|
فاطِمَة وَفَدَك
محمد الحداد
الحوار المتمدن-العدد: 3080 - 2010 / 7 / 31 - 03:15
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مقدمة لا بد منها : قد يتساءل كثيرون ما هذا العنوان الغريب ، خاصة سُنْيِّ المذهب ، والسبب هو ورود أسم فاطمة مع أسم فدك ، وفَدَكْ تقرأ بفتح الفاء والدال وسكون الكاف ، وهي أسم لمكان في شبه الجزيرة العربية وله قيمة تاريخية إسلامية كما سنعرف خلال بحثنا هذا . وقد يتساءل آخرون ما فائدة بحث كهذا ونحن نعيش حالة انقسام أميبي داخل المسلمين عامة أدت لنشوء مذاهب عديدة ، سابقا وبيومنا الحاضر ، وربما لن نرى يوما تتوقف فيه حالة الخصام والانقسام والتشرذم الكبير بين قطبي الأمة المذهبي الحالي ، بسنيته وشيعته ، وقد يزيد هذا البحث من جفاء طرفي الخصام بعضهما لبعض ، ولكن مسعانا ببحثنا هذا هو إظهار حالات الخلاف هذه ، لأنه لا يكفي أن نقول أن المذهبين متصالحان ، وهناك نيران خامدة غير ظاهرة للعيان نرى دخانها هنا وهناك ، بين الحين والآخر ، وهي مستعدة للظهور متى ما أريد لها ، فتحرق الأخضر واليابس من الطرفين . فهذه محاولة منا للغوص بهذا الماضي السحيق الذي ما زلنا ندفع ضريبة خلافات رجاله الأوائل ليومنا الحاضر ، دماء وتكفير وتفجير وسبي ، وقد يبقى مستمرا بهذه الصورة القاتمة حالنا ، أقلها للمستقبل القريب . وقد يتساءل طرف ثالث لا تعنيه الهموم السابقة للأمة ، بل ولا يؤمن بدينها وتراثها الماضي ، وحكاياتها ومصائبها ، وما جرته وتجره يوميا علينا . يتساءلون ما فائدة بحث كهذا بيومنا هذا والناس تقتل في العراق وأفغانستان وفلسطين وغيرها من مناطق المسلمين ، فأقول لهم ، دعوا هذا البحث واتركوه ، ولا تكملوا قراءته ، لأنه لا يعنيكم ، ولا يخاطبكم ، بل هو يخاطب تلك الشريحة التي أسقطت الماضي بمآسيه وآلامه على الحاضر ، وبقيت تجتر هذا الماضي حقدا وانتقاما ، وتنتظر أن ترسم المستقبل على خطوات الماضي بكل مآسيه ومظالمه ، فأنتم غير مخاطبين بهذا البحث وغير معنيين ، وإن أردتم الاستمرار بالقراءة ، فاعتبروه مجرد ترف فكري للذي لديه الوقت الكافي كي يضيعه ، لا أكثر ولا أقل . ملاحظة أخيرة قبل أن نبدأ بحثنا هذا ، وهي أن كل الأسماء التي ستذكر بهذا البحث لن تلحقها مفردات مثل (ص) ، عليه السلام ، عليها السلام ، كرم الله وجهه ، أو رضي الله عنه ، والسبب هو ليس عدم إيماننا بتلك الكلمات ، أو عدم تقديرنا لأصحابها ومكانتهم ، أو هو نوع من التحدي للمسلمين بكل طوائفهم التي يعتبرونها من الضروريات ، ولكن غايتنا أن نلتزم الحياد ما أمكننا لذلك سبيلا ، فلو ذكر أمام أسم علي بن أبي طالب كلمة ( رض ) أو كرم الله وجهه ، فهذا يوحي للقارئ أني أتخذ طرف الجانب السني ، وإن قلت علي ( عليه السلام ) أكون قد اتخذت طرف الجانب الشيعي ، وهذا بالضبط ما لا نبتغيه لأنفسنا . وقد يتساءل سائل ما ، طيب ولم لا تقول محمد ( ص ) ، فأجيب حتى أكون محايداً أيضا أمام القارئ الغير مسلم ، أو القارئ الذي يريد معرفة ما يريد هذا البحث إثباته ، دون أي تأثيرات عن مدى إيمان الكاتب من عدمه ، أو تطبيقه لمفردات أسلامية اعتبرت عند البعض من أصول الدين ، من عدمها ، فالغرض هو الحيادية بالكتابة والتقييم ، وأرجوا أن أنجح بذلك .
