|
متى نلمس دور المثقف الحاسم في حل الازمة العراقية الاراهنة ؟
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 3079 - 2010 / 7 / 30 - 15:51
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
التاريخ شاهد على دور النخبة المثقفة في تغيير كافة المسارات نحو اتجاهها الصحيح في جميع انحاء العالم، سوى كانت سياسية او اجتماعية او اقتصادية او ثقافية وفي اية حقبة كانت، و كلما كانت نسبتهم و مستواهم عاليا كان لهم الدور الابرز في تحسين امور حياةشعوب تلك المنطقة التي يؤثرون عليها ومن ثم و في اكثر الاحيان على العالم اجمع، و النهضات العديدة التي حصلت في مراحل التاريخ المتعاقبة شاهد على ما نقول ،ومنذ عهود غابرة و لحد هذا اليوم الذي اصبحت لهم الكلمة الفصل في تسييركافة مفاصل الحياة العامة للشعوب كافة و من خلال طرق مختلفة، و اكثر من قبل، و لولا نتاجاتهم المادية و المعنوية و مواقفهم و تاثيراتهم المباشرة على الجميع لما وصلنا لعصر الحداثة و التقدم و ما نراه من العولمة و ما نحس به ممابعد الحداثة و ننتظر منه الاكثر ، و خاصة في الدول المتقدمة التي لهم الراي و الكلمة والموقف العالي التاثير. و هذا لا يعني انهم كانوا مكتوفي الايدي في البلدان النامية و في العالم الثالث ، بل هم ادوا ادوارهم الصعبة في هذه المناطق و دفعوا بمسار حياة شعوبهم نحو الامام و خاصة في المراحل و الظروف الحرجة التي تحتاج اية بقعة تمر بها لكافة الفئات و الشرائح و المكونات، و ما مطلوب منهم ان تكون لهم الايدي الفعالة و القول و الموقف و الفعل اللازم لضمان المصالح العامة للشعب، و اسناد الجانب الخير دائما كما هو شيمتهم ،و منع الانحرافات و خاصة السياسية، فان كانت المستندات و الركائز الاساسية للساسة هي المصالح الذاتية و الحزبية المتنوعة و فعل ما يمكن ضمان هذه المصالح قبل اي شيء اخرفانما المثقف هو المشخص المحايد الحقيقي للعلل الموجودة و المعالج الناجح و المرشد العارف لجميع الفئات، و هذا ما يعتمد على نسبتهم و امكانياتهم و دورهم و كيفية استغلال العقول المتنورة في عملهم، و المستوى الثقافي العام للشعب الساند لهم ،و الوعي العام الذي يجب ان يتمتع به المجتمع ليستجيب لما ينوي المثقف في تحقيقه من الاهداف الجوهرية الضرورية في المراحل المختلفة و التي هي اصلا لمصلحته، و هذا ينطبق على كافة الاصناف و الاختصاصات من الكتٌاب و الادباء و الشعراء و الصحفيين و الاكاديميين و الطلبة و المعلمين و المهنيين و اتحاداتهم من العمال و الشرائح الكادحة الناضجة و منظمات المجتمع المدني، و جميعهم دون اشتثناء. بعد قراءة الوضع العراقي الراهن و ما توصلنا اليه بكل تفاصيله، و بعد تقييم الواقع الاجتماعي و الثقافي و الاقتصادي و النفسي العام، و التمعن في دور التاريخ و نشاة الفرد، و تحليل الاجواء التي سا ر فيه العراق و ما مرَ به، و نظرتهم جميعا الى التغييرات المتلاحقة ، يمكننا ان نعول على ما يمكن ان نحصد من تحركه و نستثمر من نتاجات ثقافته و مواقفه ازاء ما يحصل و هو الشريحة المثقفة بشكل عام. من هذا المنطلق ، و بعد قراءة الفترة الكئيبة لما مرت به هذه النخبة، و ما حصل من تجريدهم لابسط الخصوصيات و من ذواتهم و جواهرهم الحقيقية بقوة مفرطة، يمكن ان نستوقف قليلا عند مسيرة حياتهم في العراق و نبين السبب الحقيقي لخمولهم ان صح التعبير لتسمية دورهم، و ما حصل لهم طيل تلك