أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - امرأة قادمة من فيافي الحذر والشوق














المزيد.....

امرأة قادمة من فيافي الحذر والشوق


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 3077 - 2010 / 7 / 28 - 02:04
المحور: الادب والفن
    


امرأة قادمة من فيافي الحذر والشوق
" قراءة خاصة في قصيدة حُمّمُ النساء, للشاعرة جوزيه حلو "
من يدخل نص الشاعرة جوزيه حلو من عتبة الشبق, تضج فيه حالات تأخذه بعيدا عن مرامي الدهشة الكامنة خلف النص, فالشاعرة تقيم صلواتها الخاصة في معبد جسدها حتى لا يناله الجفاف, ولكي تظل حدائقها الداخلية خضراء وارفة ترتوي بمائه لتكتمل صيرورة الحياة, وحتى تصل العلاقة إلى مداها, تطلق الغناء بلغة أخرى, وتعلن الاحتجاج عند ذروة الشوق, وتقتنصه, حتى لا يضيع منها في صحاري الغربة.. تخرجه من تحت جلدها وتقيم وليمتها التي تشتهي, فتضخ دبيب النبض والشهوة في عروقها لتصل ابعد الآماد في فيافي جسدها المشتاق الراغب
بالأمس كان جسَدُكَ
وكنتَ وليمتي
كنتَ مطويا تحت جلدي
هل كان فعلا؟! أم تستحضره ليكون, لتعيش اللحظة/ الذروة كما تريد؟ أم هي الرغبة في الانفلات من القيود, والصراخ مع جحيم جسد عامر بالرغبات مكبل بالواقع ومحاصر بما توارث من رؤى فهي تريده دائما متساميا صاعداً على خطاياه..
فوق جسدك آلآف الخطايا
شريدة تستقر في لهيب حوضي
أنتَ لي في الظلام
لا تريد التخلص منه, لتطلق متفجرات شهواتها الكامنة, بدلال أميرة شرقية طالعة من الليالي, ومواء امرأة ذكية ومتمردة, تستمد طاقتها من حاجته ليها حتى يتكامل ويكتمل
أحبكَ تحميني
تحميني من جراح السنين
لتنام العصافير في الخلوات
وتستيقظ مهاجرة
صوب الضاحية والجنوب
هي تحلم بالعودة إلى مخدعها الأثير, وممارسة الرغبات على جناح الحكايات لتمزج بلهاث كل النساء اللواتي عبرن به, وتعيش الانصهار المتوحش فتتحول إلى امرأة من جنون رغبة وشبق تبيح المحظور حتى الفضيحة عند تجلي أفراس الشهوة..
لأبوح لك بعذابي ونهمي
فيما جسدي يذوب بك
أسفلك في أعلاي
ويرقدُ ضجيج الفضيحة في فمي..
جوزيه حلو, هنا امرأة تمارس الشوق على طريقتها, وتحاول الارتواء على طريقتها أيضا.. تسطر خريطة جسدها كما تؤمن وتري بعيدا عن القيود, فتتوهج كلما فاعت فيها " حُمّم وشهوة الأفاعي تعلو على ضجيج الخلجات وتغفو المواعيد على الرمال المالحة.."
لذلك تمارس التمرد الحزين, يحاصرها هو الشرقي الواقف على بوابات نبضها,وكأني بها تعيش مارثون الفقد والاستحواذ, وتنتظر الليل للجنون, وتتعرى تحت سياط شمس النهارحتى الاحتراق, بانتظار ليل آخر لتدخل حلما آخر.
أنتَ لي في الظلام
أدفن كلماتك في الغياب وفي جنوني
تُمهّد بشهواتكَ هبوط الليل
تُراهن على امرأة حُبلى في الصباح
بضعُ ثواني وتتسلل المُنى في الصمت
ولأنه لا يغيش الالتحام سوى بضع ثوان, يتخفف خلالها من الانحباس الشهواني الذي يضج فيه, ولأنه يدرك بفطرته غواية العشق منذ بداية الكون يأتيها عند انطلاق الشرارة السحرية عند تماس سالب الحياة بموجبها, ويكون التوهج سيد حال اشتعال الرغبة وتدفق الماء,
ولكنه سرعان ما يعود إلى لعبة المراوغ المنتصر هروبا من اكتشاف ملامحه على مراياها..
غواية العشق منذ بداية الكون
ومنذ هذا الفجر
غداً تنهض للهجر
وتنسى أسمي في الغسقِ
فهل ندخل النص من بوابة الشبق؟! أرى في ذلك ظلما لجوزيه حلو وظلما اكبر للنص. فجوزيه حلو تعيش جسدها روحا نابضة تهاجسه وتحاوره وتسترضيه وتقدم له القرابين حتى يصفح فتنال الرضى, وتقيم صلواتها المجنونة في رحابه, حتى لا يخبو داخلها الاشتعال.. فهل يقف الأمر عند جوزيه حلو عند الدفق الأيروتيكي من اجل المشاغبة أو الارتواء اللحظي؟!
واهم من يرى ذلك وقاصر عن ولوج العتبة إلى نبض امرأة بحجم الدنيا, تمارس الشهيق حتى الصهيل, وتمارس الزفير نزفا, وتجهر بالرغبات, وتعلن التمرد فهل يرعوي من تنتظره, ويتجاوز خوفه وذعره من المسكوت عنه, ويأتيها كما ترسمه وتشتهيه!!..
----------------------------