الفصل الأول من هي فاطمة ؟
1. هي فاطمة بنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب . 2. أبوها محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، رسول الله عند المسلمين ونبيهم . 3. أمها خديجة بنت خويلد بن أسد .
أصل التسمية ومعناها
وجدت عدة أسباب لتسمية فاطمة بهذا الاسم ، أنقلها لكم كما هي من مصادرها : 1. سميت فاطمة بأمر من السماء في الإسراء والمعراج . ومعنى كلمة فاطمة كما جاءت بالمصادر الشيعية هي : قيل عن الصادق : تدري أي شيء تفسير فاطمة ؟! قال: فطمت من الشر، ويقال: إنما سميت فاطمة لأنها فطمت من الطمث .
2. و جاء في لسان العرب معنى فاطمة التالي : فَطَم العُودَ فَطْماً: قطعه . وفَطَمَ الصبيِّ يَفْطِمه فَطْماً، فهو فطيم: فصَلَه من الرضاع . وغلام فَطِيم ومَفْطُوم وفطَمَتْه أُمه تَفْطِمه: فصَلته عن رضاعها . الجوهري: فِطام الصبي فِصاله عن أُمه، فطَمَت الأُم ولدها وفُطِم الصبي وهو فَطِيم، وكذلك غير الصبي من المَراضِع، والأُنثى فَطِيم و فَطِيمة . وفاطِمةُ من أسماء النساء . التهذيب: وتسمى المرأَة فاطِمة وفِطاماً و فَطِيمة .
وسميت بالزهراء وتعني : 1. عند الشيعة الطاهرة لأنها لا تحيض . 2. و جاء في لسان العرب : وفي حديث علي في صفة رسولُ الله : كان أَزْهَرَ اللَّوْنِ ليس بالأَبيضِ الأَمْهَقِ . والمرأَة زَهْرَاءُ؛ وكل لون أَبيض كالدُّرَّةِ الزَّهْراءِ، والحُوَار الأَزْهَر .
وسميت بالبتول : لأنها وفق المصادر الشيعية : 1. عن النبي : إنما سميت فاطمة البتول لأنها تبتلت من الحيض والنفاس . 2. وعنه : أن ابنتي فاطمة حَوراء لم تحض، ولم تطمث . 3. وروى الصدوق بسنده عن عمر بن علي عن أبيه علي : أن النبي سئل ما البتول؟! فإنا سمعناك يا رسول الله تقول: إن مريم بتول، وفاطمة بتول؟ قال: البتول التي لن (لم) تر حمرة قط ، أي لم تحض ، فإن الحيض مكروه في بنات الأنبياء . و جاء في لسان العرب أن البتول : 4. والبَتُول من النساء: العَذْراء المنقطعة من الأَزواج، ويقال: هي المنقطعة إِلى الله عز وجل عن الدنيا . 5. وفي الحديث: لا رَهْبانيَّة ولا تَبَتُّل في الإِسلام؛ والتَّبَتُّلُ: الانقطاع عن النساء وترك النكاح، وأَصل البَتْلِ القَطْع . وسئل أَحمد بن يحيى عن فاطمة بنت رسول الله : لم قيل لها البَتُول؟ 6. فقال: لانقطاعها عن نساء أَهل زمانها ونساء الأُمة عفافاً وفضلاً وديناً وحسباً، وقيل: لانقطاعها عن الدنيا إِلى الله عز وجل . و جاء في مقاييس اللغة التالي : 7. يقال لمريمَ العذراء "البَتُول" لأنها انفردت فلم يكن لها زوج . وسميت الحوراء حيث : جاء في لسان العرب حول حوراء التالي : 8. والحَوَرُ: أَن يَشْتَدَّ بياضُ العين وسَوادُ سَوادِها وتستدير حدقتها وترق جفونها ويبيضَّ ما حواليها ، وقيل: الحَوَرُ شِدَّةُ سواد المُقْلَةِ في شدّة بياضها في شدّة بياض الجسد ، ولا تكون الأَدْماءُ حَوْراءَ ، قال الأَزهري: لا تسمى حوراء حتى تكون مع حَوَرِ عينيها بيضاءَ لَوْنِ الجَسَدِ .