الفترة المظلمة نعذرهم احيانا من عدم اكتراثهم بما يجري و فقدانهم للارادة و انشغالهم بالامور الخاصة ، و تشاؤمهم من الاوضاع يمكن ان يكون نتيجة طبيعية لما لمسوا من الفوضى و الشواذ الحالات و تراجع الوضع المعيشي العام بدلا من الاحلام التي بنيت من حصول التقدم الممكن بعد زوال الكابوس و الصنم، فمن جهة اخرى يمكن ان يلاموا ايضا لانهم لو يؤدوا دور الطليعة و يُظهروا قوتهم و يضغطوا بكل السبل على القادة و يخرجوا نسبة معينة من زمام الامور من ايديهم بالاستناد على الشعب كاهم السبل في نجاح اي عمل الذي يهدف الى التقدم العام و النجاح و الخروج من الازمات و تحديد الطريق الصحيح لما وصلت الحال الى ما نحن فيه من التعقيد، فلم يفعلوا ما كان الشعب منتظرا منهم فبعد الساة يمكن ان يلوم الشعب النخبة المثقفة التي هي في طليعة التنغيير في كل زمان و مكان. من جهة اخرى الصحافة بشكل خاص و دوره المعلوم في كل مكان، لم تكن حرة بمعنى الكلمة، و لحد اليوم منذ التغيير ، و هي مدارة و ممولة من جهة معينة نظرا للظروف المعلومة . و كيفية الانتقال من الصحافة الحزبية الموجهة بعد التعدد الحاصل و انقضاء مرحلة الصحافة و الاعلام للحزب و القائد الاوحد ، فانها تعيش اليوم في حالة ذهول و تخبط مستمر و لم تستقر بعد لتؤدي دورها المطلوب المنتظر منها بشكل صحيح كما تفعل في كافة انحاء العالم، بل في اكثر الاحيان هي التي تُعقد الامور من غير قصد او بفعل فاعل خارجي او داخلي مدعوم من جهة خارجية. لم تكن الصحافة الحرة في هذه الفترة بعد السقوط الا ابواقا لهذا الطرف او ذاك مهما كانت اهدافه، و هي تعمل من اجل ضمان مصالحه و مؤدية للدور المطلوب منها، و لما يهدف الداعم لها و يريد ان يصل اليه العراق ، غير ابه بوظيفة الصحافة و الاعلام الحقيقية، لذا لا يمكن الا ان نقيٌم الصحافة كما هي و ليس على ما نريد و نتمنى عاطفيا. و الا فان وظيفتها الاساسية الحقيقية وهي الاداة الفعالة في اثارة الشعب للتحرك في سبيل وضع الامور في نصابها الصحيح ،و لها الدور الحاسم في بناء المجتمع وبناء الضغوطات و فرض ما يمكن تطبيقه للصالح العام على المتنفذين. لو كان للمثقفين جميعا نسبة ولو قليلة من الراي و المواقف و الارادة المطلوبة لاداء دورهم المطلوب لما عشنا لمدة اكثر من خمسة اشهر في فراغ سياسي مكبل و مقيد لكل محاولات التقدم في البلاد، و لما تركت الساحة خالية للساسة ان تلعب كما تشاء و تعمل ما تفكر فيه فقط، و هي تعمل استنادا على وجهة نظر واحدة دون الاخذ بنظر الاعتبار ما يهم الشعب و الضرورات قبل اية مصلحة اخرى. فهنا يمكن ان يُعاتب و يحسب على المثقف مهما كانت الاسباب التي منعته و حصرته و فرضت عليه عدم الاهتمام و اللامبالاة و خلقت امامه السدود و ما نبعت من امور كبلت ايديه و قيدته سوى كانت الظروف موضوعية ام ذاتية، فكان بامكانه ولو بحركة مؤثرة مثيرة للشعب ان يفرض كلمته المطلوبة بعد عزم و ارادة . فهل ننتظر منه ما يجب ان يفعل ، الم يحن الوقت ام الساسة و الاحزاب سائرون في خطاهم دون اي التفات لما يمكن ان تُقدِم عليه النخبة المثقفة بدعم و اسناد كافة فئات الشعب ، فهل ننتظر سنة اخرى لانبثاق حكومة عراقية جديدة التي تاخرت و شلت حركة الجميع و لم نلمس دور المثقف بعد، فكم ننتظر لتتدخل هذه الشريحة الطليعية الفاعلة للمشاركة في حل الازمة الحالية كي نامل منها حل امور اصعب قد تواجهنا مستقبلا.
