|
مذكرات رجل قتله المجد- الحلقة الثانية
مختار العربي
الحوار المتمدن-العدد: 934 - 2004 / 8 / 23 - 11:38
المحور:
الادب والفن
الرحلة التي تبنته واكتملت جسداً يراه ، كانت نهايتها هروب البحر فصارت السفينة تجدف في عمق اليابسة! وعندما سأل نفسه ! أجابت: إنه (دالي!!) فالبحر يجتاح المدينة.. وبالفعل صارت أشرعة السفينة تستقبل العاصفة الترابية وتعتنق ثقافة الصحراء ذات الوجه المتجهم، وأصاب الهلع سكان السفينة الرملية ، وبدأ سباق الظفر بتقرير كيف أنهي حياتي وفق نظرياتي الخاصة، فتلك فتاة قبل قليل كانت تمارس الحب تعرّي تركت حبيبها واستعجلت نهايتها ، انتحرت!، الطفل الخبيث استغنى عن رضاعة الإبط فعض أسنانه! وصاحب الوشم (خيال الكاتب) اعترضته صخرة عظيمة !!فهاهو يعوّي من شدة الألم ، فأعتذر واعترف فأدين!!!، ... إلا هو فقد كان يحتفظ بهدوءه ويتذكر أقوال الحكماء والفلاسفة الزنادقة وبدأ رحلته هو إلى قلب الذاكرة الحرجة وتجلي باللحظة:- " الرجل العاقل يكنز ما يعتبره الآخرون نفاية، ولا يقّدر الأشياء التي يصعب الحصول عليها، ويعود إلى درس ما! مر به الآخرون مرور الكرام، فمثل هذا الرجل الذي يعمل في إطار تآلف الطبيعة وانسجامها يجد السلام الحقيقي حيث يجد الآخرون الفوضى... " لاو تزو وانخرط في حوار مع الذات ليجد نفسه وحيداَ لا أحد بالسفينة سواه وبلبل (بلبل) خيالُ زوج المرأة اللعوب العامل في مصنع الأحذية التي يملكه بالإنابة نوراني الشيخ اللص أتذكرونه؟ نوراني الذي لم يطق مناورات وحيد المشاكس فاستذله وقد حكى لي المشعوذي ذات مرة قال:( ومن ذلك ما فعل الشيخ نوراني مع وحيد المشاكس، وهو أنه حضر مجلس للأنس واستفخاذ النساء ، وبعد أن ثمل نوراني وفعلت به الخمر ما فعلت، قال: أرأيتم لو أنني اعطيتكم ثلاثة أيام تقضونها إجازة ، أ أكون مقصراً ؟! هنا رد شعب " شعب هذا هو عامل جديد في مصنع الأحذية الذي يملكه الشيخ نوراني وقد تم تعيينه قسرياً بعد أن تم الاستيلاء على أقدام الجماهير وأجبروا على انتعال أحذية تصنع فقط في مصنع نوراني" قال شعب: لا وسوتادس! بلا تكون قد أفضت وتفضلت بكرمك يا كريم، " قالها متأثراً بسلطة الخمر ومشاهدة صدور عارية، وظني انه لو كان في كامل وعيه لامتلأ غيظاً مثل صاحبنا وحيد الذي لم يحتمل ما قاله شعب ، فهو لا يحب شعب هذا ! لأنه من خارج مدينتهم (مدينة أقدام فقط! لأحذية تصنع في مصنع نوراني" وبدأ الحوار:- وحيد المشاكس: كذبت يا ابن يهـ......! وقال : ( ليست الهدية إجازة ـ والمنحة لا تبددها وانت تتبضع في السوق المشرقي لتملأ معدتك وتشتهي في مبضاع مغربي) ، هنا قهقه الشيخ نوارني واتخذ موضع قِبلة من باب التندر وقال: يا شعب ألا ترى أنه يمكننا أن نخفض من أجور العمال الدنيئين لننفقها في مجالس فرح كهذه! فما أجمل النساء! شعب: (في تلذذ) بلا ويهــــــــو..... هنا ثارت غضبة وحيد المشاكس فأخرج سكينه وهم يحاول غرسها في صدر شعب فتفاده واحتمى خلف فتاته ، قال وحيد: من أنت؟ حتى تقرر في شئون أحذيتنا (يريد أن يقول مصنعنا) يا سافل! هنا تغير وجه نوراني واحتدمت ذاته بالغضب وقال مغاضباً ورافضاً لمن حدث: ما أكثر نزقك يا وحيد أغرب عن وجهي لقد أفسدت علينا سمرنا هذا . خرج وحيد عاقداً النية على الهجرة والاتصال بعالم يعيش فيه الناس لا ينتعلون الأحذية. واستمرت السهرة وسمع أن نوراني قد فقد حياته في تلك الليلة التي قضاها بين أحضان النساء ، فقد ألهب شهوته شعب حينما أخبره ، عن أختين تمارسان البغاء بشرط الإثنان على فراش واحد! وما كان من نوراني الذي سيطرت على رأسه فكرة المغامرة أن وافق على هذا الشرط ، وعندما أحضر شعب الفتاتان أنقض عليهما نوراني وخرج شعب منتظراً نهاية المؤامرة،، وفي الحقيقة أنهن تأمرتا عليه وخنقتاهحتى الموت فسمى شهيد!!! تحول مصنع نوراني للأحذية إلى بار كبير في وسط المدينة يمكنك اليوم أن تشاهده يعج بالمراهقين ورجال الدين في العقد الخامس من أعمارهم يعانون من الضعف الجنسي ويجدون السلوى الحزينة في استلهام طاقة الشباب . صاحبنا يتغول بعيداً جداً و يتحرر يقول: " يجب أن يكون المؤرخون دقيقين ، أمينين ، وغير متحيزين ، فلا ينبغي للمصلحة أو الخوف ، للحقد ، أو للعاطفة أن تتحول بهم عن جادة الحقيقة" قالها معقباً على النهاية التي يستحقها نوراني والتي يكذبها عمال المصنع مع أنها الحقيقة التي يعرفها الجميع. البحر يعود ثانية (فدالي) أعتزم الرحيل فموت لوركا على يد سفاحي فرانكو أفسد عليه حياته وجعل العالم وسكانه يشابهون الذئاب ، فانتظمت الرحلة سيرها فالطريق طويل..
" فيكم من يكتم السر ؟ الرجل الذي داهمني ذات مساء! صاحب هذه المذكرات أفسد علي حياتي انا الآخر فصرت لا أذوق طعم الراحة ولا الطعام وزوجي تتصارع معي وتتهمني بالتحيز وبأنني أفضل القهوة والسجاير عليها ، وأن تقليبي للمراجع وسير العظماء إنما دافعه الخوف من صاحب المذكرات .. لكن في الحقيقة معها حق أن صاحب المذكرات رجل يملك أحوال غريبة! أحياناً يهذي فيرغي ويزبد ويناديني نملة! وأحياناً يتعامل بالود والاحترام ، وسمعت قصة غريبة مخيفة يقولون أن بني جنسه يتحولون!!!" كيف لم نفهم ؟.. وقفة!! لا تذهبوا بعيداً بل رددوا مع كونفيشوس: "أن يذهب المرء بعيداً جداً أمراً سيء كعدم الذهاب كفاية..." إلى اللقاء الحلقة الثالثة....
#مختار_العربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المعرفة الهادئة – الكهانة والنص الكارزمي 2
-
مذكرات رجل قتله المجد - الحلقة الأولي
-
فيدل كاسترو - نموذج للإنسان العالمي..
-
الحوار من منظور إسلامي - والإسلام السياسي كعقيدة جديدة!
-
اكتشاف الذات! - ذلك الهم الوجودي
-
ستالين - رجل الطبيعة النبيل!!
-
المرأة ومهمة الجنس التعبدي!!
-
المعرفة الهادئة - قراءة في الخطاب التاريخي الإسلامي1
-
التخبط وممارسات التجهيل – حسن بن محمد بن بزرجميد - نموذجاً
-
المرأة من منظور جاهلي / إسلامي (أزمة النص الديني) (3)
-
نظرة لواقع العبودية في مجتمع الجاهلية والإسلام 2
-
الرق في الإسلام - نظرة موضوعية 2)
-
العبودية في الإسلام - نظرة موضوعية
-
لغة القهر وشرعية الأماكن!!
-
في مفهوم الاضظهاد - دهشة الخوف
-
دعوة للثورة على الوهم - المرأة من منظور جاهلي إسلامي 2/1
-
الخروج من قوقعة الذات - فلسفة غياب الوعي في الإنسان العالمي
...
-
المرأة من منظور جاهلي / إسلامي - أنواع النكاح
-
(علاقة معرفة بالدم (جورج أوريل ينتقد العالم ويوشي بالماركسية
-
نظرة موضوعية - الرق في الإسلام
المزيد.....
-
“بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا
...
-
المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
-
رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل
...
-
-هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ
...
-
-جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|