حياتها 1. ولدت في مكة بعد البعثة النبوية بخمس أعوام حسب المصادر الشيعية ، أي في سنة الهجرة إلى الحبشة ، أي وعمر الرسول 45 سنة ، بينما تذكر بعض المصادر السنية أنها ولدت قبل البعثة بخمس سنوات ، أي عمر الرسول 35 سنة ، والفرق في تأريخ الولادة عشرة أعوام ، وهو فرق ليس قليل كما سنرى لاحقا ، حيث أنه سيؤثر على عمر زواجها ، ولادتها لأولادها ، علاقتها بأبيها خاصة ، وأخيرا وفاتها . 2. توفيت في المدينة وعمرها ثمانية عشر عاما حسب المصادر الشيعية . 3. بينما تقول المصادر السنية أنها توفيت وعمرها 28 عاما . 4. خطبها أبو بكر أبن أبي قحافة وعمر بن الخطاب ، وردهما الرسول بحجة صغر سنها . 5. تزوجت من علي بن أبي طالب بعد سنة من الهجرة النبوية ، و بني بها بعد سنة . 6. أنجبت ولدين وبنتين ، ويقال أنها أسقطت جنينا ، وهم : 1. الحسن بن علي بن أبي طالب . 2. الحسين بن علي بن أبي طالب . 3. زينب بنت علي بن أبي طالب . 4. وأم كلثوم بنت علي بن أبي طالب . 5. أسقطت طفل سُمِيَ محسن بسبب حادثة التهجم عليها داخل بيتها ( سنتناول هذه القصة لاحقا بالتفصيل ببحث آخر ) . 7. قبرها غير معروف المكان ، ويقال أنه في البقيع في المدينة المنورة . 8. ولدت الحسن وعمرها أثنا عشر سنة حسب المصادر الشيعية .
الفصل الثاني ما هي فدك ؟
تقرأ فَدَك ، بفتح الفاء وفتح الدال وسكون الكاف . يقال أن فدك والتي تبعد مسافة يومين أو ثلاثة عن المدينة بحسب أسلوب قياس المسافات بين المواقع والمدن بذلك الزمن في الجزيرة العربية على ما يستغرقه المسير بالجمال بينهما ، ونستطيع القول أنها على بعد بين 100 إلى 150 كيلومتر بقياس وقتنا الحالي . وهي أرض زراعية ، ويقال أنها قرية ، كان يسكنها اليهود ، وكانت تشتهر بزراعة القمح و التمور ، وأنهم خافوا من حرب المسلمين ، فصالحوا النبي بعد سبع سنوات من الهجرة على النصف من فدك ، وبحديث آخر عليها كلها ، فأصبحت من الفيء حسب النص القرآني ( وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شيء قدير) سورة الحشر آية 6 ، (ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب ) سورة الحشر آية 7 . كان النبي يقسم فيئها بين آل بيته وفقراء المسلمين ، فلما قضى ، أرسلت فاطمة إلى أبي بكر تسأله ميراثها فيها وما بقي من خمس خيبر . فقال أبو بكر : إن رسول الله كان يقول إننا معشر الأنبياء لا نورث ، ما تركناه صدقة ، وأني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله عن حالها التي كان عليها . ويقال أن فاطمة احتجت عليه بقوله تعالى عن نبي من أنبيائه ( زكريا ) ( يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا) سورة مريم آية 6 ، وقوله تعالى ( وورث سليمان داوود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين) .سورة النمل آية 16 . وأن أبا بكر قال لها : يا بنت رسول الله ، أنت عين الحجة ومنطق الرسالة ، لا يد لي بجوابك ولا أوقعك عن صوابك ، ولكن هذا أبو الحسن بيني وبينك هو الذي أخبرني بما تفقدت ، وأنبأني بما أخذت وتركت . وجاء في شرح ابن أبي الحديد على نهج البلاغة التالي : إن أبا بكر قال : يا ابنة رسول الله ، والله ما ورث أبوك دينارا ولا درهما ، وإنه قال إن الأنبياء لا يورثون . فقالت : إن فدك وهبها لي رسول الله . قال : فمن يشهد بذلك ؟ فجاء علي بن أبي طالب فشهد ، وجاءت أم أيمن فشهدت أيضا . وجاء عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف فشهدا أن رسول الله كان يقسمها . فقال أبو بكر : صدقت يا بنت رسول الله ، وصدق علي ، وصدقت أم أيمن ، وصدق عمر ، وصدق عبد الرحمن ، وذلك أن مالك لأبيك ، كان رسول الله يأخذ من فدك قوتكم ويقسم الباقي ويحمل في سبيل الله ، فما تصنعين بها ؟ قالت : أصنع بها كما يصنع أبي . قال : فلك علي الله أن أصنع كما يصنع فيها أبوك . قالت : الله لتفعلن ؟ قال : الله لأفعلن . قالت : اللهم اشهد . وفي خلال الخلاف في هذه القضية قال عمر لأبي بكر : انطلق بنا إلى فاطمة فإنا قد أغضبناها ، فانطلقا فاستأذنا عليها فلم تأذن لهما ، فأتيا عليا فكلماه ، فأدخلهما . فلما قعدا عندها حولت وجهها إلى الحائط ، فسلما عليها ، فلم ترد السلام . فتكلم أبو بكر فقال : يا حبيبة رسول الله ، والله إن قرابة رسول الله أحب إلي من قرابتي ، وإنك لأحب إلي من عائشة ابنتي ، و لوددت يوم مات أبوك أني مت ولا أبقى بعده ، أفتراني أعرفك وأعرف فضلك وشرفك وأمنعك حقك وميراثك من رسول الله ؟ ألا أني سمعت أباك رسول الله يقول ، لا نورث ، ما تركناه صدقة . فقالت : أرأيتكما إن حدثتكما حديثا عن رسول الله تعرفانه وتعملان به . قالا : نعم . فقالت : أنشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول رضاء فاطمة من رضائي وسخطها من سخطي . قالا : نعم سمعناه من رسول الله . قالت : فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه . فقال أبو بكر : أنا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة . ثم انتحب يبكي ، ثم خرج ، فاجتمع إليه الناس ، فقال لهم : يبيت كل رجل منكم معانقا خليلته ، مسرورا بأهله ، وتركتموني وما أنا فيه ، لا حاجة لي في بيعتكم ، أقيلوني بيعتي.
