أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد سامي نادر - -ألم الحقيقة بين اليأس والسخط والشتيمة-














المزيد.....

-ألم الحقيقة بين اليأس والسخط والشتيمة-


سعد سامي نادر

الحوار المتمدن-العدد: 3077 - 2010 / 7 / 28 - 22:17
المحور: كتابات ساخرة
    


السخط نوع من يأس معلن، طفح وزفرة كلمات مكبوتة في النفس، تبوح بسر بؤسها وألمها، تعلن حربها بسيف وشظايا مفرداتها اليائسة على سخرية سياق واقعنا المؤلم الذي لا أمل له.
سحرتنا رومانسيات شاعرنا مظفر النواب في الستينيات، بنكهة (حلاوة ليل محروكه حرك روحي..والبنفسج وريل وحمد وغيرها). لكن في ساعة احتضار الأمة واندحار الوطن وانكسارات الروح، وحين طغت زفرة ألمه الداخلي المر على رقة المفردة التي لامست شغاف قلوبنا. ترك مظفر رومانسيته العذبة وتحرر ت "وترياته" الساخطة حد اليأس، من رمزيتها المحلقة مع أحلامنا، لتنشد مرارة قبح سنين الألم المكتنز، ليجرفنا سيلَ قيحها وسخط كلمات واضحة واخزة للضمير، تاركا لغته الأم الشعبية، ليعبر بلغة فصحى أكثر صدقاً عن هم الأمة المشترك: " أولاد القحبة..أنتم مغتصبيها..!". زفرة فصيحة شفافة لا تقبل التأويل ولا بديل لها في وصف قهرنا وبؤسنا الوطني المكبوت في النفوس. جاءت الشتيمة في مكانها ترطب الروح وتلهب الآذان والأكف من قرف ذل مدّاحي الطغاة والسلطة. جاءت مع بدايات زمن اليأس وفي مكانها الموجع الصحيح.
إنها رومانسية السياسة!. تليق وعلى مقام عهر الساسة.
كونها لغة، فهي لعبة كتابها وشعرائها وناقديها. لعبة لا تبتعد عن العاب الساسة سوى بشرف المهنة وقول الحقيقة كاملة واختيار رقي مفردة، لشتيمة ملتهبةعلى مقاس الحكام.

هل تخلو شفافية الزميل ضياء حميو في سخريته اللاذعة "حزب الحمير العراقي" من، شتيمة..؟. أم مسامير استاذنا جاسم المطير في "حكومة الفرود". أم نعالي الذي استعملته لأول مرة في مكانه الصحيح. أم الكلمات التي خانت زميلي محمد الرديني وهو يدلنا بالصوت والصورة، على مصلح "بوينغ" رحلة الحج التي أنقذها دعاء السيد؟؟. أكثر من أربعون عام وشيخ السخرية الاستاذ خالد القشطيني يسخر في معظم مقالاته لتنتهي :" يا أمة ضحكت من جهلها الأمم!!".
أضحكني صديق حين قال : أيقن ان ساستنا يعرفون كل العلل والحقائق. لكنهم تعمدوا مخالفتها وتنفيذ أضدادها. نيتهم إصابتنا بشلل اليأس. ومنها نتعلم حكمة الصبر. ونفاذ صبرنا هو مطلب السلطة لكشف معارضيها الخارجين عن طاعتها. عندها يستحق الذبح شرعا بتهمة الكفر.
كشفنا لحقيقة ما يجري، خروج عن طاعة خلفاء الجهل الذي جعل الخيرين يكتبون سخطهم اليائس.
مهمة شاقة ومؤرقة أن تتقيأ ألم صمت الحق، لتكتب الحق، لا غيره. لا كما رأيناه أخرساً على الدوام.
أدع لكم الشاعر والفنان التشكيلي، أستاذنا الفاضل محمد سعيد الصكار، كي يوفي همنا المشترك وهذا الموضوع، نقل نصا من تعليق جميل كتبه على موقعه :
(والله‮ ‬يا أبا لقمان لقد صار الكلام ثقيلا،‮ ‬ومملا حد الإختناق،‮ ‬وصادر علينا تلك الأحاديث المنعشة للروح،‮ ‬وحشرنا في‮ ‬زاوية الملاكمات اللفظية التي‮ ‬لا قبل لنا بها؛ ولولا ما عاهدنا به أنفسنا بأن نقول الحق وللحق وبالحق؛ لكان لنا مستمتع في‮ ‬حياتنا،‮ ‬على بؤسه).



#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاج زبالة: نكهة الزبيب ومكمن العلة!!
- - خَوّاف الغرب!! بين ( متَّسعة ) صدام و نووي أحمدي نجاد!-
- حول المنقبات!. مرة أخرى مع قرار سوريا الشجاع!
- - وجاء النعال!! في مكانه من سورية الشجاعة-
- الجزء الثاني – شيعة لبنان ..شيعة العراق -
- الجزء الأول- شيعة العراق...شيعة لبنان –
- كيات وحكايات المنبر الديمقراطي – عَلَم النجوم الثلاث -
- - عمو الزعيم نريد جسر..عبد الكريم: حاضر من عيوني!!-
- لماذا كل هذا السكوت عن تبريرات الموت المجاني؟؟
- - العامرية*... بكائية وتر -
- كيّات وحكايات المنبر الديمقراطي – أنا كردي.. ومام جلال!!-
- من أين لنا من قديس يشبه -مانديلا-؟؟
- كيّات وحكايات –نظرية المؤامرة-
- --كيّات- وحكايات المنبر الديمقراطي-
- نوافذ- .للحب. للذكرى. .للغربة -
- يوميات هولندية 13 - حكايتي مع -هُبل العظيم- -
- يوميات هولندية 12- آداب الحمام بين السياسة والدين_
- يوميات هولندية11 -حذاري من البصرة!.السبب ليس الكهرباء!!
- يوميات هولندية 10 -تعزية!!.. أم تهنئة؟؟-
- يوميات هولندية -9 -أيها العراقيين: هلهلوا، تفوقت -يُوويَهْ--


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد سامي نادر - -ألم الحقيقة بين اليأس والسخط والشتيمة-