أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد مسلم الحسيني - ورود في قائمة الانتخابات














المزيد.....

ورود في قائمة الانتخابات


محمد مسلم الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 3078 - 2010 / 7 / 29 - 09:15
المحور: الادب والفن
    


حملت باقة من الورود في سلّة عمري وكانت فيها الألوان زاهية....متباهية....
جلست أتمعن في تلك الورود بعدما أتعبتني الحياة بهمومها ومقالبها، بأحداثها وتحدياتها، بألغازها وفلسفتها....وعلى حين غرّة بدأت تلك الورود تتكلم.... تفصح عن نفسها!

صاحت وردة حمراء بصوت عنجهيّ آمر كاد ان يفزعني : أنا السياسة فسايرني....
ثم تلتها وردة صفراء كانت تتباهى بوريقاتها وهي تقول : أنا التجارة فأتبعني....
وبعصبية وثقة عالية بالنفس، تدافعت من الخلف وردة خضراء لتعلن بحماس مشهود عن نفسها : أنا العقيدة فقدسني.....
ثم برزت وردة زرقاء يافعة تتمايل عن اليمين وعن الشمال وبذبذبات راقصة وصوت شجي بدأت تشدو وتغني : أنا الفن فعاشرني.....
إلاّ أن وردة بيضاء كانت متخفية بين تلك الورود لم تفصح عن نفسها ولم تنبس ببنت شفه !

إستغربت كثيرا منها وتساءلت مع نفسي ، لماذا لم تعرّف بنفسها....لماذا لم تتكلم؟.
ربما تزاحم باقي الورود على المناصب يضايقها.... أو ربما الكنوز لا تفصح عن نفسها، بل تجعل الناس يبحثون عنها.....أو هي زاهدة بنفسها عن هذا وذاك.... عن المادة والماديات، تعيش بروحها وليس بجسدها.....
راجعتها ...سألتها عن شأنها.... لكنها وبصوت خافت ضعيف أجابتني : أنا الفلسفة، إبتعد عنّي.....!

بقيت في حيرة من أمري فأي من الورود سأنتخب!؟

السياسة لباقة ومرونة، نعومة وخشونة، أقوال بلا أفعال، وإنقلاب من حال الى حال.....لكنني كالصخر الجامد لا أنقلب من طور الى طور.... ولا أكترث للأقوال دون الأفعال، فلا تؤثر بي الألقاب ولا تستهويني الأشكال....
رفعت الوردة الحمراء من سلتي الهشّة لأنها ليست زادي ولا مرادي ووهبتها دون تحفظ للآخرين، فراحوا بشغف كبير يتلاقفونها !

نظرت الى الوردة الصفراء....فتبسمت في وجهي وإستغوتني....
إلاّ أن تجاربي مع التجارة غير موفقة، فالتجارة حظ وفن .... ولكني لا أحظى بأيّ منهما...
كنت أشتري بأغلى مما أبيع....وأبيع في الوقت الذي لا ينبغي... حتى هرب راس المال وإنقلبت الأحوال...
عرفت في نهاية المطاف بأن التجارة ليست دربي، لأنها تكرهني وتعشق غيري....
قررت أن أبيع وردتي الصفراء في المزاد العلني كي يهدأ خاطري وتستقر نفسي، وحالما بعتها قفزت أسعار الورود في حارتي!

توجهت بعدها نحو الوردة الخضراء، فوجدت العقائد قد تكالبت والأفكار قد تشابكت، كلّ يدعي إمتلاك مفتاح الصدق وناصية الحقيقة، وكل يدعي مناصرة الصلاح ومعرفة الصواب.... تشتت أفكاري في بحر العقائد المتلاطمة أمواجه. فموجة من الشمال وأخرى من الجنوب وأنا حائر بينهما....لا أدرك أين الساحل!
توقفت عن الإبحار وفضلت البقاء في مسقط رأسي..... إعتذرت للوردة الخضراء وحنيت لها هامتي....

أما الوردة الزرقاء فقد عشقتها منذ الطفولة....عشقت الفن حين كنت يافعا وتمنيت لو أكون أحد جنوده. لكن الفن هبة الخالق للبشر، وهبة الله لا تباع ولا تشترى ومن لا يملكها لا يستطيع أن يدعيها.
لم تكن في جينات أمي وأبي شحنات فنيّة كي أستورثها، فكيف أصبح فنانا وألبس جلد غيري.... !؟
غادرت الوردة الزرقاء سلة عمري لوحدها وقبل ان أدعوها للرحيل، لأنها تعرف الى أين تذهب وعند من تستقر...

لم يبق في تلك السلّة المهمّشة إلاّ وردة واحدة فقط، إنها الوردة البيضاء التي نصحتني بألاّ أنتخبها....
إلاّ أنني عقدت العزم على إنتخابها رغم النصيحة، فربما هي الوحيدة التي قد تفقه أمري وتعرف سرّي....فعندها سأبحث عن سرّ وجود الورود....وعن أسباب الفروض والقيود.... ومنها سأدرك كيف تأفل تلك الورود... ثم لماذا مرة أخرى تعود....؟ ومن خلالها سأمسك بدواعي محنتي وأسرار وحدتي....وأعرف معاني أحاسيسي ودوافع ثورتي وتمردي....

وبعد تأمل وتفكير عميقين إنتخبت الوردة البيضاء ....

بدأت رحلة البحث عن الحقيقة....فكان الطريق مضنيا وخطيرا....وبعد مشوار طويل من البحث والتقصي....عدت من رحلتي المتعبة كما ذهبت وكأنني لم أتحرك ... !

حرت بعدها بنفسي التائهة.... كيف سأوجهها....والى من سأوّلي شأنها وبيد من أسلّم أمرها!؟.
فإن كانت ورود الحياة لا تستهويني فكيف بأشواكها.... !؟.



#محمد_مسلم_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دموع تحت أغصان الصفصاف
- بواعث الإحساس عند الإنسان
- سيناريوهات تشكيل حكومة عراقية جديدة
- مذكرات رحلتي الى العراق
- أنصفونا قبل أن - تدمقرطونا-
- أوربا صار لها رئيسا ،فمن هو...؟
- تركيا والسلوك السياسي المزدوج.
- الإنتخابات العراقية وصراع الأقطاب
- عطش في وادي الرافدين!
- دكتوراه في سن السادسة والسبعين! : معاني ودلالات....
- أزمات العالم جذورها تكمن في فلسطين...
- جنون العظمة: مرض عقلي أم داء إجتماعي؟
- ماذا سيحصل لو هوجمت إيران؟
- السلم في الشرق الأوسط هدف من اهداف العالم المتحضر
- إنفلونزا الخنازير وباء جديد يدق ناقوس الخطر
- الأوربيون والملف النووي الإيراني
- لماذا يقتل الحاكم شعبه...!؟
- تركيا من غرب يرفضها الى شرق يصبو اليها..
- ابحث عن امرأة تكرهني اسمها دنيا....
- مصاعب في الديمقراطية...


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد مسلم الحسيني - ورود في قائمة الانتخابات