أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمداني - الشرق الأوسط بين فكي حكام تل أبيب وملالى طهران















المزيد.....

الشرق الأوسط بين فكي حكام تل أبيب وملالى طهران


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3076 - 2010 / 7 / 27 - 09:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشرق الأوسط
بين فكي ملالي طهران وحكام تل أبيب 27/7/2010

تجتاز منطقة الشرق الأوسط مرحلة بالغة الخطورة في ظل التهديدات والتهديدات المضادة من جانب حكام تل أبيب وملالي طهران بسبب إصرار النظام الإيراني على المضي قدماً في برنامجه النووي، وصولاً لإنتاج السلاح النووي من جهة، وإصرار حكام إسرائيل على منع امتلاك إيران، وأي دولة أخرى في المنطقة لهذا السلاح، وهي التي امتلكت وحدها هذا السلاح منذ سنوات عديدة، بدعم وإسناد من الولايات المتحدة لكي تبقى الدولة الأقوى في المنطقة، لتحمي كيانها من جهة، ولتكون قادرة على حماية المصالح الأمريكية، وبوجه خاص ضمان تدفق النفط من منطقة الخليج من جهة أخرى.
ولهذا السبب وجدنا حكام تل أبيب يهاجمون المفاعل النووي العراقي ويدمروه، في الوقت الذي كان العراق يخوض حرباً إجرامية ضد إيران بالنيابة عن الولايات المتحدة، منتهزة فرصة انشغال العراق في حربه الكارثية التي أرادها الأمريكيون أن تستمر أطول مدة ممكنة ولا يخرج منها أحد منتصرا، كما اعترف كيسنجر في مذكراته.
ولم يكتفِ حكام تل أبيب بتدمير المفاعل النووي العراقي، بل كانوا قد عقدوا العزم على تدمير كامل القوات العراقية وأسلحة الدمار الشامل التي جهزوا بها عميلهم الدكتاتور صدام، فور انتهاء الحرب، وعملوا على افتعال المشاكل مع نظام صدام، وبدأوا سلسلة من التهديدات لنظام صدام، واستطاعوا جره نحو التهديدات المضادة التي أخذت بالتصاعد يوماً بعد يوم، تارة تهدد إسرائيل العراق بأسلحة الدمار الشامل، وتارة يهددها صدام بحرق نصف إسرائيل بالكيماوي المزدوج، وهكذا استطاع حكام تل أبيب دفع اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة لإقناع إدارة الرئيس بوش الأب بضرورة مهاجمة العراق، وتدمير ليس فقط أسلحته فحسب بل وكل مرافقه الاقتصادية، وبنيته التحية، بل وكل مرافق البلاد.
وسارع الرئيس بوش إلى نصب فخ لدكتاتور العراق صدام الذي خرج بعد ثمان سنوات من حربه الكارثية مع إيران يمتلك جيشاً جرارا واقتصاد منهارا، لغزو الكويت بعد أن أبلغته السفيرة الأمريكية [ كلاسبي] بأن الولايات المتحدة لا تتدخل في المشاكل بينكم وبين حكام الكويت.
ظن صدام أن حديث كلاسبي كارت أخضر لغزو الكويت والتعويض عن خسائر وديون الحرب، وابتلع الطعم، وكان سرور بوش عظيماً لتهور صدام، وسارع إلى تجييش الجيوش بمشاركة حلفائه الغربيين، والحكام العرب، لينزلوا تلك الضربة القاضية للعراق، ويدمروا أسلحته وبنيته التحية، ولم يتركوا للعراق هدفاً عسكرياً كان أم مدنياً:
ولم يُشبع غليل حكام تل أبيب الخراب الذي أصاب العراق، ولا مئات الألوف من الضحايا والمعوقين، والأرامل والأيتام، فسارع بوش إلى فرض الحصار على الشعب العراقي دون صدام، ذلك الحصار الجائر الذي دمر البنية الاجتماعية للعراق، وأشاع الفقر والجوع والأمراض الفتاكة خلال ثلاثة عشر عاماً هي أسوأ الأعوام التي عاشها الشعب العراقي المنكوب، واستسلم صدام لكل شروط بوش في خيمة صفوان، لكي يبقى على رأس السلطة، وليذهب الشعب العراقي إلى الجحيم!!
ما أشبه اليوم بالبارحة، حيث يبدوا أن ذلك السيناريو يوشك أن يتكرر، ولكنه بشكل أفضع، كما يبدوا أن ملالي طهران لم يتعلموا الدرس من حرب الخليج الثانية، وما حل بالعراق من خراب ودمار وويلات ومصائب لا يمكن وصفها.