الفصل الثالث خطبة فاطمة
روى عبد الله بن الحسن بإسناده عن آبائه (1) ، أنه لما أجمع أبو بكر وعمر على منع فاطمة فدكا و بلغها ذلك لاثت ( وضعت ولفت ) خمارها على رأسها و اشتملت بجلبابها وأقبلت في لُمّةٍ ( جمع ) من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها ما تخرم مشيتها مشية رسول الله حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم فنيطت ( علقت ) دونها ملاءة فجلست ثم أنَت أنَةً أجهش القوم لها بالبكاء فأرتج المجلس ثم أمهلت هنيئة حتى إذا سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم .
افتتحت الكلام بحمد الله و الثناء عليه والصلاة على رسوله ، فعاد القوم في بكائهم فلما أمسكوا عادت في كلامها فقالت :
الحمد لله على ما أنعم وله الشكر على ما ألهم والثناء بما قدم من عموم نعم ابتدأها و سبوغ ( اتسعت ) آلاء أسداها وتمام منن أولاها جم عن الإحصاء عددها ونأى عن الجزاء أمدها وتفاوت عن الإدراك أبدها وندبهم لاستزادتها بالشكر لاتصالها و إستحمد إلى الخلائق بإجزالها وثنى بالندب إلى أمثالها وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كلمة جعل الإخلاص تأويلها وضمن القلوب موصولها وأنار في التفكر معقولها الممتنع من الأبصار رؤيته ومن الألسن صفته ومن الأوهام كيفيته ابتدع الأشياء لا من شيء كان قبلها وأنشأها بلا احتذاء أمثلة امتثلها كونها بقدرته و ذرأها بمشيته من غير حاجة منه إلى تكوينها ولا فائدة له في تصويرها إلا تثبيتا لحكمته وتنبيها على طاعته وإظهارا لقدرته تعبدا لبريته وإعزازا لدعوته ثم جعل الثواب على طاعته ووضع العقاب على معصيته ذيادة ( إبعاد ) لعباده من نقمته و حياشة ( جمع ) لهم إلى جنته وأشهد أن أبي محمدا عبده ورسوله اختاره قبل أن أرسله وسماه قبل أن اجتباه واصطفاه قبل أن ابتعثه إذ الخلائق بالغيب مكنونة وبستر الأهاويل مصونة وبنهاية العدم مقرونة علما من الله تعالى بمآيل ( تحول ) الأمور وإحاطة بحوادث الدهور ومعرفة بمواقع الأمور ابتعثه الله إتماماً لأمره وعزيمة على إمضاء حكمه و إنفاذاً لمقادير رحمته فرأى الأمم فرقاً في أديانها عكفاً على نيرانها عابدة لأوثانها منكرة لله مع عرفانها فأنار الله بأبي محمد ظلمها وكشف عن القلوب بهمها و جلا عن الأبصار غممها وقام في الناس بالهداية فأنقذهم من الغواية وبصرهم من العماية وهداهم إلى الدين القويم ودعاهم إلى الطريق المستقيم ثم قبضه الله إليه قبض رأفة واختيار ورغبة وإيثار ، فمحمد من تعب هذه الدار في راحة قد حف بالملائكة الأبرار ورضوان الرب الغفار ومجاورة الملك الجبار صلى الله على أبي نبيه وأمينه وخيرته من الخلق وصفيه والسلام عليه ورحمة الله وبركاته . ثم التفتت إلى أهل المجلس وقالت : أنتم عباد الله نصب أمره ونهيه وحملة دينه ووحيه وأمناء الله على أنفسكم وبلغاءه إلى الأمم زعيم حق له فيكم وعهد قدمه إليكم وبقية استخلفها عليكم كتاب الله الناطق والقرآن الصادق والنور الساطع والضياء اللامع بينة بصائره منكشفة سرائره منجليه ظواهره مغتبطة به أشياعه قائدا إلى الرضوان إتباعه مؤد إلى النجاة استماعه به تنال حجج الله المنورة وعزائمه المفسرة ومحارمه المحذرة و بيناته الجالية وبراهينه الكافية وفضائله المندوبة ورخصه الموهوبة وشرائعه المكتوبة فجعل الله الإيمان تطهيرا لكم من الشرك والصلاة تنزيها لكم عن الكبر والزكاة تزكية للنفس ونماء في الرزق والصيام تثبيتا للإخلاص والحج تشييدا للدين والعدل تنسيقا للقلوب وطاعتنا نظاماً للملة وإمامتنا أماناً للفرقة والجهاد عزاً للإسلام