سليمة العذراء تخفي شيئا في رمل الصحراء يتوجب على عزيز الغضبان أن يجده.. الخ. تحضر عزيز الغضبان سليمة العذراء التي كان يحبها حبا جما. لوح ثاني عشر الشريفة العزيزة
بعد أن يئست من جدية حركة سرية منظّمة في أرض الروم انقلبت الشريفة العزيزة على المردة: ـ ماذا تنفع الخلايا السرية في أرض الروم؟ وماذا تنفع الصحف الصغيرة الموّزعة سرا في المقاهي؟ والمواعيد ذات الكودات؟ ربطة عنق حمراء في موقف المترو وسؤال عن موقع بغداد في الخارطة وجواب أنها في كس ماما. والجميع يسكن في ذات الشقة، بعضهم يؤسس قبيلة لوحده ويؤلف مركز شورى مؤلفا من اسمه الأول واسم أبيه واسم جده واسمه العائلي واسمه الحركي واسمه المستعار واسمه التكتيكي واسمه الصحافي واسمه الفني ويعلن اجتماعات مركز الشورى ومركز التشريع، ويعلن الديمقراطية الثورية داخل قبيلته ويتباهى بديمقراطية القبيلة ومثالها اختلاف الأعضاء؛ أعضاء مركز التشريع في الاجتماع الأخير من الشمال إلى الجنوب وحفاظهم على وحدة وصراع الأضداد الداخلية المركزية، أما في المرحلة الحاسمة فقد اضطر الاسم الأول للانشقاق على الاسم الثاني وانضمّ الاسم العائلي إلى الاسم الأول والتحق الاسم الحركي باسم الأب، أما الاسم الصحفي فقد أثار فضيحة كبرى عبر نشره وقائع اجتماع مركز التشريع السري وانتهازية الأول وسريالية الثاني ومرض الثالث الطفولي اليساري ومهادنة الرابع للفارس الأبدي. وإذ يتعرض الاسم الصحفي بالنقد اللاذع يذكّر باجتماع الأسبوع الفائت، الذي تم في فندق فاخر لا يليق بقبيلة ديمقراطية ويهمّ بوصف الأضواء الخافتة المحيطة بالطاولة والأعضاء المنكبين وانواع السجائر الأجنبية المتناثرة على الطاولة المرمرية النادرة والخطب المعلّقة على شمّاعة الكادحين في حين كان صاحبنا الوحيد يدور ويجلس فوق مختلف الكراسي ويرتدي أزياء متباينة ويسلط الضوء بطرق معينة لكي يبدو كل مرة في هيئة مختلفة وزي لا يمت بصلة لما جاوره وطبقة صوتية غير متشابهة وقبعة من أصل آخر. يتبادل الجلوس على المقاعد بسرعة كبيرة لكي يجيب على تعليق كل زي، وطبقة، وسيجارة، بينما تصوّر الاجتماع كاميرا فيديو سيتبعها مونتاج يوحي حقا وصدقا بوجود قبيلة ومركز شورى وأعضاء مختلفون فيما بينهم وانشقاق وعراك بالأيدي. أما الاسم المستعار فهو الشخص النقدي الوحيد في تلك المؤسسة وهو يدعو القاعدة ومن خلالها الشعب للالتفاف حول شخصه وإنقاذ المردة من مرض اليسارية المعدي ومن التطرف التروتسكي المنحدر من أصول جبلية وعرة. ـ أما البعض الآخر فيؤسس شبكات دعارة ويضع عليها يافطة تحمل اسم قبيلة معارضة تصدر مناضليها المناويك إلى شتى المكبوتين جنسيا من الأغنياء مقابل تعريفة تعود على المردة بالربح لشراء الأسلحة بغية إسقاط الفارس الأبدي. ـ اللعنة التي اسمها الفارس الأبدي لعنة تمتلك كل قوى القمع. من جلود الروم الزرق تعلم أبناءه الأبرار (أصول زرق الإبر دون تخليف أثر)، ومن عيون الروم الحمر مباديء (تحمير العين من صفات الزورخان الزين)، ومن بصاق الروم الصفر اشترى رشاشات (الرذاذ الأصفر، الله أكبر). تعاون منذ نعومة مخالبه مع من يسميهم أعداء اليوم فقدموا له في مناسبة انتفاضة الطماطة دروعا من حديد وزلاطه، وفي مناسبة حصاد الكبريت أحذية من نحاس، وفي مناسبة زيارته للفلاحين العصاة دهون تربية الحكّة ومحفّزات قرص البعوض. بنى له الروم الرماديين قلاعا تطال منجنيقاتها ورماحها أعماق الكهوف، وبنوا له أنفاقا وغيران مكيفة في أعماق القصب ومضادة للبعوض والدبابير، وهو يختفي فيها اليوم مدعيا إعلانه الحرب على أسياده. الفارس الأبدي صديق لدى عدو اليوم، وشريك لكل الألوان كل لون على حدة. من