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل باتت ازمة تشكيل الحكومة العراقية مسالة ربح او خسارة ؟
-
كيف يُستاصل العنف و القمع في الفكر السياسي العراقي
-
النخب و الجماهير و الاحزاب السياسية في اقليم كوردستان
-
كيف نحدد الفروقات الطبقية في اقليم كوردستان ؟
-
القصف الايراني مستمر و اقليم كوردستان يحتفي بذكرى موت الخمين
...
-
المرتكزات الاساسية العامة لتشخيص هوية اي بلد
-
ليس من اجل سواد عيون ابناء غزة
-
مابين كوردستان و الصحراء الغربية و جنوب السودان
-
ملالي طهران و استشهاد بَسوز و اسطول الحرية
-
نعم لحرية التفكير و الاقرار و عدم النزوح وراء الخطابات التوج
...
-
ماتفرضه الاحساس بالمسؤولية على السياسة
-
هناك شيء اعمق و اهم من اللغة باعتبارها كلمات و جمل
-
الم نحتاج الى الحوارات بعيدا عن السياسة في هذه المرحلة ؟
-
متى نقطع دابر الانحناء امام الكاريزما
-
من يقف ضد تأليه القيادات الجديدة في العراق؟
-
لم نلمس الردود الفعل الاقوى ازاء ما تعرضت اليه كوردستان ايرا
...
-
اين وصلت حركة الخضر الايرانية؟
-
هل من المعقول ان تبدا و تنتهي الاحتجاجات العفوية بامر خاص
-
هل حقا لا يريد الشعب الكوردستاني ممارسة حقه في تقرير المصير
-
اسرع انجاز سياسي في تاريخ العراق الحديث !!
المزيد.....
-
إسرائيل تُعلن تأخير الإفراج عن فلسطينيين مسجونين لديها بسبب
...
-
الخط الزمني للملاحقات الأمنية بحق المبادرة المصرية للحقوق ال
...
-
الخارجية الروسية: مولدوفا تستخدم الطاقة سلاحا ضد بريدنيستروف
...
-
الإفراج عن الأسير الإسرائيلي غادي موزيس وتسليمه للصليب الأحم
...
-
الأسيرة الإسرائيلية المفرج عنها أغام بيرغر تلتقي والديها
-
-حماس- لإسرائيل: أعطونا آليات لرفع الأنقاض حتى نعطيكم رفات م
...
-
-الدوما- الروسي: بحث اغتيال بوتين جريمة بحد ذاته
-
ترامب يصدر أمرا تنفيذيا يستهدف الأجانب والطلاب الذين احتجوا
...
-
خبير: حرب الغرب ضد روسيا فشلت وخلّفت حتى الآن مليون قتيل في
...
-
الملك السعودي وولي عهده يهنئان الشرع بمناسبة تنصيبه رئيسا لس
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|