لقد عبأ حكام طهران كل طاقاتهم المادية للتسلح، تماما كما فعل صدام استعداداً للمنازلة مع إسرائيل وسادتها الأمريكان، وحلفائهم الغربيين، وسعى حكام طهران إلى تجهيز حزب الله اللبناني بكميات هائلة من الصواريخ والأسلحة استعداداً ليوم النزال الموعود، دون أن يدرك هؤلاء الحكام أنهم مهما استعدوا للحرب، ومهما تسلحوا بالأسلحة فلا مقارنة بين قوة الولايات المتحدة وحلفائها، وفي مقدمتهم إسرائيل
إن الحرب إذا ما نشبت فستكون بكل تأكيد أقسى بكثير من حرب الخليج الثانية التي خاضها صدام، والكل كانوا يدركون أنها حرباً خاسرة بالنسبة لدكتاتور العراق، لكنه ركب رأسه، وأصر على عدم الانسحاب من الكويت، فكان الخاسر الأكبر هو شعب العراق.
إن حكام طهران بكل تأكيد قادرون على توجيه ضربات موجعة لإسرائيل، ولمنطقة الخليج الغنية بالنفط، والتي تضم العديد من القواعد العسكرية الأمريكية.
كما أن حزب الله قادر على توجيه الآلاف من صواريخه نحو إسرائيل، وربما تنجر سوريا إلى هذه الحرب، وحتى حركة حماس.
لكن هذه الحرب إذا ما نشبت فسوف يجابه كل فعل رد فعل اشد ضرواة وأقسى. صحيح أن إسرائيل ستتلقى ضربات مؤلمة، وعلى نطاق واسع ربما يغطي كل أراضيها، لكن لبنان سيكون الضحية الأكثر إيلاماً ، وستكون حرب حزب الله عام 2006 مجرد نزهة، وكذلك إذا تورطت سوريا، وقطاع غزة فيها، وستكون دول الخليج مسرحاً لعمليات إيران الحربية وصواريخها، وستتلقى إيران أشد الضربات التي لا يتصورها حكامها، وسيدفع الشعب الإيراني المغلوب على أمره ثمناً لا يمكن تصوره، وبعبارة أخرى إن الحرب إذا نشبت فستحرق الشرق الأوسط، وتقطع شريان النفط عصب الحياة بالنسبة لمعظم دول العالم، التي ستكون عاجزة عن شراء النفط من مناطق أخرى بأربعة أضعافها.
إن شعوب الشرق الأوسط تعيش اليوم حالة من الذعر والقلق الشديد على مصيرها لأن نيران الحرب ستطالها بكل تأكيد، وهي في وضع العاجز عن تجنب نيرانها، ونتائجها الكارثية التي ستعم المنطقة كلها، وعلى إيران وحلفائها أن يدركوا إن الحرب إذا ما انطلقت فلا أحد يستطيع تحديد نتائجها الكارثية.
صحيح أن حكام إسرائيل الذين خاضوا حربين مع العرب عامي 1967، و1973 لم يستخدموا ترسانتهم النووية، لأن تلك الحروب لم تكن تهدد مصير إسرائيل ووجودها، لكن الحرب التي يستعد لها الطرفان تتطلب أن يدرك حكام طهران أن إزالة دولة إسرائيل التي يبشر بها الرئيس الإيراني احمدي نجاد لا يمكن تحقيقها في ظل الظروف الدولية السائدة، حيث الولايات المتحدة هي الدولة العظمى الأولى في العالم، وأن إسرائيل تمثل خط الدفاع الأول له، لحماية المصالح الأمريكية في المنطقة والخليج على وجه الخصوص.
إن على طرفي النزاع أن يلتزموا جانب الحكمة، وعدم التهور، والعودة إلى سبيل المفاوضات الجادة، والعمل على إفراغ المنطقة من الأسلحة النووية وسائر أسلحة الدمار الشامل، والحفاظ على السلام والأمن في المنطقة، وسيتحمل الطرفان مسؤولية كبرى لِما قد يحل في المنطقة من خراب ودمار، وسفك دماء، وويلات ومصائب لا يمكن تقدير حجمها، فهل تتغلب الحكمة، ويتغلب العقل، أم سيركب الطرفان روؤسهم لتحل الكارثة بالجميع دون استثناء.
إن على حكام تل أبيب أن يدركوا أن إسرائيل لن تحقق الأمن والسلام لها من دون أن تنسحب من هضبة الجولان والضفة الغربية وغزة، وتعود إلى حدود الرابع من حزيران، وإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، مع أقامة علاقات طبيعية مع جيرانها العرب قائمة على احترام سيادة واستقلال جميع دول المنطقة، والمنافع المشتركة لما فيه خير الجميع.
أما الحروب فلن تجنِ إسرائيل، ويجني منها جيرانها سوى الخراب والدمار والمصائب، وفي الوقت نفسه فإن السلام العادل سيؤدي بكل تأكيد إلى انحسار العمليات الإرهابية ليس في المنطقة فحسب، بل في العالم أجمع، وبدلا من إهدار مئات المليارات من الدولارات على الحروب والتسلح، والخراب والدمار، فبإمكان هذه الدول استخدامها في تجفيف منابع الإرهاب عن طريق معالجة مسألة الفقر والبطالة، وتأمين حياة كريمة تليق بالإنسان في مختلف بقاع الأرض.