داس عقر أمه أصبح عمه. فهو كائن من كائنات الحضيض وبلاليع المراحيض، يتعاون مع شياطين الروم وكنعان والقصب ويدفع لهم دفع الأكارم. لكنه لا يفقه إلا في أسباب الأموال وصيرورته وفنونه. متعته القتل، أو جزّ الرؤوس كما يحلو له أن يسمي ذلك. وهو يتمتع بموهبة اكتشاف أي بذرة خير قبل أن تولد وموهبة إحالتها عبر الإشعاعات الليزرية إلى رماد بارد. أما إذا سمع كلمة ثقافة فلن يهدأ له خاطر إلا إذا ما أشهر خنجره. رجل لا يوفر أقرب أقربائه إذا ما عارضوه. فلسانه قادر على أن يحرق ابن عمه الممتطي نسر الأبطال في طريقه إلى حرب أسطورية بنفثة واحدة. ويداه قادرتان على انتزاع أي نطفة خيّرة حتى إذا كانت في أحشاء ابنته. يحوك المؤامرات على أبنائه إذا ما هدد أحدهم مراكز سلطته ولو من بعيد. فيريهم نجوم الظهر ويتركهم أحياء وما هم بأحياء. ولكي ينجبوا رجال أوفياء له يطلب أنواعا خاصة من الفياغرا. معارضوه هم كل الناس. كل من يحب بذرة من بذور الخير. من ارتدى لبوس الدين أو الدنيا أو الماركسية أو المتصوفة أو الإسماعيلية أو الزنج أو الديمقراطية أو الباطنية أو التقيّة. من كتب قصيدة تجريبية ومن كتب رواية تفوق المستوى الذي قرره حضرته ومن رسم لوحة تجريدية. أصدقاؤه رجال التعذيب وشعراء المديح وكتاب التقارير ومختار الطرف والعسكريين والمتآمرين وأبناء العشيرة والمتبارين على تصفية بعضهم المتسارعين للوشاية على بعض لدى عناية المسكون بهالة القديسين، المرتدي وشاح البيطار، حامل سيف صلاح الدين وخنجر بني أمية وخصيان الحجاج بن يوسف الثقفي. ـ صفيق خلق من بذرة الشر هو، وشيطان على الأرض في هيئة إنسان. لا مجال لتغيير شيء في أرض القصب إلا إذا مات الشيطان شرّ ميتة. وها نحن نعمل ليل نهار على إسقاطه! أما معارضوه فهم إنما يفعلون ذلك من مواقع انتهازية لا مبدئية. هم سقط المتاع، من لم يعرف لهم أب. لقد تناسلوا في الخنادق السرية وهم يطبعون صحفهم الصفراء، وأكلوا الخراء وهم يتكلمون عن مذاق الكيك والعسل. هم غوغاء تأسر القرى ليلا وتأخذ نساءها رهينة وتسرق أبناءها وتربيهم لكي يصبحوا قتلة على شاكلتهم. يعلموهم القراءة والكتابة لكي يقرأوا عن فائض القيمة ويكتبون عن فائض الخراء. والشريفة العزيزة إذ تنتقل بين هذه المواقف تنتقل بليونة تامة ولا تلاحظ أي تناقض في المواقف. ذات الحماسة مع وضد كل واحد ولنفس السبب. وهكذا انتقلت الشريفة العزيزة بمرور السنوات من هموم السياسة والشعر إلى هموم جديدة: أولا: راحت تبحث عن عمل في اختصاصها القديم كطباخة. ثانيا: تركت ذلك العمل قبل أن تبدأ. ثالثا: عملت خادمة في بيت. رابعا: أولعت بأفلام الرعب والأفلام البوليسية. خامسا: درست علم النفس. أعادها الحنين للطفولة التي مرت بها قبل 750 عام، فتذكرت الطقوس. تذكرت أن الناس يرون ما وراء المكتوب. عكفت على قراءة كتب تفسير الأحلام وتعمقت في علوم الذات اللا واعية غايتها إيجاد القاسم المشترك بينها وبين عالم الروم حيث كتب عليها أن تقضي بقية عمرها هناك. عادت إلى الأسئلة الأولى. قرأت علم الأجرام، ثم علم الفلك، وعلوم الأبراج، فن قراءة الكف، فن قراءة الفنجان، علم الطاقة البيولوجية، أصول التركيز على الطاقة الخفية وتحويلها من هلام خفي إلى مادة ملموسة، أصول التجلي، ثم قراءة الطالع. عند قراءة الطالع اكتشفت أن ثمة سوقا لما كانت تتسلى به مع الجيران. ذلك أن أولئك البسطاء، من أبناء كنعان المهاجرين وأبناء الجلدة اليائسين من سنوات انتظار طعامها ذاكرة يلوكونها ويخرجونها مع الفضلات في التواليت ويعيدون مضغها، جاءوا واحدا إثر آخر طالبين النصح فزودتهم بحلول لمعضلاتهم العاطفية أو ديونهم المستحقة، ساعدتها