والصبر معونة على إستيجاب الأجر والأمر بالمعروف مصلحة للعامة وبر الوالدين وقاية من السخط وصلة الأرحام منسأة في العمر ومنماة للعدد والقصاص حقناً للدماء والوفاء بالنذر تعريضا للمغفرة و توفية المكاييل والموازين تغييرا للبخس والنهي عن شرب الخمر تنزيها عن الرجس واجتناب القذف حجاباً عن اللعنة وترك السرقة إيجابا للعفة وحرم الله الشرك إخلاصا له بالربوبية فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون وأطيعوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه فإنه إنما يخشى الله من عباده العلماء ثم قالت أيها الناس اعلموا أني فاطمة و أبي محمد أقول عودا وبدوا ولا أقول ما أقول غلطاً ولا أفعل ما أفعل شططاً لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ فإن تعزوه وتعرفوه تجدوه أبي دون نسائكم وأخا ابن عمي دون رجالكم ولنعم المعزى إليه فبلغ الرسالة صادعا بالنذارة مائلا عن مدرجة المشركين ضاربا ثبجهم ( أولهم ووسطهم وآخرهم ) آخذا بأكظامهم داعيا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة يجف الأصنام وينكث الهام حتى انهزم الجمع وولوا الدبر حتى تفرى الليل عن صبحه وأسفر الحق عن محضه ونطق زعيم الدين وخرست شقاشق ( قول الباطل ) الشياطين وطاح وشيظ النفاق وانحلت عقد الكفر والشقاق وفهتم بكلمة الإخلاص في نفر من البيض الخماص وكنتم على شفا حفرة من النار مذقة الشارب و نهزة الطامع و قبسة العجلان وموطئ الأقدام تشربون الطرق وتقتاتون القد أذلة خاسئين تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمد بعد اللتيا والتي وبعد أن مني ببهم الرجال و ذؤبان العرب ومردة أهل الكتاب كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله أو نجم قرن الشيطان أو فغرت فاغرة من المشركين قذف أخاه في لهواتها فلا ينكفئ حتى يطأ جناحها بأخمصه ويخمد لهبها بسيفه مكدودا في ذات الله مجتهدا في أمر الله قريبا من رسول الله سيدا في أولياء الله مشمرا ناصحا مجدا كادحا لا تأخذه في الله لومة لائم وأنتم في رفاهية من العيش وادعون فاكهون آمنون تتربصون بنا الدوائر و تتوكفون الأخبار وتنكصون عند النزال وتفرون من القتال فلما اختار الله لنبيه دار أنبيائه ومأوى أصفيائه ظهر فيكم حسكة النفاق و سمل جلباب الدين ونطق كاظم الغاوين ونبغ خامل الأقلين وهدر فنيق المبطلين فخطر في عرصاتكم وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه هاتفا بكم فألفاكم لدعوته مستجيبين وللعزة فيه ملاحظين ثم استنهضكم فوجدكم خفافا و أحمشكم فألفاكم غضابا فوسمتم غير إبلكم ووردتم غير مشربكم هذا والعهد قريب والكلم رحيب والجرح لما يندمل والرسول لما يقبر ابتدارا زعمتم خوف الفتنة ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين فهيهات منكم وكيف بكم وأنى تؤفكون وكتاب الله بين أظهركم أموره ظاهرة وأحكامه زاهرة وأعلامه باهرة و زواجره لائحة وأوامره واضحة وقد خلفتموه وراء ظهوركم أرغبة عنه تريدون أم بغيره تحكمون بئس للظالمين بدلا ومن يتبع غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ثم لم تلبثوا إلا ريث أن تسكن نفرتها ويسلس قيادها ثم أخذتم تورون وقدتها وتهيجون جمرتها وتستجيبون لهتاف الشيطان الغوي وإطفاء أنوار الدين الجلي وإهمال سنن النبي الصفي تشربون حسوا في ارتغاء وتمشون لأهله وولده في الخمرة والضراء ويصير منكم على مثل حز المدى ووخز السنان في الحشا وأنتم الآن تزعمون أن لا إرث لنا أ فحكم الجاهلية تبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون