مؤيد عبد الستار
الحوار المتمدن-العدد: 3077 - 2010 / 7 / 28 - 09:36
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
منذ اشهر والمباحثات جارية على قدم وساق بين القوائم الفائزة في الانتخابات من اجل الاتفاق على المناصب الرئاسية دون جدوى . وما دامت الاحزاب التي تشترك في هذه المباحثات تمثل طوائف ومذاهب ومناطق واقوام ومجموعات بشرية متناثرة على طول وعرض المساحة الجغرافية للعراق فان الامل باتفاقها بشكل ديمقراطي صعب جدا ان لم يكن مستحيلا.
ومن اجل ارغام الجميع على القبول بحلول وسط لابد من قوة قاهرة تفرض حلا معقولا قد لايرضي الجميع ولكنه مناسب لارساء ادارة قادرة على اصدار الاوامر وتنفيذ المشاريع المطلوبة لخدمة عباد الله الذين وجدوا انفسهم كالايتام على مائدة اللئام ، فبعد ان توسل جميع المرشحين للانتخابات بالمواطنين كي ينتخبوهم على اساس انهم سيلبون احتياجاتهم على خير وجه ، نجد الفائزين في الانتخابات تركوا المواطنين خلف ظهورهم وقلبوا لهم ظهر المجن دون اي شعور بالمسؤولية ، ولاخوف من حساب او كتاب سواء في الدنيا او في الاخرة رغم ان اغلبهم يصلون ويصومون ولا اعلم ان كانوا يحضون على اطعام المسكين .
من خلال سير المباحثات بين الاطراف المختلفة يظهر لنا جليا ان الجميع ينتظر قوة تجبره على الرضوخ لارادتها ، وهذا الامر سيكولوجي يرسخ لدى الانسان الذي يعيش العبودية ويخضع لشروطها – لابأس من الرجوع الى اراء بليخانوف احيانا - ، حتى لو تحرر منها سيبقى يعاني من اثارها لمدة تطول اوتقصر حسب الظروف ان كانت مواتية او غير مواتية ، وحسب تطور الوعي الذي تخلقه الظروف الجديدة وعوامل اخرى ، كأن تاتي قيادة تاريخية على درجة كبيرة من الوعي لديها كاريزما وتاريخ يؤهلها لان تطور وعي النخبة السياسية التي دونها مثل الرئيس الافريقي السابق نلسون مانديلا ، او الرئيس الامريكي اوباما ، فكلاهما يمتلكان كاريزما اهلتهما ان يطورا وعي من يعمل معهم سواء في حزبهم او من يسير معهم في سياق نضالهم التاريخي واليومي ، وهو ما لانجده في عراقنا مع الاسف ، فالقيادات ظلت منكفئة على ذاتها وكانها مازالت تعاني من هاجس الحاكم القاهر الذي يجبرها على التصرف والقول ، لذلك فهي اسيرة الماضي ولم تجد من يأخذ بيدها كي يسير بها او يهديها سواء السبيل ، فلا مانديلا ولا اوباما ولا هم يحزنون ، سوى غربان سوداء تحوم في سماء الرافدين تقود الناس من كهف الى مغارة ، ومن مصيبة الى خسارة !!
خلال السنوات السبع الماضية حين يحين الجد ويحتاج الناس الى حكومة جديدة نجد ان السيد السابق الذي جلس على كرسي الحكم لعام او عامين يرفض التخلي عن مكانه ، ويتمسك بكرسي السلطة حتى اخر نفس او قل اخر فلس ان كنت تجيد اللعب بالحروف وتعرف الزخرفة اللفظية التي برعنا بها دون ان نتمكن من الجلوس ساعة واحدة لكي نحل لغز تخلفنا ورجوعنا الى وراء – مثل بول البعير ، مثل عراقي سائر مازال يحمل رائحة البداوة - بينما البشرية تسير قدما في طريق التقدم والعلم والرفاه ، ونحن نعاني من عدم وجود الكهرباء والماء الصالح للشرب والدواء اللازم للعلاج......الخ
ومع كل ذلك نجد حكومتنا اما مستسلمة لابناء العم او سهرانة عند اصحاب اولي الامر او رايحة
لـ .... بيت الجيران .
#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