معرفتها بالتحليل النفسي وغير ذلك مما تقدم. يوما ما أمسكت بفتاة ما تجاوز عمرها العشرين، زارتها مع أمها المهمومة فأعادتها إلى الصواب. قيل أن الفتاة مسكونة بجني من نوع خاص، جني يرفض أن يغادر بدنها. وبوسط الحيرة وتنقيب البصر والنظرات المتوسلة العدوانية مزقت الفتاة ثيابها كاشفة عن صدرها وما أسفل بطنها فارتبكت الشريفة وهي ترى فتاة عارية تداعب ما بين فخذيها وتنادي الشريفة أن تساعدها على الوصول إلى: ـ البظر، سر السهر، نعيم البشر، كاتب القدر. لن أطمّه في التراب إلى نهاية الدهر. فارتجفت الصورة في عين الشريفة ورأت نفسها في حضرة القواد القديم واستشاطت غضبا وأخذتها العزة بالإثم فتناولت حزمة القصب المعلقة على الحائط وانقضّت على الفتاة ضربا بالعصي حتى ازرق جلدها وتعالت صرخاتها وتوسلاتها وهربت من زاوية إلى أخرى في الغرفة المغلقة المعتمة المعطرة بالبخور والمزركشة بالشموع. انتبهت الشريفة أثناء الضرب المجنون إلى أنها في موضع لا تحسد عليه، إذ كيف تبرر كل هذه السياط على بدن فتاة لا تعرفها؟ ووجدت الحل: ضرب السياط له هدف محدد؛ طرد الجني الساكن في جسد الفتاة التي أغمي عليها ورشوا عليها الماء وصحت ونظرت بوداعة إلى المحيط السحري الذي وجدت نفسها به وتساءلت: ـ أين أنا؟ ونظرت إلى أمها ببراءة الفتاة التي كانتها قبل أن يسكنها الجني: ـ دعينا نذهب إلى البيت يا أمي. ومنذ ذلك اليوم أصبحت قراءة الطالع وعمل المحبة والكراهية هما مدخولها المالي الأساسي. قبّل الناس يديها وهي تتسوق في محل الخضروات أو القصاب، وفسحوا لها الطريق في زحمة سوق الجمعة، وصدقت الشريفة مع مرور الزمن أنها قادرة على صنع المعجزات. ـ فتح الفأل عمل يشبه القصيدة. كل إنسان له مفاتيح خاصة أنت بحاجة إلى خيال إبداعي لكي تستطيع أن تدخل في طياته. برّرت الشريفة تغيير مجرى حياتها لكي تجد صلة وصل بين نخبويتها الثقافية وما آلت إليه. ولم تعد الشريفة العزيزة ملاكا. صارت امرأة تقليدية. خلعت ملابسها وارتدت الحجاب، وظلّ عزيز الغضبان يرافقها في جولاتها الروحانية المؤلفة من مزيج يضمّ الطقوس والتخيلات والكلاوات حتى راحت تثير أحاسيس مرتبكة لديه سرعان ما تحولت إلى غضب دفعه لأن يترك عمته. ولم يبق لديه سوى عقدة ذنب أو حدبة في الرأس؛ موت عمّار وهو في مهد الطفولة، ظروف الموت، مسئوليته عن ذلك الموت رغم أنه لا يعرف أي شيء ورغم أن ذلك حدث بعد هروبه مع الشريفة بسنين. تكراره للازمة " أنا وصمة العار، يا أيها الطفل المختار." المنتهية بطرق متنوعة تتراوح بين شجّ الرأس والنوم والشخير الذي لا يصدق أحد أن مصدره ذلك الطفل ذي العوينات.
*** ذكريات الحب بين عزيز الغضبان وسليمة العذراء ذكريات ألعاب الطفولة. لعبة بريئة تنتهي بمعركة صغيرة. سليمة العذراء تخفي دمية في رمل الصحراء وعلى عزيز الغضبان أن يجد الدمية.. الخ. تحضر عزيز الغضبان سليمة العذراء، التي كان يحبها. لوح ثالث عشر القصّاب
بعد سنتين توقفت فجأة حفلات التعذيب. لا. أولا: عذبوها تعذيبا بشعا. ثانيا: انتزعوا من أحضانها أخيها عمّار. ثالثا: أوقفوا حملات التعذيب. رابعا: نقلوها إلى غرفة مشفى. خامسا: جلبوا لها طعام ولم يسألها أحد عن أي شيء. سادسا: سابعا: بعد زمن أطلق سراحها. واصلت سليمة العذراء سرا ما كان يقوم به عزيز الغضبان لكنها بدأت تفقد الحيوية. وبعد أن بلغ عمرها الخامسة والأربعين دخل عليها شقاوة الطرف المتغطرس كالثور الهائج. ـ أريد أن أتزوجك. صرخ. أراد محترف القتل الشهير أن يتزوج سليمة العذراء عنوة. انفتح باب القدر فرأى سليمة العذراء في حالة يرثى لها وهي ترى كيف أجبروها على الزواج أو بالأحرى كيف أجبر الجميع على قبول ذلك الزواج العفن من قصاب اللحوم الشهير حاليا، قاتل الطرف سابقا. قمّطوها بثياب العرس وزينوا غرفة نومها، ودخل تاجر اللحوم مرتديا كوفية. دفوف ورقص وغناء. ـ أخرج من هنا! قالت سليمة العذراء، فتردد التاجر.. ثم اندفع رذاذ كلمات غير مفهومة من فمه. نظر إلى بدلته وعدّل الكوفية فضحكت سليمة العذراء، وراحت تعدد له ما فعل أولا بعائلته وأبناء منطقته والطرف. وذكرته أن رفاقه العسس انتزعوا منها أخاها الصغير في الزنزانة ولم يخبرها أين هو. ـ أين أخي؟ ـ لقد أخذت أخاك أياد أمينة، وسيعمل حالما يبلغ الثانية عشرة من العمر في اختصاص جيد جدا. ـ تكذب! لقد جففته كما يجفف السمك ورششت عليه الملح وصحت هذه مسموطة بشرية. صمت. طردته سليمة العذراء. أيجرؤ أن يتزوج أخت الطفل القتيل؟ ضربته على صدره. صمت. حاول أن يشرح لها أن الناس ينتظرون في الخارج، وإذا لم يخرج مع بشارة البكارة: ـ إذا استطاع قضيبك الانتصاب سأقطعه من عروقه. صاحت سليمة العذراء مشيحة بوجهها عنه. صمت. فكرت سليمة العذراء ثم قالت: ـ دعنا نعقد اتفاقا. أنا لا أود أن أضع أهلي في موقع مرّوا به سابقا. تستطيع أن تقول أنك تزوجتني ليلة الدخلة. اجرح يدك وضع دم في المنديل. للمستقبل، إذا جاء ضيوف سألعب دوري. فبكى وقال: ـ لكني أحبك منذ رأيتك في الزنزانة. لقد منعت عنك جولات التعذيب، وهجرت مهنتي لأتمكن من الزواج منك. ـ أنت مخصي. ـ أنا أحبك. ـ أنت مخصي. خلع بنطاله. ـ ماذا تفعل؟ ـ ما يفعل كل زوج مع زوجته! ـ سأقطعه من جذوره. لقد حذرتك وأعذر من انذر. سليمة العذراء تناولت فأسا بيدها أخفته خلف الستارة. انسحب التاجر. بعد يومين، وكان قد ظهر للجموع وأراهم منديل الدم، اندس تاجر اللحوم في السرير: ـ هل عدت مرة أخرى؟ طوقها بالعناق بينما حاولت سليمة العذراء التخلص منه. ـ اتركني. تملصت منه بشتى الطرق. ضربته بعنف. ـ لماذا لا يحق لي مجامعة زوجتي؟ فجأة رماها فوق الأرض بقوة. سحبت سليمة العذراء خنجرا من أسفل صدرها. ـ إياك. جرحت إصبعه المتورم الذي جرحه ليلة العرس وضمدّه بدون عناية فتلوث، وصاح. ـ مناويك!
بعد يومين تعقب التاجر زوجته إلى أن دخلت الحمام. نظر من ثقب في الحائط وتحسّر فجأة بصوت عالي. صرخت سليمة العذراء عندما فوجئت بسماع الحسرة: ـ لا تنظر من ثقوب الحمام. خلع قفل الباب ودخل. دار حولها: ـ اخرج من هنا. دار حولها ـ قلت لك اخرج من هنا. أم أنت أطرش؟ توقف في مكان ما. ـ ما هذا؟ ما هذه الكدمة الزرقاء؟ هنا أيضا فوق حلمة الثدي. ـ ربما اصطدمت بشيء دون أن أدري. ـ اصطدمت بشيء؟! هذه آثار قبلات! ـ قبلات؟! ـ أم تراني جننت؟! بكت سليمة العذراء ـ ألا تخجل؟ لقد كذبت على الجميع لأجلك، والآن تتهمني بالخيانة؟ تاجر اللحوم حملها: ـ أريد أن أتفحّص جسدك. ـ لقد تماديت في الشرب! ـ اكشفي عما بين ساقيك. ـ لقد تماديت في الشرب! ـ أريد أن أتفحص عذريتك فيما لو كانت ما تزال موجودة حقا! ـ لقد تماديت في الشرب! أسقط بيد سليمة العذراء. فعلى أثر فتح ساقيها لتري زوجها أنها ما تزال عذراء شعرت بذلك الشيء الحار المرتبك يقترب من شفرتيها ويحتك بأعلى فخذيها فأخذتها نشوة المحروم وتقزز المغتصب. أغمضت عينيها وهي ترى أنه يحاول أن يلج فيها. إبان الولوج اعترض القضيب غشاء البكارة، وكان غشاء قويا، فتردد القصاب أول الأمر، وحاول مرة أخرى فاصطدم قضيبه بذلك الشيء مرة أخرى. وفجأة شعرت سليمة العذراء بالعضلة الطويلة تتقلص وبالسائل الدافيء يسيل على فخذيها. بعد عامين من العملية الجنسية الفاشلة الأولى أخبرت سليمة العذراء زوجها بالتالي: ـ لقد طلبت قدوم الهبش ليكشف عن مواطن نالها تعذيب رفاقك في جسدي. يقول الهبش ثمة مخاطر على إمكانية الإنجاب إذا ما انتصب قضيبك بقدرة حبوب الفياغرا. ـ هل أخبرك إساف بذلك؟ ـ إساف ليس له علاقة. ـ لماذا يشغل إساف نفسه بحياتنا؟ ـ إنه صديقك المقرب. ـ صديقي المقرب؟ إساف يأتي إلى هنا لأجلك. ـ ماذا تعني؟ ـ إساف يأتي هنا فقط عندما أكون خارج المنزل. ـ أنت غائب عن البيت دائما. وأنا ممنوعة من زيارة أحد وممنوع أن يزورني أحد. كلما زراني أحد أرسلت تهديداتك الرنانة عن (سأذبح، سأسلخ!!) لقد أرسل لي الحظ من لا يفهم تهديداتك. إساف يأتي ليلقي عليّ خطبا حسابية. ـ لقد رأيتكما تقبلان بعض. ـ كيف تجرؤ؟! ـ لقد رأيتكما تقبلان بعض. ـ أنت تأمل في ذلك لكي تقتلني ثأرا لكرامة خصيتيك! ـ لقد جلست في الفلاة قبالة الشباك. كنت أنظر لكما من بعيد بمنظار. رأيته يشرب الشاي، ورأيتك تضحكين! لا تنكري. ـ استمع جيدا. لأيام طويلة لم تسمح لي بمغادرة غرفتي، ولم أر مخلوقا. سمعت اصواتا. رأيت عفاريتا. كل مرة اسمع فيها طرقا على الباب أظن أنك قادم فأذهب إلى الباب لأرى النور للحظة، فأسمع صوت المحاسب. ـ لماذا لم تخبريني؟ ـ أنت تأتي دائما سكرانا إلى الغرفة وبعد أن تتعارك مع ثقب المفتاح وتتمكن من فتح الباب تتناوش السرير وتحاول أن تدحس عضلتك الراكدة في مؤخرتي أو في فرجي كيفما اتفق وعندما تفشل تسقط مغشيا عليك تاركا شخير عصور من الظلام. هذه هي سيرة حياتك الموجزة! تناول قنينة. صبّ لنفسه كأسا: ـ منذ البداية كنت أشعر أنك تخونيني مع رجل آخر. معضلتي الوحيدة هو القبض عليك بالجرم المشهود. انفجرت سليمة العذراء ـ أنت رجل بلا قيم ولا أخلاق ولا قضيب. ـ هل تريدين أن أرفعك فلقة؟ أخذت سليمة العذراء قدح الكحول من يده وأفرغته فوق رأسه. وهكذا عاشا عشرين عاما. تاجر اللحوم يرفع الفلقة وسليمة العذراء تفرغ قنينة الكحول فوق الرأس! ـ لقد خدعتني وخنت ميثاق الزواج المقدس. اعترفي. ـ أنت تريد أن تدفعني لخيانتك. لن أنفّه عنك. ـ أتعلمين؟ قررت الزواج من فتاة ذات تحصيل علمي عالي، وستقيم هنا في نفس الغرفة. تثور سليمة العذراء: ـ ماذا تعلمت إذن في حياتك معي طوال العشرين عاما الماضية؟ ـ اسمعي. أنت تخونينني، والناس يتهامسون خلف ظهري! وفوق ذلك يتهمونني بأنني مخصي! سأتزوج من شابة تثبت العكس! ـ وحبي لك؟ لقد شاركتك حتى تجارتك الرخيصة! ـ ليس لدي خيار. ـ أتعرف أني سأقطع زبرك إذا تزوجت من امرأة غيري؟ ـ أعرف ذلك. نعم. ـ ماذا ستفعل لو تزوجت أنا عليك من شاب يافع؟ ـ سأقطعك حتّة حتّة. ـ اعلم إذن، أني سأقطع زبرك من أصله وأضعه في إستك إذا توجّب ذلك. لوح رابع عشر رعاة البقر
فجأة اندلعت الحرب بين الفارس الأبدي وكبير رعاة البقر. ورعاة البقر أولئك هم جزء متنفذ في أرض الروم الواسعة. وبسرعة اللهيب استحالت حربا دينية مقدسة. مقاتلون من شتى الأنواع والأصناف يرتدون دروع الحروب الصليبية أو دروعا مضادة للرصاص. مداحون يحملون أوراق البردي وأقلام الحبر والانترنت، مقاتلون في سبيل الدينار أو في سبيل الله يحملون عيارات نارية إلى جانب آخرين يحملون السيوف والأشعة فوق الحمراء أو الخناجر مطياتهم البغال والدبابات والدراجات الهوائية والحمير وطائرات الشبح تقودهم المحطات الفضائية والرادارات الالكترونية عبر الجو والبحر وهم يلبسون أقنعة اللص الشريف زورو وأقنعة مضادة للغاز الكيمياوى وخوذ المحاربين الرومان وسوّاق الدراجات البخارية واليشاميغ والكوفيات. لقد جاؤوا جميعا عبر المحطات الفضائية يرفلون ببارود برابرة ما قبل التاريخ. فجأة اندلعت الحرب. وانبثق الفارس الأبدي من طيات الكتب وعلى سروج الخيول بلبوس المنقذ يرتدي لباس أزمان اختلف الجميع حول فيما إذا كانت عصورا ذهبية