أفلا تعلمون بلى قد تجلى لكم كالشمس الضاحية أني ابنته أيها المسلمون أأغلب على إرثي يا ابن أبي قحافة أفي كتاب الله ترث أباك ولا أرث أبي لقد جئت شيئا فريا أ فعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم إذ يقول وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ وقال فيما اقتص من خبر يحيى بن زكريا إذ قال فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وقال وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ وقال يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ وقال إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَ الْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ وزعمتم أن لا حظوة لي ولا إرث من أبي ولا رحم بيننا أ فخصكم الله بآية أخرج أبي منها أم هل تقولون إن أهل ملتين لا يتوارثان أو لست أنا وأبي من أهل ملة واحدة أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك فنعم الحكم الله والزعيم محمد والموعد القيامة وعند الساعة يخسر المبطلون ولا ينفعكم إذ تندمون ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم . ثم رمت بطرفها نحو الأنصار فقالت : يا معشر النقيبة و أعضاد الملة و حضنة الإسلام ما هذه الغميزة في حقي والسنة عن ظلامتي أما كان رسول الله أبي يقول المرء يحفظ في ولده سرعان ما أحدثتم وعجلان ذا إهالة ولكم طاقة بما أحاول وقوة على ما أطلب وأزاول أتقولون مات محمد فخطب جليل استوسع وهنه و استنهر فتقه و انفتق رتقه وأظلمت الأرض لغيبته وكسفت الشمس والقمر وانتثرت النجوم لمصيبته وأكدت الآمال وخشعت الجبال وأضيع الحريم وأزيلت الحرمة عند مماته فتلك والله النازلة الكبرى والمصيبة العظمى لا مثلها نازلة ولا بائقة عاجلة أعلن بها كتاب الله جل ثناؤه في أفنيتكم وفي ممساكم ومصبحكم يهتف في أفنيتكم هتافا وصراخا وتلاوة وألحانا ولقبله ما حل بأنبياء الله ورسله حكم فصل وقضاء حتم وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ إيها بني قيله أأهضم تراث أبي وأنتم بمرأى مني ومسمع ومنتدى ومجمع تلبسكم الدعوة وتشملكم الخبرة وأنتم ذوو العدد والعدة والأداة والقوة وعندكم السلاح والجنة توافيكم الدعوة فلا تجيبون وتأتيكم الصرخة فلا تغيثون أنتم موصوفون بالكفاح معروفون بالخير والصلاح والنخبة التي انتخبت والخيرة التي اختيرت لنا أهل البيت قاتلتم العرب وتحملتم الكد والتعب وناطحتم الأمم وكافحتم ألبهم لا نبرح أو تبرحون نأمركم فتأتمرون حتى إذا دارت بنا رحى الإسلام ودر حلب الأيام وخضعت ثغرة الشرك وسكنت فورة الإفك وخمدت نيران الكفر وهدأت دعوة الهرج و استوسق نظام الدين فأنى حزتم بعد البيان وأسررتم بعد الإعلان ونكصتم بعد الإقدام وأشركتم بعد الإيمان بؤسا لقوم نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وهموا بإخراج الرسول وهم بدءوكم أول مرة أ تخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين ألا وقد أرى أن قد أخلدتم إلى الخفض وأبعدتم من هو أحق بالبسط والقبض وخلوتم بالدعة ونجوتم بالضيق من السعة فمججتم ما وعيتم و دسعتم الذي تسوغتم فإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد ألا وقد قلت ما قلت هذا على معرفة مني بالجذلة التي خامرتكم و الغدرة التي استشعرتها قلوبكم ولكنها فيضة النفس و نفثة الغيظ وخور القناة و بثة الصدر وتقدمة الحجة فدونكموها فاحتقبوها دبرة الظهر نقبة الخف باقية العار موسومة بغضب الجبار وشنار الأبد موصولة بنار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة فبعين الله ما تفعلون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون وأنا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد فاعملوا إنا عاملون و انتظروا إنا منتظرون . فأجابها أبو بكر عبد الله بن عثمان وقال يا بنت رسول الله لقد كان أبوك بالمؤمنين عطوفا كريما رءوفا رحيما وعلى الكافرين عذابا أليما وعقابا عظيما إن عزوناه وجدناه أباك دون النساء وأخا إلفك دون الأخلاء آثره على كل حميم وساعده في كل أمر جسيم لا يحبكم إلا سعيد ولا يبغضكم إلا شقي بعيد فأنتم عترة رسول الله الطيبون الخيرة المنتجبون على الخير أدلتنا وإلى الجنة مسالكنا وأنت يا خيرة النساء وابنة خير الأنبياء صادقة في قولك سابقة في وفور عقلك غير مردودة عن حقك ولا مصدودة عن صدقك والله ما عدوت رأي رسول الله ولا عملت إلا بإذنه والرائد لا يكذب أهله وإني أشهد الله وكفى به شهيدا أني سمعت رسول الله يقول نحن معاشر الأنبياء لا نورث ذهبا و لا فضة و لا دارا و لا عقارا و إنما نورث الكتاب والحكمة والعلم والنبوة وما كان لنا من طعمة فلولي الأمر بعدنا أن يحكم فيه بحكمه وقد جعلنا ما حاولته في الكراع والسلاح يقاتل بها المسلمون ويجاهدون . فقالت سبحان الله ما كان أبي رسول الله عن كتاب الله صادفا ولا لأحكامه مخالفا بل كان يتبع أثره و يقفوا سوره أ فتجمعون إلى الغدر اعتلالا عليه بالزور وهذا بعد وفاته شبيه بما بغي له من الغوائل في حياته هذا كتاب الله حكما عدلا وناطقا فصلا يقول يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ و يقول وَ وَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ وبين عز وجل فيما وزع من الأقساط وشرع من الفرائض والميراث وأباح من حظ الذكران والإناث ما أزاح به علة المبطلين وأزال التظني والشبهات في الغابرين كلا بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون . فقال أبو بكر صدق الله ورسوله وصدقت ابنته معدن الحكمة وموطن الهدى والرحمة وركن الدين وعين الحجة لا أبعد صوابك ولا أنكر خطابك هؤلاء المسلمون بيني وبينك قلدوني ما تقلدت وباتفاق منهم أخذت ما أخذت غير مكابر ولا مستبد ولا مستأثر وهم بذلك شهود . فالتفتت فاطمة إلى الناس و قالت : معاشر المسلمين المسرعة إلى قيل الباطل المغضية على الفعل القبيح الخاسر أفلا تتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها كلا بل ران على قلوبكم ما أسأتم من أعمالكم فأخذ بسمعكم وأبصاركم و لبئس ما تأولتم وساء ما به أشرتم وشر ما منه اغتصبتم لتجدن والله محمله ثقيلا و غبه وبيلا إذا كشف لكم الغطاء وبان بإورائه الضراء وبدا لكم من ربكم ما لم تكونوا تحتسبون و خسر هنالك المبطلون . ثم عطفت على قبر النبي و قالت
قـد كـان بعـدك أنبـاء و هنبثة لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب إنـا فقـدناك فقـد الأرض وابلها و اختل قومك فاشهدهم و لا تغب
قـد كـان جبريـل بالآيات يؤنسنا فغاب عنا فكـل الخيـر محتجب و كنت بـدرا و نـورا يستضاء به عليك ينزل من ذي العـزة الكتب
تجهمتنـا رجـال و استخف بنـا إذ غبت عنا فنحن اليـوم تغتصب فسوف نبكيك ما عشنا و ما بقيت منا العيـون بتهمال لها سكـب