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى متى يبقى العراق وشعبه على مائدة المقامرين؟
- ثورة 14 تموز في ذكراها الثانية والخمسين/ دروس وعبر/ القسم ال ...
- ثورة 14 تموز في ذكراها الثانية والخمسين/ دروس وعبر
- في الذكرى السابعة والأربيعين لانتفاضة الشيوعيين في معسكر الر ...
- أضواء على ثورة العشرين / بمناسبة الذكرى التسعين لوقوعها
- هل من سبيل للخروج بالعراق من المأزق الحالي؟
- في تأبين الشاعر والمناضل كاظم السماوي
- ينبغي انقاذ العراق قبل فوات الأوان
- إلى النضال يداً بيد من أحل ان تستعيد المرأة العراقية حريتها
- قائمة اتحاد الشعب 363 خير من يمثل طموحات الشعب العراقي في ال ...
- التصدي لمذبحة المسيحيين في الموصل مسؤولية وطنية ودولية وإنسا ...
- سنوات الجحيم/ اربعون عاماً من حكم البعث الفاشي في العراق / ا ...
- سنوات الجحيم / اربعون عاماً من حكم البعث الفاشي في العراق/ ا ...
- سنوات الجحيم / أربعون عاماً من حكم البعث الفاشي في العراق / ...
- سنوات الجحيم / اربعون عاماً من حكم البعث الفاشي في العراق / ...
- الشعب العراقي أمام خيارين دكتاتورية دينية طائفية أم ديمقراطي ...
- من المسؤول عن عودة البعثيين إلى الواجهة من جديد؟
- شهادة للتاريخ * الحلقة الثانية والأخيرة
- شهادة للتاريخ
- أيها الأمريكيون : انه من صنع أيديكم!


المزيد.....




- محكمة روسية تبدأ النظر في قضية -الخيانة- ضد راقصة باليه مزدو ...
- خبيران يكشفان لـCNN ما -أذهلهما- بزيارة بوتين إلى كوريا الشم ...
- عدد الحجاج المتوفين يتجاوز الألف معظمهم غير مسجلين
- رئيس الوزراء الفيتنامي يعلق على زيارة بوتين
- سيئول تحتجز سفينة شحن بدعوى انتهاكها العقوبات الدولية على كو ...
- -بوابة العالم السفلي- تعود إلى موطنها بعد اختفاء محير لأكثر ...
- محكمة سويدية تبرئ ضابطا سوريا سابقا من جريمة حرب
- أوكرانيا بلا كهرباء والولايات المتحدة توقف طلبيات -باتريوت- ...
- مجلة أمريكية تنصح أوكرانيا وحلفاءها بالتنازل عن الأراضي التي ...
- علماء: أكبر إعصار في النظام الشمسي على وشك الاختفاء والأرض ا ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمداني - الشرق الأوسط بين فكي حكام تل أبيب وملالى طهران