أم مظلمة بينما قفز في أفق الشمس المنحدرة للمغيب كبير رعاة البقر يمتطي دبابة ويشهر مسدسين كمن يمتطي حصانا. كان الوقت غروبا حين اندلع بركان وانفلعت أرض وأصبحت الدنيا ظلاما. برز الشفق من طيات الظلام أحمرا برتقاليا عند الأفق وكأن الشمس أرادت أن تأتي إلى الأعلى بيد أن عائقا ما منعها. ذلك الخليط من البشر والآلات والحيوانات والتواريخ الذي تناثر قبل قليل بفعل الزلزال بدأ ينبثق تدريجيا وكأن سائل تظهير في مختبر تحميض الصور هو من دعاهم للانطباع على صفحة السماء. محارب بقناع مضاد للأسلحة الكيمياوية وملابس جلدية وسلاح لايزر يطل من يسار الأفق وطير في بحر السماء يتبعه فارس من فرسان القرون الوسطى يجرد خنجره من غمده وهو يتطلّع مندهشا كيف يغادر الأرض طائرا. الدراجة التي استقلها محارب بخوذة رومانية تنشمر من الأفق الأيسر إلى صورة السماء وهي تدور حول نفسها كالصحون الطائرة. ينفجر البركان فتصبح الدنيا ظلاما. الدبابات تهبط من الأعلى بطريقة عمودية فوهات مدافعها موجهة إلى الأسفل وإذا ما اصطدمت بالأرض غارت دون أن تخلف أثرا وكأنها هبطت في سورة مائية تتبعها دبابة أخرى وثالثة ورابعة بنفس السرعة الفائقة. ألعاب نارية ترتفع في قلب السماء ثم تنفجر بطريقة الطرد المركزي واللا مركزي على شكل حلزون، دائرة، زهرة وميسم، كلمات تترك ذيولها الدخانية تنفك عن بعض في الظلام الكثيف. مفرقعات أعياد الميلاد تهبط إلى الأسفل بدلا من أن تتناوش السماء. لا يشعر الرامي وهو يفعل ذلك بشيء. الرامي مجرّد من الشعور الواقعي بأنه يرمي تلك الهدايا النارية فوق بيوت، مستشفيات، مواقع عسكرية، جسور، ملاجئ، ذلك لأن التدريب على تلك الألعاب يتم في مناورات افتراضية مكانها مكتب عصري وكومبيوتر يرى فيه عسسا مرسومين ومتحركين بطريقة كاريكاتورية. لا يسأل المحارب نفسه أين تساقطت تلك الألعاب. إنه واثق من دقة الكومبيوتر. نسبة الانحراف عن الهدف لا تتجاوز الـ 30% فقط ولا يمكن حاليا تفاديها. مستوى الانحراف لا يتعدّى مسافة الكيلومترات العشر. يشعر اللاعب بالفرح الغامر وهو يرى هدايا الميلاد تنتشر براعما ضوئية إلى الأسفل. إحساس بالاكزوتيكية. الناس يرمون الألعاب النارية دائما إلى الأعلى أو على مستوى أفقي. ولكن أن ترى تلك الكتل المضيئة تهبط تحتك. ذلك مبعث سرور لا يوصف. ينفجر البركان، تتساقط الحمم. يبرز الشفق الأحمر وعلى الأرض تغلي الحمم والصور الماضية تعاود الدخول إلى المشهد، ثم يظهر الحصان الذي كان يقلّ الفارس، يهبط ببطء من السماء إلى الأرض بفعل قوة ضغط الانفجار. ضباب الانفجارات المتقطّع تشكّل حول ظهره ما يشبه الأجنحة فيبدو كمكلاك هبط لكي يلقي النظرة الأخيرة على الموتى. فجأة أكتشف عزيز الغضبان في هذه العاصفة غير المتوقعة أنه لم يعد أكثر من شخص هامشي بعد ما قضى عمره في الدفاع عن مثالياته السياسية والفلسفية. أكثر من ذلك، وجد عزيز الغضبان نفسه مجبرا على اتخاذ قرار ما، مع رعاة البقر أم مع الفارس الأبدي. وكان ذلك اختيارا مستحيلا: فأما أن يبقى في أرض الروم غير قادر على تفادي نظرات الريبة ولا نظرات أبناء جلدته التي تدينه بالتواطؤ، وأما العودة للدفاع عن أبناء جلدته المشيرين إليه بأصابع الاتهام بالخيانة والمصدرين عليه حكما بالإعدام. ثم حتى إذا ما حصل على قرار يلغي عنه حكم الموت فإن مجرد العودة للوقوف إلى جانب تلك اللعنة تجعل منه مناصرا. وبهذا لم يعرف عزيز الغضبان أي قرار عليه أن يتخذ: العودة لأجل الدفاع عن أبناء أرض القصب أم البقاء في أرض الروم حيث يعيش. وفوق ذلك صار مرأى عزيز الغضبان الفتى اليافع ذي العوينات الغامقة يجر وبالا عليه ويستدعي صورة