|
هل نحن الان خير امة اخرجت للناس حقا
شاهر الشرقاوى
الحوار المتمدن-العدد: 3075 - 2010 / 7 / 26 - 22:02
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الاخوة الافاضل: السلام عليكم: الاجابة على هذا السؤال يتطلب منا اولا ان نعرف مفهوم الخيرية ..والافضلية عند عقيدة النصارى واليهود فاليهود ينظرون الى انفسهم على انهم شعب الله المختار ..من منظور عنصرى بحت ..(يعنى الله اختارهم من دون البشر كده وخلاص ليكونوا افضل امة ) تصور عنصرى بحت وكأن الله قد اعطاهم خصوصية لهم هم بالذات فى ان يفعلوا اى شئ مع اى احد من البشر سواهم (كارت بلانش )لمجرد انهم يهود من بنى اسرائيل او يعقوب اما النصارى فيتصورون انهم ابناء الله واحباءه ..يتصورون ان الله لن يعذبهم مهما فعلوا من خطايا وذنوب لان الله (تعالى الله عما يصفون )مثل الوالد والاب تغلبه عاطفة الابوة بالنسبة لهم ايضا من دون الناس..وهذا الاحساس يجعلهم يتتدللون ويتجرأون على الله سبحانه وتعالى اما نظرة المسلم فهو ينظر الى الله نظرة كلها اجلال واكبار وتعظيم ..نظرة العبد المحب لسيده ومولاه.فلا يدفعه احساسه بالخصوصية والتمييز الى الدلال والجرأة على الله..ولا شعوره بالرحمانية الالهية بالاغترار بالله الكريم الرحيم بل يدفعه احساسه بالخصوصية الى ان يزداد رهبة واجلال و احساس بالمسئولية امام الله الخيرية فى الاسلام خيرية مشروطة ..وليست خيرية عنصرية (كنتم خير امة اخرجت للناس ..تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) فاذا انتقص عنصر من هذه العناصر .انتفت الخيرية .. وانظر احبك الله واعزك اخى الكريم الى ترتيب العناصر: 1الامر بالمعروف 2النهى عن المنكر 3 الايمان بالله وذلك للدلالة على ان الايمان وحده لا يكفى للحصول على الخيرية .بل يجب ان يقترن بالامر بالمعروف والنهى عن المنكر فهل نحن الان وفقا لهذا المفهوم خير امة اخرجت للناس؟ لقد اصبحنا ننظر الى الله نظرة اليهود والنصارى اليه ..تصورنا انه يحبنا مهما فعلنا لمجرد اننا امنا به وبرسوله وكفى ..تصورنا ان الله هو الهنا نحن فقط ..وسيدخلنا الجنة نحن فقط مهما غفلنا .وظلمنا وقسونا وانحرفنا عن منهاجه ولم نتبع نبيه
فهل نحن الان حقا خير امة اخرجت للناس؟ ماذا نفعل كى نستحق الجنة ؟ ماذا نضيف للحياة؟ نتهم الغرب والامريكان وعبدة الكواكب والاصنام بالكفر والشرك ثم نمد لهم الايادى ..لنأخذ منهم المعونات؟؟ فهل نحن حقا الان خيرأ مة أخرجت للناس؟؟ ارجو من الله ان نتتحقق بالعناصر والاسباب التى تجعلنا اهلا ..ان اول درجة فى مراتب الاصلاح هو الاعتراف بالحق ..وعدم دفن الرؤس فى الرمال مثل النعام كما يقولون هل احد يرضى عن حال المسلمين اليوم فى اى بقعة من بقاع العالم؟ ليس لنا كلام سوى عن نظرية المؤامرة ..والغرب الذى يكيد بالاسلام .... فلو فرضا ان هذا الكلام صحيح .فماذا فعلنا نحن لانفسنا ؟ ماذا فعلنا لنفسد هذه المؤامرة كما تقولون؟ لا شئ ..لا شئ على الاطلاق .سوى الشجب والصراخ والمظاهرات ..والتنديد .والسب والتهديد والوعيد لمن يريدون السوء بهذه الامة الامر بالمعروف والنهى عن المنكر يا اخى الحبيب ليس فقط فى الشعائر والمعاملات اين التخلص من عيوبنا ..الاهمال .الفوضى ..التسويف فى كل شئ فى حياتنا ..المحسوبية ..الوصولية ..شيلنى واشيلك..الكسل البلادة ..الخنوع ..النوم فى العسل اين النظام ..الالتزام ..الاخذ بالاسباب ..الاتقان الاحسان ..قوة العزيمة ..الاصرار ..تحديد الاهداف .التعاون .كل هذا يا اخى هو الامر بالمعروف والنهى عن المنكر..اين الاعتماد على الذات افرادا وجماعات ؟ انا اتكلم عن حال المسلمين بصفة عامة ..يجب اذا كنا نريد الاصلاح الا نخدع انفسنا ..نحن الان فى ذيل الامم .ليس لان الله يبتلينا كما نتوهم .وليس لاننا نتعرض لمؤامرة كما نقول .ولكن الحقيقة هى اننا نستحق ما نحن فيه من ذلة وهوان ...نعم نستحق ..لاننا فقط امنا ايمانا بالكلام والجنان(اى بالقلب ). ولم نحققه بالجوراح والاركان (فأما من جاء بالصدق ..وصدق به ) يجب ان نصدق بالصدق ..لا ان ناتى الله بقولنا امنا بالله ورسوله فقط ..