الفصل الرابع الخلاصة من القصة أعلاه نجد من الضرورة تأكيد جملة من الملاحظات حول الخلاف ألتأريخي هذا ، وهي التالي : 1. أن الدولة الإسلامية في بداية نشوئها لم تكن تعتمد صيغة صكوك الملكية ، أو كتابة العقود ، بل كان كل ما يقام من معاملات بين الأفراد يعتمد على الشفاهة ، والثقة . 2. وهذا يجرنا إلى إمكانية نشوء نزاعات كبيرة جدا ، كما حدث في موضوع فدك بين فاطمة وأبي بكر ، فلو كان عند فاطمة صك ملكية أرض فدك ، لما حدث ما حدث بتلك الصيغة . 3. نرى من تصرف أبو بكر أنه أخذ بقول سمعه من الرسول دليلا على دحض حجج فاطمة والتي كانت تدعمها هي بنصوص قرآنية ، فهو يقول أنه سمع الرسول قال ( نحن الأنبياء لا نورث ، ما تركناه صدقة ) ، بينما فاطمة اعتمدت على نصوص قرآنية ( وورث سليمان داود ) ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) ، وهذا يؤدي أن تكون حجة أبي بكر ضعيفة أمام حجج فاطمة ، فالنص القرآني غالب وطاغي على أي نص آخر حتى لو كان كلاما مرسلا للرسول ، لأن المشرع هو الله ، وما على الرسول إلا البلاغ المبين . 4. جعل أبو بكر نفسه حاكما وقاضيا بالأمر مع أنه طرف بالدعوى ، أو كما يسمى بالعلوم القانونية والقضائية الحالية مُدَعى عليه ، ففاطمة المشتكية والمُدَّعية ، وأبي بكر المُشتَكى والمُدعى عَليه وبنفس الوقت والقاضي والحاكم بأمره ، وهذا خطأ قانوني جسيم جدا ، يؤدي دائما إلى أن الحاكم والقاضي يأخذ بوجهة نظره الشخصية التي تكون هو الغالبة ، ونادرا ... نادرا ما يحكم على نفسه . 5. أن أبي بكر أستبد برأيه ، وقرر أن ما سمعه من الرسول هو الحق وغيره باطل حتى وإن لم يقله ولكن بما حكم به ، ونسى أنه يمكن أن يكون قد خطر بباله ذلك القول ولم يقله الرسول ، حيث يستحيل أن يقول الرسول قولا يخالف به النص القرآني ، وأمام أبو بكر نص قرآني لا يمكن لبشر أن يحرفه . 6. كانت شهادة فاطمة تكفي لوحدها أن يعطيها أبو بكر ما طلبت لمكانتها بين المسلمين ، ولأصلها من صلب النبي ، ولما عرف عنها من صدق وعفة نفس ، وبصفته حاكم بأمره لا يخرج عن قوله أحد ، كان بإمكانه أن يعطيها ما طلبت ويُرضيها حتى ولو كان في قرارة نفسه غير مقتنع دون أن يواجه بأي اعتراض من أحد . 7. وفي موضوع الشهادة ، شهد لفاطمة كل من علي بن أبي طالب و أم أيمن ، وشهد لأبي بكر كل من عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف ، فتكون شهادتين ضد شهادتين ، فلم أخذ أبو بكر جانب شهادتي عمر وعبد الرحمن ، وأهمل شهادتي علي وأم أيمن ؟ أ و ليس لأن شهادة عمر وعبد الرحمن توافق رأي أبو بكر !. نترك الرأي النهائي للقارئ الكريم ، وعليه تحكيم عقله فيما قيل ونقل ، على فرض أن ما نقل لنا هو حقا وبالضبط ما حدث يومها بين فاطمة وأبي بكر .
محمد الحداد 31 . 07 . 2010 المصادر : (1) شبكة الشيعة العالمية . (2) كتاب مأساة الزهراء للسيد جعفر مرتضى ألعاملي . (3) شرح ابن أبي الحديد على نهج البلاغة . (4) فدك في التأريخ للسيد محمد باقر الصدر . (5) خطبة الزهراء الشهيرة في موقع السيد محمد حسين فضل الله . (6) صحيح البخاري . (7) صحيح مسلم . (8) لسان العرب . (9) مقاييس اللغة .
#محمد_الحداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لم أجب على السؤال !!
-
هل الإسلام دين عقل ؟
-
ما هو الاستبداد ؟!
-
المُسْتَبِدُ أبنُ بِيئَتِهِ ، وَهُوَ صانِعُها
-
والشعب يصنع المستبد
-
تعليمات كأس العالم
-
قِ نَفْسَكْ
-
فِ عَهْدَكْ
-
هل الخِرفانُ أصْلُها عَربي !؟
-
الإنتاجُ فِكْرٌ أمْ عَمَل ؟
-
قَطّارَة النَتائج
-
الأخلاق الانتخابية
-
توضيح مهم لكافة القراء الكرام حول مقالنا الموسوم لو كان البع
...
-
لَو كانَ البَعثُ دِيناً وَ رَبّاً لَكَفَرتُ بِه
-
الجدار الناري
-
عِ قَوْلَكْ
-
القاعدة والتكفير وأحمد صبحي منصور
-
نظارات جدتي
-
أين العقلاء في مصر والجزائر ؟
-
مِيزان قبّان
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|