إرهابي المستقبل. عزيز الغضبان عليه أن يبحث عن فضاء ترانسيت وإذا ما عجز عن العثور على هكذا فضاء يقرر أن يبحث عن فضاء هلامي غير قابل لأن يتم السيطرة عليه خارج كينونتنا الإنسانية ينقذه من كارثة أن يختار أحد جوانب الصراع. ذات يوم قرأ مقالة من صديقه القديم يربص يربص. حلّل فيها وفصّل وتعرف على ذلك الصوت أو الهاجس القديم. وبقيت هذه المقاطع تتردد في رأسه: (منفيون في جحيم الخيارات: بعد منتصف ثمانينيات القرن الماضي انقسمت الأصوات المنفية تجاه افرازات وتداعيات الحرب مع بلاد الطاووق، وفرض بعض تلك الأصوات معادلة: مع أرض القصب أو مع الطاووق! وفي ظل هذه المعادلة تضاربت الآراء و(التأويلات) والتوجهات، وافتقر معظمها إلى التساؤلات الجوهرية وانجرّ نحو ساحة الاتهامات المبطنة والمواقف النفعية، نفثت منها روائح المصالح الشخصية والعقائدية الضيقة، لتكرس بذلك (ثقافة) التخوين التي أنتجتها ماكنة الاستبداد لتنتقل إلى (معارضيها) ممن صاروا يوزعون صكوك النزاهة والغفران. وهؤلاء (المعارضة) وتحت يافطة الدفاع عن أرض القصب أو مقارعة الطاووق، صاروا يبررون الخطأ ويجمّلون الخطيئة. فأحدهم (وكان قياديا، منظرا في قبيلة قومية هرب منها إلى لندلهي وأعلن من هناك تكوين طاقم من الشطّار في إطار قبيلة معارضة جديدة) استبشر خيرا لأن نجل الفارس الأبدي استحوذ على محراب المرجعية الثقافية العام في أرض القصب. وآخر (وكان صحافيا عتيقا وعلى يسار اليسار ورفيق صاحب الزنج ومقارع المشايخ الأحادية والثنائية بمقالاته النارية) اظهر فرحته العارمة وكاد يردح (الجوبيه) لولا مشكلة في ظهره وهو يحلل ويفسر أهمية تجفيف الاهوار من اجل تصدير القصب وبناء المشاريع الاستراتيجية بأثمانها المستردة!! وهناك (مستشار إعلامي سابق للفارس الأبدي ومفكر منفي لاحق) أصيب قلبه بالجلطة من شدة الحزن ما أن أخبره ابنه البكر بتحرير مدينة (التاو). ومجلة اليسار الفريد تصدرت بيانا (يتفهم قرار خطوط الطول والعرض) من دون أن يعنيه أنه قرار ملغوم. وأدباء وملحنون وكتاب يسوقون إنتاجاتهم وأغنياتهم وقصائدهم السياسية من إذاعة (تمثل عبيد أرض القصب) تبث من عقر دار الطاووق. هذه هي الوقائع المشينة لأطراف المعادلة الملغومة. نفس المعادلة وان تغيرت مسمياتها وتنوعت أهداف أصحابها تكررت في زمان عاصفة الواحات ومعركة أم الرجولة: إما مع الفارس الأبدي أو في ساحة الطاووق. وتعاد وتسوَّق المعادلة ذاتها اليوم، والناطقون بها والمنقادون لها بمن فيهم ضحايا القمع السابقون يصوبون أقلامهم بلباقة إعلامية كي يقنعونا بأن أمامنا خيارين لا ثالث لهما: الذهاب مع الفارس الأبدي المحتفل بواحد وستين عاما بعد المائة من عمره إلى معركة جدّة أم الرجولة، أو أداء مناسك العمرة مع حجّاج المنزل الأبيض الحرام درّة الطاووق الفريدة، بين يدي الكهل المنتفخ كجثة عفنة!! أليس هذان الخياران جحيميين بحق؟ لماذا يحاصروننا بهما ويدفعوننا الى حرائقهما؟ ألا نملك خيارا آخر خارج هذه اللعبة الملغومة؟ هل قرأت جلال الدين الرومي وهو يحلل خطورة التواطؤ الخارجي والداخلي على أرض القصب؟ ألم تقرأ المتنبي في قصيدته (السيف والصلاة)؟ ألم تسمع بما قام به الحريري إذ أضرب عن الطعام احتجاجا ضد الجميع واعتصم داخل كنيسة من كنائس الروم؟ اهتز عزيز الغضبان على أثر تلك المقالة، وفكّر في معاودة صلته بالمردة الذين اتهموه بالأفكار الغريبة ذات يوم. فوجد أن الأعضاء المؤتمنين قد غادروا منذ زمن وصاروا أشتات صغيرة أكبرها موجودة داخل أرض القصب، وقرر بعد لأي أن يلتحق بتلك المجموعة التي رحب ممثلها كاتب المقال السالف الذكر بالقرار فورا، لا سيما أن حيرة عزيز الغضبان تسيطر أيضا على أطراف المردة المنتشرين في أرض الروم بعدما وصلتهم معلومات عن (نضوج الظروف الذاتية والموضوعية لقيام ثورة بلشفية في أحراش القصب قبل أن تجف، وصحراء السماوات، لإسقاط الحكم بالدفرات، لتنظيم مجاميع في الأهوار تزحف إلى معقل الفارس الأبدي، لاختراق كوادر العسس المسلحة وقواد الميمنة والميسرة، لاستخدام حرب نفسية ضد أقارب ومستشاري الفارس الأقربين تدفعهم للتخلي عنه أو للاختلاف فيما بينهم، لإيصال أخبار عن طريق ثقاة إلى الفارس الأبدي تدفعه للمواجهة بالسلاح الأبيض: ذلك أن الخسارة في مبارزة كبرى مع كبير رعاة البقر أمر مستحيل بالنظر لشيخوخة ذلك الراعي). نقطة اللقاء بين عزيز الغضبان وتلك المجموعة كانت هي أن ثمة خطران يتهددان الشعب ولا خيار للشعب إلا باختيار نفسه، أو الوقوع في خندق أحد الماردين، وليس سوى تلك المجموعة هو من يمثل (مصالح الشعب في قيادة الموقعة المقدسة ضد كل الطغاة). وقرر في لحظة دراماتيكية مغادرة أرض الروم للمشاركة في الموقعة المقدسة. وحين ألحّت عليه الشريفة العزيزة أن لا يفعل وسردت له حكايات تثبت أن التاريخ ليس صراعا طبقيا وإنما مؤامرة بوليسية ولعبة مصالح اقتصادية يشترك فيها الجميع باعتبارهم متآمرين، لم يصدقها بسبب هذيانات السنين الأخيرة واعتزالها للسياسة. وحين ألحّت وأغلظت الأيمان وكادت أن تقنعه وضعها عزيز الغضبان في إبريق وأغلق عليها بالمهر ووضع كودة لفتح الإبريق أودعها في البريد الالكتروني. وراح يخطط لأسرع وأسلم الطرق للعودة. ولم يصل إلا إلى نتيجة واحدة؛ العودة تتم عبر أرض كنعان. وقرر الذهاب إلى أرض كنعان كخطوة أولى. عقدة الذنب أطلت من زاوية عمّار ومهد الطفولة، وظروف الموت، مسئوليته عن ذلك الموت رغم أنه لا يعرف أي شيء ورغم أن ذلك حدث بعد هروبه مع الشريفة بسنين. تكراره للازمة "أنا وصمة العار، يا أيها الطفل المختار." المنتهية بطرق متنوعة تتراوح بين شجّ الرأس والنوم والشخير الذي لا يصدق أحد أن مصدره ذلك الطفل ذي العوينات.
وكلما استقل عربة من بيته تقلّه إلى مركز السفر اعترضه حلم ونخر في رأسه وأعضاء جسده كمن يتعرض لعملية جراحية كبرى دون تخدير. والأحلام تلك هي دائما أحداث غير قابلة للوصف تعيده بشكل غير متوقع إلى طفولته وتغير مسار رفاق الصبا إلى مسالك غير قابلة للاحتمال. أحلام، أحداث تهز كيانه كله وتشل تفكيره ولا تتركه إلا متى ما قفز من العربة وطرد من رأسه فكرة العودة. وكان الحلم يغادره تدريجيا كلما اقترب من بيته. وفي البيت غرق عزيز الغضبان في الحيرة: ـ هل أن الحلم حقيقة أم وهم؟ ـ هل أنا على استعداد حقا للعودة، أم ثمة أماني؟ ـ هل أن الحلم رسالة من العالم الآخر أم رعب خفي؟
#حازم_كمال_الدين (هاشتاغ)
Hazim_Kamaledin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العائلة المقدسة الرقيّم الأول
-
العائلة المقدسة - الرقيّم الثالث - الأحـلام
المزيد.....
-
مجدي صابر.. رحلة كاتب شكلته الكتب وصقله الشارع
-
البحث عن الملاذ في أعمال خمسة فنانين من عمان في بينالي فيني
...
-
تادغ هيكي.. كوميدي أيرلندي وظف موهبته لدعم القضية الفلسطينية
...
-
الحكم بسجن الفنان الشعبي سعد الصغير 3 سنوات في قضية مخدرات
-
فيلم ’ملفات بيبي’ يشعل الشارع الاسرائيلي والإعلام
-
صرخات إنسانية ضد الحرب والعنف.. إبداعات الفنان اللبناني رودي
...
-
التراث الأندلسي بين درويش ولوركا.. حوار مع المستعرب والأكادي
...
-
الجزيرة 360 تعرض فيلم -عيون غزة- في مهرجان إدفا
-
من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم
...
-
الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|