لانه سيسألنا ..وماذا فعلتم بايمانكم ؟؟هل تغيرتم ..هل سعيتم لتكونوا الافضل والاقوى والاحسن من دون الامم؟؟ هل توكلتم عليه حق توكله؟؟ام توكلنا على اهواءنا وشياطيننا .وطغاتنا ..وكبراء قومنا الظالمين الفاسقين.مثل قوم عاد ..الذين كفروا ربهم واتبعوا امر كل جبار عنيد هذه هى الحقيقة المرة يا اخيا ..التى يجب ان تعترف بها كخطوة اولى من اجل الاصلاح الحقيقى ولا ان نعتمد على نظرية المؤامرة القضية يا زملائى ليست فى كوننا نعترف بوجود مؤامرة او عدم وجود مؤامرة المشكلة فينا احنا ..نحن للاسف لا نجيد قراءة التاريخ واحداث الحياة وووقائع سيرة خير خلق الله سيدنا محمد عبد الله ورسوله
يجب ان نفهم المنهج الذى اتبعه والذى رباه الله عليه .... بدأبنفسه اولا .(ادبنى ربى فأحسن تأديبى ) ثم باسرته ثم بقومه ثم بالعرب ثم اتسعت الدعوة لتشمل العالم اجمع هذا ما اقصده ..يجب ان نكون عباد لله على التحقيق ..خلقنا الله لنعمل لا لنتكلم ونشعر ونحس فقط هل سنظل عمرنا كله نلقى باللوم على الاخرين ..؟؟ اين دورنا نحن ؟؟؟ اين اعمالنا نحن؟؟هل سنظل فى حالة صراع بالكلام والعيش فى الاوهام . واحلام اليقظة .فى انتظار الموت لدخول الجنة الموعودة. بلا عمل .فقط بالامانى .الكاذبة والخادعة بان الله يحبنا لاننا فقط مؤمنون او بالاصح نقول اننا مؤمنون ؟ (ليس بامانيكم ولا امانى اهل الكتاب .من يعمل سوء يجزى به ) هذا هو القانون الالهى .هذه هى سنة الله فى الدنيا قبل الاخرة .. اما البلادة ..والتناحة .والانتظار.والبكاء فلن يفبدنا شيئا ليس هذا صبرا ..ليس هذا صبرا ..هذا انتظار ..هذا عبادة للقضاء والقدر .وليس عبادة لرب القضاء والقدر اما العويل والصراخ والاتهامات فلن تصلح من امرنا شئ ... اما ان نظل فى حالة اذدواج للشخصية .وننظر الى الدين على انه هو فقط الشعائر والاخلاق (انا لا اقلل من شأنهما على الاطلاق ) فلن ينصلح حالنا ابدا..لو رفع جميع المسلمين اكف الضراعة والدعاء وملأوا اماكن البحار والمحيطات بالدموع من البكاء ..ما رزقهم الله برغيف خبز واحد الا اذا زرعوه وجمعوه وطحنوه وخبزوه ..ليس عجزا منه سبحانه وتعالى .ولكن لانه يريدنا ان نستمتع بالمتعة الحقيقية فى الحياة ...متعة العمل وتحقيق الاهداف
انا لا ادعو الى الاحباط والياس بل الى العكس تماما ..ادعو الى الافاقة ..الى مواجهة النفس ..الى عدم التعالى على الواقع المر الذى نحياه حتى نتمكن منا لاصلاح الحقيقى بالفعل والعمل الجاد المثمر لا بمجرد الكلام والاحاسيس انا لا انكر ابدا ابدا انه يوجد نماذج مشرفة وعظيمة لافراد وجماعات مسلمة ومؤمنة ..ولكنى اتمنى ان تعم ..وتسود وتكثر ..لا ان تظل محصورة فى اعداد بسيطة.. اما ان نظل نتحدث عن انجازات الماضى وعظمة الاجداد .فهذا ما لم نجنى من وراءه اى مكسب اذا لم نحلله ونستفيد منه ونطبقه وفق معطيات العصر لا ان نوقف عجلة الزمن والتاريخ عند القرن الثالث الهجرى وتقبلوا تحياتى ومودتى والسلام عليكم
#شاهر_الشرقاوى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
معجزة القران الحقيقية
-
الاسلام والايمان من منظور عصرى وانسانى
المزيد.....
-
قائد -قسد- مظلوم عبدي: رؤيتنا لسوريا دولة لامركزية وعلمانية
...
-
من مؤيد إلى ناقد قاس.. كاتب يهودي يكشف كيف غيرت معاناة الفلس
...
-
الرئيس الايراني يدعولتعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية وقوة
...
-
اللجوء.. هل تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي عن رفضه حزب البدي
...
-
بيان الهيئة العلمائية الإسلامية حول أحداث سوريا الأخيرة بأتب
...
-
مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
-
التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج
...
-
“سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن
...
-
الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان
...
-
الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وسط العنف الطائفي في جنوب ا
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|