قصيدة جوزيه عبد الله حلو

حُمَمُ النساء
بالأمس كان جسَدُكَ
وكنتَ وليمتي
كنتَ مطويا تحت جلدي
النساء الجميلات في ماضيك
عاريات يحضنهن الليل
بقناعهن الأحمر وأجسادهن السُمر
من كواكب المجون
وشهيقُهن موحش وغريبٌ
حِمم الأجسادِ وشهوة الأفاعي فيّي
تعلو في ضياع الخلجات
تغفو المواعيد على الرمال المالحة
نساء غارقات في عواء الذئاب
حليب الصباح ينساب على جسدي
وتغتسل حنجرتي بك كل صباح
لأبوح لك بعذابي ونهمي
فيما جسدي يذوب بك
أسفلك في أعلاي
ويرقدُ ضجيج الفضيحة في فمي

* * *

تُمطر السماء مَوْتى
يولدون من المطر
ومن غُبار الصيف
أحبكَ
أحبكَ تحميني
تحميني من جراح السنين
لتنام العصافير في الخلوات
وتستيقظ مهاجرة
صوب الضاحية والجنوب
هاربة من إنفجارات الثأر
حُطام في المرايا
كآبة الشعارات والأديان
ونساء سجينات أمام أبواب الليل

* * *

فوق جسدك آلآف الخطايا
شريدة تستقر في لهيب حوضي
أنتَ لي في الظلام
أدفن كلماتك في الغياب وفي جنوني
تُمهّد بشهواتكَ هبوط الليل
تُراهن على إمرأة حُبلى في الصباح
بضعُ ثواني وتتسلل المُنى في الصمت

* * *
عابق جسدكَ بالضُحى
فوق سريرك وثوب عًرسي
غواية العشق منذ بداية الكون
ومنذ هذا الفجر
غداً تنهض للهجر
وتنسى أسمي في الغسقِ
أغلقِ الباب وراء موعدكَ
عطر النساء ضياع الخليقة
شفتاك بعمر الورد الأحمر
مبللة بدموع الحلم المخطوف
بهوس اللمسِ في أقصى المسامّاتِ

* * *
أنثى قادمة من الحذر
من الشوق
والبُعدِ



#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتظار بقلب عاشقة وصبر قديسة..
- هل رأيتِ موت ظلي –15 - والأخيرة
- هل رأيتِ موت ظلي – 14 -
- هل رأيتِ موت ظلي –13-
- هل رأيتِ موت ظلي –12 -
- هل رأيتِ موت ظلي –11 -
- هل رأيتِ موت ظلي –10-
- هل رأيتِ موت ظلي –9-
- هل رأيتِ موت ظلي –8-
- هل رأيتِ موت ظلي – 7 -
- هل رأيتِ موت ظلي – 6 -
- هل رأيتِ موت ظلي -5-
- على حافة الحقائق
- هل رأيتِ موت ظلي -4-
- هل رأيتِ موت ظلي -3 -
- هل رأيتِ موت ظلي – 2 -
- هل رأيتِ موت ظلي – 1 –
- حنان الهوني ونزف الأرق الجميل
- أحلام عصفورة صغيرة
- حصان أشهب بغرة بيضاء


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - امرأة قادمة من فيافي الحذر والشوق